أين ذهب اليهود بعد طردهم من المدينة
عندما هاجر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان بها قبائل يهودية عديدة، وكان الرسول يخشى من غدرهم ولذلك أقام معهم العديد من المعاهدات.
ولكنهم بالفعل نقضوا هذه العهود وأدى ذلك لطردهم من المدينة، وفي هذا المقال سوف نعرف أين ذهب اليهود بعد طردهم من المدينة.
محتويات المقال
طرد اليهود من المدينة
- نزل الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكان وقتها يعيش في مكة.
- وبعد بدء انتشار الإسلام بدأ الكفار من كبار سادة قبيلة قريش يكيدوا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه.
- ولذلك أمره الله تعالى بالهجرة من مكة إلى المدينة المنورة.
- وهناك قابلة الأنصار مقابلة ودودة ورحبوا به ومن معه.
- ولكن المدينة المنورة كانت تضم مجموعة من القبائل اليهودية.
- وكان النبي صلى الله عليه وسلم قلق بشأنهم وبشأن غدرهم.
- ولذلك أقام معهم بعض المعاهدات.
- ولكنهم بالفعل نقضوا هذه المعاهدات وغدروا به.
- ولذلك فقد تم طردهم من المدينة المنورة.
- ومن أمثلة هذه القبائل يهود بني قينقاع ويهود بني النضير.
وفيما يلي سوف نتعرف أين ذهب كلًا منهم.
للتعرف على المزيد: أين يقع جبل أحد من المدينة
أين ذهبت يهود بني قينقاع بعد طردهم من المدينة؟
- عندما تم طرد يهود بني قينقاع من المدينة المنورة.
- بدأوا يبحثون عن مكان يذهبون إليه.
- واستقر بهم الحال في النهاية عند مدينة أذرعات التي كانت تقع في بلاد الشام.
- وقد أجمع المؤرخون أنه تم طرد يهود بني قينقاع من المدينة المنورة عقب انتهاء غزوة بدر.
- وبصفة خاصة فقد ذكر الزهري أن هذا الطرد كان في السنة الثانية من الهجرة وتحديدًا في شهر شوال.
- كما قال الواقدي أيضًا أنه تحديدًا كان في منتصف شهر شوال.
- وذلك كان نتيجة لإظهارهم الحقد والحسد للمسلمين عقب انتصار المسلمين في غزوة بدر.
- وعلى الرغم من المعاهدات التي أبرمها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عليهم إلا أنهم نقضوا هذه العهود وساهموا في تهديد الأمن والسلام في المدينة المنورة.
- وبناءً على ذلك فقد اجتمع معهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونصحهم بالدخول في الإسلام.
- ولكنهم رفضوا ذلك واستمروا في حقدهم وعداءهم للإسلام والمسلمين.
- ومن الجدير بالذكر أن يهود بني قينقاع كانوا أول قبيلة يهودية تنقض عهدها مع الرسول صلى الله عليه وسلم وتغدر به.
سبب نقضهم للعهد وعداوتهم للإسلام وأحداث حصارهم
- وفقًا لما قاله ابن هشام أن بداية المشاكل بين المسلمين واليهود كانت بسبب امرأة مسلمة وبائع يهودي في السوق.
- حيث كانت المرأة مسلمة وذهبت إلى السوق الخاص ببني قينقاع لكي تبيع شيء خاص بها.
- ومن ثم فقد طلب منها الصائغ أن تكشف عن وجهها ولكنها رفضت ذلك بشدة.
- وعلاوة على ذلك فقد قام الصائغ بفعل مشين حيث ربط ثوبها إلى ظهرها.
- ونتيجة لذلك فعندما تحركت المرأة انكشفت سوأتها.
- فصرخت المرأة وضحك عليها كل من كان في السوق.
- فأثار ذلك الموقف دم أحد المسلمين فاتجه إلى هذا السائق وبعد شجار بينهما قام بقتله.
- وبناءً على ذلك فأخذ اليهود بالثأر فأجمعوا على قتل هذا الرجل المسلم وبالفعل قتلوه.
- ونتيجة لذلك فقد غضب المسلمون غضب شديد ولاسيما أهل المسلم الذي دافع عن المرأة وكان جزاؤه القتل.
- وبناءً على ذلك فقام الشر بين المسلمين واليهود.
- وانتهى الأمر بأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين قاموا بمحاصرة يهود بني قينقاع لفترة من الزمن وصلت إلى خمسة عشر يومًا.
- وقد ذهب عبد الله بن أبي سلول إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقال له “يا محمد أحسن في موالي”.
- وقد ذكر مدى حقد وحسد يهود بني قينقاع للمسلمين في قول الله -تعالى-: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) صدق الله العظيم.
حقد يهود بني قينقاع وعداوتهم للإسلام، ومحاصرة الرسول لهم
- وبناءً على ذلك فقد أظهر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حرصه وحذره من اليهود.
- وأمر المسلمين بأخذ الحذر من اليهود كما أمرهم بمحاصرة اليهود.
- وبناءً على ذلك فتمت بالفعل محاصرة اليهود لمدة خمسة عشر يومًا وكان أبا لبابة بن عبد المنذر العمري هو قائد هذا الحصار الذي استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم.
- وبعد مرور هذا الوقت قذف الله الرعب في قلوب اليهود واستسلموا ورضخوا لحكم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولحكم الإسلام.
- ونتيجة لما فعلوه فقد حكم النبي صلى الله عليه وسلم عليهم أن تؤول كل أموالهم إلى المسلمين.
- بالإضافة إلى أنهم يأخذوا أولادهم ونساءهم ويرحلون عن المدينة المنورة.
- وكان ذلك بناءً على طلب عبد الله بن أبي بن سلول.
- وكان متولي أمر الإشراف على خروجهم هو وعبادة بن الصامت.
- حيث تابعهم حتى أوصلهم إلى مدينة أذرعات في بلاد الشام.
- ونتيجة لذلك فقد أدى جلاءهم إلى زيادة التماسك بين سكان المدينة من المهاجرين والأنصار.
- وعلى الجانب الآخر فقد أصيب اليهود بالضعف والتشريد نتيجة لما فعلوا.
شاهد أيضا: المسافة بين ينبع والمدينة
أين ذهبت يهود بني النضير بعد طردهم من المدينة؟
- عندما تم طرد يهود بني النضير من المدينة انقسموا إلى قسمين.
- القسم الأول ذهب إلى الشام واستقر هناك.
- بينما القسم الثاني فقد انتقل إلى الشمال قليلًا حيث استقروا في خيبر ومعهم كثير من الزعماء.
- ومع زيادة أعداد اليهود في خيبر زادت معهم العداوة والكراهية للمسلمين.
- وبدأوا بتحصين مدينة خيبر وجعلها موقعًا حصينًا لهم.
- وقد ذكر التاريخ أن بعض اليهود الذين اتجهوا إلى الشام قد استقروا في مدينة أذرعات ومدينة أريحا.
- وعلاوة على ذلك فهناك بعضًا منهم استقروا في الحيوة.
- وقد أنزل الله -تعالى- فيهم قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ) صدق الله العظيم.
- وقد أطلق على سورة الحشر أنها سورة بني النضير حيث كانت تتحدث عنهم وعن خروجهم من المدينة المنورة.
- وكان الطرد الأول لبني النضير في السنة الرابعة للهجرة.
أسباب إجلائهم
تآمر يهود بني النضير على الرسول
- كان هناك بعض العهود والمعاهدات بين الرسول صلى الله عليه وسلم ويهود بني النضير.
- ومن بين العهود بينهم هو دفع دية لأهل قتيلين قد تم قتلهم من بني عامر بيد اليهود.
- وعندما ذهب إليهم النبي صلى الله عليه وسلم ومعه بعض الصحابة ليطلب منهم دفع الدية.
- فإنهم على الجانب الآخر تآمروا على النبي صلى الله عليه وسلم ودبروا له مكيدة بقتله.
- حيث إنهم عندما أتى إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدث معهم بشأن الدية قالوا له: “نعم يا أبا القاسم، نعينك على ما أحببت مما استعنت بنا عليه”.
- وكانت تلك هي الخدعة حيث جعلوا أحد الرجال يقف فوق بيت واتفقوا على أن يقوم بإلقاء صخرة ضخمة على رأس النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- والشخص الذي وكلوه بذلك هو عمرو بن جحاش بن كعب.
- ولكن الله كشف كيدهم وأرسل الوحي لسيدنا محمد يخبره بمكيدتهم.
- فانتبه النبي وتركهم وعاد إلى المدينة وأمرهم بأن يتركوا المدينة ويرحلوا في خلال عشر أيام.
- وعلاوة على ذلك فقد هددهم أنه بعد انتهاء هذه الفترة سيقتل أي يهودي منهم يجده.
- وعلى الرغم من ذلك فلم يستجيب يهود بني النضير لذلك واستعدوا للحصار.
- وبناءً على ذلك فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتجه المسلمون إلى يهود بني النضير لقتالهم.
- ولكن يهود بني النضير قد اختبأوا في بيوتهم.
- وبناءً على ذلك فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع النخل الخاص بهم.
- ثم بعد ذلك استنجد اليهود بعبد الله بن أب بن سلول وبالفعل استجاب لهم ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستجيب له هذه المرة.
- وألقى الله في قلوب اليهود الرعب حتى وافقوا على الرحيل.
- ولكنهم طلبوا من النبي أن يتم حقن الدماء وحمل ما تقدر عليه الإبل من المتاع والأموال.
- وقد سمح النبي صلى الله عليه وسلم لهم بذلك بشرط ألا يحملوا معهم السلاح.
- وبالفعل حملوا ما يقدرون عليه من متاع وأموال ورحلوا.
- وقد قام النبي بتوزيع ما تبقى عنهم من أموال ومتاع وأسلحة على المسلمين من المهاجرين والأنصار وبصفة خاصة من الفقراء.
نقض العهد مع النبي
- وبذلك يكون اليهود هم الظالمين لأنهم نقضوا العهد مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
- وقد تحدث الله تعالى عن ذلك في قوله تعالى:
- (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّـهِ فَأَتَاهُمُ اللَّـهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ* وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّـهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ* ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّـهَ فَإِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) صدق الله العظيم.
تحريض القبائل ضدّ المسلمين
- وبالإضافة إلى ذلك فقد قام اليهود أيضًا بتحريض القبائل الكفار ضد الإسلام والمسلمين.
- وكان ذلك تحديدًا في غزوة الأحزاب.
- كل هذا جعلهم يستحقون الطرد ويستحقون عذاب الله.
نرشح لك أيضا: ما هي مدينة يثرب وأين تقع ؟
حال اليهود في المدينة
- عند هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، كان هناك عدة قبائل يهودية تعيش في المدينة، منها قبائل بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريظة.
- كانت العلاقة بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم واليهود في المدينة معقدة. بدأ الأمر بالتعاون والاحترام المتبادل، ولكن الأمور تطورت مع مرور الوقت إلى صراعات واختلافات.
وفيما يلي سنذكر حال اليهود خلال عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
إسلامُ بعض اليهود
- شهدت المدينة إسلام بعض اليهود الذين اعتنقوا الإسلام وشاركوا في بناء المجتمع الإسلامي. من بين هؤلاء كان عبد الله بن سلام، وهو عالم يهودي، والذي أسلم واعتنق الدين الإسلامي وأصبح من الصحابة البارزين.
- أسهم بعض اليهود الذين أسلموا في نشر الإسلام ومساندة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في نشر الرسالة وتعزيز المجتمع الإسلامي.
قيام النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعمل المُعاهدات والمواثيق مع اليهود:
- وثيقة المدينة: بعد هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، قام بوضع وثيقة المدينة، والتي كانت عبارة عن ميثاق تنظيمي يُحدد الحقوق والواجبات بين المسلمين واليهود. هذه الوثيقة نصت على:
- الاعتراف بالحقوق: ضمان حقوق اليهود كمواطنين في المدينة وحقهم في ممارسة دينهم.
- التعاون: التعاون بين المسلمين واليهود في حماية المدينة ضد أي تهديدات خارجية.
- المساواة: التأكيد على المساواة بين المسلمين واليهود في الأمور المدنية.
- الخلافات والصراعات: رغم الوثيقة، نشبت خلافات بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبعض قبائل اليهود. تسببت هذه الخلافات في أحداث مثل:
- بني قينقاع: تم طردهم من المدينة بعد خيانة عهدهم.
- بني النضير: تم طردهم أيضاً بعد محاولاتهم للغدر بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- بني قريظة: تعرضت هذه القبيلة لعقوبة شديدة بعد خيانتها في معركة الخندق، حيث حكم عليهم بالإعدام.
من هم يهود بني النضير؟
- يهود بني النضير كانت واحدة من القبائل اليهودية التي سكنت في المدينة المنورة قبل الإسلام. كانوا يعيشون في الجزء الغربي من المدينة.
- كان لديهم مستوطنة محصنة ويمارسون النشاطات التجارية والزراعية. كما كان لديهم تأثير سياسي في المدينة بسبب علاقاتهم مع القبائل العربية الأخرى.
- بعد الهجرة، كانت العلاقة بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويهود بني النضير جيدة في البداية. ولكنها تدهورت عندما شاركوا في مؤامرة لقتل النبي صلى الله عليه وسلم، مما أدى إلى اتخاذ إجراءات ضدهم.
- نتيجة لهذه الخيانة، أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بطرد بني النضير من المدينة. انتقلوا إلى خيبر بعد طردهم.
من هم يهود بني قينقاع؟
- يهود بني قينقاع كانوا إحدى القبائل اليهودية التي سكنت في المدينة المنورة قبل الإسلام. كان لديهم سوق ومنازل في الجزء الشرقي من المدينة.
- كانوا معروفين بالنشاط التجاري وامتلكوا سوقًا كبيرًا في المدينة.
- بدأت العلاقة مع بني قينقاع تتدهور عندما انتشرت الأنباء عن دعمهم للعداوة ضد المسلمين وقيامهم بالعديد من الأنشطة المعادية.
- بعد خيانة العهد وتآمرهم ضد المسلمين، تم طرد بني قينقاع من المدينة. نُفذ الطرد دون قتال بسبب استسلامهم وشروط المعاهدة.