ما حكم صلاة الجماعة؟
ما حكم صلاة الجماعة؟ تعد الصلاة الركن الثاني من أركان الدين الإسلامي وهي عماد من أعمدة الدين وفرض على كل مسلم لا يجب أحد التفريط أو التقصير في أدائها لأنه بهذا التقصير قد ترك أهم ركن من أركان الإسلام.
فالصلاة واجبة على كل مسلم عاقل بالغ سواء كان ذكرًا أم أنثى.
أما الصلاة في جماعة يوجد لها بعض الشروط والأحكام وهذا سيكون موضوعنا اليوم تحت عنوان ما حكم صلاة الجماعة؟
محتويات المقال
نبذة عن صلاة الجماعة
الجماعة لغة: هو كل شيء كثر عدده، والمسجد الجامع هو تلك المسجد الذي يقوم بجمع أهله.
صلاة الجماعة شرعًا: هي عدد من الناس أقلهم في العدد اثنان وهما الإمام والمأموم بشرط أن يجمعهما مكانٍ واحدٍ.
صلاة الجماعة في الإسلام: هي صلوات شرع أدائها في جماعة تتحقق بوجود جمع من الناس أقلهم اثنين وهما الإمام والمأموم ولا يجوز بأقل من ذلك.
وتكون صلاة الجماعة في الصلوات الخمس التي فرضها الله سبحانه وتعالى على جميع المسلمين.
ويتم أدائها في المسجد أو المصلى أو الجامع أو غيرهم من الأماكن الواسعة الطاهرة.
كما أن صلاة الجماعة يختص بها الرجال دون النساء.
فصلاة الرجل في جماعة خير من صلاته في بيته بسبع وعشرين درجة.
ويدخل مع الصلوات الخمس صلاة العيدين وصلاة الجمعة وصلاة الخسوف والكسوف وصلاة التراويح وصلاة الاستسقاء والتهجد في ليالي رمضان.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز عن صلاة الجماعة (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
شاهد أيضا: هل يجوز الجهر في صلاة الظهر؟
ما حكم صلاة الجماعة؟
تكاثرت الأقوال حول حكم صلاة الجماعة في المسجد.
ولكن الحكم الصحيح هو أن صلاة الجماعة في المسجد واجبة على كل مسلم ذكر بالغ عاقل.
والدليل على حكم وجوب صلاة الجماعة في المسجد قول الله تعالي في كتابه العزيز في سورة البقرة (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركوا مع الراكعين).
وقال تعالى في سورة النساء (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا(
قال ابن المنذر: حكم الصلاة في حال الأمن واجب وفرض أما في حال الخوف فسنرى الحكم فيما يلي استدلال بقوله عز وجل (ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك).
فهذا دليل على أن الصلاة فرض عندما أمر الله تعالى بأن تصلي الطائفة الأولى في جماعة.
ومن تأتي الطائفة الثانية فلتصلي أيضًا في جماعة ولم يسقطها عليهم.
ولو كان حكم الجماعة سنة لأسقطها الله عز وجل عن الطائفة الثانية للخوف.
ولو كان حكمها فرض كفاية لسقط الحكم بمجرد أداء الطائفة الأولى للصلاة.
لذا نستنتج من هذه الآية أن الصلاة في جماعة واجبة سواء كان في حال الأمن أو الخوف.
الدليل على وجوب الصلاة في جماعة من السنة
- روى البخاري ومسلم في كتابهما عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
- (والذي نفسي بيده لقد هممتُ أن آمر بحطبٍ فيحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عَرْقاً سميناً، أو مِرْمَاتين حسنتين لشهد العشاء).
- عن النووي في إسناده الصحيح والحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه.
- قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمي يدعى ابن أم مكتوم فقال للنبي:
يا رسول الله إن ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فطلب من النبي أن يرخص له فيصلي في بيته، فقال له النبي:
(هل تسمع النداء، بالصلاة؟ قال: نعم. قال: فأجب) لا أجد له رخصة، فإذا كان الأعمى ليس له رخصة فكيف كان الحال بالذي يبصر وهذا هو قول بن المنذر.
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم (صلاة الرجل في جماعة تزيد في صلاته في بيته صلاته في سوقه بضعًا وعشرين درجة).
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم (مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى كُتِبَ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ) وعلى هذا الحديث فإذا فات أحد من السلف تكبيرة الإحرام للصلاة عزوه في ذلك.
قد يهمك: هل يجوز قضاء صلاة الظهر بعد العصر؟
أركان صلاة الجماعة
تتلخص أركان صلاة الجماعة في ثلاث أركان وهم:
- الإمام.
- المأموم.
- الموقف.
فصلاة الجماعة نفس تفاصيل صلاة الفرد حتى وإن اختلفت عنها في بعض الشروط والأحكام حيث تتفق معها في عدد الركعات وغيرهم.
شروط صلاة الجماعة
سنذكر لكم فيما يلي شروط كلًا من الإمام والمأموم وماذا يجب على المأموم فعله:
أولاً: شروط الإمام للجماعة
- أن يكون بالغ عاقل: وهذا هو أهم شروط في الإمام وهذا ما أكدت عليه الشريعة الإسلامية فإن كان غير ذلك فلا تكليف عليه ولا تحق له الإمامة.
- يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف (رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعم المجنون حتى يفيق، وعن الصبي حتى يحتلم).
- فإذا كان الإمام غير بالغ أو عاقل فلا تصح صلاته وصلاة من يؤم بهم.
- أن تتحقق فيه العدالة: يجب أن يكون الإمام أكتر الناس زهدًا وورعًا وإيمانًا وتقوى وأحسنهم أخلاقًا، فالإمام في الدين يجب أن يكون رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمدًا نبيًا.
- يقول النبي (لا يؤمنكم ذو خزيٍة في دينه)، والدليل من القرآن على أنه يجب أن تتحقق فيه التقوى قول الله (يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا).
- أن يكون ذكرًا: فلا يصح للرجل أن يصلي وإمامه امرأة كما لا يصح أن يؤم الرجل بالنساء فقط دون الرجال سواء كانا من محارمه أم لا، حيث يجب أن يكون هناك رجلًا معه يقف عن يمينه والنساء تقف خلفهما.
- يقول النبي في حديثه (لا ترمن امرأة رجلًا، ولا أعرابي مهاجرًا، ولا فاجرًا مؤمنًا).
- أن يكون طاهرًا سليمًا: لا يصح أن يكون الإمام ناقص الطهارة كالمتيمم مثلًا، أو المقطوع منه رجله أو يده لعدة قدرته على أداء التكبيرات والقيام للصلاة وألا يكون صاحب لسلس البول.
- إلا إنهم تصح إمامتهم بمن هم مثلهم.
- أن يكون متقنًا للقرآن حافظًا له: وذلك بأن يكون متقنًا لأحكام القراءة والتجويد وأن يكون عالمًا بآداب الصلاة وشروطها وأن يتلوا القرآن عن ظهر قلب.
- عن نبينا أنه قال (يؤمكم أقرؤكم لكتاب الله، وأفقهكم في الدين، وأعلاكم نسبًا وسنًا).
ثانيًا: شروط المأموم
- أن يصلى صلاته في جماعة وراء الإماء سواء كانا بمفردهما أو في وجود جمع من الأشخاص.
- كما أن ينوي نية الاقتداء والصلاة في جماعة.
- أن يأتم مفترض بمتنقل.
- أن يتحد مع الجماعة في الوقت والعين والمتابعة.
- ألا يساوي الإمام في الإحرام والسلام وإلا تبطل صلاته.
- يجب أن يدرك ركعه أو أكثر مع الإمام حتى تصح صلاته وتحسب الصلاة جماعة.
ثالثًا: ماذا يجب على المأموم؟
- يجب عليه متابعة الإمام وتتبعه في جميع أفعال الصلاة، وذلك لقوله (إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر كبروا).
- ما يجب على صلاة المنفرد هو ما يجب على المُصلي في جماعة إلا إنه يختلف عن المنفرد في أمران وهم:
- أنه يجب على المصلي في جماعة أن يقرأ الفاتحة فقط.
- سواء كانت الصلاة سرية أم جهرية ولا يقرأ غيرها، وهذا رأي كثير من أهل العلم.
- إن سها المأموم في الصلاة يتحمل هذا السهو عنه الإمام وصلاته تجزأه.
حكم صلاة الجماعة بالنسبة للمرأة
صلاة الجماعة بالنسبة للمرأة غير واجبة عليها وصلاتها في بيتها أفضل من الجماعة والذهاب إلى المسجد.
أما إذا كانت الجماعة في المنزل فصلاتها فيها أفضل من صلاتها منفردة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف (لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خيرٌ لهن).
فإذا صلت المرأة في جماعة يجوز لها أن تؤم غيرها من النساء، ولكنها لا تقف أمامها كإمام الرجال.
بل تقف بينهن في منتصف الصف الأول، فإذا كانت تؤم امرأة واحده فلتقف المأمومة عن يمينها.
اقرأ أيضا: حكم صلاة الجماعة وفضلها
إلى هنا ينتهي هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن ما حكم صلاة الجماعة؟ كما تحدثنا عن نبذه عن صلاة الجماعة، والدليل على وجوب صلاة الجماعة من السنة.
وتحدثنا أيضًا عن أركان صلاة الجماعة، وشروط صلاة الجماعة، وحكم صلاة الجماعة بالنسبة للمرأة.
ونتمنى أن يكون مقالنا نال على إعجابكم، ونشكركم على المتابعة