أين يوجد الحجر الأسود

لقد اختص الله تعالى من الملائكة جبريل عليه السلام ومن البشر الأنبياء ومن الشهور رمضان ومن الأمكنة مكة، وبالتالي فإنّ لله خواص في الأمكنة والأزمنة والأشخاص.

فمكة هي أحب بقاع الأرض إلى الله حيث فيها الكعبة المشرفة التي بناها إبراهيم عليه السلام ووضع في بنائها الحجر الأسود، ولذلك سنقوم في هذا المقال بالإجابة على السؤال أين يوجد الحجر الأسود.

مواصفات الحجر الأسود

سنقوم بإجمال الحديث عن الحجر الأسود بالنقاط التالية:

  • الحجر الأسود هو عبارة عن مجموعة من الأحجار عددها خمسة عشر اكبرها بحجم التمرة يظهر منها ثمانية فقط.
  • وقد جمعت مع بعض بشكلٍ بيضوي، حيث يبلغ قطر الحجر الأسود حوالي ثلاثين سنتمتر.
  • أما الأحجار السبعة المتبقية فقد اختلف الرئي فيها فمنهم من قال أنها داخل بناء الكعبة.
  • والبعض قال أنها فوق الأحجار الثمانية ولكن مغطاة بعجينةٍ من المسك والعنبر والشمع.
  • كما أن الحجر الأسود هو حجرٌ من الجنة نزل به جبريل وأعطاه إلى سيدنا إبراهيم عندما كان يبني الكعبة.
  • حيث وضعه في الركن اليماني في الجهة الجنوبية الشرقية من الكعبة على ارتفاع حوالي متر ونصف عن الأرض.
  • الحجر الأسود هو ياقوتة بيضاء من الجنة نزل بها جبريل عليه السلام وقد كتم الله نورها وسودتها ذنوب بني آدم.
    • وقد روى الصحابي عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ما بين الحجر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما ولولا ذلك لأضاءا ما بين المشرق والمغرب).

شاهد أيضًا: اسم يطلق على الحجر الأسود في القرآن الكريم

بعض التفاصيل عن الحجر الأسود

بعد أن بينا أين يوجد الحجر الأسود سنقوم في هذه الفقرة بإجمال بعض المعلومات عن الحجر الأسود في البنود التالية:

  • يعتبر الركن الجنوبي الشرقي الذي يوجد فيه الحجر الأسود هو أهم ركن من أركان الكعبة المشرفة، فمن هذا الركن يبدأ شوط الطواف وبه ينتهي.
  • يطلق أحيانًا على الحجر الأسود الحجر الأسعد أو ياقوتة الجنة.
  • يتكون الحجر الأسود من خمس عشرة قطعة لها شكلٌ بيضوي بقطر حوالي ثلاثين سنتمتر، وهو ذو لون أسود يميل إلى الحمرة.
  • تم إحاطة الحجر الأسود بشكل كامل بإطار مصنوع من الفضة الخالصة، وذلك من أجل حماية الحجر الأسود من تأثير العوامل الجوية.
  • أول من قبّل الحجر الأسود هو النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ولذلك أصبح تقبيل الحجر هو من أجل الاقتداء بالنبي عليه السلام وليس للتبرك به أو لأنه يجلب النفع.
  • يتميز الحجر الأسود بأنه هو الحجر الوحيد على سطح الكرة الأرضية الذي يطفو على سطح الماء.
  • كما أن الحجر الأسود لا يسخن عند تعريضه للنار وبذلك يشذ عن جميع الأحجار التي هي من أصل كوكب الأرض.
  • يُسن للمسلم الذي يطوف حول الكعبة أن يقبِّل الحجر عند نهاية كل شوطٍ من الطواف وبدء الشوط الثاني، وفي حال لم يستطع أن يقبله يقوم بالإشارة إليه في يده اليمنى.

قصة نزول الحجر الأسود

يروي موسى بن هارون عن عمر بن حماد عن أسباط عن السدي أنه قال: عندما أمر الله النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام ببناء الكعبة المشرفة، انطلق إبراهيم وابنه إسماعيل حتى وصلا إلى مكة ولكن لم يعرفا مكان البيت.

فأرسل الله ريحًا أسمها الخجوج حيث كانت على هيئة طائرٍ له رأس وجناحان، فكنست الأرض حتى أظهرت لهما مكان قواعد البيت المعمور.

وعندها بدأ إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل ببناء الكعبة، حيث كان إسماعيل يجلب الحجارة ويعطيها لأبيه إبراهيم كي يرصفها فوق بعضها.

وعندما انتهى نبي الله إبراهيم من وضع أساسات الكعبة طلب من إسماعيل أن يأتيه بحجر حسن فذهب إسماعيل فجاء بحجرٍ لم يعجب إبراهيم فقال له أن يجلب حجرًا غيره فذهب إسماعيل متكاسلًا.

وفي هذا الوقت نزل جبريل بالحجر الأسود من الجنة، وعندما عاد إسماعيل نظر إلى الحجر الأسود فأعجبه فسأل أباه إبراهيم عن مصدره، فأجابه أنه جاء به من هو أنشط من إسماعيل.

الأحداث التي تعرض لها الحجر الأسود

لقد عصف بالحجر الأسود الكثير من الأحداث على مر التاريخ ومن بينها:

سرقة الحجر الأسود من قبل عمر بن الحارث

عمرو بن الحارث الجرهمي هو رجلٌ من قبيلة جرهم قام بأفعالٍ سيئةٍ جعلت قبيلة جرهم التي كانت تسكن مكة تطرده خارج المدينة، ونتيجةً لذلك قام عمرو بسرقة الحجر الأسود من مكانه.

ثم قام بدفنه بالقرب من بئر زمزم، ولكن من حماية الله للحجر الأسود جعل أحد نساء قبيلة خزاعة تراه وهو يدفن الحجر الأسود.

فقامت بإخبار الناس بمكان الحجر الأسود حيث استخرجوه وأعادوه إلى مكانه في جدار الكعبة.

القرامطة وقصتهم مع الحجر الأسود

القرامطة هم جماعة يسكنون في البحرين ويتبعون إلى الطائفة الإسماعيلية.

حيث يؤمنون بالإمامة وكان إمامهم هو محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق.

كما أنهم يقومون بتأويل الآيات والأحاديث على حسب مزاجهم وأهوائهم ومصالحهم.

هاجم القرامطة الحجيج في مكة عام 317 للهجرة وقاموا بقتل الحجيج وهتك حرمة البيت الحرام.

حيث كان عدد من قتلوهم حوالي ثلاثين ألفًا ورموهم في بئر زمزم، كما قاموا باقتلاع الحجر الأسود وأخذه معهم.

حاول بعد ذلك الخليفة في بغداد أن يستعيده ودفع لهم خمسين ألف دينار ولكنهم رفضوا حيث بقي الحجر الأسود في البحرين 22 سنة حتى أعاده سنبر القرمطي إلى مكانه بيده عام 339 للهجرة.

احتراق الكعبة في زمن عبد الله بن الزبير

كما تعرضت الكعبة للتدمير في زمن عبد الله بن الزبير عندما شن عليه الحصين بن النمير هجومًا شديدًا.

وعندها تحصن ابن الزبير بالكعبة المشرفة، فقام بن النمير برمي الكعبة بالمنجنيق.

حيث احترقت كسوتها وتهدم جزء منها، وتكرر هذا الأمر في زمن الحجاج أيضًا.

اقرأ أيضًا: معلومات عامة عن الحجر الأسود

إعادة بناء الكعبة في زمن قريش

سنقوم بإجمال الحديث عن بناء الكعبة في زمن قريش بالنقاط التالية:

  • تعرضت الكعبة في عهد قريش إلى الاحتراق ونتيجةً لذلك الحريق الذي حل بها ضعف تماسك حجارتها.
    • حيث أصبحت رخوةً، ثم جاء بعد ذلك سيلٌ كبير أدى لتهدم جزءٍ منها.
  • ونتيجةً لذلك قررت قريش أن تهدم الكعبة حجرًا حجرًا وتعيد بناءها كما كانت.
    • على أن يدفعوا في إعادة بنائها المال الحلال فقط.
  • بعد أن تم جمع المال قاموا بإعادة بناء الكعبة المشرفة كما كانت.
    • ولكن وبسبب عدم كفاية المال اضطروا أن يخرجوا مقام إبراهيم خارج الكعبة.
  • وعندما وصلوا إلى مكان الحجر الأسود اختلفت بطون قريش في من يضع الحجر الأسود في مكانه.
    • وكادوا يقتتلون على ذلك حتى قرروا أن يقبلوا بحكم أول رجلٍ يدخل عليهم.
    • فدخل عليهم النبي محمد عليه السلام وكان عمره آن ذاك 25 سنة فقالو رضينا بحكم الصادق الأمين.
  • أشار النبي محمد عليهم أن يضعوا الحجر الأسود على قطعةٍ من القماش.
    • ويحمل كل بطنٍ من بطون قريش من طرف حتى يصلوا إلى الكعبة.
    • ثم يقوم النبي محمد بنفسه بوضع الحجر في مكانه، فأعجبتهم الفكرة ورضوا بها.

حكم تقبيل الحجر الأسود

أجمع الفقهاء على جواز تقبيل الحجر الأسود للحاج والمعتمر ولكل زائرٍ للكعبة المشرفة، وذلك اقتداءً بالنبي عليه السلام، مع اعتقاد المسلم أن الحجر الأسود هو مجرد حجر لا يضر ولا ينفع ولولا أن رسول الله قبله لما قبلناه.

شاهد من هنا: من الذي سرق الحجر الأسود

قصة وضع الحجر الأسود في مكانه

  • كانت توجد سيدة في الزمن الجاهلي تعمل على تحمير النيران بحوار الكعبة، فتعرضت الكعبة للحرق، وبعد فترة زمنية نزلت السيول الشديدة فتعرض بعض للهدم.
  • خلال عام 18 قبل الهجرة أقدمت قريش على تأسيس الكعبة من جديد بسبب ما تعرضت له من حرق وهدم، وقد جمعت قريش الأموال الحلال فقط لبناءها.
  • وكان الجميع يتعاونون على الناء وذلك بمشاركة النبي عليه الصلاة والسلام قبل البعثة بمدة 5 سنوات.
  • خلال التشييد وعندما وصلوا إلى الحجر الأسود حدث نزاع بين القبائل لينال كلٍ منهم شرف وضعه، وبسبب ذلك قالوا ان من سيوضعه هو أول من يدخل من باب بني شيبة وهو الذي يعرف في الوقت الحالي باسم باب السلام.
  • وأول من دخل هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد قام بجلب ثوب كبير ووضع فيه الحجر الاسود وقال للقبائل يمسكون به من اطرافه لينال الجميع شرف وضع الحجر الاسود في مكان.

مكان الحجر الأسود

الحجر الأسود يوجد بالكعبة من الجانب الجنوبي الشرقي منها، وهو في الأصل قطعة من الجنة، ولونه أببض في الأساس، وقد اسود لونه بسبب ما يركبه بني آدم من الذنوب والمعاصي، فروي عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال: (نزلَ الحجرُ الأسوَدُ منَ الجنَّةِ وَهوَ أشدُّ بياضًا منَ اللَّبنِ فسَوَّدَتهُ خطايا بَني آدمَ).

من أين أتى الحجر الأسود؟

الحجر الأوسد هو حجر من الأحجار الموجودة بالجنة، حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “الحجر الأسود من الجنة”، وقبل أنه ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وقد أمر الله جبريل عليه الصلام بالنزول به للأرض ليكون جزءًا من الأجزاء الخاصة بالكعبة.

فضل الحجر الأسود

  • موقعه في الكعبة: الحجر الأسود هو حجر مميز موجود في زاوية الكعبة المشرفة، ويعتبر من أهم الرموز في الحج والعمرة.
  • سنة التقبيل: يُستحب تقبيل الحجر الأسود عند الطواف حول الكعبة، وقد فعل ذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ما يعتبر سنة مستحبة للمسلمين.
  • مغفرة الذنوب: جاء في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “والحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن صافحه كان كمن صافح الله” (رواه ابن ماجه). يُقال إن تقبيل الحجر الأسود يساهم في مغفرة الذنوب ورفع الدرجات.
  • علامة على الإيمان: يعتبر تقبيل الحجر الأسود علامة على الإيمان والطاعة لله، وهو من شعائر الحج والعمرة التي يؤديها المسلمون تعبيراً عن إخلاصهم لله.
  • بركة ومكانة خاصة: الحجر الأسود يُعتبر رمزاً للبركة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إنما سمي الأسود لأنه أذنب وعرق” (رواه أحمد). وقد خص الله الحجر الأسود بفضل كبير، وهو من أعظم الأدلة على مكانة الكعبة في الإسلام.

أسئلة شائعة حول الحجر الأسود

ما هو الحجر الأسود وماذا يمثل؟

الحجر الأسود هو حجر مستدير موجود في زاوية الكعبة المشرفة. يمثل رمزاً للتوحيد والطهارة في الإسلام، ويعتبر من أعظم الرموز في الحج والعمرة. يتميز بقدسيته الكبيرة في نفوس المسلمين.

لماذا يُقبل الحجر الأسود؟

تقبيل الحجر الأسود مستحب لأنه سنة نبوية، فقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقبله، ويُعبر عن إخلاص المسلم في عبادته وتعلقه بالكعبة المشرفة. يُعتقد أن تقبيله يساهم في مغفرة الذنوب ورفع الدرجات.

هل الحجر الأسود له تأثيرات مادية على الصحة أو الروحانية؟

الحجر الأسود ليس له تأثير مادي على الصحة أو الروحانية، ولكن له قيمة روحية كبيرة بسبب مكانته في الإسلام وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. تأثيره يكون في إطار البركة والروحانية المستمدة من تعظيم شعائر الله.

هل يجب لمس الحجر الأسود لتأدية مناسك الحج أو العمرة؟

يُستحب لمس الحجر الأسود وتقبيله إذا كان ذلك ممكنًا، ولكن إذا كان هناك ازدحام أو صعوبة في الوصول إليه، يمكن الإشارة إليه بيدك من دون لمسه، وهذا يكفي لإكمال الطواف.

ما هي خصائص الحجر الأسود؟

الحجر الأسود كان في الأصل أبيض، لكن تغير لونه إلى الأسود بسبب تأثره بخطايا البشر، حسب بعض الروايات. يتكون الحجر من مواد معدنية وصخور نارية، ويبلغ قطره حوالي 30 سم.

مقالات ذات صلة