لماذا سميت مكة بأم القرى

مكة من أطهر وأنقى بقاع الأرض، حيث ولد بها سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وبها بيت الله الحرام، ولذلك فهي من أحب البلاد للمسلمين كافة.

وهناك الكثير من الأسماء لمكة المكرمة وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم، ومن ضمن هذه الأسماء اسم أم القرى، فلماذا سميت بأم القرى؟ ذلك ما سنتناوله في مقالنا هذا.

مكة المكرمة

  • توجد في المملكة العربية السعودية، وهي ضمن المدن الموجودة في شبه الجزيرة العربية.
  • وهي من أنقى وأطهر بقاع الأرض، حيث ولد بها أشرف خلق الله وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
  • وكان من قبل سيدنا محمد، سيدنا إبراهيم- عليه السلام- وزوجته هاجر وابنهما سيدنا إسماعيل.
    • وقام سيدنا إبراهيم وولده برفع قواعد بيت الله الحرام، والتي موجودة حتى الآن وهي الكعبة الشريفة.
  • وقام نبينا محمدا -صلى الله عليه وسلم- بوضع الحجر الأسود للكعبة، ويقال بأن هذا الحجر من الجنة.
    • والكعبة هي اتجاه القبلة للمصلين المسلمين.
  • وكلمة مكة تعني المكان المزدحم ولها العديد من الأسماء.

لماذا سميت مكة بأم القرى؟

  • ذكر الله عز وجل مكة المكرمة في القرآن الكريم باسم أم القرى مرتين.
  • مرة وهو يخاطب الرسول -صلى الله عليه وسلم-: قال تعالى (وَهُوَ ٰذو كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدَّق اَلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا).
  • والمرة الثانية قال الله تعالى في سورة الشورى” وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِر أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ”.

وقد تم ذكرها بهذا الاسم لعدة أسباب وهي:

  • مكة المكرمة من أشرف وأنقى البلاد على وجه الأرض، والتي عظّمها الله وفضّلها على غيرها من البلاد، كما أنها من أقدم القرى.
  • يوجد بمكة المكرمة بيت الله الحرام، وهي أول الأماكن التي تم الذهاب إليها بهدف التعبد، والكعبة هي القبلة التي يتجه إليها أهل القرى في صلاتهم.
  • تتميز أرض مكة المكرمة بأنها منبسطة، ودحية الأرض من تحتها ولذلك أطلق عليها اسم أم.
  • النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وُلد وعاش في مكة، وهي من أحب البلاد إلى قلبه.
  • وكان أول نزول الوحي لأشرف خلقا الله سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في مكة، وهي مكان انطلاق رسالة النبي للعالم.

للتعرف على المزيد: ما هو أول دار بنيت في مكة؟

تاريخ مكة

  • تعتبر مكة من البلاد التي تم إنشاؤها منذ زمن بعيد، أُنشئت بالقرن التاسع عشر قبل الميلاد أي قبل ميلاد السيد المسيح.
  • بدأ بالبناء فيها كلا من سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام.
  • وعندما نفذ الطعام والشراب من السيدة هاجر وولدها سيدنا إسماعيل رضي الله عنه، أنبأهم الله عز وجل ببئر زمزم.
  • ومن بعد هذا، بدأت القبائل البدوية في الذهاب إلى هذه المنطقة والبدء في الاتساع وتعمير مكة.
  • في زمن قريش كان هناك نزاع شديد بين قبيلة خزاعة وقبيلة قريش.
    • وكانت قبيلة خزاعة في ذلك الوقت هي التي تمتلك عهدة مكة.
  • استطاع عمر بن عوف بن كعب أن يحل هذا النزاع القائم، وقام بحكم حجابه البيت.
    • وقام حينذاك بتولية قصي بن كلاب أميراً لمكة.
  • وبذلك أصبحت مكة في عهدة قبيلة قريش، وكانت تقوم بخدمة زوار الكعبة المشرفة والتجار.
  • حافظت قريش على المكانة الدينية لمكة، وكان لكل قبيلة منهم صنم محدد عند الكعبة، وكانوا يذهبون إليه كل سنة.
  • وبعد ذلك جاء النور إلى مكة حيث كان مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
    • وبميلاده تغيرت وجهة مكة بل ووجهة العالم بأكمله.
  • فبدأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم بنشر رسالته ودعوتهم إلى التوحيد والبعد عن عبادة الأصنام.
    • والدعوة إلى التوحيد وعبادة الله عز وجل وعدم الشرك به.
  • ومن أشهر الأحداث التي حدثت في مكة أيضا هي قدوم ملك الحبشة وهو ابرهه الأشرم، ومعه جيش كبير يركبون الفيلة، وقد كان هدفهم هو هدم الكعبة المشرفة.
  • لكن الله قوي جبار، حمى الله عز وجل بيته ولم يستطع ابرهه وجيشه هدم الكعبة، ولذلك سُمي هذا العام بعام الفيل.
  • وفي عهد الخلفاء الراشدين وبعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بدأ التوسع بشكل أكبر للدعوة الإسلامية.
    • وأصبحت مكة مكانا مقدسا للمسلمين ويقومون بزيارتها قاصدي بيت الله الحرام.
  • في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أمر بإجراء توسيعات للمسجد الحرام وكانت أول عملية توسعة تموت له.
  • وفي عهد الخليفة عثمان ابن عفان كانت التوسعة الثانية.
  • أهتم الأمويين والعباسيين أيضا بتطوير المرافق والمنشآت في مكة الشريفة.
  • فقاموا بتوسيع الطرق التي تؤدي إلى مكة، كما قاموا بتوفير كافة الخدمات الضمانات لحماية زوار الكعبة.

شاهد أيضا: لماذا سميت يثرب بالمدينة المنورة

أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عن مكة

وكما ذكرنا أن مكة هي مسقط رأس النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن أحب البلاد إلى قلبه، وهناك بعض الأحاديث للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- عن مكة وهي:

  • قال رسول الله صلى عليه وسلم “صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، والصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة” رواه الإمام أحمد.
  • وأيضا قال -صلى الله عليه وسلم- “إن مكة حرّمها الله ولم يحرّمها الناس، فلا يحلّ لأمرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دماً، ولا يعضد بها شجرةً، فإن أحد ترخّص لقتال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها فقولوا: إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار، ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس وليبلّغ الشاهد الغائب” رواه البخاري ومسلم.

أسماء مكة المكرمة

مكة

  • وقد تمت تسميتها بهذا الاسم نظراً لإنهاء تذهب الذنوب.
  • وقد تم ذكر اسم مكة في القرآن الكريم في سورة الفتح.
    • قال الله -عز وجل- “وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ”.

اسم البلد

  • ولأن مكة تعد هي صدر القرى وأولها، فقد تم ذكرها في سورة البلد باسم السورة.
    • يقول الله -عز وجل- “لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد”.

سميت بالمسجد الحرام

  • وقد تم ذكر مكة باسم المسجد الحرام في سورة الإسراء وسمي بهذا الاسم لتحريم القتال فيه.
    • فقال الله تعالى “سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى”.

اسم بكة

  • وسميت بهذا الاسم لأنها لا يستطيع أي متجبّر أن يدخلها، فإنها تقطع أعناق كل جبار يدخلها.
  • وتم ذكرها بهذا الاسم في سورة آل عمران فقال الله -عز وجل- “أن أول بيت وضع للناس للذي بشبكة مباركاً”.

سميت بالبيت

والمقصود بالبيت هنا هي الكعبة الشريفة، والذي بناه سيدنا آدم عليه السلام، وتمت تسميته بالبيت العتيق أي البيت القديم.

سميت بالمعاد

  • وكلمة معاد هنا المقصود بها الولادة، أي المكان الذي وُلد فيه سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
  • وقد جاءت بهذا الاسم في سورة القصص، يقول تعالى “أن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد”.
  • وأخيراً وعلى الرغم من أن مكة من أجدب بقاع الأرض وأشدها فقراً، وتحيط بها الصحراء من كل مكان، ألا إن الله قد أختارها لتكون هي حرمة الآمن وأصبحت مدينة مقدسة.
  • كما شاء لها المولى بأن تكون جنة الدنيا، فأصبح بها الحدائق الخضراء والأنهار.
  • ولأن الدين هو الأساس الذي يتمايز على أساسه البلدان والقرى، فكان كل التميز لمكة المشرفة والتي يحدث بها أكبر التجمعات وأعظمها لتأدية فريضة الحج والعمرة.

اخترنا لك أيضا: لماذا سميت مزدلفة بهذا الاسم

فضل مكة على غيرها من البلدان

مكة المكرمة تُعتبر من أقدس الأماكن في الإسلام، وذلك بسبب:

  • الكعبة المشرفة: قبلة المسلمين ومكان الحج والعمرة.
  • البركة والطهر: تحتوي على بئر زمزم وتعتبر أرضًا مباركة.
  • التاريخ والدين: موطن نبي الله إبراهيم والنبي محمد، ومكان نزول الوحي.
  • الروحانية: تُعتبر مركزًا روحيًا للصلاة والتعبد.
  • الأحاديث النبوية: ذُكرت في الأحاديث كأرض مباركة وأحب البلاد إلى الله.
  • الأمان: مكان آمن بفضل حماية الله.
  • المسجد الحرام: أكبر المساجد في العالم وموطن الصلاة والعبادة.
  • الأيام المباركة: تستضيف مناسبات دينية هامة مثل رمضان وعيد الأضحى.

أسئلة شائعة حول تسمية مكة بأم القرى

لماذا تُسمى مكة المكرمة بـ (أم القرى)?

تُسمى مكة المكرمة بـ (أم القرى) بناءً على ما ورد في القرآن الكريم. قال الله تعالى في سورة الأنعام: (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا) (الآية 7). وتُعني (أم القرى) المدينة الأم أو المركز الرئيسي، حيث تُعتبر مكة المركز الروحي والديني في العالم الإسلامي.

ما هو معنى (أم القرى)؟

أم القرى تعني أم المدن أو المدينة الرئيسية. يُشير المصطلح إلى مكانة مكة كمركز رئيسي ومقدس في العالم الإسلامي، وأنها تعتبر المدينة الأم التي يُحتسب منها أو إليها

ما هي أهمية مكة المكرمة كـ (أم القرى)؟

أهمية مكة كـ (أم القرى) تكمن في كونها موطن الكعبة المشرفة، قبلة المسلمين في الصلاة، ومكان الحج والعمرة. كما أن مكة هي مركز الروحانية والعبادة في الإسلام، وتعتبر المدينة الأم لجميع المدن الأخرى في الدين الإسلامي.

هل هناك دلائل تاريخية أخرى على تسمية مكة بـ (أم القرى)؟

نعم، هناك دلائل تاريخية ودينية تدعم هذه التسمية. فقد ذكرت النصوص الدينية والتقاليد الإسلامية أن مكة كانت معروفة كمركز حضاري وديني منذ القدم، وكانت تُمثل مركزًا هامًا في شبه الجزيرة العربية، وهذا يتوافق مع كونها أم القرى.

مقالات ذات صلة