لماذا سمي التاريخ الهجري بهذا الاسم
منذ أن وجد الإنسان على الأرض وهو يضع لنفسه مواقيت ليهتدي بها، ويتم تحديد هذه المواقيت وفق حالة الجو، أو وفق حركة النجوم، أو وفق حدث معين.
فعلى سبيل المثال تم تحديد التقويم الميلادي منذ ميلاد المسيح عيسى عليه السلام، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن التقويم الهجري وسبب تسميته بهذا الاسم.
محتويات المقال
التقويم القمري
- إن التقويم القمري هو الذي يضم الشهور الهجرية.
- وأول من قام بوضع التقويم الهجري واستخدامه هم العرب.
- ويضم التقويم القمري مجموعة الشهور الهجرية.
- حيث إن الشهور القمرية تبدأ بشهر محرم ثم تتعاقب الشهور بعد ذلك فيأتي شهر صفر ثم شهر ربيع الأول وشهر ربيع ثاني.
- ثم يليهم شهر جمادى الأولى وشهر جمادى الثاني.
- وعلاوة على ذلك سنجد شهر رجب وشهر شعبان وشهر رمضان.
- ثم في نهاية التقويم القمري نجد شهر ذي القعدة وشهر ذي الحجة.
- ومن الجدير بالذكر أن تعداد الأيام في الشهور القمرية يعتمد على دوران القمر حول الكرة الأرضية.
- وقد ذكر ذلك الله تعالى في كتابه العزيز حيث قال: (هُوَ الَّذي جَعَلَ الشَّمسَ ضِياءً وَالقَمَرَ نورًا وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعلَموا عَدَدَ السِّنينَ وَالحِسابَ) صدق الله العظيم.
- وكل شهر من هذه الشهور القمرية يبلغ عدده ما بين التسعة والعشرين يومًا والثلاثين يومًا ولا يكون أكثر من ذلك.
- وبناءً على ذلك فإن السنة الميلادية تزيد عن السنة القمرية بمقدار أحد عشر يومًا فقط.
- ونتيجة لذلك فلن يحدث أبدًا أي التقاء بين السنة الهجرية والسنة الميلادية.
- ولكن ما علاقة الشهور القمرية بهجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولماذا أطلق عليها اسم العام الهجري.
- هذا ما نتعرف عليه فيما يلي.
للتعرف على المزيد: ما ترتيب شهر رمضان في الأشهر الهجرية؟
تسمية التاريخ الهجري
- ذكر في كتب التاريخ أن أول من قام باستخدام التقويم الهجري وتطبيقه وتسميته بهذا الاسم هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- وقد قام بذلك بعد استشارة عدد كبير من الصحابة العظماء.
- حيث إنه كان يريد أن ينسب الشهور القمرية إلى حدث جلل.
- حيث كان هناك بعض الآراء توجه إلى نسبتها إلى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- وهناك رأي آخر كان يدعو لنسبة الشهور القمرية إلى وقت البعثة النبوية ونزول الدين الإسلامي والقرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
- ولكن استقر رأيهم في النهاية إلى نسبة الشهور القمرية إلى هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين من مكة إلى المدينة المنورة.
- وقد استقر الاختيار في النهاية على الهجرة النبوية.
- حيث أن اختيار الهجرة النبوية له دلالات عديدة وأسباب عظيمة.
- ومن أهم الدلالات هو الرغبة في تمييز الأمة الإسلامية عن أي أمة أخرى.
- ومن جهة أخرى فإن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين من مكة إلى المدينة المنورة تحمل أهمية عظيمة في الإسلام.
- حيث إنها أثرت على قيمة الإسلام وساعدت على رفعته وعلو شأنه.
- حيث أن الهجرة كانت بداية تكوين دولة إسلامية للمسلمين.
- ومن جهة أخرى فقد تم اختيار شهر محرم بالتحديد كبداية للسنة الهجرية.
- وذلك لأن المسلمين عادةً كانوا يلتقون في مكة أثناء فترة الحج في شهر ذي الحجة.
- وفي بداية شهر محرم كان كلًا منهم ينصرف إلى بلده وتكون بداية جديدة له.
- علاوة على ذلك فإن ولاة أمر المسلمين في جميع البلاد كانوا يستغلون فرصة التقاءهم بخليفة المسلمين في الحج ويشاورونه في أمور الدولة.
- وتكون عودتهم لبلادهم في شهر محرم بداية جديدة في الدولة بالأمور الجديدة التي وجههم لها خليفة المسلمين.
- ومن الجدير بالذكر أن اختيار الهجرة كدليل للتقويم الهجري كان بسبب أن الهجرة من مكة للمدينة المنورة فرق الله بها بين الحق والباطل.
- وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه متعجلًا في تحديد تقويم خاص للمسلمين.
- وذلك لأن أبو موسى الأشعري أرسل إليه ليسأله أن جميع الرسائل التي تصل إليهم لا تكون محددة بتاريخ معين.
- وقد حسم الأمر وبدأ العمل بالتاريخ الهجري في العام السابع عشر من هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة للمدينة.
الأشهر الهجرية
- إن الشهور الهجرية تم تسميتها بأسمائها لعدة أسباب.
- وقد قام بذكر ذلك وتحليله ابن كثير وقد نقله عن الإمام السخاوي.
شهر محرم
- إن شهر محرم سمي كذلك لأنه شهر حرم وقد تم تسميته كذلك لكي يتم تأكيد حرمته.
- حيث إن العرب كانوا يحرمونه عامًا ويحلونه عامًا وفق أهواءهم ومصالحهم.
نرشح لك أيضا: ما هو ترتيب الأشهر الهجرية وما هي أسماء شهور السنة الهجرية؟
شهر صفر
- من المعروف عند العرب أنهم كانوا يسافروا لطلب الرزق وقضاء مصالحهم في هذا الشهر.
- ولذلك سمي بشهر صفر لأن منازلهم تكون خالية منهم.
- وفي اللغة العربية كلمة صفرت الديار تعني خلوها من السكان.
شهري ربيع الأول وربيع الثاني
- أطلق على هذين الشهرين اسم الربيع الأول، والثاني نسبةً إلى فضل الربيع وما يفعلونه به.
- وما يفعلونه في هذه الفترة يسمى الارتباع ويعني به الإقامة في فترة الربيع أو عمارة الربيع.
شهري جمادى الأولى وجمادى الآخر
- لقد تم تسمية هذين الشهرين باسم جمادى لأن المياه كانت تجمد في هذه الفترة وخاصةً في فترة الليل.
- ومن الجدير بالذكر أن هذين الشهرين يمكن تذكيرهما ويمكن تأنيثهما.
- حيث يمكن القول جمادى الأول ويمكن القول جمادى الأولى.
- كما يمكن القول جمادى الآخر وأيضًا جمادى الأخرى.
شهر رجب
- إن كلمة رجب مأخوذة من كلمة الترجيب.
- وكلمة ترجيب تعني التعظيم وهذا دليل على تعظيم هذا الشهر.
شهر شعبان
- كلمة شعبان مشتقة من كلمة التشعيب.
- وهي ترمز لتشعيب القبائل وتفرقهم في فترات الغارة.
شهر رمضان
- إن كلمة رمض تعني الإصابة بالعطش والحر الشديد.
- وشهر رمضان يرمز إلى العطش الشديد وشدة الحر.
شهر شوال
- إن تسمية هذا الشهر بشوال يشير إلى الإبل التي تشيل بأذنابها الرمل.
شهر ذي القعدة
- إن شهر ذي القعدة يشير إلى قعود القبائل عن السفر والقتال.
- ويمكن أن تنطق بفتح القاف ويمكن أن تنطق بكسرها.
شهر ذي الحجة
- إن شهر ذي الحجة هو الشهر الذي تقام فيه مناسك الحج وشعائره.
- ولذلك سمي بهذا الاسم نسبةً إلى موسم الحج.
كيفية إحياء التاريخ الهجري
- مع مرور الزمن بدأ المسلمون الابتعاد عن التاريخ الهجري والاعتماد على التاريخ الميلادي في جميع المهام.
- ولذلك فأصبح من الضروري إعادة استخدام التاريخ الهجري وتنبيه جميع المسلمين لذلك.
- ولكي يتحقق ذلك فلابد من اتباع بعض الأمور.
- ومن ثم فلابد من تذكير المسلمين بالأحكام الشرعية التي ترتبط بالتاريخ الهجري.
- فعلى سبيل المثال نجد أن الزكاة لكي يتم وجوبها لابد أن يمر عليها الحول وهو عام هجري كامل.
- ومن جهة أخرى فإن الصيام مرتبط برؤية الهلال سواءً في شهر رمضان أو في الأيام القمرية والبيضاء.
- وهذا يرتبط أيضًا بالتاريخ الهجري.
- وعلاوة على ذلك فإن شعائر الحج ترتبط بالشهور الخاصة به وهي شوال وذي القعدة وذي الحجة.
- وبالإضافة إلى ذلك فإن المرأة التي توفي عنها زوجها يكون لها عدة وكذلك المطلقة.
- ولابد من حساب هذه العدة وفق الشهور الهجرية.
- ونتيجة لذلك فلابد من إعادة التعامل مع التاريخ الهجري والاعتماد عليه.
- وهذا يتمثل في معرفة موعد الميلاد باستخدام التاريخ الهجري وكذلك جميع المناسبات واللقاءات.
- ومن الضروري أيضًا إحياء ذكرى المناسبات الدينية في التاريخ الهجري مثل الغزوات النبوية.
- وزيادة على ذلك فلابد من التذكير والاستثمار للمناسبات الخاصة بالتاريخ الهجري والمسلمين.
- وعلى سبيل المثال لابد من تذكير المسلمين بيوم عاشوراء، ويوم رحلة الإسراء والمعراج.
- وأيضًا يوم عرفة واليوم الذي تم تحويل القبلة فيه من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام.
تابع كيفية إحياء التاريخ الهجري
- ومن جهة أخرى فلابد من توجيه الجميع إلى أهمية إحياء مناسبة هجرة النبي من مكة إلى المدينة.
- وتعليمهم أن الشهور القمرية تم ربطها بالهجرة النبوية نظرًا لأهمية حدث الهجرة بالنسبة للإسلام والمسلمين.
- فهي العلامة الفارقة في حياة الدولة الإسلامية.
- حيث أن الهجرة هي أول فترة تم فيها إقامة دولة فعلية للمسلمين.
- كما أن المسلمين قبل الهجرة كانت حقوقهم مستباحة في مكة وكانوا مضطهدين من قبل المشركين.
- ولذلك لزم على الآباء والأمهات تنبيه أبناءهم إلى أهمية التاريخ الهجري وأهمية التمسك به.
- بالإضافة إلى توجيه دعوة إلى جميع المؤسسات الحكومية والخاصة والهيئات والشركات بالاعتماد على التقويم الهجري في معاملاتهم وخططهم.
- ومن أهم هذه المؤسسات التي يجب أن تلتزم بالتاريخ الهجري هي المدارس والمؤسسات التعليمية والتربوية.
- حيث إنها لابد أن تعتمد على التاريخ الهجري في المواعيد الخاصة ببدء الدراسة ونهاية الفصل الدراسي ومواعيد الامتحانات.
- حتى تخرج جيل واعي مهتم بالتاريخ الهجري ومعتمد عليه قادر على إحياء التاريخ الهجري العظيم.
اخترنا لك أيضا: أهمية دراسة التاريخ الاسلامي
بداية العام الهجري
- بداية العام الهجري تكون في شهر محرم لأنه أول شهر في السنة الهجرية.
- بدأ المسلمون في استخدام التقويم الهجري اعتباراً من السنة التي هاجر فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، والتي عُرفت بعام الهجرة (1 هـ).
لماذا بداية العام الهجري في محرم؟
- وقد اختير شهر محرم ليكون بداية السنة الهجرية لأنه من الأشهر الحرم التي كان لها مكانة خاصة في الجاهلية، كما أن الهجرة التي تُعتبر حدثاً محورياً في تاريخ الإسلام كانت بداية جديدة للمسلمين وللأمة الإسلامية.