ما حكم من ينكر وجود الجن؟

ما حكم من ينكر وجود الجن؟ خلق الله كثير من المخلوقات لا تعد ولا تحصى.

 فقد خلق الإنسان من طين وخلق الملائكة وخلق الحيوانات والنباتات وغيرهم من المخلوقات التي لا حصر لها.

وبالإضافة إلى ذلك فقد خلق الله الجن وهذه حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها ولكن هناك بعض الناس تنكر وجود الجن بسبب كونها غير مرئية.

والسؤال هنا ما حكم من ينكر وجود الجن؟ سنجيب على هذا السؤال فيما يلي فتابعونا.

من هم الجن؟

  • إن كلمة الجن هي كلمة تعتبر جمع الجمع لكلمة جان.
    • ومفرد جان يأتي بشكلين إما مؤنث ويكون جنية وإما مذكر ويكون جني.
  • وكلمة جن مأخوذة من الفعل جنّ وهذا الفعل بمعنى غطى أو بمعنى ستر.
  • وقد تم ذكر ها الفعل في القرآن الكريم في قوله تعالى “فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا” صدق الله العظيم.
  • وهنا في هذه الآية جاءت الكلمة بمعنى غطاه الليل أو ستره.
  • أما بالنسبة للمعنى اللغوي لكلمة جن فهي مخلوقات مثل الإنسان والملائكة خلقها الله سبحانه وتعالى كما خلقهم.
  • هذه المخلوقات موجودة في كل مكان شأنها شأن الإنسان ولكتها تختلف عن الإنسان في كونها غير مرئية لا يستطيع أي إنسان رؤيتها.
  • وهي تشبه البشر في كون أنواعها مختلفة فيوجد منها الجن الصالح ويوجد منها الجن الفاسد المفسد.
  • قد خلق الله سبحانه وتعالى الجن لهدف سامي ونبيل ألا وهو عبادته سبحانه وتعالى.
  • وسيحاسبها الله تعالى على كل ما فعلت سواءً خيرًا أو شرًا.
  • ونظرًا لأهمية الجن وأقوى دليل على وجودهم في الحياة على وجه الأرض تخصيص سورة كاملة في القرآن الكريم اسمها سورة الجن.
  • وهذا دليل قوي على وجودهم وأنهم يشاركوا البشر في أرض هذه الدنيا.
  • ولكن مع ذلك هناك بعض الناس تشكك في وجود الجن ولا تعتقد في وجودهم.
  • والسؤال هنا ما حكم هؤلاء الناس الذين ينكرون وجوده.
    • سنحاول توضيح ذلك فيما يلي وسنعرض حكم من ينكر وجود الجن على هذه الأرض.

قد يهمك: معلومات وحقائق عن القرين

حكم من ينكر وجود الجن في الدنيا

  • مما لا شك فيه أن وجود الجن في الدنيا من ضمن المخلوقات ومشاركتها للبشر في هذا الكوكب حقيقة لا يختلف عليها علماء الدين.
  • حيث إن وجود الجن في الدنيا قد تم ذكره بأكثر من طريقة وفي أكثر من موضع في آيات القرآن الكريم.
  • ولم يتم الاكتفاء بذكر الجن في مجموعة من الآيات المتفرقة ولكن هناك سورة كاملة في القرآن الكريم يطلق عليها سورة الجن.
    • وهذا سبب أقوى ودليل واضح على وجودهم.
    • وكأن الله سبحانه وتعالى يؤكد وجودهم ويؤكد على البشر تصديق وجودهم.
  • ونتيجة لذلك فإن من ينكر وجود الجن في الدنيا مثلما من ينكر بعض آيات وسور القرآن الكريم وهذا يتنافى مع الإسلام.
  • فإنه شرط أساسي من شروط الإسلام هو الإيمان بالكتب السماوية ولاسيما القرآن الكريم.
  • ومن ينكر وجود الجن فهو ينكر بعض آيات القرآن الكريم.
  • وبالتالي فهو يعد نوع واضح من أنواع الكفر والعياذ بالله.
  • وقد ذكر ذلك ابن حزم في كتابه الفصل في الملل حيث قال “من أنكر الجنَّ أو تأوَّل فيهم تأويلًا يخرجهم به عن هذا الظاهر، فهو كافر مشرك”.
  • كما ذكر ذلك ابن قتيبة أيضًا في كتابه تأويل مختلف الحديث حيث قال “هو -يعني إنكار الجن والشياطين- من عقد قوم من الزنادقة والفلاسفة، يقال لهم: الدهرية، وليس من عقد المسلمين” والله أعلم.
  • ونتيجة لذلك فإن إنكار وجود الجن نوع من أنواع الكفر يعاقب عليه الله عقاب عسير ومن الممكن أن يؤدي إلى دخول النار.

تابع أيضا: هل القرين يحب صاحبه؟

حكم إنكار مس الجن للإنس

  • كما ذكرنا أن وجود الجن حقيقة لا شك فيها فبالمثل فإن مس الجن للإنس يعد حقيقة واضحة أيضًا.
  • فهو أمر من الأمور الثابتة التي لم يختلف عليها العلماء المسلمين ولا الأئمة الأربعة.
  • حيث إن الجن له القدرة عل مس البشر والدخول إلى أجسادهم.
  • وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية حيث قال: “دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة”.
  • وعلى الرغم من قول العديد من الأئمة بتأكيد مس الجن للبشر.
    • إلا أن ذلك المس لم يتم ذكره صريح في القرآن الكريم.
  • ولذلك فإنه إذا لم يعتقد ولم يصدق شخص في مس الجن للإنس فذلك لا يعد كفر ولا يجوز تكفير هذا الشخص.
  • وذلك لأنه لا يوجد أدلة واضحة صريحة تعبر عن ذلك الأمر.
  • وقد أوضح ذلك الشيخ صالح الفوزان بالتفصيل في كتابه عن الجن ومس الجن حيث قال “الجن يمسُّون الإنس ويخالطونهم ويصرعونهم، وهذا شيء ثابت، لكن من جَهَلَة الناس من يُنكر صَرْع الجن للإنس، وهذا لا يَكْفُر، لأن هذه مسألة خفيّة، ولكنه يُخطّأ فالذي يُنكر مسّ الجن للإنس لا يُكَفَّر، ولكن يضلّل، لأنه يُكذِّب بشيء ثابت أما الذي يُنكر وجودهم أصلًا فهذا كافر”، والله أعلم.

الدلائل القرآنية والأحاديث حول وجود الجن

  • هناك العديد من الأدلة والبراهين التي توضح وتثبت وجود الجن.
  • حيث إنه من هذه الأدلة ما هو تم ذكره في القرآن الكريم ومنها ما تم ذكره في الأحاديث والسنة النبوية الشريفة.
  • وفيما يلي سوف نذكر بعض هذه الأدلة القرآنية والنبوية.
    • أولًا: قول الله تعالى في سورة الحجر: “وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ” صدق الله العظيم.
    • ثانيًا قول الله تعالى في بداية سورة الجن: “قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا” صدق الله العظيم.
  • ومن جهة أخرى فهناك الحديث الشريف الذي ذكرته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم: “خُلِقَتِ المَلائِكَةُ مِن نُورٍ، وخُلِقَ الجانُّ مِن مارِجٍ مِن نارٍ، وخُلِقَ آدَمُ ممَّا وُصِفَ لَكُمْ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • كما ذكر أبي ثعلبة الخشني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الجِنُّ ثلاثةُ أصنافٍ؛ فصنفٌ لهم أجنحةٌ يطيرون بها في الهواءِ، وصِنفٌ حيَّاتٌ و كلابٌ، و صِنفٌ يحِلُّون و يظْعَنون” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • وكل هذه الأدلة لابد أن تكون حجة قوية توضع نصب أعين كل من يحاول التشكيك في وجود الجن في الدنيا أو التشكيك في مسهم للإنسان.
  • ولذلك فلابد من وجود عقيدة قوية وإيمان قوي بوجود الجن مثل وجود الإنس وفي نفس الكوكب.

اقرأ أيضا: كيفية التواصل مع الجن العاشق

وفي نهاية هذا المقال نكون قد ذكرنا لكم المفهوم الحقيقي للجن سواءً المعنى اللغوي أو المفهوم الحقيقي.

ومن جهة أخرى فقد سلطنا الضوء على حكم من ينكر وجود الجن أو من ينكر مس الجن.

وعلاوة على ذلك فقد ذكرنا بعض الأدلة والبراهين حول وجود الجن في الحياة ومشاركته للإنسان في الكوكب.

نتمنى أن يعجبكم المقال ويفيدكم ويرفع عنكم الحرج والخلاف، ولذلك نتمنى منكم نشره لكي يوسع مدارك جميع الناس ويفيدهم ويمنعهم من الوقوع في ذنب أو الكفر والعياذ بالله.

مقالات ذات صلة