ما هي الردة

يتساءل البعض عن ما هي الردة، وما هو حكم الشريعة في هذا الأمر وما موقف القوانين الوضعية منه، وذلك نظرًا لكون هذا الأمر يتكرر كل فترة في شكل هجوم على ثوابت الأمة وعادتها وتقاليدها ومناهجها.

تعريف الردة لغةً واصطلاحًا

يختلف تعريف الردة في اللغة عن تعريفها في الاصطلاح، حيث تعرف بـ:

تعريف الردة في اللغة

• الردة هي لغة الرجوع في الطريق.
• التحول عن الشيء إلى شيء غيره.
• تعرف أيضا برد الشيء إلى ذاته، والمرتد هو الراجع.

شاهد أيضا: دعاء التوبة والرجوع إلى الله مكتوب

تعريف الردة اصطلاحا

• الردة هي قطع المرء لإسلامه بنية الكفر، وذلك عن طريق فعل أو قول أو اعتقاد أو شك، وسواء كان الكفر استهزاء أو عناد أو اعتقاد.
• بذلك يكون الردة هي الشخص المرتد عن إسلامه أو الكافر.
• لا تصح الردة إلا من عاقل حيث أنها لا تصح من طفل أو مجنون أو من لاعقل له.

شاهد من هنا: الفرق بين الكفر والشرك والإلحاد

أقسام الردة

تحدث الردة إذا قام الفرد بأحد نواقض الإسلام وتنقسم إلى عدة أقسام وهي:

الردة بالقول

• يتضمن هذا النوع من الردة سب الله ورسوله أو شتم الرسل الكرام والملائكة أو ادعاء الفرد بالنبوة أو تصديق من يدعيها.
• تشمل أيضًا الاستعانة بغير الله فيما لا يقدر عليه سواه أو الاستعاذة بغير الله.

الردة بالفعل

• يقوم المرء في هذا النوع من الردة بالسجود لغير الله سواء لصنم أو لقبر أو لحجر.
• بالإضافة إلى الذبح لغير الله أو تعلم عمل السحرة والسحر.
• كذلك الاستهانة بالمصحف أو إلقائه في أماكن غير نظيفة أو الحكم بغير ما أمر به الله تعالى.

الردة بالاعتقاد

• يتضمن هذا النوع اعتقاد المرء بوجود شريك لله أو تحريم الحلال وتحليل الحرام.

الردة بالشك

• الشك فيما قام الله تعالى بتحريمه.
• كذلك الشك في صدق نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بشكل خاص والشك في الإسلام بشكل عام.

الردة بالترك

• وذلك يتمثل في ترك الصلاة بشكل متعمد.

حكم الردة

بعد أن تم التعرف على ما هي الردة فإننا نتناول حكم الردة حيث أن جمهور العلماء من جميع المذاهب والمسلمون أجمعوا على أن عقوبة المرتد تتمثل في ما يلي:

• القتل، ويحكم بذلك عن طريق القضاء الشرعي بعد التأكد من توافر كل شروط المرتد ولا يقوم بتنفيذ هذا الحكم إلا ولي الأمر.
• يترك المرتد 3 أيام قبل تنفيذ الحكم، ويجب أن يحاول ولي الأمر إقناعه بالتي هي أحسن لعل وعسى أن يعود إلى إسلامه.

مشروعية حدّ الردة في الإسلام

كما أن هناك بعض النصوص من السنة والكتاب دلت وأجمعت على أن المرتد من أصحاب النار وأنه يجوز قتله، ومن هذه النصوص ما يلي:

• قال الله تعالى: “ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والأخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون”.
• قوله تعالى: “من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرًا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم”.
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه.
• كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث “النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمفارق دينه التارك للجماعة”.

اقرأ أيضا: دعاء التوبة والندم إلى الله

الردة في القرآن الكريم

استدل المسلمين على أن المرء المسلم من الممكن أن يقع في الردة من آيات الله تعالى حيث قال الله ما يلي:

• قال تعالى: “يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم“.
• “لا تسجدوا للشمس ولا للقمر“.
• “إنما المؤمنون الذين آمنو بالله ورسوله ثم لم يرتابوا“.

شروط وقوع الردة

لا بد من توافر بعض الشروط لوقوع الردة، ومن هذه الشروط ما يلي:

البلوغ

• حيث يشترط أن يكون المرء عاقل بالغ، حيث لا تقبل من طفل لأنه غير مكلف.

العقل

• لا تقبل الردة من مجنون، فكما أن إسلامه لا يقع فإن ردته لا تقع أيضًا، واختلف الفقهاء حول ردة السكران فالبعض يقول أنها تقع والبعض الأخر يقول لا.

الاختيار

• يشترط لوقوع الردة أن يكون الشخص راضي عن ذلك ومن اختياره، فلا تقبل الرد لشخص مكره عليها.

إرادة الكفر

• الناطق لكلمة الكفر قاصدًا لها وبنية الردة، فمن نطق بالكفر لغوًا دون أن يقصد أو يدرك فإنه ردته لا تقبل مع وجوب الاستغفار من هذا.

العلم بالحال والحكم

• لا بد لقبول ووقوع الردة أن يكون المرء على دراية بأن ما يقوله أو يفعله موضع للكفر.

كيفية ثبوت الردة

ولثبوت الردة على الإنسان يجب أن يحدث أمرين وهما:

• الإقرار الشخصي من المرء بأنه مرتد.
• شهادة رجلين عاقلين على وقوع الردة مع توضيح ما صدر منه بالتفصيل.

شاهد من هنا: هل يغفر الله الذنب المتعمد

أسئلة شائعة حول الردة في الإسلام