من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه
من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، هناك بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تكون محل خلاف بين علماء الدين ويبحث العلماء كثيرًا عما كانت هذه الأحاديث ضعيفة أو صحيحة.
من هذه الأحاديث حديث (من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه)، فهذا حديث مشهور عند الكثير من الناس ولكنه محل خلاف بين علماء الدين.
وفيما يلي سوف نوضح آراء علماء الدين حول هذا الحديث بالإضافة إلى معنى وتفسير الحديث فتابعونا.
محتويات المقال
من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه
- روي عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-حديث (من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منهم).
- ولكن أجمع العلماء أن هذا الحديث ضعيف ولم يأتي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-بهذه الكلمات، ولكنه تداول بين الناس بهذه الألفاظ.
- وجاء هذا الحديث بكلمات أخرى فجاء عن أبي الدهماء فقال (إنك لن تدع شيئًا لله إلا أبدله الله به ما هو خير لك منه).
- فهذا هو الحديث الصحيح عن النبي صل الله عليه وسلم، وتم تفسيره من قبل الكثير من علماء الدين والتفسير.
اقرأ أيضا: ما صحة حديث من سار بين الناس جابرًا للخواطر وماذا تعني؟
مضمون من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه
- وجاء مضمون العبارة أنّ العبد المسلم الذي تسيطر عليه شهواته.
- فيمنع شهواته ويذل نفسه التي تأمره بالسوء من أجل رضى الله -عز وجل-.
- فيمتنع عن كل شيء تشتهيه نفسه من حرام، يتركه من أجل الحلال وهذا ما أوصانا به الله عز وجل، مثل الصائم في نهار رمضان.
- بعد ذلك يأتي ثواب الله عز وجل ويعوض على المؤمن تركه للأشياء الحرام.
- ويعطي الله المؤمن أكثر مما ترك بالحلال وبرضى من الله عز وجل.
- وذلك لأن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ويجزي كل عبد ما فعل وقال الله في كتابه الحكيم:
- (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى).
معني حديث (إنك لن تدع شيئًا لله إلا أبدله الله به ما هو خير لك منه).
- معنى (لن تدع شيئًا)؛ جاءت كلفظ عام ومعناها أن الإنسان عندما يترك كل الأشياء الحرام من أجل رضا الله -سبحانه وتعالى- وابتغاء وجهه الكريم.
- ومعنى (لله عز وجل)، وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر لفظ الجلالة الله للتأكيد أن ترك الشيء الحرام يكون من أجل رضا الله -سبحانه وتعالى- ويجب ألا يكون ترك الشيء سببه الخوف من جاه أو سلطان أو إذا أحس الإنسان أنه غير قادر على عمل هذا الشيء.
- معنى (أبدله الله خيرًا منه)، حيث يبين الرسول -صلى الله عليه وسلم-جزاء من يترك الأشياء الحرام ابتغاء وجه الله -عز وجل-.
- ويبين ذلك بأن الله يعوض عليه بالخير الكثير ويشرح قلبه بالاطمئنان وينشرح صدره ويثاب في الدنيا والآخرة.
- كما يقول الله -عز وجل-في القرآن الكريم (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
تابع أيضا: صحة حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة
هل يكون العوض من جنس الشيء الذي تركه المؤمن؟
- الحديث الصحيح هو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه).
- وجاء أن العوض والتعويض من الله عز وجل قد يكون بشيء من جنس الشيء الذي تركه المؤمن من أجل ابتغاء مرضاة الله، أو قد يكون من غير جنسه.
- قال ابن القيم عليه رحمة الله:
- ” وقولهم من ترك لله شيئًا عوضه الله خيرًا منه: حق، والعوض أنواع مختلفة؛ وأجلّ ما يعوض به الفرد: الأنس بالله ومحبته.
- وطمأنينة القلب به، وقوته ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه تعالى.
- هذا التعويض قد يكون شيء محسوس من مال أو رزق مادي.
- وقد يكون رزق من الله لعبده بدرجات عالية من الإيمان واليقين ودرجات عليا في الجنة.
- وقد يأتي التعويض في الدنيا وقد يتركه الله للمؤمن مضاعف في الأجرة من جنات النعيم.
- قال ابن دقيق العيد عليه رحمة الله:
- ” فمن المعلوم أن جميع ما في الدنيا: لا يساوي ذرة مما في الجنة”.
- وقال السندي رحمه الله في “حاشية ابن ماجه”:” ذَرَّةٌ مِنَ الآخرة خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا”.
- وقد جاءت بعض الأحاديث فيها النص على الجزاء الأخرة لمن ترك شيئًا لله عز وجل.
- عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الجهني أَنَّ النبي صل الله عليه وسلم قَالَ : (مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ، وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ : دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ، حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أي حُلَلِ الإِيمَانِ شَاءَ يَلْبَسُهَا.
أنواع العوض من الله
والجدير بالذكر أن العوض من الله -عزّ وجلّ-له أنواع كثيرة مختلفة ومنها:
- أعظم ما يعوّض الله به عبده ونتيجة اختباره هو الأنس بالله ورضاه، وإعطاءه طمأنينة قلبه.
- ووهبه القوة والرضا في الطاعة والمساعدة في ترك المعصية.
- بالإضافة إلى ما يلحق بالمؤمن ويلقاه من جزاءٍ في الحياة الدنيا مع جزاء عمله من درجات عالية في الجنات التي تجري من تحتها الأنهار في دار الأخرة.
- يعطي الله العبد المؤمن الصبر فهو خير ما يكون مساند له في ترك المعاصي من أجل ابتغاء وجه الله العظيم.
- فالصبر على الطّاعة والقناعة بما رزقه الله سبحانه وتعالى هو خير عوض من الله.
- فالنفس التي تمنع للعبد من السير وراء الشهوات بنفس راضية بقضاء الله هي أجمل النفوس عند الله.
- لذلك يجب على المؤمن التحلي بالصبر والرضا من أجل الطاعات وأداء الواجبات، وذلك لأن لأداء الطاعات 3 مواضع وهما:
- قبل البدء بالطّاعة: وذلك بأنْ تسبق العمل النية الخالصة لله عز وجل والإخلاص لله تعالى وحده.
- أثناء أداءه للطّاعة: في حرص المؤمن على أكمل وجه وما يرضى به الله عز وجل وما جاء به الشرع.
- بعد أداء الطاعة: بأن يدخل المؤمن أن ما به من توفيق هو من الله عز وجل ومن رضا الله عنه، فلا يغتر ويتكبر.
وذلك لأن المؤمن يحتاج لقدرة كبيرة من الصبر حتى يواجه الشهوات والمغريات الكثيرة من حول والتي تعرض عليه طوال اليوم.
أمثلة العوض في الدنيا
- ما قاله ابن القيم في كتابه القيم” روضة المحبين “
” لما عقر سليمان بن داود عليهم السلام الخيل التي شغلته عن صلاة العصر.
حتى غابت الشمس: سخر الله له الريح يسير على متنها حيث أراد.
- ومثال أخر الإنسان الذي يسرق المال من غيره إذا ترك فعل هذا الشيء من أجل الله عز وجل لمن الله عليه بالخير والرزق الحلال الوفير.
- فقال الله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
اخترنا لك أيضا: ومن الناس من يشتري: ما هو لهو الحديث؟
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال من ترك شئيًا لله عوضه الله خيرًا منه، وقد تناول في هذا المقال صحيح الحديث وتفسيره وما هو التعويض من الله عز وجل في الدنيا والآخرة.