نظرة الإسلام للحوار

الحوار هو حديث بين فردين أو أكثر لتبادل الآراء والمناقشات بطريقة صحيحة وقد تختلف الآراء بينهما.

وليس شرط التوصل إلى نفس نقطة الاتفاق ولكن باحترام متبادل للآراء، ولذلك الحوار له دور كبير في الإسلام، ولهذا سوف نتعرف اليوم عبر موقع مقال maqall.net على نظرة الإسلام للحوار.

الحوار

  • يعتبر الحوار له دور كبير جدا في الإسلام ولهذا الحوار يعمل على التسامح وقبول الآخر واحترام الآراء بين الأطراف، وأيضا الحوار لا يعمل على استبعاد أراء أي طرف أو العنف والتقليل من أي فرد.
  • ولهذا السبب قد وضع الإسلام دعائم للحوار ووضعها في أرقي الصور وعدم فرض للآراء.

اقرأ أيضا: ثقافة الحوار في الإسلام

الحوار في القرآن الكريم

  • لقد اهتم القرآن بكيفية الحوار وهو الطريق المثلي للإقناع، والاقتناع هو شيء ينبع من داخل الإنسان وأساس الإيمان لا يمكن التفريط فيه.
  • وهناك العديد من النماذج عن الحوار في القرآن الكريم بين الله عز وجل والملائكة في خلق آدم في قوله تعالى:﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾.
  • القرآن الكريم يعرض الدعوة إلى الله تعالى منها ما بين إبراهيم عليه السلام وبين الذي أتاه الله الملك ويقول الله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾
  • وكذلك قال الله تعالى ﴿ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالل أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾.
  • وأيضا الحوار مع موسى عليه السلام عندما طلب أن يرى الله، والحوار في قصة أصحاب الجنتين في سورة الكهف، والحوار في قصة نوح عليه السلام مع قومه، وكذلك الحوار بين السادة الأتباع يوم القيامة.
  • وهناك العديد من النماذج التي توجد في القرآن تبين اعتماده على الحوار في توضيح الحقائق وبطلان الباطل.

الصفات التي يتسم بها الحوار في القرآن الكريم

لقد اتسم الحوار بالعديد من الصفات ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، وبين مدى أهمية الحوار.

يتصف الحوار بالتنوع والشمول لجميع أوجه الحياة

قد يتضمن الحوار معاني العقيدة لله تعالى كالحوار مع نوح عليه السلام مع قومه.

تقديم الأدلة والبراهين لإقناع الطرف الآخر

  • يلاحظ كثرة الأدلة والبراهين في القرآن الكريم للوصول إلى الحق، وبيان مدى إقناع الآخر.
  • قال الله تعالى: ﴿ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً ۖ فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.

إنصاف الخصم

من سمات القرآن الكريم الحفاظ على حق الخصم، والإنصاف يتمثل في إعلان المساواة واحترام الآخر.

تحديد الهدف والغاية

يهتم القرآن بتحديد الهدف من الحوار وغايته، والحوار دون هدف فهو مضيعة للوقت لذلك غايته تحديد هدف واضح.

البعد عن المشاحنة والتعصب

كما قال الله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.

طلب الحق

الهدف الأساسي للحوار في القرآن الكريم الوصول إلى الحق وحدانية الله عز وجل هي أولى الحقوق.

مراعاة أحوال المخاطبين

الحوار في القرآن الكريم يراعي المعاملة مع الخصم مناسبة مع أحواله الفكرية والعقلية.

كما يمكنكم التعرف على: كيف يكون الحوار مفيداً

الحوار في السنة

يوجد نماذج كثيرة متنوعة للحوار في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم منها الآتي:

  • حينما أتى رجل ينكر ابنه فقال يا رسول الله إن امرأتي ولدت غلاما أسود، رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل لك من إبل) قال: نعم، قال: (ما لونها) قال: حمر، قال: (فيها من أورق) قال نعم، قال: (أين ذلك) قال: لعل عرقا نزعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وهذا الغلام لعل عرقا نزعه).
  • أيضا قد جاء رجل يهودي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يختبر صدقه في الدعوة وقد ابتاع منه تمرا إلى أجل، فطالبه قبل حلول الأجل سيء القول وسط القوم، فقال: إنكم يا بني عبد المطلب قوم مطل، فهم عمر رضي الله عنه فمنعه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال يا عمر:
    • (أنا وهو كنا أحوج منك إلى غير هذا، أن تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن الاقتضاء)، ثم أمر بإعطائه حقه وزيادة عشرين صاعاً في مقابل ترويع عمر له، فلم يسع اليهودي إلا إعلان إسلامه.
  • توجد العديد من النماذج التي أحسن فيها الرسول صلى الله عليه وسلم فهو أرق ما يكون أسلوبه في الحوار، وأفسح صدرا وضرب أروع الأمثلة في حسن الاستماع.

أسس الحوار في الإسلام

  • يراد بالحوار وجه الله تعالى: ويعنى إظهار الحق والوصول إليه ويجب أن تكون موجودة بين الطرفين.
  • العلم: بمعنى أن يكون المحاور عالم بالموضوع الذي يريد المحاورة فيه فلا يجوز للإنسان أن يدخل في الحوار بدون استكمال الأدوات العقلية والعلمية.
  • ولقد ذم الله عز وجل المجادلين في الله بغير علم فقال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ}.
  • وكذلك قال الله تعالى: “وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا”.
  • القرآن الكريم يرسم طريق الدعوة: على أساس العلم اليقيني والبصيرة النافذة، ويجب على كل من رزق بالعلم ألا يستعمله في مالا ينفع لأن افتقاد الحوار للعلم والمعرفة يؤدى إلى التشويش في البنى العقلية.
  • يجب التكافؤ بين المتحاورين: بمعنى أن يكونوا متقاربين في التسوية الثقافية والعلمية والفهم والعقل.
  • يجب تحديد موضوع الحوار ونقطة الاختلاف فيه: بمعنى قد يختلف المتحاورين في العديد من الأمور وليس أمر واحد ويحدث الحوار في موضوع آخر دون الاتفاق على الموضوع الأول فتكون أمور فرعية بعيدة عن الموضوع.
  • قطعية النتائج ونسبيتها: بمعنى يجب إدراك الرأي الفكري نسبيا في الدلالة على الصواب والخطأ ولا يجوز الخطأ على الأنبياء عليهم السلام، وغير ذلك يكون تحت رأيي الصواب والخطأ أو رأي غيرى الخطأ قد يكون صواب.

آداب الحوار

المحاورة بالحسني

  • بمعني الالتزام في القول والمجادلة يقول الله تعالى: ﴿ وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾، ويجب تجنب أسلوب التحدي والتعسف في الحديث والإحراج والتجريح والسخرية.

التواضع بالقول والفعل

  • يعنى تجنب الغرور والكبرياء فالبعض قد يسخر من الآخر قد تكون ظاهرة على وجهه من حركات تعبيرية تدل على التكبر والسخرية أو يشير بطرف عينه.

حسن الاستماع

  • الكثير من الناس يتركوا أثر طيب في نفوس الأشخاص ويفضل الكثير المستمع الجيد عن المتحدث الجيد.
  • براعة الاستماع تكون بطرف العين، والأذن، وحضور القلب، وإشراق الوجه، وعدم الانشغال بتحضير الردود، الانتظار لإتمام الحديث.

العدل والإنصاف

  • بمعنى يجب على المحاور أن يكون منصفا في رأيه وإبداء رأيه بالإعجاب بالأفكار الجيدة والمعلومات الجديدة.

الحلم والصبر

  • بمعنى على المحاور أن يكون حليماً صبوراً لا يغضب لأتفه الأسباب لأن حدوث ذلك يؤدى إلى الابتعاد عنه والنفور منه، وقال الله تعالى:﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.
  • وعندما قال رجل للرسول صلى الله عليه وسلم أوصني يا رسول الله قال: (لا تغضب)، وكررها الرسول تكرراً، وأعلى مراتب الصبر هو مقابلة الإساءة بالإحسان.

كما يمكنكم الاطلاع على: مفهوم الحوار وأهميته

أهمية الحوار في الإسلام

الإقناع بالفكرة الصحيحة

الحوار في الإسلام يعتبر وسيلة لنقل الفكرة الصحيحة والحقيقة. من خلال التبادل الحواري، يمكن للمسلمين أن يبينوا الفكرة الصحيحة والدعوة إليها بأسلوب مقنع ومبني على الحجج الشرعية والمنطقية.

أفضل أسلوب للتواصل بين الناس

يشجع الإسلام على التواصل البناء والمفيد بين الناس، ويعتبر الحوار أحد أفضل السبل لتحقيق ذلك. يمكن للحوار أن يساعد في فهم الآراء والثقافات المختلفة وتقبلها.

المنهج الأصح لتجنب الحروب والكوارث

يعتبر الحوار في الإسلام المنهج الأصح لتجنب الصراعات والحروب والكوارث. من خلال الحوار والتفاهم المتبادل، يمكن حل النزاعات بطرق سلمية وبناءة دون اللجوء إلى العنف.

إقامة الحجة

يعتبر الحوار في الإسلام وسيلة لإقامة الحجة والدفاع عن الحقيقة. يمكن للمسلمين أن يستخدموا الحوار لتوضيح الأمور وإزالة الشكوك وتقديم الأدلة القاطعة لدعم الحجج الإسلامية.

دعوة المخالف وإرشاده للصواب

يشجع الحوار في الإسلام على دعوة المخالف وإرشاده للصواب بطريقة مبنية على الود والاحترام. يمكن للحوار أن يساعد في فهم الخطأ وتصحيحه بطريقة تفاهمية وموجهة نحو الخير.

تقريب وجهات النظر

يعتبر الحوار وسيلة لتقريب وجهات النظر المختلفة وتحقيق التوافق بين الأفراد والمجتمعات. يمكن للحوار أن يساعد في تجاوز الخلافات وبناء جسور الفهم والتعاون.

كشف الشبهات والردّ على الأباطيل

يعتبر الحوار في الإسلام وسيلة لكشف الشبهات والرد على الأباطيل. يمكن للحوار أن يساعد في توضيح الحقائق وتفنيد الأفكار الخاطئة والمضللة بشكل مبني على الحجج والأدلة.

أسئلة شائعة حول الحوار في الإسلام

ما هو موقف الإسلام من الحوار مع الآخرين؟

الإسلام يشجع على الحوار المفتوح والبناء مع الآخرين، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، بهدف تحقيق التفاهم وبناء العلاقات الإيجابية.

هل الحوار جزء من العبادة في الإسلام؟

نعم، الحوار يعتبر جزءًا مهمًا من العبادة في الإسلام، حيث يعتبر تحقيق التواصل والفهم المتبادل والتعاون جزءًا من تطبيق مبادئ الإسلام.

هل يسمح الإسلام بالحوار مع المخالفين الدينيين؟

نعم، يسمح الإسلام بالحوار مع المخالفين الدينيين بشرط أن يكون الحوار في إطار محترم ومبني على الاحترام المتبادل والبحث عن الحقيقة.

ما هي آداب الحوار في الإسلام؟

من آداب الحوار في الإسلام الاحترام المتبادل، والاستماع الفعّال، وتقدير وجهات النظر المختلفة، وتجنب التجريح والتجاوز على حقوق الآخرين.

هل يجب على المسلمين الحوار مع الآخرين؟

نعم، يجب على المسلمين السعي إلى التواصل والحوار مع الآخرين، وتقديم الرسالة الإسلامية بطرق مبنية على الحوار والتفاهم.

ما هي أهمية الحوار في العلاقات الدولية في الإسلام؟

يعتبر الحوار أسلوبًا هامًا في تحقيق السلام والتفاهم بين الدول في الإسلام، ويساعد على تجنب الصراعات والحروب وبناء علاقات مبنية على الاحترام والتعاون.

مقالات ذات صلة