من أول من بني الكعبة

اختلف أقوال أهل العلم والدين في حسم الجدل بشأن من أول من بني الكعبة، فبعض الأقوال تشير إلى أن الملائكة هم من بنوا الكعبة.

وهناك أقوال أخرى تشير إلى أن سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء هو أول من وضع حجر أساس الكعبة، في هذا المقال سوف نناقش هذا الجدل لنتوصل لأول من بني الكعبة.

الكعبة المشرفة

  • الكعبة من أقدس الأماكن على وجه الأرض ومقصد للحجاج والمعتمرين لأداء المناسك والطواف حولها.
  • يقصد الكعبة المشرفة المسلمون من جميع أنحاء العالم، للصلاة والطواف بها.
  • ويرتبط ذكر الكعبة المشرفة بالبيت الحرام، ليزيدها قدسية.

للتعرف على المزيد: ماذا يوجد داخل الكعبة؟

أول من بنى الكعبة

تعددت الآراء حول اول من بنى الكعبة، وفيما يلي سنذكر هذه الآراء:

القول الأول

  • يشير الرأي الأول إلى أن الملائكة هم من بنوا الكعبة، والدليل على ذلك ما جاء به أبو جعفر الباقر.
    • حيث قال: “أنه لما أراد الله -تعالى- خلق آدم -عليه السلام- فقالت الملائكة: (وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) صدق الله العظيم.
  • فغضب منهم الله عز وجل ومن قولهم، فأخذوا يطوفون حول الله يطلبوا منه أن يرضى عنهم، ويغفر لهم ذنبهم.
  • فسامحهم الله ورضى عنهم، وأمرهم ببناء بيتًا في الأرض، ليهتدي إليه كل مرتكبًا للمعاصي ويطوف به من يغضب الله.
  • ليكون ذلك اقتداء بالملائكة، فأطاعوا الله وقاموا ببناء الكعبة في الأرض كما أمرهم الله.

القول الثاني

  • يأتي القول الثاني بأن آدم عليه السلام هو أول من بنى الكعبة، وذلك استنادًا لما قاله عبد الله بن عباس رضي الله عنه.
  • وذلك لأن الله تعالى أمر آدم عليه السلام عندما أنزله إلى الأرض عن طريق الوحي أن يقوم ببناء بيتًا لله في الأرض، ليلتف حوله ويطوف به الناس كما فعلت الملائكة.
  • وليتخذه الناس مكانًا ليعبدوا الله فيه، ويطوف به كل مرتكب للذنوب ليغفر الله له، كما طافت الملائكة حول عرش الرحمن.
  • وجاء قول عطاء بأن آدم عليه السلام بنى الكعبة من خمسة أجبُلٍ: جبل لبنان، وجبل طور سيناء، وجبل طور زيتا، وجبل الجودي، وجبل حراء.
  • وبعد وفاة سيدنا آدم عليه السلام، أعاد أولاده بناء الكعبة مرة أخرى بالحجارة والطين، ولكنها ذهبت بالطوفان.

القول الثالث

  • يأتي القول الثالث وهو آخر الأقوال بأن إبراهيم عليه السلام هو أول من بنى الكعبة.
  • وذلك حيث قال الله تعالى: (وإذا بوأنا لإبراهيم مكان البيت ألا تشرك بي شيئًا وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) صدق الله العظيم.
  • وقول الله تعالى (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم) سورة البقرة.
  • فأخذوا هذه الآية دليلًا على أن أول من بنى الكعبة هو نبي الله إبراهيم عليه السلام.
  • هاجر سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام برفقة زوجته السيدة هاجر وابنهما إسماعيل عليه السلام إلى وادٍ يقع في قلب الجزيرة العربية.
  • واستقروا عند منطقة يطلق عليها زمزم، وهي منطقة تفتقر بالماء.
  • ترك سيدنا إبراهيم عليه السلام زوجته السيدة هاجر وولده إسماعيل في هذا الوادي تنفيذًا لأمر الله.
  • تركهم في الصحراء لا زرع فيها ولا ماء، فأصابهم العطش، فطافت السيدة هاجر عليها السلام سبع مرات بين جبلي الصفا والمروة للبحث عن الماء.
  • وفي المرة السابعة من طوافها انفجرت الماء من عين في الأرض وسميت بماء زمزم.
  • فشربت السيدة هاجر وارتوت من ماء زمزم وأرضعت صغيرها، الذي كان يتضور جوعًا.
  • كبر سيدنا إسماعيل ونشأ في أرض مكة المكرمة، وأتقن اللغة العربية، وتزوج من أهل مكة.
  • حتى أمر الله إبراهيم عليه السلام أن يبني بيتًا للمصلين وللعاكفين، فكان هذا البيت هو الكعبة المشرفة.
  • قام سيدنا إبراهيم وبمساعدة ابنه إسماعيل عليهما السلام بالحفر لوضع حجر الأساس ثم قاموا برفع القواعد لبناء الكعبة.
  • كان إسماعيل يأتي بالحجارة لوالده إبراهيم، ظلوا يعملون على بناء الكعبة وهم يرددون، (ربنا تقبل منا إنك سميع الدعاء).
  • فأتموا البناء بحجر أسود تمامًا ووضعوه في مكانه المعروف لنا جميعا حاليًا.

جهود تجديد الكعبة

  • من الجدير بالذكر أن الكعبة المشرفة قد تم بناءها سبع مرات على مر الزمان حتى وقتنا هذا.
  • فعندما وضع الحجر الأسود لأول مرة في الأرض، سواء كانت الملائكة من وضعته أو وضعه آدم عليه السلام.
  • فقد جاء إبراهيم عليه السلام وجدد بناءها مع ابنه إسماعيل ورفع قواعد الكعبة كما أمره الله.
  • وبعد ذلك قام العمالقة بتجديد بناء الكعبة المشرفة للمرة الرابعة، فتبعهم على أثرهم قبيلة “جرهم” العربية فقاموا بتجديد بناءها للمرة الخامسة.
  • أما عن قبيلة قريش فقد كانوا يهتمون بالكعبة ويعتنون بها من قبل مجيء الإسلام وبعد مجيئه بل اهتموا بها اهتمامًا خاصًا.
  • فكان عبد المطلب – جد النبي صلى الله عليه وسلم من الذين اعتنوا واهتموا بالكعبة جيدًا، وشهد الرسول صلى الله عليه وسلم تجديد بناء الكعبة في وقتهم.
  • حيث وضع عبد المطلب، حجر الأساس مكانه مرة أخرى بداخل الكعبة، وذلك بعد أن دمرها الطوفان.
  • ثم بعد ذلك قام الصحابي عبد الله بن الزبير- رضي الله عنه، بتجديد بناء الكعبة للمرة السادسة.
  • وأخيرًا جدد بناءها الحجاج بن يوسف الثقفي، حيث قام بتجديدها كليًا وأصلح حجر إسماعيل عليه السلام، وظلت على شكلها الحاضر في وقتنا هذا.

شاهد أيضا: ما هو اسم الصحابي الذي منحه الرسول مفتاح الكعبة ؟

وصف الكعبة

سوف نسرد تقسيم بناء الكعبة المشرفة في هذا الجزء من المقال:

باب الكعبة

  • اختلفت وكثرت الأقاويل حول من أول من بنى بابًا للكعبة، ولكن الرأي الأرجح أن أحد ملوك اليمن هو من وضع بابًا من حديد وجعل له مفتاحًا.
  • وأغدق على هذا الباب وزينه بالذهب، وصنع كسوة للكعبة كاملة، لتكسو الكعبة من جميع الجهات.
  • وفي عهد الملك عبد العزيز آل سعود تم تطوير باب الكعبة، حيث شيد بابًا مصنوعًا من الذهب الخالص، وهو الموجود حاليًا.

ميزاب الكعبة

  • هو مكان يستخدم في تجميع المياه المتجمعة أعلى الكعبة ليقوم بتصريفها، قبيلة قريش هم أول من وضعوا ميزاب للكعبة.
  • وهو موجود في الناحية الشمالية من اتجاه حجر إسماعيل، أما الميزاب الموجود حاليًا فهو مصفح بالذهب.
  • قام السلطان عبد المجيد بوضع الميزاب الذهب، ثم تم ترميمه في عهد الملك سعود بن عبد العزيز.

ملتزم الكعبة

  • هو المكان الذي يتوجه إليه المسلمون في دعائهم، ليجيب الله سؤالهم، وهو موجود بين الحجر الأسود وباب الكعبة.
  • يبلغ طوله حوالي متران، ويجب عند الدعاء الالتصاق بملتزم الدعاء، وخصوصًا التصاق الوجه والأيدي.
  • حيث قال عنه أبن عباس “إن ما بين الحجر والباب لا يقوم فيه إنسان فيدعو الله بشيء إلا رأى حاجته بعض الذي يحب “.

الشاذوران

  • الشاذوران هو عبارة عن الإزار الذي يحيط بالكعبة المشرفة، حول جدارها السفلي ويكون في مستوى الطواف.
  • أيضا الشاذوران مصنوع من الرخام من كل الجهات ماعدا جهة واحدة في جهة الحجر الأسود.
  • وتثبت كسوة الكعبة المشرفة من خلال حلقات متصلة ومثبتة بالشاذوران.
  • تم بناء الشاذوران حول الكعبة ليدعمها ويحمي جدارها من هجمات السيول.
    • وتم تجديد الشاذوران مرات عديدة آخرهم على يد الملك فهد آل سعود.
  • الكعبة الشريفة هي وجهة المسلمون ليقوموا بأداء مناسك الحج والعمرة.
    • وهي أطهر مكان على وجه الأرض، وأحب الأماكن إلى الله عز وجل.
  • مر بها أنبياء الله عليهم السلام جميعًا وكان لكل نبي منهم بصمته التي تركها على الكعبة المشرفة.
  • إذ الكعبة هي إرث ورثناه عن الأنبياء وله قدسيته الخاصة.

نرشح لك أيضا: ما هو أول دار بنيت في مكة؟

الحكمة من بناء الكعبة وجعلها قبلة المسلمين

  • توحيد العبادة:
    • القبلة: جعل الكعبة قبلة المسلمين يرمز إلى وحدة الأمة الإسلامية وتوحيد عبادة الله في مكان واحد. يساعد هذا التوجيه على تقوية الشعور بالانتماء إلى أمة واحدة ووجود رابط مشترك بين المسلمين في كل مكان.
    • الآية: قال الله تعالى في سورة البقرة (آية 144): ﴿قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۚ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۗ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۗ وَحَيْثُمَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾.
  • تعظيم وتقديس:
    • الكعبة هي أول بيت وُضع للناس في الأرض للعبادة، وقد أنشأها نبي الله إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام بأمر الله. اختيار الكعبة كقبلة للمسلمين يبرز عظمتها وتقديسها في الإسلام.
    • الآية: قال الله تعالى في سورة آل عمران (آية 96): ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾.
  • تعليم التواضع والطاعة:
    • توجيه المسلمين نحو الكعبة في صلاتهم يُظهر التواضع والطاعة لله عز وجل. إنه يذكّر المسلمين بأنهم يخضعون لأوامر الله ويُعبّرون عن إخلاصهم واتباعهم لرسالته.
  • التذكير بتاريخ النبوة:
    • الكعبة تُذكّر المسلمين بتاريخ النبي إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام، وبما قاموا به من بناء الكعبة وتجديد العبادة لله وحده. بناء الكعبة يُعزز من فهم المسلمين لتراثهم الديني وتاريخهم.
  • توحيد الأعياد والشعائر:
    • تحديد الكعبة كقبلة يُسهّل توحيد الأعياد وشعائر العبادة مثل الحج والعمرة. تجمع المسلمين من جميع أنحاء العالم في مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، مما يعزز الروابط بين المسلمين ويشجع على التعاطف والتعاون.

الكعبة الشريفة وسبب تسميتها

  • تسميتها “الكعبة”:
    • تُسمى الكعبة بهذا الاسم لأنها مُبنية على شكل مكعب، والذي يُعكس البساطة والنظام في تصميمها. الكلمة “كعبة” تعني “المبنى المكعب” في اللغة العربية، وهي تعبر عن شكل البناء الهندسي للكعبة.
  • تسميتها “الشريفة”:
    • تُضاف كلمة “الشريفة” إلى اسم الكعبة للدلالة على قدسيتها ومكانتها الخاصة في الإسلام. الكعبة تُعتبر مركزًا روحيًا مهمًا للمسلمين، ولذا يُستخدم لقب “الشريفة” للإشارة إلى الاحترام والتقدير الذي يكنه المسلمون لهذا المكان المقدس.

أسئلة شائعة حول بناء الكعبة

من بنى الكعبة لأول مرة؟

يعتقد أن الكعبة بنيت لأول مرة على يد نبي الله آدم عليه السلام. وقد ذكرت بعض الروايات الإسلامية أن نبي الله إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام أعادوا بناء الكعبة وتعزيزها عندما كانوا في مكة. قال الله تعالى في سورة البقرة (آية 127): (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۗ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

ما هو موقع الكعبة؟

الكعبة تقع في وسط المسجد الحرام في مكة المكرمة، المملكة العربية السعودية. تعتبر مركزًا جغرافيًا وروحيًا للمسلمين.

متى تم بناء الكعبة لأول مرة؟

يُعتقد أن الكعبة بنيت لأول مرة في زمن نبي الله آدم عليه السلام. ومع ذلك، نبي الله إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام أعادوا بناء الكعبة وتوسيعها بعد طوفان نوح.

ما هي المواد التي استخدمت في بناء الكعبة؟

في بناء الكعبة الأول، استخدمت الحجارة الطبيعية، وبعض الروايات تشير إلى أن الكعبة كانت مبنية بالحجارة السوداء، وهذا هو السبب في لون الحجارة الحالي.

مقالات ذات صلة