لماذا سمي شهر صفر بهذا الإسم

لماذا سمي شهر صفر بهذا الاسم، من الأسئلة التي تشغل بال عدد كبير من الأشخاص، فمن المعرف أن شهر صفر من الشهور الهجرية وهو الشهر الثاني في التقويم الهجري.

ولكن الأمر الغير معروف بالنسبة للبعض هو السبب وراء هذه التسمية، وهل هو شهر منحوس فعلاً كما يقول البعض.

سبب تسمية شهر صفر بهذا الاسم

كثرت الأقاويل حول تسمية شهر صفر بهذا الاسم، ولكن من الأسباب الأكثر انتشارًا حول هذه التسمية ما يلي:

  • قال البعض أنه سمي بذلك لإصفار مكة من أهلها في هذا الشهر “أي أنها خلت من أهلها”.
  • قيل أيضًا أنه سمي بذلك لأنهم كانوا يغزون في هذا الشهر القبائل ويتركون من لقوا صفرًا “أي يسلبونه متاعه فيصبح بلا متاع”
  • من الأسباب الأخرى لتسمية هذا الشهر بهذا الاسم، أنه الشهر الذي تصفر فيه الأشجار.
  • يقول البعض أن ديار العرب كانت تصفر في هذا الشهر “أي تخلوا” وذلك لأنهم كانوا يخرجون للقتال والبحث عن الطعام أو السفر هربًا من الحر.
  • يقال أيضًا أن الرياح كانت تعصف بشدة في هذا الشهر وكان لحركتها صفير.

شاهد أيضا: ما هو عدد أيام السنة القمرية

شهر صفر عند العرب الجاهليين

كان للجاهليين العرب في شهر صفر عادتان وهما:

  • العادة الأولى لهم التلاعب بهذا الشهر تقديمًا وتأخيرًا.
  • من المعروف أن الله خلق السنة وهي 12 شهر، وجعل الله تعالى من هذه الشهور 4 شهور حرم “أي حرم فيها القتال” وذلك تعظيمًا لشأنها وهم “ذو القعدة وذو الحجة ورجب ومحرم”، ولكن العرب في الجاهلية كانوا يؤخرون هذه الشهور ويقدمونها على راحتهم وجعلوا شهر صفر بدلاً من شهر محرم.
  • بينما العادة الثانية لهم كانت التشاؤم من هذا الشهر.

سبب تسمية شهر صفر بصفر الخير

كان للعرب أيام وشهور للتفاؤل وأيام وشهور للتشاؤم، وكما ذكرنا سابقًا كان العرب الجاهليين يتشاءمون بشهر صفر، ولذلك:

  • أطلق العرب على شهر صفر اسم “صفر الخير” وذلك لمخالفة الجاهليين بتشاؤمهم من هذا الشهر.
  • عندما جاء الإسلام محى كل عادات الجاهلية ومحيي فكرة التعلق بغير الله تعالى وثبت الإيمان في نفوس البشر.

أحداث وقعت في شهر صفر

ضم شهر صفر العديد من الغزوات والأحداث المهمة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومنها:

غزوة الأبواء

  • خرج الرسول صلى لله عليه وسلم في شهر صفر غازيًا على رأس 12 شهرا من مقدمة المديمة لـ 12 ليلة مضت من شهر صفر.
  • بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم “ودان” وكان يريد بني ضميره وقريش.
  • عاد الرسول بعد ذلك إلى المدينة، وكانت هذه أول غزوة للنبي صلى الله عليه وسلم.

فتح خيبر

قال ابن إسحاق: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني قد أعطى ابن لقيم العبسي حين افتتح خيبر ما بها من داجن او دجاجة، وكان فتح خيبر في صفر.

غزوة ذي أمر

ابن إسحاق قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة السويق أقام بالمدينة بقية ذو الحجة ومحرم أو عامته، ثم غزا نجدًا يريد غطفان وهي غزوة ذي أمر، فأقام الرسول بنجد صفر كله أو قريبًا منها، ثم عاد إلى المدينة فلم يلق كيدًا.

إسلام عمرو بن العاص

قال ابن إسحاق: كان إسلام عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة وخالد بن الوليد، عند النجاشي فقدموا إلى المدينة في صفر سنة 8 من الهجرة.

اقرأ أيضا: اشهر السنة بالانجليزي والعربي وأسباب تسميتها

هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم

يريد بن أبي حبيب قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة في صفر وقد إلى المدينة في ربيع الأول.

زواج الرسول من السيدة خديجة

ابن إسحاق قال: في شهر صفر كان زواج السيدة خديجة رضي الله عنها من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، عقب 25 يوم من صفر سنة 26.

زواج على رضي الله عنه من السيدة فاطمة

ابن كثير قال: فاطمة رضي الله عنها تزوجها ابن عمها على بن أبي طالب رضي الله عنه في صفر في سنة 2، فأنجبت له الحسن والحسين.

غزوة الروم

في شهر صفر سنة 11 أمر الرسول بالاستعداد والتهيؤ لغزوة الروم أمرهم بالجد، ودعا أسامة بن زيد وبعثه للروم أمره بالإغارة عليها كما أمر، وعقد له لواء بيده المباركة، وجهزه في المهاجرين والأنصار أرباب الصوارم الفاتكة.

أحداث مأساوية في شهر صفر

استكمالاً للحديث عن لماذا سمي شهر صفر بهذا الاسم، نتطرق إلى أبرز الأحداث المأساوية التي حدثت في هذا الشهر فيما يلي:

مرض الرسول صلى الله عليه وسلم

مرض الرسول لـ 22 ليلة في شهر صفر، وبدأ وجعه عن وليدة له بقال لها ريحانة كانت من سبي اليهود، وكان أول يوم مرض هو السبت وكانت الوفاة يوم الاثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول.

معركة صفين والتحكم

في شهر صفر سنة 37 التقى علي رضي الله بمعاوية رضي الله عنه ومؤازريه في صفين واستمر القتال بينهم أيامًا.

شاهد من هنا: اغسطس اي شهر

أسباب تسمية بعض الأشهر العربية

سبب تسمية رجب

شهر رجب هو أحد الأشهر الهجرية القمرية، وقد تم تسميته بهذا الاسم لأسباب تاريخية ودينية. إليك الأسباب وراء تسمية شهر رجب:

  • التعظيم والتقديس: كلمة “رجب” تأتي من الفعل “رجب” الذي يعني التعظيم والتقديس. وقد كان العرب في الجاهلية يعظمون هذا الشهر، فلا يقاتلون فيه ويكفون عن القتال والمعارك.
  • الترجيب: شهر رجب كان يُسمى أيضًا بـ”الترجيب” لأنه كان يتم الترحيب به وتعظيمه من قِبَل العرب، فقد كانوا يُقدمون على أداء مناسكهم الدينية والتقليدية بشكل خاص في هذا الشهر.
  • الرجوب: يقال إن هذا الاسم قد يكون مأخوذًا من “الرجوب” بمعنى الانصياع والتوقف، حيث كان الناس يتوقفون عن القتال في هذا الشهر احترامًا لقداسته.
  • الأشهر الحرم: شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم التي ذُكرت في القرآن الكريم: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) (التوبة: 36). والأشهر الحرم هي ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب. كانت هذه الأشهر تُعتبر مقدسة، ويحرم فيها القتال والاعتداء.
  • شهر مضر: يُسمى أحيانًا بـ”رجب مضر” نسبةً إلى قبيلة مضر، التي كانت تُعظم هذا الشهر بشكل خاص وتلتزم بتقديسه.

سبب تسمية رمضان

شهر رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الهجري الإسلامي، وله مكانة خاصة في الإسلام، حيث يصوم المسلمون من الفجر حتى غروب الشمس. تسميته بهذا الاسم لها عدة تفسيرات، منها:

  • الحرارة الشديدة: يُعتقد أن اسم رمضان مشتق من الجذر العربي “رمض” الذي يعني الحرارة الشديدة. يُقال أن هذا الشهر سُمّي بهذا الاسم لأنه عندما تم تعيين الأسماء للأشهر الهجرية، كان شهر رمضان يقع في فترة من السنة كانت شديدة الحرارة. كلمة “رمضاء” تعني أيضًا الأرض المحمومة من حرارة الشمس.
  • حرارة الجوع والعطش: تفسير آخر يشير إلى أن الصيام في شهر رمضان يُشعل حرارة الجوع والعطش في جسم الصائم، مما يُعتبر كنوع من الرمضاء الروحية، حيث يختبر المسلمون التحمل والصبر.
  • تطهير الذنوب: هناك تفسير رمزي يشير إلى أن رمضان يحرق الذنوب والخطايا كما تحرق الشمس الأرض الحارّة، وبالتالي فهو شهر للتطهير الروحي والتوبة والاستغفار.
  • اختصاص المعاني الدينية: يُعتقد أيضًا أن شهر رمضان هو وقت يتجلى فيه الحماس الروحي والإخلاص الديني للمسلمين، حيث يُظهرون عبادتهم من خلال الصيام والقيام والصلاة والدعاء. هذا الحماس يشبه الحرارة في شدته وتأثيره.

سبب تسمية شعبان

شهر شعبان هو الشهر الثامن من التقويم الهجري، وله أهمية دينية وتاريخية في الإسلام. تسمية شهر شعبان بهذا الاسم تعود إلى عدة أسباب تاريخية ولغوية:

  • التشعب: كلمة “شعبان” مشتقة من الجذر العربي “شَعَبَ” الذي يعني التفرق والتشعب. وقد سُمّي بهذا الاسم لأن العرب في الجاهلية كانوا يتشعبون فيه بحثًا عن الماء بعد انتهاء شهر رجب، الذي كان من الأشهر الحرم التي يُحرم فيها القتال. لذلك، كانوا يتفرقون ويتوزعون في الأراضي بحثًا عن الماء والمراعي.
  • التشعب للغارات: هناك تفسير آخر يشير إلى أن شعبان سُمّي بهذا الاسم لأن القبائل كانت تتشعب وتنتشر للقيام بالغارات بعد انتهاء شهر رجب الذي يحرم فيه القتال.
  • الاستعداد لرمضان: في السياق الإسلامي، يُعتبر شهر شعبان فترة للاستعداد لشهر رمضان. كانت بعض الأنشطة الدينية تتشعب في هذا الشهر، مثل الإكثار من الصيام والأعمال الصالحة، مما يعكس التحضير الروحي لشهر رمضان المبارك.

سبب تسمية ذي القعدة

شهر ذو القعدة هو الشهر الحادي عشر من التقويم الهجري، ولهذا الشهر اسم يرتبط بسياق تاريخي وديني. كلمة “ذو القعدة” مشتقة من “القعود” والتي تعني الجلوس أو الامتناع عن الحركة. هناك عدة أسباب محتملة لتسمية هذا الشهر بهذا الاسم:

  • القعود عن القتال: ذو القعدة هو أحد الأشهر الحرم في الإسلام، والأشهر الحرم هي: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، ورجب. في هذه الأشهر، كان يحرم القتال على العرب قبل الإسلام واستمر ذلك في الإسلام. وبالتالي، كان الناس “يقعدون” عن القتال والنزاعات في هذا الشهر، مكرسين الوقت للسلام والاستعداد للحج.
  • الاستعداد للحج: ذو القعدة يأتي قبل شهر ذي الحجة، وهو الشهر الذي تُؤدى فيه مناسك الحج. ولذلك، كان الناس يجلسون ويستعدون للحج في هذا الشهر، مهيئين أنفسهم ومجتمعهم لهذه الرحلة الدينية الهامة.

سبب تسمية ذي الحجة

شهر ذو الحجة هو الشهر الثاني عشر من التقويم الهجري، وله مكانة خاصة في الإسلام لأنه الشهر الذي تؤدى فيه مناسك الحج، أحد أركان الإسلام الخمسة. تسمية هذا الشهر ترتبط مباشرةً بفريضة الحج. كلمة “ذو الحجة” تعني “صاحب الحجة” أو “ذو الحج”، وهناك عدة أسباب لهذه التسمية:

  • الحج: هذا هو الشهر الذي يُقام فيه الحج، وهو التجمع السنوي الأكبر للمسلمين من جميع أنحاء العالم لأداء المناسك المقدسة في مكة المكرمة. تشمل مناسك الحج الوقوف بعرفة، ورمي الجمرات، وطواف الإفاضة وغيرها من الشعائر الدينية الهامة.
  • الأضحية: في هذا الشهر، يحتفل المسلمون بعيد الأضحى الذي يرتبط بقصة سيدنا إبراهيم (عليه السلام) واستعداده للتضحية بابنه إسماعيل (عليه السلام) طاعةً لأمر الله. يتم ذبح الأضاحي في ذكرى هذه الحادثة، مما يجعل هذا الشهر مرتبطًا بفعل الحج والتضحية.

سبب تسمية الأشهر الحرم

الأشهر الحرم هي ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، ورجب، وسميت بالحرم لأن الله تعالى حرم فيها القتال، حيث قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}.

أسئلة شائعة حول تسمية شهر صفر

ما هو شهر صفر؟

شهر صفر هو الشهر الثاني من التقويم الهجري الإسلامي، ويأتي بعد شهر محرم.

لماذا سمي شهر صفر بهذا الاسم؟

هناك عدة تفسيرات لتسمية شهر صفر بهذا الاسم: يُقال إن العرب كانوا يتركون منازلهم فارغة (تصفر) للذهاب إلى الحروب أو التجارة. بعض التفسيرات تشير إلى أن الأسواق كانت تصفر (تخلو) من البضائع بسبب الغزوات والحروب.

هل هناك أي أحداث دينية خاصة في شهر صفر؟

لا توجد أحداث دينية محددة أو عبادات خاصة في شهر صفر، ولكن من المهم الاستمرار في القيام بالعبادات اليومية المعتادة.

هل صحيح أن شهر صفر يعتبر شهرًا نحسًا؟

هذا اعتقاد خاطئ. في الإسلام، لا يوجد دليل شرعي يُثبت أن شهر صفر شهر نحس أو سوء حظ. هذه الاعتقادات هي من بقايا الجاهلية وليست من تعاليم الإسلام. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر) (رواه البخاري ومسلم)، وهذا الحديث ينفي الاعتقادات الخاطئة حول شهر صفر.

ما هي الأمور المستحبة في شهر صفر؟

لا توجد أعمال معينة تُستحب في شهر صفر بخصوصه. يجب على المسلمين الاستمرار في أداء العبادات اليومية، مثل الصلاة والصيام والذكر، وتجنب الاعتقادات الخاطئة.

مقالات ذات صلة