نظرة الإسلام في حق الفقراء في مال الأغنياء
نظرة الإسلام في حق الفقراء في مال الأغنياء، الإسلام لا ينظر للفقر على أنه شيء معيب أو شيء مذل، حيث أن مكانة الشخص وكرامته لا تقاس بالمال أو الثروة، وما يمتلك العبد من مالٍ أو عقارٍ أو ذهبٍ أو فضةٍ، وإنما تكون الكرامة والرفعة بالإيمان والعمل الصالح وتقوى الله عز وجل.
ولمعرفة نظرة الإسلام في حق الفقراء في مال الأغنياء، يمكنكم متابعة قراءة هذا المقال على موقع مقال.
محتويات المقال
اهتمام الإسلام بالفقراء
فرض الله تعالى على الأغنياء حقوق للفقراء في أموالهم، بما يكفيهم ويسعهم، فيجب على الأغنياء امتثال أوامر الله- عز وجل- وأداء ما عليهم من حقوق الزكاة.
حيث أنَّهم بذلك سينالون رضا الله عز وجل، ويتجنبوا عقابه وسخطه.
وفي مقالنا اليوم، سنعمد بالحديث حول حق الفقراء في مال الأغنياء من المنظور الإسلامي.
- إنَّ الفقر من أخطر الأمراض في كافة المجتمعات، كما أنَّ إهماله، وعدم القيام بمعالجته سينتج عنه العديد من الآثار السلبية التي تؤدي إلى فساد المجتمع.
- ومن أجل ذلك، اهتم الإسلام بالفقراء، وقام بمحاربة الفقر، ووضع العديد من الوسائل، والطرق من أجل القضاء عليه.
- ومن هذه الطرق والوسائل التي نصَّها الإسلام، للتخلص من الفقر شرعه للزكاة.
- حيث فرض الله- عز وجل- للفقراء حقٌ في أموال الأغنياء، وذلك من أجل تحقق المصلحة العامة للمجتمع والأمَّة بأكملها.
شاهد أيضًا: أول مسجد في الاسلام
- كما نصَّ الإسلام أيضًا على احترام الفقراء وحفظ كرامتهم، حيث أنَّهم بشرٌ يشعرون كغيرهم من البشر.
- هذا وجاء الإسلام بالمساواة بين جميع البشر، فلا فرق بين أعجميٍ وعربيٍ، ولا فقيرٍ وغنيٍ، ولا أبيضٍ وأسودٍ، إلَّا بالتقوى والعمل الصالح
- هذا وسنَّ الإسلام مبدأ التكافل الاجتماعي، ووجوب السعي والعمل الجاد، من أجل تحصيل لقمة العيش الحلال.
تابع أيضًا: كم المدة التي قضاها عمر بن عبد العزيز في الخلافة الاسلامية
نظرة الإسلام في حق الفقراء في مال الأغنياء
إنَّ المُلك والمال كله لله- عز وجل-، فهو- سبحانه- الذي يرزق فلان ويقدر عن فلان لحكمة يعلمها هو- عز وجل.
- هذا وقد أكرم الله- عز وجل- عباده بالرزق والعطايا والنعم، وأوجب عليهم الشكر لكل هذه النعم.
- حتى يزيدها وينميها لهم، فهو القائل- سبحانه-: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ»، [إبراهيم: 7].
- قد أوجب الله- عز وجل- الزكاة على عباده المسلمين لمن استوفت فيه شروطها، حيث أنَّها الركن الثاني في الإسلام.
- كما هي فريضة على كل مسلم ومسلمة، وأنَّها ليست بعمل خيري أو تطوعي، وإنما هي حق الفقراء في أموال الأغنياء.
- لذا، لا يجب أن يشعر صاحبها بأنَّه متفضل على من أعطاه هذه الزكاة، فهو لم يقوم بإعطاء الفقير هدية، وإنما هو حقٌ مفروضٌ عليه.
- وذلك لقوله- تعالى- في محكم التنزيل: «وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ»، [المعارج: 24].
- ولقوله- عز وجل-:
- «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ»، [التوبة: 60].
الأموال الواجب فيها الزكاة للفقراء
إنَّ الزكاة ليست واجبة في جميع ما يمتلكه المسلم أو المسلمة، وإنما حدَّدت الشريعة الإسلامية أربعة أنواع من المال الذي يجب الزكاة فيه.
كما حدَّدت نصابها، وذلك على النحو التالي:
النقود
- وتتضمن الذهب والفضة والعملات النقدية المتداولة، فكلُّ نقود حال عليها الحول، وبلغت النصاب الذي حدَّته شريعة الإسلام وجبت فيه الزكاة.
عروض التجارة
- حيث أنه إذا بلغت العروض التجارية للنصاب المحدَّد في الشريعة الإسلامية من ذهبٍ أو فضةٍ، وحال على هذه البضاعة المدة للتجارة الحول، وجبت فيها الزكاة، وهي ربع العشر.
المحاصيل الزراعية من الثمار والحبوب
- حيث تجب الزكاة في كل ما يُكال كالحبوب، أما بالنسبة إلى الفواكه والخضروات، فهي لا تكال، وبالتالي فلا زكاة فيها.
الأنعام
- وتتضمن الإبل والبقر والغنم والماعز والضأن، فإذا كانت هذه الأنعام سائمة، وكانت معدَّة للتجارة، وجبت فيها الزكاة.
- أما في حالة ما اذا كانت سائمة، وليست للتجارة، فلا زكاة فيها.
اقرأ أيضًا: العدل في نظر الاسلام
في نهاية مقال نظرة الإسلام في حق الفقراء في مال الأغنياء، نكون بذلك قد أوضحنا التفاصيل المتعلقة بحق الفقراء في مال الأغنياء، مؤكدين، هذا ونرجو أن يكون المقال قد أفادكم ونال استحسانكم – وللمزيد من المواضيع التي تتعلق بأحكام الشريعة الإسلامية.