يطلق على من يتدخل فيما لا يعنيه
يطلق على من يتدخل فيما لا يعنيه، سوف نعرض اليوم من خلال مقالنا هذا إجابة عن سؤال هام وهو ماذا يطلق على من يتدخل فيما لا يعنيه، وسوف نشرح عبر موقع مقال maqall.net حديث نبوي شريف نتعلم منه آداب التعامل مع الناس واحترام خصوصية الآخرين.
محتويات المقال
يطلق على من يتدخل فيما لا يعنيه
الاسم الذي يطلق على من يتدخل فيما لا يعنيه هو فضولي، وهو مصطلح يُدعى به الإنسان الذي يكون لديه الرغبة المستمرة في معرفة الأخبار التي تدور من حوله، حتى لو كانت هذه الأخبار لا تعنيه تماماً.
كما يمكنك التعرف على: ماذا يطلق على صلاتي الفجر والعصر؟
دع ما لا يعنيك
قال أبو هريرة-رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه” رواه الترمذي وابن ماجه، وسوف نقدم الآن شرح مُفصل لهذا الحديث العظيم:
- هذا الحديث يعتبر بمثابة كنز عظيم لكل مسلم لما فيه من تهذيب للنفس، ونهيٍ عن صفة مكروه ألا وهي الفضول.
- لقد اعتبر بعض العلماء أن هذا الحديث يُعتبر ثُلث العلم، واعتبره آخرون ربع العلم.
- معنى ما لا يُعنيك أي الذي لست بحاجة إليه ولا ينفعك بشيء.
- قال ابن رجب -رحمه الله- : “وأكثر ما يراد بترك ما لا يعني حفظ اللسان من لغو الكلام”.
- عند قراءة هذا الحديث للمرة الأولى نشعر وكأن الأمر هين وأن كل منا يقدر على ترك ما لا يخصه، ولكن الفضول صفة قوية في الإنسان ويتضح أنه فيه جهاد للنفس حتى تعتدل وتستقيم.
- لقد وصف النبي –صلى الله عليه وسلم- الإنسان الذي لا يتدخل فيما لا يعنيه بكمال وحسن إسلامه.
عواقب من يتدخل فيما لا يعنيه
- ينتج عن الفضول تعسُر الرزق، ومرض بالجسد، وقساوة بالقلب؛ فقد سُئل لقمان الحكيم أي عملك أوثق في نفسك؟ قال: ترك مالا يعنيني.
- وقال مالك بن دينار: إذا رأيت قساوة في قلبك ووهنا في بدنك وحرمانا في رزقك فاعلم أنك تكلمت بما لا يعنيك.
- من تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه؛ فقد دَخَلَ رجلٌ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمَرَ -رضي الله عنهما- وَهوَ يَخْصِفُ نَعْلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَوْ أَلْقَيْت هَذَا النَّعْلَ، وَأَخَذْت آخَرَ جَدِيدًا! فَقَالَ لَهُ: نَعْلِي جَاءَتْ بِك هَاهُنَا؟ أَقْبِلْ عَلَى حَاجَتِك.
- أي كأنه يُذكره بقول النبي صلى الله عليه وسلم (مِنْ حسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ)، لأنك لا تعلم هل ظروفه تسمح له بشراء نعل جديد أم لا؟ ولذلك قيل: من تدخَّل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه.
- من العواقب الوخيمة التي تقع على الشخص الفضولي هي إهدار الوقت دون جدوى.
- المسلم معروف بهمته العالية فلا وقت لديه ليهدره في القيل والقال، واليوم هناك العديد من الناس على مواقع التواصل الاجتماعي يهتمون بأخبار لا قيمة لها ولا تعنيهم بشيء، ولكنهم يضيعون الوقت في قراءتها ونشرها.
ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: حديث عن الأخلاق والفضائل
خسارة مضاعفة الحسنات لمن ترك العمل بهذا الحديث
- من يترك العمل بهذا الحديث تضيع عليه مضاعفة حسناته، وذلك لقول الرسول – صلى الله عليه وسلم- وسلم:
- (إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلامَهُ، فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا، تكْتَبُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَكلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا، تكْتَبُ بِمِثْلِهَا حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ) متفق عليه.
- لقد ذكر ابن رجب -رحمه الله تعالى- في كتابه جامع العلوم والحكم تعليقاً على هذا الحديث: وَهَذَا الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ تَرْكَ مَا لا يَعْنِي الْمَرْءَ مِنْ حُسْنِ إِسْلامِهِ، فَإِذَا تَرَكَ مَا لا يَعْنِيهِ، وَفَعَلَ مَا يَعْنِيهِ كلَّهُ، فَقَدْ كَمُلَ حسْنُ إِسْلامِهِ.
- وَقَدْ جَاءَتِ الأَحَادِيثُ بِفَضْلِ مَنْ حَسُنَ إِسْلامُهُ وَأَنَّهُ تضَاعَفُ حَسَنَاتُهُ، وَتكَفَّرُ سَيِّئَاتُهُ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ كَثْرَةَ الْمضَاعَفَةِ تَكُونُ بِحَسَبِ حسْنِ الإِسْلامِ.
- إذاً علينا الانتباه من ترك مضاعفة الحسنات والسبب يرجع إلى تدخل الإنسان فيما لا يخصه وما لا يعنيه.
خطورة تدخل الإنسان فيما لا يخصه
- لابد أن نعلم يقيناً أن المسلم سوف يحاسب على فضوله، وعلى الخوض فيما لا يعنيه.
- روى أبو يعلى والبيهقي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
- قتل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيدا، فبكت عليه باكية.
- فقالت: واشهيداه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
- (ما يدريكِ أنه شهيد؟ لعله كان يتكلم فيما لا يَعنيه، أو يبخل بما لا يَنقصه).
- إذاً انظروا إلى خطورة الفضول والتدخل في شئون الناس.
التدخل في شئون الناس يفسد المودات
- من أسوأ النتائج التي تنتج عن الفضول هي إفساد العلاقات الطيبة بين الناس.
- فمثلاً إذا ظل شخص ما يسألك عن راتبك، وبيتك، وممتلكاتك الخاصة، وحتى تصرفاتك.
- هل سيظل مقرب إليك؟ ألا تحس بأنه ثقيل وغير مرغوب به، بل وسيقل قدره عندك.
- والغريب أن هذا الشخص ذاته لا تجده يسأل في أمور دينه مطلقاً، بل كل ما يشغله هو أمور من حوله.
من علامات غضب الله على العبد؟
- من علامات سخط الله -عز وجل- على عبده أن يشغله بما لا يخصه.
- وكذلك من علامات رضا الله -عز وجل- وتوفيقه للعبد هو إبعاده عن تتبع ما لا يخصه.
- ولقد ذكر في سير أعلام النبلاء في ترجمة الصحابي الجليل أبو دجانة، أنه زاره أصحابه وهو مريض وكان وجهه يتهلل، فقيل له: ما لوجهك يتهلل؟
- فقال: “فَقَالَ مَا مِنْ عَمَلٍ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنْ خَصْلَتَيْنِ: كنْتُ لَا أَتَكَلَّمُ فِيمَا لَا يَعْنِينِي، وَكَانَ قَلْبِي سَلِيمًا لِلْمُسْلِمِينَ”.
- وقد قال الحسن البصري -رحمه الله- : “من علامة إعراض الله -عز وجل- عن العبد، أن يجعل شغله فيما لا يعنيه”.
- وقال الإمام مالك: “لا يفلح الرجل حتى يترك ما لا يعنيه ويشتغل بما يعنيه”.
- هناك نقطة هامة جداً يجب أن ننتبه لها وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ منْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ).
- لذلك من رأى منك منكرا أو عرض عليك نصيحة، فلا يحق لك أن تقول له:
- هذا لا يخصك، أو أنا حر ولا تناقشني في أموري الخاصة؛ لأن هذا يخصه وسيُحاسب عليه يوم القيامة.
اقرأ أيضًا: حديث عن العلم والعمل
وفي نهاية مقالنا عن يطلق على من يتدخل فيما لا يعنيه، ندعو الله -تعالى- أن يرضى عنا، ويشغلنا بما يخصنا، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.