رثاء سعد بن معاذ
رثاء سعد بن معاذ، انتشر شعر الرثاء في شبه الجزيرة العربية في الجاهلية قبل الإسلام وكذلك بعد دخول الإسلام، ولكن بعد دخول الإسلام أصبح يتقيد ببعض القيود الإسلامية ويتبع منهج مهذب في الرثاء، واليوم سوف نوضح لكم عبر موقع مقال maqall.net نموذجاٌ لذلك.
محتويات المقال
من هو سعد بن معاذ؟
- سعد بن معاذ هو أحد صحابة الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – وكان سيداً لقبيلة الأوس في المدينة المنورة أو يثرب قبل الهجرة.
- أسلم على يد الصحابي مصعب بن عمير الذي بعثه الرسول لنشر الإسلام هناك.
- شهد معاذ مع النبي غزوات عديدة مثل بدر وأحد والخندق التي أصيب فيها معاذ إصابة بليغة ولم تمضي مدة طويلة إلا وكان جرح سعد قد انتقض ولم يلبث إلا يسيراً وتوفى.
- روى بعض الفقهاء عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أنه لما مات سعد بن معاذ اهتز عرش الرحمن لموته والمقصود اهتز فرحاً بقدوم روح سعد بن معاذ إلى الآخرة وقد عظم ذلك من مكانة سعد.
- أيضا وروي بعض الفقهاء أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال إن الله قد أهبط من السماء سبعين ألف ملك ليشهدوا جنازة سعد بن معاذ.
اقرأ أيضا: أجمل ما قيل في رثاء الأم
أثر موت سعد بن معاذ على المسلمين
- أثر موت سعد بن معاذ في المسلمين جميعاً حيث اعتبر موته خسارة للمجتمع الإسلامي في المدينة المنورة، وحزن عليه جميع المسلمين حزناً شديداً.
- كذلك رثاه عدد كبير من الشعراء كان في مقدمتهم الشاعر الصحابي حسان بن ثابت -رضي الله عنه -.
من هو حسان بن ثابت؟
- حسان بن ثابت الأنصاري هو صحابي جليل ينتمي إلى قبيلة الخزرج.
- كان شاعراً كبيراً، وكان قبل الإسلام كان يفد على ملوك آل غسان في الشام، ولكنه بعد أن هاجر وأسلم أصبح شاعراً للرسول – صلى الله عليه وسلم -.
- كما توفي في خلافة علي بن أبي طالب.
كما أدعوك للتعرف على: بوستات عن الشهداء | كلمات رثاء للشهيد
ماذا قال حسان بن ثابت في رثاء سعد بن معاذ؟
رثى حسان بن ثابت موت صديقه الصحابي الجليل سعد بن معاذ بالعديد من القصائد سوف نوضحها في التالي:
القصيدة الأولي: لقد سفحت من دمع عيني عبرة
لقد سفحت من دمع عيني عبرة. *** وحق لعيني أن تفيض على سعد.
قتيل ثوى في معرك فجعت به. *** عيون ذواري الدمع دائمة الوجد.
على ملة الرحمن وارث الجنة. *** مع الشهداء وفدها أكرم الوفد.
فإن تك قد ودعتنا وتركتنا. *** وأمسيت في غبراء مظلمة اللحد.
فأنت الذي يا سعد أبتَ بمشهد. *** كريم وأثواب المكارم والحمد.
بحكمك في حيّي قريظة بالذي. *** قضى الله فيهم ما قضيت على عمد.
فوافق حكم الله حكمك فيهم. *** ولم تعف إذ ذكرت ما كان من عهد.
فإن كان ريب الدهر أمضاك في الألي. *** شروا هذه الدنيا بجناتها الخلد.
فنعم مصير الصادقين إذا دعوا. *** إلى الله يوماً للوجاهة والقصد.
القصدية الثانية ألا يا لقوم هل لما حمّ دافع
ألا يا لقومٍ هَل لما حمَّ دافع ** وهل ما مضى من صالح العيش راجع.
تَذكَّرت عَصراً قد مضى فَتَهافتت. ** بَنات الحَشا وَاِنهَلَّ مِنّي المَدامِع.
صبابة وَجدٍ ذَكَّرَتني أحِبَّةً. ** وقتلى مضوا فيهم نفَيعٌ وَرافِع.
وسعدٌ فأضحوا في الجنان وَأَوحَشَت. ** منازلهم والأرض منهم بَلاقِع.
وَفوا يومَ بَدرٍ للرسولِ وَفَوقَهم. ** ظلال المنايا والسيوف اللَوامِع.
دعا فأجابوه بِحَقٍّ وَكلّهم ** مطيعٌ له في كلِّ أمرٍ وَسامِع.
فما بَدَّلوا حتّى تَوافَوا جماعةً. ** ولا يَقطع الآجالَ إلّا المَصارِع.
لأنَّهم يَرجونَ مِنه شَفاعَةً. ** إذا لَم يكن إلّا النَبِيّينَ شافِع.
وَذلكَ يا خَيرَ العِبادِ بَلاؤنا. ** وَمَشهَدنا في اللهِ وَالموت ناقِع.
لنا القدم الأولى إِلَيكَ وَخَلفنا. ** لأوَّلِنا في طاعةِ اللهِ تابِع.
وَنَعلم إنَّ الملكَ للهِ وحدَه. ** وأنَّ قضاءَ اللهِ لا بّد واقِع.
كما يمكنكم الاطلاع على: شرح وتحليل نص الشاعر محمود سامي البارودي في رثاء امه
وفي نهاية مقالنا لليوم نقول أن الموت حق لا محالة قادم، منذ أن خلق الله الخلق وقد خلق الموت والحياة وجهان لعملة واحدة، وإن الحزن على الميت ورثاؤه واجب لأنه ليس فقط تعبيراً منا عن حبنا للفقيد ولكن تذكرة لنا أننا يوماً ما سنلحق به.