ما حكم تارك الصلاة؟
ما حكم تارك الصلاة؟ والفروض التي فرضها الله على المسلمين جميعاً، فالصلاة بالطبع فرض من فروض التي أقرها الله تعالى على سائر المسلمين تحديداً.
فهي فرض أساسي لا يجوز تركه أو الإغفال عنه، ولذلك فإن ترك الصلاة عن قصد خاصةً له عقاب كبير عند الله سبحانه وتعالى.
ولذلك سوف نجيب في هذا الموضوع على سؤال تحديداً وهو ما حكم تارك الصلاة؟، فتابعوا معنا موقعنا المتميز دوماً مقال maqall.net.
محتويات المقال
ما حكم تارك الصلاة؟
بالطبع يوجد إجابتين لهذا السؤال تتوقف كلاً منهما على الآتي:
أولاً: ترك الصلاة عن كسل وإغفال
- قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيماً).
- ولذلك فإن ترك الصلاة، بسبب الكسل أو التهاون في فرائض الله عز وجل تحديداً فهو كبيرة من الكبائر.
- حيث أن تارك الصلاة في الإسلام يعتبر فاسق وعاصي.
- كما أشار عدد كبير من الأئمة، وأهل العلم تحديداً وعلى الرغم من إن الآية الكريمة تقر بأن ترك الصلاة.
- بسبب الكسل ليست شرك بالله عز وجل إلا أنها تبقى من الكبائر التي يعاقب عليها المسلم بالطبع.
- وجاء بعض الأئمة والعلماء مثل ابن مبارك، والقيرواني برأي مخالف عن الرأي السابق.
- واستندوا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: (العهدُ الذي بيننا وبينهم الصلاةُ فمَنْ تَرَكَهَا فقدْ كَفَرَ).
- ولذلك أكدوا إن تارك الصلاة بسبب الكسل، فهو كافر حسب ما جاء على لسان رسول الله.
- كما أنهم أباحوا دم من يترك الصلاة عن كسل، لأنه يعتبر كالمرتد عن الدين.
- وقال آخرون من العلماء أيضاً، إن من ترك الصلاة عن كسل فقد كفر لكنه كفر أصغر.
- لأن الكفر الأكبر يعتمد على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.
ثانياً: حكم ترك الصلاة عن قصد وجحود
- قال تعالى: (لا تشرِكوا باللَّهِ شيئاً وإن قطِّعتُمْ أو حُرِّقتُمْ أو صُلِّبتُمْ، ولا تترُكوا الصَّلاةَ متَعمِّدينَ فمن ترَكَها متعمِّداً فقد خرجَ عن الملَّةِ).
- واستناداً لتلك الآية الكريمة فإن الشخص الجاحد هو الذي يعمل بوجود الشيء ولكنه ينكره.
- فالشخص الذي يترك الصلاة بسبب جحوده، وهو يعلم بأنها فريضة على كل مسلم يعتبر كافر كفر صريح لا جدال فيه.
- لأنه بذلك يكذب ما جاء به الرسول بأمر من الله.
- وهذا الأمر يطبق على كل من حجد أي أمر من أمور الدين التي لا تحتمل التأويل، وعلى كل من يحلل ما حرمه الله تعالى.
اقرأ أيضاً: حكم تارك الصلاة عمدًا
ما حكم تارك الصلاة عن الأئمة وأهل العلم؟
بالطبع اختلفت أراء أئمة المسلمين حول قضية ترك الصلاة، وقد استند كل إمام في رأيه على مجموعة من الأحاديث والأيات القرآنية في حكم تارك الصلاة، وآراء الأئمة هي:
الإمام أبو حنيفة النعمان
- يقول الإمام أبو حنيفة إن الذي يترك الصلاة يعتبر فاسق في حكم الدين.
- ويجب أن يعاقب في الدنيا والأخرة.
- كما قام الإمام أبو حنيفة بتحديد عقوبة لتارك الصلاة، وهي أن يتم ضربه حتى تسيل الدماء من جسده.
الإمام أحمد بن حنبل
- يقول الإمام أحمد أن ترك الصلاة يعتبر كفر وشرك بالله عز وجل.
- كما قد حدد الإمام أحمد عقوبة تارك الصلاة بالقتل ونحر عنقه.
- لكن يجب أن يطلب منه التوبة أولاً فإذا تاب عفى عنه، وإذا لم يتم ينحر عنقه.
الإمام الشافعي، والإمام مالك
- كما يقول كلاً من الإمامان الشافعي ومالك، إن ترك الصلاة يعتبر فسوق في نظر الإسلام.
- ولكنه ليس بكفر.
- وتارك الصلاة شخص فاسق ولكنه ليس كافر، لأن الكفر يشترط عدم الإيمان بالله ورسوله فقط وليس قضاء الفروض.
- قد حدد الإمام الشافعي ومالك أيضاً عقوبة من يترك الصلاة وهي الجلد والحبس، وإذا أصر على عدم الصلاة أباحوا قتله.
ابن القيم
- يقول بن القيم إن تارك الصلاة ليس بكافر ولكنه يعاقب مثل الكفار.
- فقد جاء في رواية عنه أنه قال: إن من شغله ملكه عن الصلاة حشر مع فرعون.
- ومن شغله جاهه عن الصلاة حشر مع هامان، ومن شغله ماله عن الصلاة حشر مع قارون.
- ومن شغلته تجارته عن الصلاة حشر مع أبي بن خلف، وجميعهم من أشد الكفرة التي أعد الله لهم أشد أنواع العذاب.
الإمام ابن تيمية
- يقول الإمام ابن تيمية أن تارك الصلاة ليس بمسلم، وليس أهلاً للإسلام
- ولا يجب على المسلمين السلام عليه، أو الرد على دعوته للسلام.
- ولا يجوز كذلك الزواج منه، ولا أتمناه على العرض، أو المال، أو الأولاد.
قد يهمك: حكم الصلاة على الجنين السقط
ما حكم تارك الصلاة في السنة النبوية؟
وضحت كذلك السنة النبوية حكم تارك الصلاة في أحاديث كثيرة، ومنها:
- عن معاذ قال: أوصاني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: ” لا تشرك بالله شيئاً.
- وإن قتلت وحرقت، ولا تعقن والديك، وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك.
- ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمداً، فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمداً، فقد برئت منه ذمة الله“.
- عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
- ” من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا من غير عذر طبع الله على قلبه “.
- روي عن الرسول (صلى الله عليه وسلم): من تهاون في الصلاة عاقبه الله بخمس عشرة عقوبة.
- ستة منها في الدنيا، وثلاثة عند الموت، وثلاثة في القبر، وثلاثة عند خروجه من القبر.
أما الستة التي تصيبه في الدنيا فهي:
- ينزع الله البركة من عمره.
- يمسح الله سيم الصالحين من وجهه.
- كل عمله لا يؤجر من الله.
- لا يرفع له دعاء إلى السماء.
- تمقته الخلائق في دار الدنيا.
- ليس له حظ في دعاء الصالحين.
أما الثلاثة التي تصيبه عند الموت فهي:
- أنه يموت ذليلاً.
- أنه يموت جائعاً.
- يموت عطشان ولو سقى مياه بحار الدنيا ما روى عنه عطشه.
أما الثلاثة التي تصيبه في قبره فهي:
- يضيق الله عليه قبره و يعصره حتى تختلف ضلوعه.
- يوقد الله على قبره ناراً في جمرها.
- يسلط الله عليه ثعبانًا يسمى الشجاع الأقرع يضربه على ترك صلاة الصبح من الصبح إلى الظهر.
- وهكذا كلما ضربه يغوص في الأرض سبعين ذراعاً.
أما الثلاثة التي تصيبه يوم القيامة فهي:
- يسلط الله عليه من يصحبه إلى نار جهنم على جمر وجهه.
- ينظر الله تعالى إليه بعين الغضب يوم الحساب ويقع لحم وجهه.
- يحاسبه الله عز وجل حسابا ما علية من جهد ويأمر الله به النار.
ما حكم تارك الصلاة في القرآن الكريم؟
كما جاء القرآن الكريم بآيات كثيرة أيضا تبين حكم تارك الصلاة، ومنها:
- قال تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5].
- قال تعالى: ﴿ يَوْمَ يكْشَف عَنْ سَاقٍ وَيدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ﴾ [القلم: 42، 43].
- قَال تعالى: (إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين) [غافر: 60].
- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى… ﴾ [النساء: 142].
- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9].
- قَال تعالى: ﴿ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا ينْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾ [التوبة: 54].
- قال تعالى: ﴿ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ… ﴾ الآيات [المدثر: 39 – 43].
- قال تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ﴾ [مريم: 59، 60].
- قَال تعالى: وإذا قيل لهُمُ ارْكعُوا لا يرْكعُون* وويْل يوْمئذٍ للْمُكذبين) [المرسلات 49،48].
- كما قال تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) [طه: 124].
- قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ [المائدة: 55].
- قَال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5].
شاهد أيضاً: حكم الصلاة على سجادة فيها رسم الكعبة
أخيراً، هكذا نكون قد أجبنا على سؤال ما حكم تارك الصلاة؟ كما نكون قد أوضحنا حكم ترك الصلاة عند الأئمة وأهل العلم.
وكذلك حكم ترك الصلاة في السنة النبوية، وحكم ترك الصلاة في القرآن الكريم دمتم بخير.