لماذا كتبت شجرت الزقوم بالتاء المفتوحة في سورة الدخان؟
لماذا كتبت شجرت الزقوم بالتاء المفتوحة في سورة الدخان؟، يتساءل الكثيرون لماذا كتبت شجرت الزقوم بالتاء المفتوحة في سورة الدخان؟ وما هو الإعجاز الديني في هذا الأمر، حيث أن القرآن الكريم به الكثير من علامات الإعجاز في اللغة العربية ليظل معجزة كل العصور.
محتويات المقال
لماذا كتبت شجرت الزقوم بالتاء المفتوحة في سورة الدخان؟
تختلف الآراء في إجابة السؤال لماذا كتبت شجرت الزقوم بالتاء المفتوحة في سورة الدخان؟ على قواعد هامة ليست قاصرة فقط على كلمة شجرة، وإنما هي خاصة بجميع الكلمات التي تنتهي بحرف التاء وهي كما يلي:
الإضافة والتعريف
- إذا كانت الكلمة التي تنتهي بحرف التاء مضافة إلى ما بعدها، يتم اعتبار المضاف والمضاف إليه الذي دائما ما يكون معرفا بالألف واللام كالكلمة الواحدة فلا يجوز الفصل بينهما في النطق فلا يجوز الوقف على المضاف.
- لهذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف في قراءته على كلمة شجرة عندما تأتي مضافة لكلمة بعدها، ففي هذه الحالة تكتب الكلمة بالتاء المفتوحة.
- مثال لتوضيح ما سبق، قوله تعالى” إن شجرت الزقوم طعام الأثيم”، جاءت كلمة شجرة في هذه الآية الكريمة مضافة إلى كلمة الزقوم.
- فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن وقف عليها لاعتبارها كلمة واحدة في قواعد اللغة العربية، ولهذا تكتب بتاء مفتوحة على حسب نطق النبي لها.
- أما إذا جاءت الكلمة التي تنتهي بحرف التاء غير مضافة بأن كانت نكرة أو معرفة بالألف واللام، جاز قراءتها على وجهين إما الوصل أو الوقف، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الوجهين.
- مثال توضيحي، قوله تعالى في سورة البقرة “ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين” وقوله عز من قائل ” وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة” وغيرها من الآيات القرآنية الكريمة.
- جاءت كلمة شجرة في الأمثلة السابقة معرفة بالألف واللام، فجاز الوقف عليها لأنها كلمة مستقلة وجاز وصلها مع ما بعدها، وتنطق كلمة الشجرة في حالة الوصل تاء وفي حالة الوقف عليها هاء كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فتكتب بتاء مربوطة.
- لعل ما سبق يوضح لماذا كتبت شجرت الزقوم بالتاء المفتوحة في سورة الدخان؟ وذلك لأنها جاءت مضافة لكلمة الزقوم فلم يرد عن النبي الوقف عليها ولا يجوز في اللغة الفصل بينها وبين المضاف إليه فتكتب بتاء مفتوحة.
اقرأ أيضًا من هنا: ما هي الآية التي ورد فيها اسم الذباب في سورة الحج
رسم المصحف الشريف
- يعتبر رسم المصحف العثماني رسم توقيفي على ما ورد من الصحابة رضوان الله عليهم، فلا يجوز مخالفتهم فيه كما جاء عن الإمامين مالك وأحمد بن حنبل رحمة الله عليهما.
- واتباعا لهذا المبدأ وردت كلمة شجرة مرة بتاء مفتوحة كما في قوله تعالى في سورة الدخان “إن شجرت الزقوم طعام الأثيم” وجاءت مرة أخرى مرسومة بتاء مربوطة كما جاء في قوله تعالى في سورة الصافات “أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم”.
- وذكر بعض علماء رسم القرآن الكريم سببًا آخر يوضح لماذا كتبت شجرت الزقوم بالتاء المفتوحة في سورة الدخان؟ وهو اختلاف القراءات في بعض الكلمات مثل كلمة شجرة وكلمة امرأة وغيرها من الكلمات المنتهية بحرف التاء.
- وعلى هذا تكتب الكلمة مرة بتاء مفتوحة وأخرى بتاء مربوطة لتتماشى مع القراءات المختلفة الثابتة في نطق هذه الكلمات وهذا قد يكون جواب عن لماذا كتبت شجرت الزقوم بالتاء المفتوحة في سورة الدخان؟
الإفراد والجمع
- ورد قراءة بعض الكلمات المنتهية بحرف التاء مرة على أنها مفرد وقرأها آخرون مرة على أنها جمع مؤنث سالم.
- ولهذا حرص الصحابة رضي الله عنهم أجمعين على مراعاة القراءات فكتبت الكلمات المختلف في إفرادها وجمعها بالتاء المفتوحة.
- مثال علي الكلمات المنتهية بحرف التاء واختلف في إفرادها وجمعها قوله تعالى في سورة فاطر “فهم على بينت منه”.
- وقوله تعالى في سورة المرسلات “كأنه جمالت صفر” وقوله عز من قائل “وألقوه في غيابت الجب” في سورة يوسف.
- في الأمثلة السابقة كتبت كلمات بينة وجماله وغيابة بالتاء المفتوحة في القرآن الكريم مراعاة لاختلاف القراء في إفرادها وجمعها فتناسب بذلك القراءتين.
- حيث قرأها حفص بالإفراد، ووردت في قراءات أخري بالجمع كما قال ابن الجزري.
كما أدعوك للتعرف على: فضل سورة الدخان للرزق
تفسير ظاهرة إبدال التاء المربوطة بتاء مفتوحة
- حدد البحث حصر الكلمات التي أبدلت فيها التاء المربوطة بتاء مفتوحة في رسم القرآن الكريم في خمس عشرة كلمة ورد ذكرها في خمسة وأربعين موضعا في كل المصحف الشريف.
- هذا وقد تم الإبدال بين التاء المربوطة والمفتوحة تبعا لاختلاف القراءتين حفص وقالون واختلاف الوقف والوصل وهذه الكلمات هي كما يلي:
- كلمة شجرة كما في قوله تعالى في سورة الدخان “إن شجرت الزقوم طعام الأثيم”، وهذا هو الموضع الوحيد الذي أبدلت فيه تاء كلمة شجرة المربوطة بتاء مفتوحة على غير المعتاد.
- فقد وردت كلمة شجرة نكرة في عشرة مواضع أخرى جميعها بتاء مربوطة.
- كلمة ابنة تم ذكرها مرة واحدة في القرآن الكريم كله ورسمت بتاء مفتوحة وهو قوله تعالى “ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا”.
- كلمة امرأة تم ذكر لفظة امرأة أحد عشرة مرة، منها سبعة مواضع كتبت بتاء مفتوحة، من هذه المواضع السبعة قوله تعالى “إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم”.
- كلمة بقية، وقد ورد ذكرها في ثلاث مواضع منهم موضعا واحدا تم إبدال تاء كلمة بقية القصيرة بتاء مفتوحة وذلك على غير القياس، وهو قوله عز وجل “بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين”.
- وردت كلمة جنة في القرآن الكريم في ستة وستين موضعا، كتبت في جميعها بتاء مربوطة إلا في موضع واحد أبدلت التاء المربوطة بتاء مفتوحة، وهو قوله تعالى “فروح وريحان وجنت نعيم”.
- جاءت كلمة جمالة مرة واحدة في قوله تعالى “كأنه جمالت صفر” تم إبدال التاء المربوطة بتاء مفتوحة على رواية حفص عن عاصم.
- كلمة رحمة كما في قوله تعالى “ذكر رحمت ربك عبده زكريا”، وقوله سبحانه “ورحمت ربك خير مما يجمعون”.
- كلمة سنة كما جاء في قوله تعالى “فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا”.
- كلمة فطرة وذكرت مرة واحدة في القرآن الكريم وكتبت فيه بتاء مفتوحة على غير المعتاد وهو قوله تعالى “فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها”.
- كلمة قرة وكتبت بتاء مفتوحة في موضع واحد في القرآن الكريم في قوله عز من قائل “وقالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك لا تقتلوه”.
- ومن الكلمات التي كتبت بتاء مفتوحة في القرآن الكريم على غير القياس كلمات لعنة، وكلمة، ومرضاة، ومعصية، ونعمة كما في الآيات القرآنية الكريمة “وتمت كلمت ربك الحسني”.
- وقوله “فنجعل لعنت الله على الكاذبين”، وقوله “ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله”، وغيرها من الآيات الكريمة.
كما يمكنكم التعرف على: فضل قراءة سورة الدخان قبل النوم
وأخيرًا فإن القرآن الكريم هو كلام الله المعجز الذي يتأمل فيه القراء ويتساءلون حول العديد من الصور البلاغية للقرآن مثل لماذا كتبت شجرت الزقوم بالتاء المفتوحة في سورة الدخان؟، وسيبقى القرآن الكريم معجزة على مر الأيام والعصور.