صلاة ودعاء الاستخارة
صلاة ودعاء الاستخارة، أجمع الفقهاء على أن صلاة ودعاء الاستخارة ليس يغني عنهما للمؤمن شيء في كل أمور حياته، وهما رمز للتوكل على الله لأنه وحده أعلم بما فيه صالحنا. الغيب ويعلم دواخل الأمور ويعلم ما فيه الخير والشر.
فمن هو خير من الله تبارك وتعالى نلجأ إليه للاستشارة في جميع شؤوننا، وفي مقالنا هذا على موقع مقال maqall.net سوف نتناول صلاة الاستخارة ودعائها بالتفصيل.
محتويات المقال
صلاة ودعاء الاستخارة
قد أستقر العلماء على أن دعاء الاستخارة كما قال سلفه هو: “اللهم إني أسترشدك بعلمك ، وأطلبك بقوتك ، وأرجوك بعظمتك، فأنت تقدر ولا يُقدر عليك، وأنت تعلم وغيرك لا يعلم.
فإن كان لي خيرٌ في هذا الأمر (ويسمي حاجته) في حياتي وآخرتي فاقدره لي واجعله يسيرًا علي، وباركه لي، وإن علمت فيه شرًا فباعد بيني وبينه، وقدر لي الخير حيثما كان، واجعلني به راضيًا.
ومن هنا يمكنكم التعرف على: صلاة ودعاء الاستخارة للحمل
كيف أصلي صلاة الاستخارة؟
- المسلم يلجأ إلى صلاة الاستخارة عند تعرضه لأشياء في حياته تحيره، ويريد أن يلهمه الله البصيرة ليفصل فيها، كالسفر، والزواج، وتولي وظيفة، وشراء منزل أو سيارة، وغير ذلك من الأمور فيدعو الله تعالى ويسأله أن يختار له الخير.
- أما عن كيفية أداء صلاة الاستخارة فقد علمنا الرسول (ص) إذا كان أحدنا معنيًا بأمر؛ فليتوضأ وضوء الصلاة، وينوي صلاة الاستخارة، فلا يُقبل العمل بغير قصد، ثم فليصلِ ركعتين دون الفريضة ثم يدعو بدعاء الاستخارة.
- وفي الركعة الأولى من الصلاة يقرأ المُصلي بسورة “الكافرون” بعد أم الكتاب، وفي الثانية يقرأ بالإخلاص، ثم يسلم.
- بعد التسليم يدعو بدعاء الاستخارة؛ فيبدأ بالحمد، يُمجد ربه بأسمائه وصفاته، ثم يصلي على نبيه ورسوله محمد (ص)، ثم صيغة دعاء الاستخارة كما جاءت في السنة، وعمل بها السلف، ثم يختم دعائه بالصلاة على النبي الأمي.
- وليس شرطًا أن يرى رؤية أو حلمًا كما يظن كثير من الناس عقب الاستخارة، بل يجتهد الإنسان في هذا الأمر مع الاتكال على الله والتسليم بقضائه.
ما أهمية صلاة الاستخارة؟
الاستخارة توكل على جل علاه، وتيقن في حسن اختياره للعبد، واعتراف بقوته وعلمه وقدرته، وذلك من مقتضيات الرضا بقضاء الله، وفيه يجد المؤمن طعم السعادة الحقيقية في الدنيا.
ولصلاة الاستخارة أهمية كبيرة، وفي ما يلي نعدد بعض مظاهر أهميها:
- التعلق بالله تعالى، وإظهار الحاجة إليه دون غيره سبحانه.
- التوكل على الله، والاستعانة به، وتفويض الأمور له.
- النجاح في الاختيار، والتوفيق في الأمر، فمن سأل الله بإخلاص أعطاه وأكرمه وعامله بلطفه.
- القناعة والرضا بما قسمه الله، وهي من أعظم الفضائل التي تحدث في قلب العبد، فنجده لا يتلاوم على اختياره لأنه فوض أمره للكريم، وهو على يقين من أنه سبحانه يختار الخير له فقط، وإن كل ما يحدث يرجع إلى حكمة يريدها الله.
- العبد يشعر بالرضا والاطمئنان، وقد تضمن الدعاء معانٍ قيمة وسامية، منها: إظهار عجز العبد وحاجته إلى إله قوي، والإقرار بوجود الله، وأسمائه وصفاته الكاملة والمطلقة، واللجوء إليه، والاستعانة به، والاعتراف بألوهيته.
- التوكل على الله في الأمر الذي ينوي الاستخارة من أجله، ثم القناعة بما اختاره الله له.
نتاج صلاة ودعاء الاستخارة
وعمّا يعقب صلاة ودعاء الاستخارة من نتائج فقد أخبر العلماء أن صلاة الاستخارة صلاة يدعو فيها الإنسان ربه لتيسير الخير له وإعفائه من الشر، فإذا عمل الإنسان عملًا استعان فيه بربه فوجده متيسرًا، ووجد أبوابه مفتوحة أمامه فهذا فيه خير له بمشيئة الله، وإن كان غير ذلك، ويرى فيه مشقة؛ فيبتعد عنه ويعلم أنه شر.
متى أصلي الاستخارة؟
صلاة الاستخارة ليس محددة بوقت، ويجوز للمسلم إذا أهم بشيء، ويريد أن يطلب الخيرة من الله عز وجل في هذا الأمر أن يصلي ويسأله حاجته، إلا أن هذا الجواز مقصور على أوقات الاستحباب المسموح فيها الصلاة.
ولا تشرع صلاة الاستخارة في أوقات النهي، وهي عقب صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، وفترة انتصاف الشمس في السماء قبل الزوال، وبعد صلاة العصر حتى غروب الشمس، فإذا كان بعيدًا عن تلك الأوقات جاز أن يصليها متى شاء.
اقرأ أيضاً للتعرف على: صلاة الاستخارة حكمها وكيفية صلاتها ودعاء الاستخارة
الابتداع في صلاة الاستخارة
- على المسلم أن يحذر من الاستخارة المبتدعة؛ فبعض الناس يطلبون الاستخارة بفتح المصحف فإن فتحه على آية عذاب اعتبر الأمر شرًا وانصرف عنه، وإذا كانت على آية رحمة هم بالأمر وظنه خيرًا.
- ومن الطوائف التي ابتدعت في الاستخارة الصوفيون، فهم يذهبون إلى مشايخهم يطلبون منهم أن يبينوا لهم خيرية الأمر، وهو ما لم يشرعه ديننا الحنيف، ولا أمر به رسولنا الكريم، فهو من البدع المُضلة.
- ومن البدع المحرمة أن يلجأ المسلم لقبور الأولياء والصالحين يتمسح بها، ويسألهم المشورة، فهذا شرك عظيم، واعتقاد في غير الله، فالأموات مهما بلغ صلاحهم في حياتهم إنما هم بشر انقطع عملهم ولا كرامات لهم كما يظن البعض.
- والأصل في الاستخارة هو اللجوء لله وتفويض الأمر له، وسؤاله وحده أن يُبصرنا بما فيه الخير، وأن يصرف عنّا السوء، ويكشف عنّا الضُر، فهو وحده من يعلم الغيبيات، ولا يجوز الاستعانة بغيره وإلا كان نوعًا من الشرك.
- وليس هناك فرق بين من يستعين بشيخه ومن يطرق باب الكهنة والعرافين، فليس أحدهم بأعلم من الآخر، والعلم عند الله وحده، ومن يستعين بالله لا يضل، ولا يُساء إنما أمره كله خير وتيسير.
هل تصح الاستخارة فيما وقع من الأمور؟
- إن صلاة الاستخارة إنما شُرعت كسبيل للتبصر بخيرية الأمر قبل القيام به، وبمجرد العزم عليه بسؤال الله تبيانه لنا، وكشف الخفي من أموره، وتجلية منافعه وشروره.
- وإذا صلى المسلم الاستخارة فوقع في قلبه الراحة للأمر والإقبال عليه أخذ بذلك وأقدم على الشيء يكمل ما بدأه، وهو متوكل على الله راضٍ بما سيقدر له.
- أما إذا وقع في قلب المسلم بعد استخارته نفورًا من الأمر، ووجلًا منه كان الأنسب أن ينصرف عنه ولا يحزن، فلعل في الأمر سوءً كشفه الله عنه.
- وعلى ما تقدم فإن الاستخارة لا تجوز في أمر وقع بالفعل، ومضى فيه الانسان قِدمًا، وهنا إذا استبان للمرء سوء ما بدأ، فعليه الاستعانة بالله أن يدفع عنه الضرر ويبدل حاله إلى الأفضل.
- وفي حالة وقوع الأمر يجوز أن يصلي المسلم ركعتين لقضاء الحاجة يسأل الله فيهما ما يحب، ويستعيذ به مما يكره، ويستعينه على الشدائد، ويستنصره في المظالم، فلا غير الله يقدر على ذلك.
- وفي كل الأحوال على المسلم ألا يهمل قيمة المشورة، والأخذ بالأسباب الدنيوية، فلا خير في عمل يكتفي فيه المرء بسؤال الله دون أن يتخذ الأسباب، فالأسباب هي أيدي الله التي يمدها إلينا ليجزينا على أخذنا بها.
- إن اتخاذ الأسباب هو السعي الذي أُمرنا به، والذي يجزينا الله به في الدنيا تذليل العقبات، ونيل الخيرات، ويجزينا به في الآخرة أجر العمل والمثابرة، فعلينا أن نأخذ بالأسباب، ونلجأ لرب الأسباب، ونرضى بما يكتبه علينا خيره وشره.
كما أدعوك للتعرف على: طريقة صلاة الاستخارة ودعاء الاستخارة بالتفصيل
وفي ختام مقالنا نتمنى من الله أن يرزقنا جميعًا البصيرة وحسن التوكل، وقد تناولنا صلاة ودعاء الاستخارة بشيء من التفصيل في مقالنا لعلها تعين القارئ على فهم الهدف منها، وكيفية أدائها، وأفضل أوقاتها.