متى يكون البيع بالتقسيط حرام
متى يكون البيع بالتقسيط حرام؟ ومتى يكون حلالًا؟ وما هي شروط صحة البيع بالتقسيط؟ كثير منا لا يعلم إجابة هذه الأسئلة، لذلك قررنا أن يكون الجواب عن هذه الأسئلة هو موضوع مقالنا اليوم، هذا بالإضافة إلى بعض النقاط الهامة الخاصة بهذا الموضوع، فتابعوا معنا.
محتويات المقال
ما المقصود بالبيع بالتقسيط؟
يمكن تعريف البيع بالتقسيط بعدة مصطلحات، نذكر لكم أهمها فيما يلي:
- هو نوع من أنواع البيوع، يتم فيه إجراء عقد صحيح بين شخصين.
- هذا العقد يعطي لأحدهم حق ملك سلعة ما، ويعطي للأخر حق أخد مبلغ معلوم من المال على فترات معلومة.
- أو هو عبارة عن عقد مبرم بين شخصين، على أن يستلم أحدهما السلعة دفعة واحدة.
- ويتسلَّم الأخر العوض على دفعات معلومة، في وقت معلوم.
- كما يعرف بأنه بيع عاجل بآجل أي: هو عقد يسمح للمشتري بتعجيل أخذ السلعة.
- وللبائع بتأجيل قبض كامل الثمن إلى وقت محدد، وبانتهاء هذا الوقت يكون البائع قد أخذ العوض كاملًا.
شاهد من هنا: حكم الربا في الإسلام والديانات الأخرى
الضوابط الشرعية للبيع بالتقسيط
للبيع بالتقسيط بعض الشروط التي يجب أن تتحقق جميعها فيه، والتي يترتب على الإخلال بها أو بأحدها فساد العقد، وتتمثل هذه الشروط في الآتي:
- أن يكون كلا المتعاقدين عاقلًا بالغًا وقت العقد؛ فلا يصح العقد من صبي أو مجنون.
- ألا يكون الهدف من البيع هو مجرد الزيادة في الثمن.
- أن تكون العين المباعة معلومة الوصف والطبع يمكن تقديرها بثمن معلوم.
- أن يكون صاحب السلعة مالكًا لها ملكًا حقيقيًا وقت البيع فلا يصح بيع ما ليس في ملك البائع.
- أن تكون السلعة المراد بيعها شيء ملموس، وتكون تحت قبضة البائع.
- يملك التصرف فيها وقت البيع؛ وعلى هذا لا يصح بيع الطيور في السماء، ولا السمك في الماء.
- أن يكون العوض مما يصلح أن يطلق عليه مال شرعي.
- ويمكن إدراجه في إطار الدَين الثابت على ذمة المشتري؛ ولا يكون عينًا.
- لابد أن يكون كلًا من البائع والمشتري عالمًا بفترة التقسيط، وميعاد تسديد كل قسط.
- وأن يكون كلاهما عامًا بطريقة الدفع وقيمة الأقساط قبل إتمام العقد.
- وأهم هذه الشروط هو شرط التراضي، أي: لابد أن يتحقق الإيجاب والقبول بين المتعاقدين قبل تمام العقد؛ لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ}
- بعد انتهاء العقد تكون العين ملكًا للمشتري ملكًا حقيقيًا.
- يستطيع التصرف فيها كيفما شاء، ولا ينتظر حتى يتمم باقي الأقساط.
آداب البيع بالتقسيط
هناك عدة آداب يفضل التحلي بها في البيع بالتقسيط، نعرض لكم بعضًا منها فيما يلي:
- يجب على المشتري أن لا يقبل على الشراء بالتقسيط؛ إلا إذا كان يعلم من نفسه، وظروفه المالية، المقدرة التامة على سداد جميع أقساط السلعة في مواعيدها المحددة.
- كما يجب علي البائع ألا يكون هدفه من البيع بالتقسيط هو الزيادة المطلقة، المؤدية إلى الربا.
- وألا يستغل حاجة المشتري إلى العين المباعة، ويزيد في الثمن بشكل مفرط.
- ويجب على كلاهما ألا يعتمد على هذا النوع من البيوع بشكل دائم.
- وذلك لأن أرباحه غير فورية بالنسبة للبائع؛ فقد يحدث خلاف ما بينه وبين المشتري.
- وينتج عنه المماطلة في سداد الأقساط، أو قد يتغير حال المشتري ولا يستطيع تسديدها فيتضرر أحد المتعاقدين أو كلاهما.
اقرأ أيضا: ما هو تعريف أنواع الربا
حكم البيع بالتقسيط بسعر أعلى من السعر الأصلي
اتفق جمهور العلماء على جواز البيع بالتقسيط إذا تحققت جميع شروطه السالف ذكرها، وإن زاد ثمن العين المباعة عن ثمنها المعروف وذلك لأنه من المعروف لدى العامة أن للمدة حصة من الثمن وذلك مراعاة لمصالح الناس.
والدليل على جواز هذا النوع من البيع حديث عائشة رضي الله عنها حيث قالت: (جَاءَتْنِي بَرِيرَةُ فَقَالَتْ: كَاتَبْتُ أَهْلِي عَلَى تِسْعِ أَوَاقٍ، في كُلِّ عَامٍ وَقِيَّةٌ).
ووجه الاستدلال بهذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد علم بهذا الأمر ولم ينكره فد عدم الإنكار منه صلى الله عليه وسلم على ثبوت هذا النوع من البيع.
متى يكون البيع بالتقسيط حرام؟
يكون البيع بالتقسيط حرامًا؛ إذا فقد أحد شروطه السالف ذكرها، وفيما يلي سنذكر لكم بعض الحالات التي يكون فيها البيع بالتقسيط حرام:
- في حالة أن تم النص على فوائد الأقساط في العقد بشكل منفصل عن ثمن السلعة؛ سواء كان ذلك باتفاق العاقدان أم لا.
- في حالة عدم تحديد طريقة دفع الثمن، أو تخيير المشتري بين الدفع الفوري أو الدفع بالتقسيط؛ لأن ذلك يعتبر بيعان في عقد واحد، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك في قوله:”من باع بيعتين في بيعة، فله أوكسهما أو الربا”
- إذا كانت العين المباعة شيئا محرمًا؛ كأن يكون خمرًا أو لحم خنزير؛ فلا يجوز بيعه سواء بالتقسيط أو غيره.
- إذا كان هدف البائع من البيع بالتقسيط الزيادة المطلقة.
- لأن ذلك مؤدي إلى الربا المنهي عنه في قوله تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ} [البقرة:275].
- إذا كانت مدة الأقساط غير معلومة؛ لأن ذلك منافي لقوله تعالي: {يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه} .[البقرة:281].
شاهد أيضا: ما هي أسباب بطلان عقد البيع