ما هي الحكمة والموعظة الحسنة؟
ما هي الحكمة والموعظة الحسنة، الله عز وجل أنزل علينا القرآن الكريم، وذلك من أجل أن نفهم ما في هذا القرآن، ونعمل بما يقوله لنا الله في هذا القرآن حيث أن القرآن الكريم قد جاءت فيه عدة توجيهات عديدة في أكثر من فرع من فروع الحياة.
محتويات المقال
الدعوة إلى الله وفضلها
- لقد كان هناك في القرآن الكريم عدة توجيهات هذه التوجيهات تساعد الإنسان على السير في الخطى السليم وطريق الصلاح وذلك من تقويم الإنسان وجعلة دائمًا في دائرة الخير والتقرب من الله وان يكون من عبادة المقربين.
- يعد من هذه التوجيهات هو توجيه البشرية من أجل القيام بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بقوله تعالى، ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير، وهذا يعني أنه لابد أن تكون صفة الأمة بشكل كامل هي الدعوة للخير.
- وإذا قلنا وفرضنا أن هذا الأمر سوف يوجه لبعض من أفراد الأمة الإسلامية، وعند ذلك يكون حكم الدعوة هنا من الواجب فعلة ويعتبر أيضًا فرض كفاية وهذا لا يسقط ألا في حالة معينه ألا وهي تحقق الكفاية.
- وعندما لا يمكن للدعوة أن تتحقق فيان كلك يعتبر من الفرض الواجب على كل مسلم حي يرزق.
- لذلك ينبغي على كل مسلم ومسلمة أن يقوم بتهيئة نفسه وذلك من أجل أن يقوم بتحمل ما سوف يلقاه من أجل تبليغ دعوة الله سبحانه وتعالى.
شاهد أيضًا: بحث عن غزوة حنين باختصار
تبليغ دعوة الله سبحانه وتعالى
- وعند ذلك سوف يكون لهذا المسلم عتاد يأخذها معه أثناء التبليغ فمنها الصبر الذي لابد أن يتحلى به وكذلك اليقين بأن الله سوف ينصره في تبليغه ويصل إلى مراده وسوف يكون عزاؤه عند ذلك هو امتداح ربه سبحانه وتعالى.
- فلابد من اعتباره هو من يملك أحسن تلك الأقوال وهذا كما قال الله سبحانه وتعالى.
- ومن أحسن مولًا ممن دعا إلى الله فلا نجد قولا أفضل من الذي قيل ولا يوجد من يقول قول أفضل من ذلك وذلك لأنه يدل جميع البشر إلى ربهم.
- كما أنه يقوم بتبشيرهم بأن خالقهم ذو فضل عظيم وبذلك يحصل على نتيجة عملة وهو الأجر والثواب.
- فنجد أن ذلك طبقًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً.
ما هي الحكمة والموعظة الحسنة؟
سوف نتناول الآن المفهوم للحكمة والموعظة الحسنة وسوف نتناولها بالتفصيل كالتالي:
1- مفهوم الحكمة
- تم تعريف الحكمة في اللغة بعدة معاني مختلفة ومن تلك المعاني القرآن وكذلك السنة وأيضاً العدل وهناك معاني أخرى مثل العلم لقد قيل إن الحكمة تعتبر هي إصابة تلك الحكمة بالعلم وكذلك العقل.
- وهذا المعنى الذي أمامنا أي المعنى اللغوي لا يمكنه أن يذهب بعيدًا عن المعنى الشرعي للحكمة.
- نجد ذلك لأن كل من المعنى اللغوي وكذلك المعنى الشرعي يجعل من العلم شيئاً نافعًا للإنسان وكذلك العمل الصالح الذي يعد أصلًا من أصول الحكمة.
- عرفت الحكمة بالمعنى الشرعي لها على أنها تلك الإصابة في القول وكذلك العمل ومعه الاعتقاد ذلك بالإضافة لوضع كل شيء في الموضع الخاص له بشكل محكم ومتقن.
- من هذا التعريف الشرعي الذي أمامنا يتبين لنا أن تلك الحكمة فيما نقوم به من دعوة إلى الله لا يتم اقتصارها على إتباع أسلوب بعينه وهذا الأسلوب هو اللين وكذلك الرفق أو ما يعرف بالترغيب.
- كما تقتضي الحكمة أن الأمور لابد أن تكون في منازلها الخاصة فيقوم الداعي باستخدام ذلك القول الذي يكون بشكل حكيم وأيضاً التربية ومعها التعليم في شكلاً معينًا.
- واستخدام الموعظة وكذلك المجادلة بالتي هي أحسن في شكلًا معينًا أيضًا استخدام مجادلة الظالم الذي يعاند في شكلًا آخر كما يمكن استخدام القوة وكذلك الشدة ومعها السيف في موضع وهذا ما نعتبره هو الحكمة بعينها.
2- مفهوم الموعظة الحسنة
- تعتبر الدعوة بالموعظة الحسنة هي ما يعرف بالأمر بالمعروف وكذلك النهي عن المنكر والذي قد يكون مقترنًا في بعض الأحيان بسياسة الترغيب.
- وهو الذي سوف ندعوه وتعامل معه وأحيانًا أخرى نتعامل بسياسة الترهيب ومن الممكن أن يحدث ذلك من خلال عدة أساليب منها:
- أن يقوم هذا الداعي ويذكر للمدعو ما تحتوي عليه تلك الأوامر الشرعية من عدة مصالح مختلفة ويقوم بتعريفه ما تحتوي عليه ما يعرف بالنواهي الشرعية ومن تأثيرات ضارة.
- لابد أن يقوم الداعي بعملية توضيح للمدعو كرم الله سبحانه وتعالى للذي يقوم بتأدية أمور دينه وانا يقوم أيضًا بإهانة وذل من الذي لم يقم بذلك.
- لابد على الداعي أن يذكر للمدعو كل ما أعده الله سبحانه وتعالى لكل الطائعين فسوف يحصلون على الأجر العظيم في الدنيا وكذلك في الآخرة.
- أيضًا لابد أن يقوم الداعي ويذكر للمدعو ما الذي أعده الله لكل الذين قاموا ومايزالوا يقومون بعصية الله سبحانه وتعالى فلقد أعد الله لهم المزيد من العقاب في الدنيا وكذلك في الآخرة.
أساليب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة
- لقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة والحكمة كما سبق لنا القول هي التي تعني العلم وكذلك التحدث بالحق في المكان المناسب وكذلك في الوقت المناسب.
- كذلك يجب أن يكون بشكل واضح وبكلام غير مبهم وذلك من كلام الله سبحانه وتعالى وأيضاً كلام الرسول صلى الله عليه وسلم مع ما يعرف بالرفيق وكذلك اللين وعدم قيام الشخص بالسباب.
- تعتبر أهم تلك الأساليب التي تستخدم في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة هي.
1- القول الحسن
- وذلك لقول الله تعالى وقولوا للناس حسنًا فلابد على الداعية أن يقوم باختيار التعبيرات التي تكون لطيفة وكذلك مناسبه وراقية وذلك عند مخاطبة الناس.
- فتعتبر المخاطبة اللينة والراقية لها تأثير في نفوسهم وتعد أبلغ في التأثير وتعمل على الوصول للمراد والنتائج المرجوة.
2- اختيار الوقت المناسب
- للدعوة فلابد على الداعي أن يقوم بتحديد الوقت المناسب ليقوم بدعوته.
- حيث أن هناك العديد من المشكلات والكثير من الاشتباكات التي تحدث بين الكثير من الناس وتقوم بجعلهم في أشد الحاجة لتلك الموعظة الحسنة والعمل على تهدئة نفوسهم خاصة في ذلك الوقت.
3- القيام بالعمل من خلال السياسة الشرعية
فلابد على الداعية أن يأخذ في الاعتبار أثناء دعوته أن هناك مصالح للأمة.
4- الحكمة
يجب أن تكون الحكمة بالنسبة للداعي هي السبيل الذي يسير فيه أثناء دعوته وتكون هذه الحكمة أيضًا هي المنهج الذي يسر عليه.
5- اللين
لابد على الداعي البعد كل البعد في عن استخدام الغلظة فلابد ألا يقوم الداعي باستخدام العبارات التي تكون في معناها جافة بالإضافة لكونها غليظة ومثل الأحجار.
6 البعد عن السباب
على الداعي أن يقوم بالابتعاد عن السباب أو قيامه بتحقير العديد من الناس أو محاولة إيذائهم فكل ذلك يعتبر منافيًا لما نتحدث عنه وهي الحكمة والتي أمرنا الله سبحانه وتعالى بها.
أساليب أخرى للدعوة بالحكمة
- لابد من أن يتحلى الداعي بصفات النبي صلى الله عليه وسلم عند قيامه بالدعوة فيجب على القائم بالدعوة محاولة تطبيقه لجميع أساليب النبي صلى الله عليه وسلم الدعوية.
- لأن هذه التربية النبوية التي تعد تربية كريمة وذلك من خلال أثرها العظيم في أن تقوم بتوجيه البشر إلى الخير بشكل كبير وكذلك إلى الفضيلة.
- يجب على الداعي أن يتبع المنهج الخاص بالصحابة أثناء قيامة بالدعوة وأن يقوم الداعي بتطبيق جميع أساليب الدعوة التي كان الصحابة يتبعونها أثناء دعوتهم.
- هذا من خلال قيام الداعي بالنظر في السير الخاصة بالصحابة رضى الله عنهم أجمعين وأرضاهم ويسير في نفس طريق الصحابة.
- فقد كان الصحابة عبارة عن عدة مصابيح من الهدى الذين قاموا بترك أفضل تاريخ وأمثلة تطبيقية وكذلك عملية من خلال دعوتهم إلى الله وذلك وفق منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شاهد أيضًا: معلومات دينية عن قصص التابعين
التنوع في أساليب الدعوة
- لابد على الداعي أن يقوم بعملية تنويع في أساليب دعوته فيجب عليه أن يقوم بعملية تطوير دائم في أساليب دعوته وذلك من أجل إيصالها لأكبر عدد ممكن.
- هذا التطوير من الممكن أن يحدث من خلال استخدام الكثير من الوسائل التي وفرها الله سبحانه وتعالى للإنسان.
- يجب على الجامعي أن يتعامل مع من يعرفهم بذكاء وذلك حتى يمكنه مخاطبة الذي يدعوهم على قدر عقولهم.
- فلابد أن يقوم الداعي باستخدام قاعدة لكل مقام مقال فلابد أن يستخدم الكلمات التي تناسب الأفراد الذين يسمعونه وتناسب عقولهم.
- لابد من استخدام بعض الدعابات والتلطيف أثناء القيام بالدعوة هذا يجب أن يكون في أسلوب التناول وليس في المعلومات الدينية التي يقولها الداعي حتى لا تفقد المعلومات الدينية قيمتها.
كيفية الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة؟
- نجد أن الإجابة على هذا السؤال أن الله سبحانه وتعالى يقول في الكتاب الكريم (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).
- ونجد أن ابن تيمية قد قال إن الإنسان له ثلاثة أحوال:
1- الحالة الأولى
هي أن يعرف الإنسان الحق ويقوم بالعمل به.
2- الحالة الثانية
أن يقوم الإنسان بأنه يعرف الحق ولا يقوم بالعمل به.
3- الحالة الثالثة
- أن يقوم الإنسان بمعرفة الحق ولكن يجحده.
- والأفضل من تلك الحالات هو أن يقوم بمعرفة الحق مع شرط أن يقوم بعمله.
- كما قال ابن القيم أن الدعوة إلى الله يكون بالحكمة للمستجيبين وأن الدعوة بالموعظة الحسنة للذين أعرضوا وهم في غفلة من أمرهم.
- أما يأتي للحديث عن الجدال فيقول إن الدعوة إلى الله عن طريق الجدال تكون في حالة الأتباع للمرسلين والورثة للأنبياء.
مراتب الدعوة
- نجد أن الله سبحانه وتعالي قد جعل المراتب الخاصة بالدعوة على حسب المراتب الخاصة بالخلق.
- فنجد أن المستجيب الذي يقبل بتلك الدعوة وهو الذي يتسم بالذكاء ولا يقوم المعاندة للحق ولا يأبى النطق بالحق يقام دعوته عن طريق الحكمة.
- ولكن الشخص المدعو الذي يتسم بالغفلة ولكن في نفس الوقت لديه نوع من أنواع القابلية لتلك الدعوة في تلك الحالة يتم دعوته عن طريقة الموعظة الحسنة.
- فنجد أنه يتم دعوته عن طريق الأمر بالإضافة إلى النهي الذي يتم اقترانه بترغيب وترهيب كذلك.
- أما نأتي للشخص الذي يتسم بالعناد الذي يتسم كذلك بالجحود يتم مجادلته بالتي هي أحسن والله أعلى وأعلم بكل شيء.
- نجد أن الله سبحانه وتعالى يجب جميع عباده ويرزقهم بالهداية إذا قدموا فقط خطوة واحدة ولو بالنية فسبحان الله تعالى الذي يعلم ونحن لا نعلم وهو علام الغيوب.
شاهد أيضًا: مقال عن الصدق والأمانة في العمل
في نهاية رحلتنا مع ما هي الحكمة والموعظة الحسنة؟، لابد من الإشارة إلى أن القيام بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ويجب ألا تقتصر على أحد بعينه مثل العلماء، ويجب على كل داعي أن يلتزم بالأساليب السابقة لإنجاح دعواه.