شعر جاهلي عن الحب
شعر جاهلي عن الحب، يعرض لكم موقع مقال maqall.net شعر جاهلي عن الحب بالتفصيل، حيث يعد الشعر الجاهلي من أفضل الأشعار العربية القديمة، التي تجمع مجموعة كبيرة من الأوزان والصور المتنوعة والألحان الفريدة من نوعها.
بالإضافة إلى أنه يتمتع بخصائص مثالية، غير مشابهة على الإطلاق للأنواع الأخرى من الشعر، الأمر الذي ساعد على انتشاره وتمتعه بمكانة مثالية ورفيعة عند العرب، وقد برع شعراء الجاهلية في وصف مشاعر الحب عبر أشعارهم المميزة.
محتويات المقال
شعر جاهلي عن الحب
في الحقيقة تتمتع الأشعار الجاهلية عن الغرام والعشق بالخصائص الفنية العديدة، حيث اعتمد الشعراء على استعمال التشبيه في جميع قصائدهم، بالإضافة إلى توظيف الكثير من المحسنات سواء المعنوية أم اللفظية، وأيضًا توظيف الاستعارة بصورة مثالية، وفيما يلي شعر جاهلي عن الحب:
بانَت سعاد فَقَلبي اليَومَ مَتبول *** متَيَّم إِثرَها لَم يفدَ مَكبول.
وَما سعاد غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا *** إِلّا أَغَن غَضيض الطَرفِ مَكحول.
هَيفاء مقبِلَةً عَجزاء مدبِرَةً *** لا يشتَكى قِصَر مِنها وَلا طول.
تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت *** كَأَنَّه منهَل بِالراحِ مَعلول.
شجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ *** صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهوَ مَشمول.
تَجلو الرِياح القَذى عَنه وَأَفرَطَه *** مِن صَوبِ سارِيَةٍ بيضٍ يَعاليل.
يا وَيحَها خلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَت *** ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النصحَ مَقبول.
لَكِنَّها خلَّة قَد سيطَ مِن دَمِها *** فَجع وَوَلع وَإِخلاف وَتَبديل.
فَما تَدوم عَلى حالٍ تَكون بِها *** كَما تَلَوَّن في أَثوابِها الغول.
وَما تَمَسَّك بِالوَصلِ الَّذي زَعَمَت *** إِلّا كَما تمسِك الماءَ الغَرابيل.
كَانَت مَواعيد عرقوبٍ لَها مَثَلاً *** وَما مَواعيدها إِلّا الأَباطيل.
أَرجو وَآمل أَن يَعجَلنَ في أَبَدٍ *** وَما لَهنَّ طِوالَ الدَهرِ تَعجيل.
فَلا يَغرَّنَكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت *** إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليل.
أَمسَت سعاد بِأَرضٍ لا يبَلِّغها *** إِلّا العِتاق النَجيبات المَراسيل.
وَلَن يبَلِّغها إِلّا عذافِرَة *** فيها عَلى الأَينِ إِرقال وَتَبغيل.
مِن كلِّ نَضّاخَةِ الذِفرى إِذا عَرِقَت *** عرضَتها طامِس الأَعلامِ مَجهول.
كما يمكنك التعرف على: أجمل بيت شعر في الحب
شعر جاهلي عن الحب قصير
لطالما احتلت الأبيات الشعرية القصيرة عن الحب، من نوعية الشعر الجاهلي مكانة مميزة ورفيعة، لكونها تصف ما في القلوب بأقل الكلمات وبأعمق التشبيهات، بالإضافة إلى تمتعها بأسلوب بلاغي جميل وغير مبالغ به، والآتي شعر جاهلي عن الحب قصير:
- قال الشاعر بن شداد:
طَرِبتَ وَهاجَتكَ الظِباء السَوارِح *** غَداةَ غَدَت مِنها سَنيح وَبارِح.
تَغالَت بِيَ الأَشواق حَتّى كَأَنَّم *** بِزَندَينِ في جَوفي مِنَ الوَجدِ قادِح.
وَقَد كنتَ تخفي حبَّ سَمراءَ حِقبَةَ *** فَبح لِانَ مِنها بِالَّذي أَنتَ بائِح.
لَعَمري لَقَد أَعذَرت لَو تَعذِرينَني *** وَخَشِّنتِ صَدرًا غَيبه لَكَ ناصِح.
- قال المرقش الأكبر:
أَغالِبكَ القلب اللَّجوج صَبابَةً *** وشوقًا إلى أسماءَ أمْ أنتَ غالبهْ.
يهيم ولا يعْيا بأسماء قلبه *** كذاك الهوى إمراره وعواقِبهْ.
أيلحى امرؤ في حبِّ أسماء قد نأى *** بِغَمْزٍ من الواشين وازوَرَّ جانبهْ.
وأسماء هَم النفس إن كنتَ عالمًا *** وبادي أحاديثِ الفؤادِ وغائبهْ.
إذا ذكرَتْها النفس ظَلْت كأنَّني *** يزعزعني قفقاف وِرْدٍ وصالبهْ.
- قال امرؤ القيس:
أَفاطِمَ مَهلًا بَعضَ هَذا التَدَللِ *** وَإِن كنتِ قَد أَزمَعتِ صَرمي فَأَجمِلي.
وَإِن تَك قَد ساءَتكِ مِنّي خِلقَة *** فَسلّي ثِيابي مِن ثِيابِكِ تَنسلِ.
أَغَرَّكِ مِنّي أَنَّ حبَّكِ قاتِلي *** وَأَنَّكِ مَهما تَأمري القَلبَ يَفعَلِ.
وَما ذَرَفَت عَيناكِ إِلّا لِتَضرِبي *** بِسَهمَيكِ في أَعشارِ قَلبٍ مقَتَّلِ.
وَبَيضَةِ خِدرٍ لا يرام خِباؤه *** تَمَتَّعت مِن لَهوٍ بِها غَيرَ معجَلِ.
شعر جاهلي عن الحب من طرف واحد
إن الحب من طرف واحد من أقسى المشاعر، والتجارب المؤلمة التي قد يمر بها الإنسان في حياته، وهناك العديد من شعراء الجاهلية الذين عاشوا تلك المشاعر المؤلمة، منهم الشاعر بن معمر المسمى بجميل بثينة، ومن أهم قصائده الشعرية في وصف حبه لها ما يلي:
ألا ليتَ ريعانَ الشبابِ جديد *** ودهراً تولى يا بثينَ يعود.
فنبقى كما كنّا نكون وأنتم *** قريب وإذ ما تبذلينَ زهيد.
وما أنسَ مِن الأشياء لا أنسَ قولها *** وقد قرّبتْ نضْوِي أمصرَ تريد.
ولا قولَها لولا العيون التي ترى *** لزرتكَ فاعذرْني فدَتكَ جدود.
خليلي ما ألقى من الوجدِ باطن *** ودمعي بما أخفيَ الغداة شهيد.
ألا قد أرى واللهِ أنْ ربّ عبرة *** إذا الدار شطّتْ بيننا ستَزيد.
إذا قلت ما بي يا بثينة قاتِلي *** من الحبّ قالت ثابت ويزيد.
وإن قلت رديّ بعضَ عقلي أعشْ به *** تولّتْ وقالتْ ذاكَ منكَ بعيد.
فلا أنا مردود بما جئت طالباً *** ولا حبها فيما يبيد يبيد.
جزتكَ الجواري يا بثينَ سلامة *** إذا ما خليل بانَ وهو حميد.
وقلت لها بيني وبينكِ فاعلمي *** من الله ميثاق له وعهود.
وقد كان حبّيكمْ طريفاً وتالداً *** وما الحب إلاّ طارف وتليد.
وإنّ عَروضَ الوصلِ بيني وبينها *** وإنْ سَهّلَتْه بالمنى لكؤود.
وأفنيت عمري بانتظاريَ وَعدها *** وأبليت فيها الدهرَ وهو جديد.
فليتَ وشاة َ الناسِ بيني وبينها *** يدوف لهم سمّاً طماطم سود.
وليتهم في كلّ ممسًى وشارقٍ *** تضاعَف أكبال لهم وقيود.
ويحسَب نِسوان من الجهلِ أنّني *** إذا جئت إياهنَّ كنت أريد.
فأقسم طرفي بينهنّ فيستوي *** وفي الصّدْرِ بَوْن بينهنّ بعيد.
ألا ليتَ شعري هلَ أبيتنّ ليلة *** بوادي القرى إني إذَنْ لَسعيد.
وهل أهبِطَنْ أرضاً تظَل رياحها *** لها بالثنايا القاوياتِ وئِيد.
وهل ألقينْ سعدى من الدهرِ مرة *** وما رثّ من حَبلِ الصّفاءِ جديد.
وقد تلتقي الأشتات بعدَ تفرقٍ *** وقد تدرَك الحاجات وهي بعِيد.
وهل أزجرنْ حرفاً علاة ً شملة *** بخرقٍ تباريها سواهم قود.
على ظهرِ مرهوبٍ كأنّ نشوزَه *** إذا جاز هلاّك الطريق رقود.
سبتني بعيني جؤذرٍ وسطَ ربربٍ *** وصدر كفاثورِ اللجينَ جيد.
تزيف كما زافتْ إلى سلفاتها *** مباهِية طيَّ الوشاحِ مَيود.
إذا جئتها يوماً من الدهرِ زائراً *** تعرّضَ منفوض اليدينِ صَدود.
يصدّ ويغضي عن هواي ويجتني *** ذنوباً عليها إنّه لعَنود.
فأصرِمها خَوفاً كأني مجانِب *** ويغفل عن مرة ًفنعود.
ومن يعطَ في الدنيا قريناً كمِثلِها *** فذلكَ في عيشِ الحياة ِرشيد.
يموت الْهوى مني إذا ما لقِيتها *** ويحيا إذا فرقتها فيعود.
يقولون جاهِدْ يا جميل بغَزوة *** وأيّ جهادٍ غيرهنّ أريد.
لكلّ حديثِ بينهنّ بشاشة *** وكل قتيلٍ عندهنّ شهيد.
وأحسن أيامي وأبهج عِيشَتي *** إذا هِيجَ بي يوماً وهنّ قعود.
تذكرت ليلى فالفؤاد عميد *** وشطتْ نواها فالمزار بعيد.
علقت الهوى منها وليداً فلم يزلْ *** إلى اليومِ ينمي حبه ويزيد.
فما ذكِرَ الخلاّن إلاّ ذكرتها *** ولا البخل إلاّ قلت سوف تجود.
إذا فكرتْ قالت قد أدركت وده *** وما ضرّني بخلي فكيف أجود.
فلو تكشَف الأحشاء صودِف تحتها *** لبثنة حب طارف وتليد.
ألمْ تعلمي يا أم ذي الودعِ أنني *** أضاحك ذِكراكمْ وأنتِ صَلود.
فهلْ ألقينْ فرداً بثينة َليلة *** تجود لنا من ودّها ونجود.
ومن كان في حبي بثينة َيَمتري *** فبرقاء ذي ضالٍ عليّ شهيد.
ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: شعر عن الحب الحقيقي
شعر فصيح عن الحب
تعتبر مشاعر الحب والغرام من أكثر المواضيع التي اختارها شعراء الجاهلية للتحدث عنها في أغلب قصائدهم الشعرية، فقد برعوا في تقديم آلاف القصائد عن الحب الغزلي، والأبيات التي تصف المشاعر الجميلة للحب والهيام تجاه الحبيبة، وفيما يلي أفضل شعر فصيح عن الحب:
ألا قلْ لهندٍ: احرجي وتأثمي *** وَلا تَقْتليني لا يَحل لَكمْ دَمي.
وحلي حبالَ السحرِ عن قلبِ عاشقٍ *** حزينٍ ولا تستحقبي قتلَ مسلم.
فَأَنْتِ، وَبَيْتِ اللَّهِ، هَمِّي وَمنْيتي *** وكبر منانا من فصيحٍ واعجمِ.
فواللهِ، ما أحببت حبكِ أيماً *** وَلاَ ذَاتَ بَعْلٍ، يا هنَيْدَة، فَاعْلَمِي.
فصدتْ وقالت: كاذب! وتجهمتْ *** فَنَفْسي فِداء المعْرِضِ المتَجَهِّمِ.
فقالت، وصدت: ما تزال متيماً *** صبوباً بنجدٍ، ذا هوى ًمتقسم.
ولما التقينا بالثنية أومضتْ *** مخافة َعينِ الكاشحِ المتنمم.
أشارتْ بطرف العينِ خشية َ أهلها *** إشارة َ محزونٍ ولم تتكلم.
فأيقنت أنّ الطرفَ قد قال: مرحباً *** وَأَهْلاً وَسَهْلاً بِالحَبِيبِ المتَيَّمِ.
فأبردت طرفي نحوها بتحية ٍ*** وقلت لها قولَ أمرئ ٍغيرِ مفحم.
وإني لأذري كلما هاجَ ذكركم *** دموعاً أَغَصّتْ لَهْجَتي بِتَكَلمِ.
وَأَنْقَاد طَوْعاً لِلَّذي أَنْتِ أَهْله *** على غلظة ٍمنكم لنا، وتجهم.
ألام عَلَى حبِّي، كَأَنِّي سَنَنْته *** وَقَدْ سنَّ هذا الحب مِنْ قَبْلِ جرْهم.
وَقَالَتْ: أَطَعْتَ الكَاشِحِينَ، وَمَنْ يطِعْ *** مَقَالَة َواشٍ كَاذِبِ القَوْلِ يَنْدَمِ.
وصرمتَ حبلَ الودّ من ودك الذي *** حَبَاكَ بِمَحْضِ الودِّ، قَبْلَ کلتَّفَهم.
فقلت: اسمعي يا هند ثمّ تفهمي *** مَقَالَة َمَحْزونٍ بِحبِّكِ مغْرَمِ.
لَقَدْ مَاتَ سِرّي وَاسْتَقَامَتْ مَوَدَّتي *** وَلَمْ يَنْشَرِحْ بِالقَوْلِ يا حبَّتي فَمِي.
فَإن تَقْتلي في غَيْرِ ذَنْبٍ، أَقلْ لَكمْ *** مَقَالَة َمَظْلومٍ مَشوقٍ متَيَّمِ.
هنيئاً لكم قتلي، وصفو مودتي *** فَقَدْ سِيطَ مِنْ لَحْمي هَواكِ، وَمِنْ دَمِي.
اقرأ أيضا: أبيات شعر عن الحب نزار قباني
في الختام نكون بذلك قد انتهينا من عرض شعر جاهلي عن الحب بالتفصيل لكم، حيث تمكن شعراء العرب والجاهلية من إنشاء الكثير من الأبيات الشعرية المميزة قديمًا عن مشاعر الحب والغرام، والتي أرغمت كل من سمعها.
على الإحساس بمشاعر جميلة لا يمكن تصويرها، من خلال تحريك مشاعرهم وقلوبهم، فالحب من أجمل المشاعر التي يمكن للإنسان عيشها والإحساس بها، ولذا يجب أن يسعى بكل ما أوتي من قوة للحفاظ على حبه وشريكه.