ما هو علم الكلام

علم الكلام يعد من أهم العلوم الإسلامية على الإطلاق علم الكلام والذي أختلف الكثير من العلماء في تعريفه ولكن جميعهم اتفقوا في المضمون وفي وظيفته وما يؤديه ذلك العلم وأثره على البشرية، وفي هذا المقال سنعرض عبر موقع مقال maqall.net بعض من هذه التعريفات ورأي العلماء واختلافاتهم.

تعريف علم الكلام

  • يُعرف علم الكلام بعلم التوحيد، وعلم الفقه الأكبر، وعلم أصول الدين، وعلم الإيمان، وعلم الصفات والأسماء، وأيضا علم أصول السنة.
  • هو أحد أهم العلوم الإسلامية التي تهتم بالبحث عن العقائد الإسلامية وإثبات صحتها والدفاع عنها بالأدلة والبراهين.
  • فعلم الكلام يعد انعكاسا لمنهج التفكير الإسلامي إلى جانب علم أصول الفقه، وهو أيضا علم تقام به الأدلة على مدى صحة العقائد الإيمانية.
  • في بعض المسميات يعرف باسم علم النظر والاستدلال، والسبب في ذلك هو الاستدلال به على المسائل الإيمانية بآليات عقلية.
  • هو أيضا علم معرفة الله تعالي، ومعرفة ما يجب فعله وما يجب الابتعاد عنه طلبا لرضا الله سبحانه وتعالى.
  • يقوم علم الكلام على كيفية إقامة الحجج والبراهين التي توصل إلى نتائج مؤكدة، فمثلا إذا أردنا أن نستدل على وجود الله في هذا الكون واردنا أن نثبت انه واحد أحد لا شريك له يكون هذا العلم مرجع لنا.
  • وإذا أردنا أن نستدل على جود نبي الله ونستوجب صحة نبوته نعود إلى هذا العلم الذي يستدل على الأدلة التي تؤكد صحة هذا الكلام.
  • إذا أردنا أن ننفي شبهة أو تهمة ما عن شيء نرجع إلى هذا العلم أيضا.

كما يمكنك التعرف على: ما هو عيد الفصح

ما هو علم الكلام عند بعض العلماء

  • علم الكلام عند الفارابي: عرف الفارابي علم الكلام بأنه ملكة يمتلكها الإنسان ويقدر بها على نصرة بعض الآراء والأفعال شريطة أن تكون محمودة التي يصرح بها واضع الملة ويزيف كل ما يخالفها بالأقاويل.
  • علم الكلام عند عضد الدين الإيجي: ويعرف عضد الدين الايجي علم الكلام بأنه علم يقتدر معه إثبات العقائد الدينية بالحجج ودفع الشبهات.
    • والمقصود بالعقائد هنا ما هو نفس الاعتقاد دون العمل، وبالدينية التي تنسب لدين رسول الله محمد.
  • علم الكلام عند ابن خلدون: ويعرف ابن خلدون علم الكلام بأنه علم يستخدم في نصرة الاعتقادات على مذهب السلف وأهل السنة وقد اقتصره على ذلك.
    • ويوضح باقي الفرق في تعريفه قائلا: هو علم يشتمل على الحجج عن العقائد الإيمانية.
    • وبالأدلة العقلية أيضا والرد على من يحرف في المذاهب السلف وأهل السنة والسر في هذه العقائد هو التوحيد.
  • علم الكلام عند الجرجاني: عرف الجرجاني علم الكلام بأنه علم مختص بالبحث عن الله سبحانه وتعالى وصفاته وحال ما هو ممكن من المبدأ والمعاد على النهج الإسلامي.
  • علم الكلام عند الكمال بن الهمام: وقد عرف ابن الهمام علم الكلام على انه معرفة ما على النفس من العقائد المنسوبة إلى دين الإسلام استنادا إلى الأدلة علما وظنا في بعضها.
    • ويختلف هذا التعبير عن غيره في أن بعض العقائد تؤخذ عن أدلة ظنية، ومن هنا فبعض العلماء يدرجون ضمن تصنيفاتهم بعض المسائل التي تبنى في الأساس على أدلة ظنية.

المشترك بين العلماء في علم الكلام:

  • ونلاحظ أن في كل هذه التعريفات نجد أن بعضها ينظر إلى الموضوعات التي يدور حولها البحث في هذا العلم إلى الغاية المطلوبة.
  • وما يجمع بين كل هذه التعريفات ما ذكر في مضمونه الغاية والأسلوب والمسائل، فعُرف علم الكلام بأنه: ” العلم الذي يبحث في أصول العقائد والمذاهب، مستعينا في ذلك بالأدلة العقلية متخلصا من العقائد الكافرة الضالة، وملتزما بالعقيدة الحق”.

اقرأ أيضا: ما هو اللغو

نشأة علم الكلام

نشأ علم الكلام في العصور الإسلامية الأولى كرد فعل على التحديات الفكرية والفلسفية التي واجهت المسلمين مع تأثير الفلسفة اليونانية والهندية والفارسية والسريانية. وقد ولّى الكثير من علماء الإسلام والفلاسفة في تلك الفترة الانشغال بالمسائل العقائدية والفلسفية، مما دفع إلى ظهور علم الكلام كمنهج لدراسة وتحليل العقائد والمعتقدات الدينية.

يُعتبر الإمام الأشعري (توفي عام 935 م) من أبرز رواد علم الكلام في التاريخ الإسلامي. قدم الأشعري مؤلفات هامة في هذا المجال، مثل كتابه “الإيمان” و”المقاصد في الإيمان”، حيث قام بتنظيم المعتقدات الإسلامية وتوثيقها بالدلائل العقلية والنقلية.

عندما بدأت الدولة العباسية تفقد تأثيرها وتنحدر نحو الانحطاط، أصبحت النزاعات السياسية والفكرية تزداد، مما أدى إلى تطوير وتعميق علم الكلام للرد على التحديات الجديدة. في هذا السياق، برزت مدرسة الأشاعرة والمعتزلة والماتريدية والحنابلة والمتكلمين الأخرى، حيث قام أعضاؤها بتطوير مناهج وأساليب لمواجهة الفلسفة والمذاهب الفكرية الأخرى.

يُعتبر علم الكلام أحد العلوم الإسلامية الأساسية التي ساهمت في تحديد المعتقدات الدينية وإثباتها بالدليل العقلي والنقلي، وقد شكلت مساهمات علماء الكلام العديدة جسرًا بين الفكر الفلسفي والفكر الديني في العالم الإسلامي.

أسماء أخرى لعلم الكلام

إليك بعض الأسماء الأخرى التي يُشار إليها في الأدب الإسلامي والتراث الفكري لعلم الكلام:

  • علم العقائد: يشير إلى دراسة المعتقدات الدينية والفلسفية وتحليلها وتوثيقها.
  • علم الأصول والمبادئ: يركز على تحديد المبادئ الأساسية والقواعد التي تُبنى عليها المعتقدات الدينية.
  • علم الإيمان: يركز على دراسة المعتقدات الإيمانية والعقائدية وتوثيقها وتحليلها.
  • علم العقلاء والنقلاء: يشير إلى توازن دراسة المعتقدات بين العقل والنقل (الوحي والنصوص الدينية).
  • علم التوحيد: يركز على دراسة وتحليل مفهوم التوحيد وأبعاده العقائدية والفلسفية.
  • علم الدِّيانة: يُستخدم في بعض الأحيان للإشارة إلى دراسة المعتقدات والمذاهب الدينية.
  • اللاهوت الإسلامي: يُستخدم في بعض الأحيان للإشارة إلى دراسة المعتقدات والمفاهيم اللاهوتية في الإسلام.
  • علم العلل والنقائص: يشير إلى تحليل وتوثيق النقائص والعيوب في المعتقدات ومحاولة حلها وتصحيحها.

كما يمكنك الاطلاع على: ما هو الوحي

موضوعات علم الكلام

علم الكلام يتناول مواضيع متنوعة ومعقدة في دراسة المعتقدات الدينية والفلسفية، ويشمل العديد من النقاط الرئيسية التي يركز عليها العلماء والفلاسفة في هذا المجال. من بين الموضوعات الشائعة في علم الكلام:

  • توحيد الله وصفاته: يدرس هذا الموضوع مفهوم التوحيد في الإسلام وصفات الله السماوية، مثل العلم، والقدرة، والإرادة، والرحمة، والعدل، والحكمة.
  • النبوة والرسالة: يتعلق هذا الموضوع بدراسة النبوة والرسالة، ودور الأنبياء والرسل في نقل الوحي والهداية للبشرية.
  • الحكمة الإلهية والقضاء والقدر: يتناول هذا الموضوع مسألة الحكمة الإلهية في الخلق والقضاء والقدر، وعلاقة الله بالخلق ودوره في توجيه الأحداث.
  • الإيمان والكفر والإثم والثواب والعقاب: يدرس هذا الموضوع مفاهيم الإيمان والكفر والإثم والثواب والعقاب، وكيفية تطبيقها في حياة المؤمنين.
  • النفس والروح والجسد: يتعلق هذا الموضوع بدراسة النفس والروح والجسد، وعلاقتها ببعضها البعض وبالعالم الخارجي.
  • العلم والدين: يناقش هذا الموضوع العلاقة بين العلم والدين، وكيفية توافقهما أو تضادهما في بعض الجوانب.
  • العقل والنقل: يتناول هذا الموضوع العلاقة بين العقل والنقل، ودور كل منهما في استيعاب المعتقدات وتحليلها.
  • الحرية والمسؤولية الدينية: يتعلق هذا الموضوع بدراسة مفهوم الحرية والمسؤولية الدينية، وكيفية تطبيقهما في الحياة الدينية والعملية.

غاية علم الكلام

غاية علم الكلام هي تحليل وتفسير المعتقدات الدينية والفلسفية بشكل منهجي وعلمي، وتوثيقها بالدلائل العقلية والنقلية. يسعى علم الكلام إلى تبيان الحقائق الدينية والفلسفية وتوضيحها للناس، ويُعتبر وسيلة لفهم عميق للعقائد والمعتقدات وللرد على الشبهات والتحديات التي قد تواجهها.

تتمثل غاية علم الكلام في عدة نقاط:

  • توثيق المعتقدات: يسعى علم الكلام إلى توثيق المعتقدات الدينية والفلسفية بالدلائل العقلية والنقلية، وإثبات صحتها وقوتها الحجية.
  • تبيان الحقائق الدينية: يسعى علم الكلام إلى تبيان الحقائق الدينية وشرحها بشكل دقيق ومنطقي، وتفسير النصوص الدينية بطريقة تفهمها وتقبلها العقول.
  • الدفاع عن الدين: يعتبر علم الكلام وسيلة للدفاع عن الدين وتوضيح مبادئه ومعتقداته، ورد الشبهات والانتقادات التي توجه له.
  • تحقيق الفهم العميق: يهدف علم الكلام إلى تحقيق فهم عميق للمعتقدات الدينية والفلسفية، وتوضيح العلاقات بينها وبين الواقع.
  • تحقيق التوازن بين العقل والنقل: يسعى علم الكلام إلى تحقيق توازن متوازن بين العقل والنقل، واستخدام العقل في فهم النقل وتوجيهه.

لماذا سمي علم الكلام بهذا الاسم؟

سُمي علم الكلام بهذا الاسم نسبةً إلى العملية التي يقوم بها، وهي التحدث والنقاش في المسائل الدينية والفلسفية بشكل مباشر ومنهجي. يعني “الكلام” في هذا السياق التعبير والحوار والمناقشة، ويعكس المحاولة المستمرة لفهم وتوضيح المعتقدات الدينية والفلسفية بشكل لغوي ومنطقي.

كلام السلف في ذم علم الكلام

كلام السلف في ذم علم الكلام يشير إلى بعض الآراء التي عبر عنها بعض العلماء السلفيين والفقهاء القدامى بشأن التركيز الزائد على علم الكلام والاهتمام به على حساب العلوم الشرعية الأخرى. هناك عدة نقاط تم التأكيد عليها في كلام السلف بشأن هذا الموضوع:

  • تفضيل العمل على النظرية: كان السلف يولون أهمية كبيرة للعمل العملي والتطبيق العملي للشريعة على النظرية والمناقشات الفلسفية. كانوا يؤكدون على أن العلم النظري بمفرده لا يكفي دون العمل العملي والتطبيق العملي لتعاليم الدين.
  • التحذير من الاختلافات الفلسفية: يخشى بعض السلفيين أن يؤدي التركيز الزائد على علم الكلام إلى الانشغال بالنظريات الفلسفية والفرعية، مما قد يؤدي إلى الانحراف عن العقيدة الصحيحة.
  • التأكيد على القرآن والسنة: كان السلف يؤكدون على أهمية التمسك بالقرآن والسنة كمصادر رئيسية للعلم الشرعي، وكانوا يروجون للعلم النقلي والعمل العملي الذي يستند إلى النصوص الشرعية.
  • التحذير من البدع والابتداع: كان السلف يحذرون من البدع والابتداع في الدين، وكانوا يرون أن التركيز الزائد على علم الكلام قد يفتح الباب أمام مزيد من الابتداعات والتحريفات في العقيدة.

الفرق بين علم التوحيد وبين علم الكلام

علم التوحيد وعلم الكلام هما اثنان من فروع العلوم الشرعية في الإسلام، ورغم تشابههما في بعض الجوانب، إلا أنهما يختلفان في النهج والتركيز والمنهجية. إليك الفروق الرئيسية بينهما:

  • علم التوحيد (عقيدة التوحيد):
    • يركز علم التوحيد على دراسة وتوثيق معتقدات التوحيد في الإسلام، وهي توحيد الله في الألوهية والربوبية والأسماء والصفات.
    • يهتم بتوضيح مفهوم التوحيد وتبيان أدلته من القرآن والسنة وفهمها بالتطبيق العملي.
    • يركز على التركيز الشخصي والروحي والقلبي، ويسعى إلى تحقيق الإيمان الصحيح وتوجيه النفوس نحو خالقها الواحد.
  • علم الكلام (عقيدة الكلام):
    • يركز علم الكلام على النواحي الفلسفية والمنطقية في المعتقدات الدينية، ويسعى لتوثيق العقائد بالدلائل العقلية والنقلية.
    • يهتم بالمناقشات الفلسفية والمناظرات الفكرية والجدل حول المعتقدات الدينية وتحليلها بوسائل العقل والمنطق.
    • يركز على التفكير العقلي والمنطقي واستخدام الحجج والبراهين لتوثيق المعتقدات الدينية.

أسئلة شائعة حول مفهوم علم الكلام

ما هو علم الكلام؟

علم الكلام هو فرع من فروع العلوم الإسلامية يدرس المعتقدات الدينية والفلسفية ويحللها ويوثقها بالدلائل العقلية والنقلية.

ما هي أهمية علم الكلام؟

أهمية علم الكلام تكمن في توثيق المعتقدات الدينية والفلسفية، وفهمها بشكل منهجي وعلمي، والدفاع عنها وتوضيحها للآخرين.

ما هي المواضيع التي يتناولها علم الكلام؟

علم الكلام يتناول مواضيع متنوعة مثل التوحيد والنبوة والرسالة والقضاء والقدر والحرية والمسؤولية الدينية، وغيرها.

ما الفرق بين علم الكلام وبين العقيدة؟

العقيدة هي المعتقدات الدينية التي يؤمن بها المسلمون، بينما علم الكلام هو العلم الذي يدرس هذه المعتقدات ويحللها ويوثقها بالدلائل.

ما الدور الذي يلعبه علم الكلام في المجتمعات الإسلامية؟

يلعب علم الكلام دورًا هامًا في توثيق وفهم المعتقدات الدينية والفلسفية، وفي توجيه الناس نحو الفهم الصحيح للدين والتصدي للشبهات والتحديات الفكرية.

مقالات ذات صلة