ما هي الخطبة

ما هي الخطبة، يعتبر الزواج من ضروريات الحياة واستقرار البشرية لأنه سبب في تعمير الأرض سواء للبشر أو غيره من المخلوقات كما أن الزواج أساس لتأسيس الأسر وهو لا يتحقق إلا عند إقامة خطبة لجمع الطرفين ورؤية إن كانا العروسين صالحين للزواج.

الخِطبة لغةً واصطلاحًا

الخطبة في اللغة

• أولا يختلف لفظ الخطبة باختلاف تشكيل حرف الخاء حيث بضم الخاء أي الكلام المنثور وهو فن مخاطبة الناس بهدف التأثير في الأفئدة والعقول.
• أما الخطبة وهو موضوعنا اليوم وهي بكسر الخاء وهي في اللغة مأخوذ من المصدر الخطاب، أو الخطب بفتح الخاء وضم الطاء والذي يشير هذا المصطلح إلى مطلق الأهمية.

كما يمكنك التعرف على: حكم فسخ الخطبة لعدم الارتياح النفسي

الخطبة في في الاصطلاح

• الخطبة اصطلاحا هي رغبة الرجل في التزاوج من امرأة فيطلب يدها من أهلها إذ ذكر مصطلح الخطبة في القرآن الكريم حيث قال تعالى في كتابة الكريم:
  • {ولا جناح عليم فيما عرضتم من خطبة النساء علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولو قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يكتب الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم}.
• والدليل من السنة النبوية، قال صلى الله عليه وسلم {يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وحصن للفرح، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء}.

الحكمة من تشريع الخطبة

• حتى يتمكن الطرفان من التعرف على الآخر ليرى إن كانوا سيتوافقان أم سيختلفان.
• فترة يتعرف العروسان على بعضهما ومعرفة تفاصيل حياة كل منهم وأخلاق بعضهم ومن خلالها يتم الاتفاق على أساسيات الحياة الزوجية.
• التحقق من نية استمرارية العلاقة فيما بينهم لكي تنشأ أسر مبنية على الحب والسعادة والاستقرار وحتى يتحقق هذا الأمر لابد من الخطبة التي تظهر إذا كانا يمتلكان توافق نفسي وجسدي أم لا والذي يعد هذا التوافق من ضروريات الزواج الناجح.
• شرعت الخطبة لتعارف الطرفين والابتعاد عن الغش أو الخداع من خلال تعرف كلا منهم على الآخر.

كما يمكنك الاطلاع على: شروط الخطبة

شروط الخطبة

الشرط الأول

• أن تكون المرأة غير مخطوبة برجل آخر لقوله صلى الله عليه وسلم {ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له الخاطب}

الشرط الثاني

• أن تكون المرأة ليست من الموانع التي ذكرها الله في كتابه أو ألا تكون من النساء التي لا تحل له كالمحارم المؤقتة والمؤبدة.

أنواع الخطبة

الخطبة نوعين:

النوع الأول

• الأولى هي خطبة بالتصريح وهو أن يصرح الرجل أو أن يفصح عن نيته بالزواج من امرأة بالفظ وقول صريح.

النوع الثاني

• والثانية هي خطبة بالتعريض وهو أن يشير الخاطب من خلال حديثه عن نيته بالزواج من امرأة.

الضوابط الشرعية التي تحقق الخطبة

• أن يتحقق الإشهار حيث قال تعالى {لا تواعدوهن سرا} لأن من شروط تحقيق الخطبة هو أن يشهر أهل الطرفين على خطبة العروسين حتى تتم المعرفة بخطبتهم وعدم أقدام رجل آخر على خطبة امرأة مخطوبة.
• لا يجوز أن يختلي الخاطب بمخطوبته حتى يتم عقد النكاح بينهما بل يجلس الخاطب في بيتها مع وجود محارم البيت.
• لابد من أن تلبس المخطوبة الزي الشرعي أمام خطيبها، لأن الخطبة ليست إلا اختبار قد ينجحا فيه المخطوبان أو يفشلا فيه لذلك لابد من ارتداء الزي الشرعي حتى يتم عقدة النكاح بينهم.

ما يعرقل إتمام عملية الخطبة؟

توجد عراقيل كثيرة تعيق من عملية إتمام مشروع الخطبة وأبرزهم الآتي:

• يجب أن تكون علاقة الأسرتين طيبة بعيدا عن المشاكل وخصوصا لابد من أن تكون علاقة المخطوبة بأم الخاطب طيبة لأن خلاف ذلك قد يفسد من إتمام الخطبة.
• والاهتمام برأي الأسرتين لا رأي أسرة المرأة المراد خطبتها فقط.
• لا يجوز أن يفرض الخاطب رأيه على مخطوبته بل يشترط استخدام طرق أخرى كالرومانسية بدون عدائية.
• لا يجوز الحكم على الشاب المتقدم الخطبة بماضيه لأنه قد يكون أقدم على فعلة الخطبة للتوبة من المعاصي القديمة وفتح صفحة جديدة لحياته مع شريكته.
• لا يجوز الاستبداد بالخاطب وكثرة الطلب فوق مقدرته لأن الأمر قد ينفره.

آداب الخطبة

• ألا يتقدم رجل لامرأة يعلم بخطبتها من رجل أو أشار أحدهم بخطبتها، لأنه ضرر قد يتسبب في وجود ضغائن بين العائلات.
• أن يستأذن الخاطب المرأة المراد خطبتها، لأن الرضا شرط لتحقيق الخطبة لا الإجبار، موافقة الأهل على خطبة ابنتهم من الرجل المتقدم الخطبة.

اقرأ أيضا: هل يجوز التكلم مع الفتاة قبل الخطبة؟

الدليل على جواز رؤية الخاطب للمخطوبة

تتعدد النصوص الشرعية التي تؤكد جواز رؤية الخاطب للمخطوبة، ومنها ما يلي:

• قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: (كُنْتُ عِنْدَ الرسول صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأتَاهُ رَجُلٌ فأخْبَرَهُ أنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الأنْصَارِ، فَقالَ له نبي اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَنَظَرْتَ إلَيْهَا؟ قالَ: لَا، قالَ: فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إلَيْهَا، فإنَّ في أَعْيُنِ الأنْصَارِ شيئًا).
• قال المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-: (خُطِبَتِ امرأةٌ على عهدِ نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: أَنَظَرْتَ إليها؟ قلتُ: لا. قال: فانظرْ إليها؛ فإنه أَجْدَرُ أن يُؤْدَمَ بينكما).
• قال جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أنّ نبي الله -عليه الصلاة والسلام- قال: (إذا خطب أحدُكم المرأةَ فإن استطاعَ أن يَنظرَ منها إلى ما يَدعوهُ إلى نِكاحِها فليفعلْ. قال: فخطبتُ جاريةً من بنِي سَلمةَ فكُنتُ أتَخَبَّأُ لها حتى رأيتُ منها بعضَ ما دعاني إلى نكاحِها).

وبالنسبة للمواضع التي يسمح للخاطب أن يراها في مخطوبته هي الوجه والكفيين، وذلك الأن النظر إلى الوجه يبين مدى جمالها، والنظر إلى الكفين يبين مدى امتلاء البدن وخصوبته من عدمه.

حكم الخِطبة على الخِطبة

• حرم أهل العلم خطبة الشاب على خطبة اخيه المسلم، وذلك ف يحالة موافقة أهل الفتاة عن الشاب، ولم يفض الخاطب الاول خطبته منها بشكل صريح أو بالحكم؛ مثلما يترك المخطبة لفترة ولا يسأل عنها بأي شكل من الأشكال، ولم يكن منح الإذن لأي شاب أخر بخطبتها.
• والدليل على ذلك ما قاله نبي الله عليه الصلاة والسلام: (ولا يَخْطُبَ الرَّجُلُ علَى خِطْبَةِ أخِيهِ، حتَّى يَتْرُكَ الخاطِبُ قَبْلَهُ أوْ يَأْذَنَ له الخاطِبُ).

وقد حدث خلاف بين أهل العلم حول رأيهم في حالة اتمام الزواج بعد الخطبة هعلى الخطبة، وفيما يلي سنعرض هذه الآراء:

رأي الجمهور

• الجمهور من المذهب الحنفي والشافعي والحنبلي يرى أن عقد الزواج صحيحًا، لك الرجل يأثم على فعله لأنه خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم.

المالكية

• علماء المذهب المالكي يرون أن العقد باطل في حالة عدم البناء بها، لكن يكون صحيح إذا بنى بها.

الظاهرية

• الظاهرية يقولون أن الزواج باطل وفاسد، وفي حالة الزواج يتم فسخ العقد وإبعادهم عن بعض وعلى الرجل مهر المثل.

أسئلة شائعة حول معنى الخطبة