ما هي السورة التي نزلت في معركة بدر

جاءت سور وآيات القرآن أغلبها بمناسبات أو مواقف نزلت فيها، وكان هناك حكمة من الله عز وجل في نزولها في هذه الأحداث أو المواقف.

ونتحدث في هذا الموضوع عن السورة التي نزلت في معركة بدر وما هي أسباب نزولها.

ما هي السورة التي نزلت في معركة بدر؟

تعتبر السورة التي نزلت في معركة بدر هي سورة الأنفال، وهي من السور المدنية والتي انزلها الله تعالى على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان وقت نزولها بعد الانتصار في معركة بدر نصرًا كبيرًا.

وسورة الأنفال تخاطب المسلمين والمؤمنين في عدة أشكال وصور وكانت مثابة الميثاق الثابت للمسلمين في كل الحروب.

وجاءت سورة الأنفال بالعديد من شروط السلام وتقسيم الغنائم في الحروب بعد النصر فيها.

وحدثنا الله تعالى في هذه السورة عن قواع الحرب والأمور الكثيرة المتعلقة بالحروب والمعارك الإسلامية وعلى وجه الخصوص معركة بدر وهي أولى المعارك الإسلامية والتي انتصر فيها الحق على الباطل وانتصر المسلمين نصرًا كبيرًا.

معلومات عن غزوة بدر

جاءت أحداث غزوة بدر في السابع عشر من شهر رمضان الكريم، وكانت يوم الاثنين في العام الثاني من الهجرة.

وكانت أحداث غزوة بدر في منطقة بدر وهي المنطقة الواقعة على طريق مرور قوافل الشام المتجهة إلى مكة المكرمة.

ولم يحبب الله تعالى القتال للمسلمين في قوله تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم).

ولكن حث على القتال في مواجهة أعداء الله في إرجاع الحق لأصحابه والقتال ضد الكفر.

أسباب غزوة بدر

وجاءت أسباب معركة بدر في العديد من الأسباب وهي:

• رغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في إعلاء كلمة الحق ورفع راي المسلمين وصد الباطل وتعزيز راية المسلمين.
• تامين تجارة المسلمين من الخطر الذي كان يحوم حولها من الكفار.
  • وهذا من الأشياء التي تؤثر على حياتهم وتجارتهم وأموالهم.
• رغبة المسلمين في إرجاع ما تم سلبه منهم عن طريق الكفار في القوافل التي تم نهبها في طريق الشام.
• كبت حالة الغضب التي كان عليها المسلمون بسبب سرقة الكفار لهم وظلم الكفار لهم وإرادة إضعاف الكفار في قوتهم الاقتصادية.

اقرأ أيضا: ما اسم السورة التى تنتهي كل آياتها بحرف الدال؟

ما هو سبب نزول سورة الأنفال؟

جاء نزول سورة الأنفال عقد نزول بدايات سورة البقرة في العام الثاني من الهجرة وعقب غزوة بدر.

وهي من أوائل السور القرآنية التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ما جل بعض الفقهاء والعلماء يطلقون عليها أنها من السور البدرية المدنية.

وجاءت أسباب نزول سورة الأنفال إلى تنظيم عاقة المسلمين بتقسيم الغنائم وبسياسات الحرب وتعاليم الدين الإسلامي في الحرب وعدم تفرق المسلمين أو الجيش الإسلامي لاختلافهم في أمور الدنيا فيا بعد النصر في الحروب.

وجاء ذلك عقب انتهاء المسلمون من النصر في غزوة بدر على الكفار وجاء الجيش الإسلامي بالتفرق إلى ثلاث فرق وهي كانت كالآتي:

• الفرقة الأولى: قامت بحراسة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• والفرقة الثانية: استكملت الهجوم والقضاء على باقي المشركين المتبقيين بعد المعركة.
• الفرقة الثالثة: قامت بجمع الغنائم والمكاسب بعد انتهاء الحرب والنصر.

وهنا جاء الاختلاف بين الفرق على أي من المسلمين يكون في أي فرقة، وأي فريق سوف يستحق القدر الأكبر من الغنائم.

وذلك ما جعلهم يذهبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم يسألوه في هذا الشأن فنزلت الآية الكريمة وهي: (يسألونك عن الأنفال)

وقول الله تعالى: (قُل الأنفالُ للهِ والرَّسولِ فاتّقوا الله وأَصلحوا ذاتَ بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كُنتم مؤمنين).

وهو ما يتم تقسيم الغنائم بالتساوي بين المسلمين دون تمييز احد دون الأخر.

ما هو سبب تسمية سورة الأنفال بهذا الاسم؟

لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي حديث أو قول بخصوص تسمية السورة بهذا الاسم.

ولكن جاء الإجماع من الفقهاء والعلماء بان تسمية سورة الأنفال بهذا الاسم نتيجة لان بداية السورة جاء فيها الأنفال.

وما جاء من حديث الله عز وجل فيها عن حكم توزيع الأنفال وكيف جاء الإسلام بالعدالة الكاملة في توزيع الأنفال بين المسلمين بحكمة وعدل.

وبعض الأشخاص يطلقون عليها بسورة الجهاد وذلك بسبب أن المسلمين كان عددهم قليل مقابل أعداد الكفار في غزوة بدر ولكنهم جاهدوا ونصرهم الله نصرًا كبيرًا.

والبعض اطلق على سورة الأنفال بسورة بدر حيث أنها جاءت بعد واقعة غزوة بدر ونصر المسلمين في بدر نصرًا كبيرا.

والبعض أطلق عليها سورة الفرقان فيما جاء فيها من آية (يوم الفرقان يوم التقى الجمعان).

ولكن نخلص القول بانه استقر على أن اسم السورة هو الأنفال وهو ما يسجل بالمصحف الشريف.

قد يهمك: السورة التي نزلت فيها براءة السيدة عائشة من حادثه الإفك

ما هي نتائج غزوة بدر؟

جاءت العديد من النتائج التي ترتبت على قيام غزوة بدر ونصر المسلمين بها وكانت كالتالي:

• نصر المسلمين نصرًا كبيرًا بالرغم من قلة عددهم وهزيمة الكفار هزيمة كبيرة ومهينة.
• حصول المسلمين الغنائم الكثيرة والتي جاءت لهم بعد نصرهم وهزيمتهم للمشركين هزيمة كبيرة.

واستقر المسلمون بعد المعركة ثلاث أيام لحصد الغنائم ودفن شهدائهم والراحة قبل العودة.

• أسر سبعين مشركًا وتم طلب فدية من المشركين وهي تقدر بأربعة ألاف درهم على كل أسير بناء على رأي أبي بكر الصديق.

أو تعليم عشرة من المسلمين الكتابة، وكانت بمثابة فائدة كبيرة للمسلمين.

• نزول الآية الكريمة في قول الله تعالى: (واعلموا أنما غنمتم من شيءٍ فلله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله)

وهي ما كانت بمثابة تشريع لتقسيم الغنائم والعدل بين المسلمين فيها.

• قتل عدد سبعون من الكفار منهم اثنان من قادة قريش، واستشهاد عدد أربعة عشر مقاتلًا من المسلمين.
• أصبح للمسلمين القوة الضاربة والراية العالية المرفوعة في البلاد وزادت هيبة المسلمين.
• زيادة عدد المسلمين بدخول بعض الكفار في الإسلام من أهل قريش بعد نصر المسلمين وظهور الحق وزهوق الباطل.

معجزات غزوة بدر

كانت غزوة بدر بمثابة المعجزة الكبرى في التاريخ الإسلامي، وكانت هناك العديد من المعجزات التي قام بها الله تعالى فيها.

من المعجزات أن أنزل الله عز وجل المطر على المسلمين مما طهر قلوب المسلمين وثبت أقدامهم في الرمال وسهل عليهم السير نحو بدر.

• انزل الله عز وجل الملائكة في صورة جيش يعزز ويؤازر النبي ومن معه من المسلمين.
  • وكان هذا من أسباب النصر الكبرى على المشركين.
• المعجزة الكبرى في حديث عن كل من أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما:

(قيل لعلي وأبي بكر يوم بدر: مع أحدكما جبريل، ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيل ملك عظيم يشهد الصف، أو كما قيل: يشهد القتال).

الدروس المستفادة من غزوة بدر

تم تعلم العديد من الدروس المستفادة في غزوة بدر للمسلمين وأصبحت قواعد راسخة عندهم وهي:

• ومن الدروس المستفادة أن هذه الغزوة تعلم فيها المسلمون الصبر بداية من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى المسلمين أجمعين في أن بعد العسر يسر.

وأن المسلمين صبروا على الذل والمهانة حتى جاء نصر الله لهم وكان نصرًا عزيزًا قويًا.

• نتعلم من هه الغزوة المشورة والتي كانت سمة في رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصدقائه.

وكان ذلك في تقسيمهم لفرق وفي توزيع الغنائم بالتساوي فيما بينهم.

• من يسير مع الله يشرح الله قلبه وينصره على الباطل ولا تسقط كلمة الحق أبدًا مهما طال الدهر عليها.
• أن هدف القتال عند المسلمين ليس حبهم في القتال ولكن في استعادة شرفهم ومجدهم وتعزيز موقفهم واستعادة ما تم سلبه منهم بدون وجه حق.
• إرادة الله فوق كل شيء ونصر الله قريب لا محالة وذلك تبين لنا في هذه الغزوة العظيمة.

اخترنا لك: ما هي السورة التي تزيل الهم والضيق؟