ما حكم لعب الشطرنج؟
ما حكم لعب الشطرنج، لعبة الشطرنج من الألعاب العقلية الاستراتيجية، يقال أنها بدأت من الصين في القرن الثاني قبل الميلاد، ويقول البعض أنها بدأت في الهند في القرن السادس قبل الميلاد.
وعلى الرغم من اختلاف الأقوال سنجد أنها من الألعاب القديمة الذي لها تاريخ طويل، ولكن الإسلام قد أجاز بعض الألعاب مشروعيتها وقد حرم البعض.
محتويات المقال
لعبة الشطرنج
- لعبة الشطرنج من الألعاب التي تناقلتها الأجيال عبر العصور المختلفة.
- ومنذ ظهور اللعبة في الصين في القرن الثاني قبل الميلاد أو في الهند في القرن السادس.
- وعلى الرغم من اختلاف الأقوال إلا أنها انتشرت بشكل كبير في أوروبا ومنها إلى الشرق لتصبح من الألعاب العالمية.
- وتقام عليها مسابقات كبيرة وتلقى اللعبة شعبية كبيرة لدى البعض.
شاهد أيضاً: ما حكم صلاة الجماعة؟
قول الفقهاء في لعبة الشطرنج
- اختلف العلماء في لعبة الشطرنج فمنهم من قال بحرمتها ومنهم من قال بإباحته.
- وقال علماء الحنفية والحنابلة إن اللعبة محرمة.
- وثبت عن علي رضي الله عنه أنه مر على قوم يلعبون بها فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟.
- أما ما ورد عن الشافعية ونازع البلقيني في الكراهة وقال بإباحة الشطرنج إن خلت من محرم.
- ونقل اللعب بها عن سعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب، وبعض من التابعين.
- وعن قول المالكية في لعب الشطرنج، ذهبوا إلى أن اللعب بها إن كان نادرًا فهو مكروه، وان احترف اللعب وادمنها سقطت شهادته.
- والحاصل إلى أن اللعب بالشطرنج ثلاث أحوال: اثنان محرم فيها قطعًا، والقول الثالث هو ما يدور أكثر أهل العلم فيه.
- بمن فيهم من أهل المذاهب الأربعة، بين التحريم والكراهة، وهذا يكفي لإبعاد المسلم العاقل وعزوفه عن اللعبة.
- قال الشيخ ابن تيمية: ويحرم اللعب بالشطرنج، نص عليه الإمام أحمد وغيره من العلماء.
- كما لو كان بعوض أو تضمن ترك واجب أو فعل محرم إجماعا، وهو شر من النرد بلا خلاف في المذهب.
- قال ابن القيم: ويدخل في الميسر كل أكل مال بالباطل، وكل عمل محرم يوقع في العداوة والبغضاء ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة.
أقوال الصحابة في الشطرنج
- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه مر على قوم يلعبون بالشطرنج فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون.
- قال الإمام أحمد: أصح ما في الشطرنج قول علي رضي الله عنه.
- روي عن أبو داود عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله” صححه الألباني.
- كما روي مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لك خنزير ودمه.
- قال النووي رحمه الله: وهذا الحديث هو حجة الشافعي والجمهور في تحريم اللعب بالنرد، والنرد أو النردشير.
- هو ما يعرف ألان بالزهر المستخدم في الطاولة أو غيرها من الألعاب.
- كما أنه من الوارد إن سئل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن الشطرنج فقال: هي شر من النرد.
- وعن الذهبي رحمه الله قال: وأما الشطرنج فأكثر العلماء على تحريم اللعب سواء كان برهن أو بغيره إما بالبرهن فهو قمار بلا خوف وأما إذا خلا عن الرهن فهو أيضا قمار حرام عند أكثر العلماء.
- وسئل النووي رحمه الله عن اللعب بالشطرنج حرام أم جائز؟ فأجاب رحمه الله: إن فوت به صلاة عن وقتها أو لعب بها عوض فهو حرام، ولا مكروه عند الشافعي وحرام عند غيره.
- وجاء في حديث جابر بن عمير رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال، مشي الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، وتعلم السباحة صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حكم لعب الشطرنج إذا لم يلهي عن الصلاة
- سئل أحد الأشخاص الإمام ابن باز وقال: أرجو توضيح حكم لعب الشطرنج، حيث انه لا يضيع الصلاة مع الجماعة.
- قال: هذا محرم عند جميع العلماء، إذا كان بالمال، وإن لم يكن بالمال فالجمهور أيد تحريمه أيضا، كما ذكر ابن القيم رحمه الله في الفروسية وغيره.
- قال: أن الأكثر على تحريمه، لما فيه من المغالبة والصد عن سبيل الله، ويفعل فعل الشطرنج الذي فيه المال، فإن النرد يسكر العقول كسكر الخمر.
- وذهب بعض أهل العلم إنه يحرم إلا إذا صد عن ذكر الله، وعن الصلاة إذا كان ما فيه مال، وغيره من الألعاب مثل الدومينو وغيرها.
- فهي تحرم لما فيها من الصد عن ذكر الله وعن الصلاة والمغالبة، ولو كانت بغير مال وإذا كان فيها مال، حرمت بالإجماع.
- قال الله تعالى (نَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ) سورة المائدة الآية 91.
- يقول الإمام القرطبي أن هذه الآية تدل على تحريم اللعب بالنرد والشطرنج قمارا أو غير قمار.
- لأن الله سبحانه وتعالى عندما حرم الخمر أخبر بالمعنى الموجود في الآية.
- فكل لهو دعا قليلة أو كثيرة وأوقع العداوة والبغضاء بين العاكفين عليه.
- وصد عن ذكر الله وعن الصلاة فهو كشرب الخمر وأوجب أن يكون حراما مثله.
دار الإفتاء والأصل في الإباحة
- صرح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن هناك اختلاف بين العلماء في جواز لعب الشطرنج أو تحريمه.
- فإن لعب الشطرنج إذا كان على عوض أو أدى إلى ترك واجب أو وقوع ضرر أو ارتكاب أي من المحرمات مثل الكذب أو غير ذلك.
- فهو حرام ولا يجوز شرعًا، أما إذا خلا من هذه المخالفات فهو حلال عند الإمام أبي يوسف من الحنفية.
- وهو صائب أيضا عند بعض الشافعية والمالكية، حيث أن الأصل الإباحة.
- وأوضح الدكتور شوقي علام، أن الإباحة منقولة عن أبي هريرة رضي الله عنه وسعيد بن المسيب، ومحمد بن المنكدر.
- وعروة بن الزبير، وسعيد بن جبير، ومحمد بن سيرين، وسليمان بن يسار، وربيعة وعطاء، والشعبي، والحسن البصري.
دار الإفتاء والأصل والكراهة والتحريم
- وأما عن مذهب الحنفية والشافعية وهو قول عند المالكية، قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية.
- أن لعب الشطرنج، مكروه لديهم، وان مأخذ الكراهة من أنه من اللعب واللهو.
- وفي حديث جابر بن عمير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال، مشي الرجل بين الغرضين وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، وتعلم السباحة.
- وتابع الدكتور علام قائلًا: ومن قام بالتحريم، علي ابن أبي طالب، وابن عمر، وابن عباس رضي الله عنهم، وسعيد بن المسيب، والقاسم، وسالم، وعروة، ومحمد بن الحسين.
- كما روي عن الإمام مالك بلاغًا عن ابن عباس رضي الله عنهما ولي مال يتيم فوجدها فأحرقها.
- وعلى هذا مما تبين لنا من أحاديث صحيحة واستنادًا إلى أقوال الفقهاء فنقول.
- إن الأصل والأرجح في الإباحة طالما لم يكن فيه قمار، ولم يؤدي إلي الكذب و الغضاضة بين الناس.
وبهذا نكون قد تعرفنا على ما حكم لعب الشطرنج، وتناولنا بعض الآراء لمختلف الأئمة والفقهاء والعلماء.