ما هو موت الغفلة
الموت هو الحقيقة الكبيرة التي يجب أن يتيقن الجميع بها ويؤمن بها، لأنها من علامات الإيمان بأن هناك موت وحساب وبعث وثواب وعقاب من الله عز وجل.
وللموت قدسيته وحكمة كبيرة لا يعلمها إلا الله، ولذلك دعونا نتحدث اليوم عن ما هو موت الغفلة
محتويات المقال
ما هو موت الغفلة؟
- يعتبر موت الغفلة أو موت الفجأة هو الموت الذي يأتي الإنسان بغتة وفي غفلة.
- أي انه يتم وقوعه بغير سبب سابق يؤدي إليه.
حيث أن هناك موت مسبق بسبب مثل:
- المرض أو الخطر الذي يواجه الإنسان في حياته أو عمله أو حدوث كوارث طبيعية أدت للموت.
- ويكون موت الغفلة دون معاناة أو مشقة أو مقدمات أو الشعور بالسكرات.
- وقد يسمى هذا الموت بموت السكتة أو موت الفوات.
- وأصبح هذا النوع منتشر بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة.
- وذلك دون الارتباط بعمر محدد أو بنوع الشخص الذي يأتيه الموت.
- ومن أقوال الشيخ الفضيل علي جمعة أن موت الفجأة يعتبر بمثابة تنبيه وإنذار للأحياء.
- وهدفه الأساسي وعظ الناس في أن الموت قد يأتي بدون مقدمات وغير مرتبط بسن أو مرض أو حالة.
- وذلك عن طريق حضور الأحياء موت هذا الشخص.
- ويمكن لهم أن يكونوا جالسين معه منذ دقائق قبل موته وكان في صحة جيدة.
- والوعظ في حالة رؤية الميت وهو في كامل لياقته وصحته وقد مات ويقومون بتغسيله ووضع الكفن له ودفنه.
- وذلك هدفًا في الرجوع إلى الله تعالى والسير في طريق الطاعات والبعد عن المعاصي ومحاولة الاستغفار لتكفير ما صدر من الإنسان في حياته السابقة.
- وهذا لقول الله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ).
اقرأ أيضًا: كيف أحافظ على صلاتي
هل موت الغفلة من علامات سوء الخاتمة
سؤال قد يلح على جميع الناس وهو هل لموت الفجأة أو الغفلة علاقة بسوء الخاتمة الإنسان سواء خاتمة حسنة أو خاتمة سيئة.
ويكون الجواب بالتأكيد لا يوجد علاقة لموت الفجأة بسوء الخاتمة للإنسان.
فإن الإنسان قد يموت وهو على طاعة وله سيرة وحياة طيبة مليئة بالحسنات.
فليس من الضروري أن يؤخذ الإنسان من الحياة الدنيا على معصية أو يكون هذا سوء لخاتمته.
ويجب أن نشير إلى أن الإنسان في يوم القيامة يبعث على حالته التي توفي فيها، وذلك ثابت من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ علَى ما ماتَ عليه).
فالموت قد يكون خيرًا لصاحبه والذي يلتزم بالطاعات وحب الله تعالى والسير بأوامره والبعد عن نواهيه.
وقد يكون شرًا للإنسان الخارج عن طاعة الله أو الذي يقوم بالمعصية في دنياه، ولا يبالي لآخرته.
لذلك يعتبر موت الغفلة تنبيه كبير للناس بحسن عبادتهم لله تعالى والامتثال لتعاليمه والسير على طريق الطاعات والعبادات.
وذلك حتى يحسن خاتمته سواء في موت غفلة أو عن طريق أي صورة أخرى للموت.
كيف للمسلم أن يستعد ليوم وفاته؟
تأكيدًا لما سبق فإنه يجب على كل مسلم أن يتيقن أن الموت يجيء لا محالة فيه، وانه سوف يلاقي ربه بعمله.
ويجب أن يستعد الإنسان المسلم لهذا اليوم العظيم والذي لا يفرق فيه الموت بين صغير وكبير أو بين غني وفقير أو بين صالح وطالح.
فإن ملك الموت يأخذ الروح بأمر من رب العباد وبتعليمات الآهية، ونذكر بعض ما يجب على المسلم أن يقوم به استعدادًا لهذا اليوم.
- يجب على المسلم أن يقوم بلزومه الفرائض وهي ما أمرنا الله ورسوله بها وفرضها علينا وعدم التقصير بأي منها.
- وذلك إعمالًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
- تذكر الإنسان الموت في كل عمل يقوم به في حياته، وأن يحرص على الالتزام بالطاعات وعدم إغضاب الله تعالى.
- الإكثار من الاستغفار والتوبة في كل عمل يقوم به الإنسان، أو التوبة عن أي فعل صدر منه هو لا يبالي فيه.
- حسن الظن بالله تعالى في جميع أمور الحياة واليقين بالثواب والعقاب والجنة والنار وعذاب القبر.
- معاملة الناس بخلق الإسلام والحث على الخير والنهي عن المنكر.
الدعاء المأثور للاستعاذة من الموت الغفلة
لم يأتي دعاء مخصص بعينه يحث على التحصين من موت الفجأة أو الوقاية منه، ولم يأتي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك.
ولكن يمكن أن يقوم الإنسان بالدعاء بما يريح قلبه ويتوسل لله تعالى أن يرفع مقته وغضبه عن العباد وأن يحسن خاتمته.
وكان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام هو: (اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك وجميع سخطك).
ويمكن الإنسان الاستعانة بالعديد من الأدعية التي يتم سماعها من الإمام في المسجد أو من الدروس الدينية المختلفة.
ومن المعروف أن أفضل هو ما يكون نابع من القلب وهو أن يدعو الإنسان بما يأتي في ذهنه وما يريح قلبه وما يتمناه أن يحدث من رب العالمين.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ).
وهو ما يحتم على الإنسان أن يعي ما أنعم الله به عليه وبالأخص عندما يرى موت الغفلة يحدث للشباب وهو لم يمكث في الدنيا إلا سنوات معدودة.
وهي تعتبر سنوات مراهقة وسنوات بدء التعرف على الحياة وقد يؤخذ من الدنيا بعمل غير صالح.
فيجب علينا أن نقوم بتوعية النشء بالخير في الدنيا وفعل الأمور الصالحة والحرص على الطاعات.
ويجب أن يتعود شبابنا على الذكر وعلى الدعاء والاستغفار في كل وقت وحين.
شاهد أيضًا: دعاء الاستغاثة من موت الغفلة للشباب وكبار السن
الموات وخروج الروح من الجسد
خروج الروح من الجسد للمؤمن
يقصد بخروج الروح من الجسد هو ارتفاعها إلى أعلى الصدر ويسمى التراقي ثم تخرج من الجسد وتصعد إلى السماء وهذا بالنسبة للمسلم المؤمن.
حيث تفتح للروح التي تخرج من الجسد أبواب السماء ثم تعاد إلى الأرض مرة أخرى.
وهناك فرق بين خروج روح المؤمن وكافر حيث أن خروج روح المؤمن تكون كالتالي:
روح المؤمن تخرج بكل يسر وسهولة، وذلك عندما يطلب منها ملك الموت ذلك.
وتنزل عليه من السماء ملائكة بثياب بيضاء ويحملون معهم أكفان طيبة الرائحة ويجلسون أمامه ليخرجون روحه بكل سهولة ويسر.
وهو ما يطلق عليه الروح المطمئنة، وتخرج من جسده أطيب الرائحة، تكتب روحه في عليين ثم تعاد إلى الأرض في سلام.
وعند مرور الروح في السماء وتمر على الملائكة فتقول الملائكة ما هذه الروح الطيبة فيقولون لهم فلان ابن فلان بأحسن الأسماء التي كان يسمى بها في الدنيا.
خروج الروح من الجسد للكافر
وروح الجسد للكافر لا تفتح لها أبواب السماء وتبقى روحه مسخوط عليها غضب الله في الأرض.
وتلتف ساق الكافر بالساق وذلك من هول مال سيلاقيه بعد موته من عمله وكفره بالله عز وجل.
وذلك إعمالًا لقول الله عز وجل: (كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ* وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ* وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ* وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ* إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ).
وتكون خروج روح الكافر بعد معاناة كبيرة وتتفرق في جميع أجزاء جسده ليشعر بآلام كبيرة وتبشره الملائكة وقت خروج الروح بالعذاب الأليم.
ويقول لها ملك الموت يا أيتها الروح الخبيثة أخرجي إلى سخط الله تعالى، وغضبه وتنتزع الروح كما ينتزع السفود من الصوف المبلول.
وتأتي الحكمة من شدة سكرات الموت وهو التكفير عن السيئات وزيادة الحسنات، وذلك بالنسبة للمؤمن أو المسلم العاصي الذي لديه ذنوب.
فيخرج المؤمن من الدنيا نقيا من الذنوب والخطايا وليعلم قدرة الله تعالى في خلقه.
قد يهمك: آيات قرآنية عن الصبر عند الموت
هل موت الفجأة من علامات سوء الخاتمة
موت الفجأة (السكتة القلبية المفاجئة) ليس بالضرورة علامة على سوء الخاتمة. في الإسلام، سوء الخاتمة يرتبط بالحالة الروحية التي يكون عليها الإنسان عند الوفاة، مثل وفاة الشخص على معصية أو في حالة الغفلة عن ذكر الله.
موت الفجأة قد يحدث لأي شخص، سواء كان صالحاً أم غير ذلك، ولا يعني بالضرورة أن الشخص كان في حالة من الغفلة أو سوء الخاتمة. الموت بشكل عام يمكن أن يكون مفاجئاً أو متوقعاً، ولا يمكن الحكم على مصير الإنسان بناءً على طريقة موته.
الفرق بين موت الفجأة والغفلة
موت الغفلة فهي حالة يكون فيها الشخص غير مدرك أو غير واعٍ لعواقب أفعاله، خاصة فيما يتعلق بالعبادة وذكر الله. الغفلة قد تؤدي إلى سوء الخاتمة إذا استمر الشخص في هذه الحالة دون توبة أو وعي بأهمية الاستعداد للآخرة.