شعر حزين عن الموت للشافعي
شعر حزين عن الموت للشافعي، لا شك أن الموت من الكوارث التي تقع على النفس فتجعل القلب هشًا ضعيفًا مستسلمًا لما يهشم فؤاده، لذلك فإن أول ما يدور حول الوجدان هو التسلية بالقراءة عن الحزن والموت لكسب المزيد من الصبر والسلوان.
عبر اخذ العبر ممن سبقوا قبلنا وجربوا تلك المشاعر، والشعر من أهم الطرق في سلوان النفس والرقي بوجدانها والترفع عن ثورات النفس التي تحطمه.
وخاصة الشعر الواعظ الحكيم، وكثير من أعلام الأمة تركوا لنا في باب الموت والحزن كثير من الكنوز التي تقع تحت أيدينا، وسنتحدث الآن عن تلك الجواهر الخالدة.
محتويات المقال
شعر حزين عن الموت للشافعي
هكذا الإمام الشافعي هو من أهم الأئمة في عصره وسائر العصور، فيقال عنه الشافعي كالشمس للدنيا والعافية للناس.
وهذا لم يفي قدر الإمام الشافعي الذي لم يترك بابًا من أبواب العلم إلا وتركه، واسمه الأصلي محمد بن إدريس الشافعي المطلبي، ويكنى بالإمام المطلبي أو الإمام الشافعي.
وهو ثالث إمام أسس ثالث مذهب في الفقه الإسلامي وعرف مذهبه بالمذهب الشافعي، وأسس أيضًا أصول الفقه، وهو يعد من علماء التفسير والحديث، وكان قاضيًا معروفًا بين الناس، نظرًا لذكائه ورجاحته.
هكذا رغم كل ذلك ترك لنا الشافعي الكثير من الشعر والأدب الذي يوضح لنا مدى عذوبة لسانه، قد اكتسب الكثير من أفكار الشعر، خلال رحلاته فهو رحالة طاف مشارق البلاد ومغاربها.
شاهد أيضًا: خواطر حزينة مكتوبة
لماذا الموت سبب من أسباب الحزن والهم؟
هكذا معروف أن الموت مقدر، ولكل أجلٍ كتاب، لكن الفراق الذي يسببه الموت هو أحد أسبابه، فالموت من أصعب ما قد يحدث للإنسان، فكلمات وعبارات الموت هي أصعب الكلمات التي تقال ونبحث كثيرًا عن كلمات تفي حق المواساة وتخمد نيران الفراق.
والكلمات التي تسلي الخاطر وتطمئن الروح هي كنز يشرق بين النفوس، فالكلام يكون علاج كثيرًا من المشاعر، فالموت خلق للوجع والفراق بين البشر.
وأصل حقيقته أنه مقدر وواقع لا محال ولا ينفد منه أحد، لكنه يعد من أكبر البلاءات المحيطة بنا.
ما قاله الشافعي رحمه الله من شعر حزين عن الموت
هكذا (قصيدة وداع الدنيا)
إليك إلــه الخـلــق أرفع رغـبـتــي… وإن كنتُ يا ذا المن والجود مذنبــاً
ولما قسا قلبي، وضاقت مذاهبـي جعلت الرجا منـي لعفـوك سلمـا
تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنـتـه بعفوك ربي كـان عفـوك أعظمـا
فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل تجـود وتعفـو مـنـة وتكـرمـا
فلولاك لم يصمـد لإبليس عابـد فيكف وقد اغـوى صفيـك آدمـا
فلله در العـارف الـنـدب أنــه تفيض لفرط الوجـد أجفانـه دمـا
يقيـم إذا مـا الليـل مـد ظلامـه على نفسه من شدة الخوف مأتمـا
فصيحاً إذا ما كان فـي ذكـر بـه وفيما سواه في الورى كان أعجما
هكذا يذكر أياماً مضـت مـن شبابـه وما كان فيهـا بالجهالـة أجرمـا
فصار قرين الهـم طـول نهـاره أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما
يقول حبيبي أنت سؤلـي وبغيتـي كفى بك للراجيـن سـؤلاً ومغنمـا
ألسـت الـذي عديتنـي وهديتنـي ولا زلـت منانـاً علـي ومنعمـا
عسى من له الإحسان يغفر زلتـي ويستـر أوزاري ومـا قـد تقدمـا.
كانت ومازالت تلك القصيدة من أبهى وأجمل القصائد التي تحرك مشاعر النفس وتكسبها الورع والسلام والهدوء والتسليم لأمر لله، والاعتراف بالذنب وصغر حجم الدنيا.
شعر آخر للإمام الشافعي
قصيدة دع الأيام تفعل ما تشاء:
هكذا دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ *** وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي *** فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً *** وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا*** وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ***يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً**** فَإِنَّ شَماتَةَ الأعداء بَلاءُ
وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ**** فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ
وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي***وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ**** وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ
إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ ****فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ
وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا ****فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ
وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ *****وَلَكِن إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَض
دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ ****فَما يُغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ
قصيدة أَصبَحتَ مُطَّرَحاً في مَعشَرٍ جَهِلوا
أَصبَحتَ مُطَّرَحاً في مَعشَرٍ جَهِلوا حَقَّ الأَديبِ ****فَباعوا الرَأسَ بِالذَنَبِ وَالناسُ يَجمَعُهُم شَملٌ
وَبَينَهُم في العَقلِ فَرقٌ ****وَفي الآدابِ وَالحَسَبِ كَمِثلِ ما الذَهَبِ
الإِبريزِ يَشرَكُهُ في لَونِهِ الصُفرُ وَالتَفضيلُ لِلذَهَبِ ****وَالعودُ لَو لَم تَطِب مِنهُ رَوائِحُهُ لَم يَفرِقِ الناسُ بَينَ العودِ وَالحَطَبِ
شاهد أيضًا: عبارات وكلمات رومانسية حزينة جدا تشعرك بالألم
قصيدة خبت نار نفسي باشتعال مفارقي
خَبَت نارُ نَفسي بِاشتِعالِ مَفارِقي ***وَأَظلَمَ لَيلي إِذ أَضاءَ شِهابُها
أيا بومةً قد عششت فوق هامتي على الرغم مني حين طار غرابها
رَأَيتِ خَرابَ العُمرِ مِنّي فَزُرتِني وَمَأواكِ مِن كُلِّ الدِيارِ خَرابُها
أَأَنعَمُ عَيشاً بَعدَ ما حَلَّ عارِضِي طَلائِعُ شَيبٍ لَيسَ يُغني خَضابُها
إِذا اِصفَرَّ لَونُ المَرءِ وَاِبيَضَّ شَعرُهُ تَنَغَّصَ مِن أَيّامِهِ مُستَطابُها
فَدَع عَنكَ سَوآتِ الأُمورِ فَإِنَّها حَرامٌ عَلى نَفسِ التَقيِّ اِرتِكابُها
وَأَدِّ زَكاةَ الجاهِ وَاِعلَم بِأَنَّها كَمِثلِ زَكاةِ المالِ تَمَّ نِصابُها
وَأَحسِن إِلى الأَحرارِ تَملِك رِقابَهُم فَخَيرُ تِجاراتِ الكِرامِ اِكتِسابُها
ولا تمشين في منكب الأرض فاخراً فعما قليلٍ يحتويك ترابها
وَمَن يَذُقِ الدُنيا فَإِنّي طَعَمتُها وَسيقَ إِلَينا عَذبُها
وعذابها فلم أرها إلا غروراً وباطلاً كما لاح في ظهر الفلاة سرابها
وماهي إلا جيفة مستحيلة عليها كلاب همهن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلماً لأهلها وإن تجتذبها نازعتك كلابها
فطوبى لنفسٍ أولعت قعر دارها مغلقة الأبواب مرخىً حجابها.
شعر حزين أخر عن الموت
كان لكثير من الشعراء في كتب الأدب مؤلفات عن حزن الفراق والموت، وكتب كثيرًا منهم شعر حزين وهذا من أهم المشاعر التي تولدت عن أحاسيسهم.
فالحزن يهذب النفس ويخرج ما فيها من رقي وجمال، وما أعظم أن يجتمع الحزن مع رجال الأدب المهذبون، وسنذكر بعض من قصاد أهل الأدب عن الموت
قصيدة الموتُ منّا قريبٌ لأبي نواس
ولَيسَ عنَّا بنازحْ في كلِّ يومٍ نعِيٌّ
هكذا تصيحُ مِنهُ الصَّوائحْ تَشْجى القلوبَ وتبكي
موَلْوِلاتُ النَّوائحْ حتَّى مَتى أنتَ تَلـهو في غَفْلةٍ
وتمازح والموت في كل يومٍ في زند عيشك قادح
فاعمَلْ ليومٍ عبوسٍ من شدّةِ الهوْلِ كالِحْ
ولا يغُرَّنْكَ دنيا نَعيـمُها عنَكَ نازحْ
وبغضها لك زين وحبها لك فاضح
قصيدة علي بن ابي طالب عن الموت
النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا
وَقَد عَلِمَت إِنَّ السَلامَةَ فيها
هكذا تَركُ ما فيها لا دارَ لِلمَرءِ
بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها
إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها
فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها
وإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها
أين الملوك التي كانت مسلطنةً حتى سقاها
بِكَأسِ المَوتِ ساقيها
أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها
وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها
كم من مدائن في الآفاق قد بنيت
هكذا أمسَت خَراباً وَدانَ المَوتُ دانيها
لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ
من المنية آمال تقويها
فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَّهرُ يَقبُضُها
وَالنَّفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويها
قصيدة إذا لم يكنْ من لقاءِ المنايا لأبي قاسم الشابي
إذا لم يكنْ من لقاءِ المنايا
هكذا مناصٌ لمن حلَّ هذا الوجودْ فأيُّ غَناءٍ
لهذي الحياة وهذا الصراعِ، العنيفِ، الشديد،
وذاك الجمال الذي لا يمل وتلك الأغاني،
وذاكَ الّنشيد وهذا الظلامِ،
وذاك الضياءِ وتلكَ النّجومِ،
وهذا الصَّعيد،
لماذا نمرّ بوادِي الزمان سِراعاً،
ولكنّنا لا نَعُود،
هكذا فنشرب من كلّ نبع شراباً ومنهُ الرفيعُ،
ومنه الزَّهيد ومنه اللذيذُ،
هكذا منه الكريهُ، ومنه المُشيدُ،
ومنه الُمبيد وَنَحْمِلُ عبْئاً من الذّكرياتِ،
وتلكَ العهودَ التي لا تَعود.
شاهد أيضًا: شعر حزين عن الحب مؤثر
هكذا خاتمة عن موضوع شعر حزين عن الموت للشافعي، قد بيننا لكم بهذا المقال مكانة الإمام وشعره، وتكلمنا عن أثر الموت على النفس وما يسببه من وهن وحزن.
فالموت نهاية الأشياء التي لا تعود وتخلد عند رب العالمين، وليس الموت نهاية بل بداية حياة أجمل في دار البقاء، لكم التعود وما يتبعه من فراق يدمي الروح ويذبل المشاعر، والله هو المستعان على ما في قلوب الناس من جراح ومر الفراق.