نبذة عن كتاب الجامع لابن الأثير

يتيح maqall.net نبذة عن كتاب الجامع لابن الأثير توجه طلاب العلم إلى الاستفادة من الكتاب في تعلم علم الحديث، حيث تمكن المؤلف من تجميع أحاديث أبرز 6 كتب حديث في كتاب واحد.

وعمل على ترتيب المجموعة المجمعة طبق المعاني التي يشير لها كل حديث، مما ييسر على الطالب الوصول إلى الحديث المطلوب ومعناه.

نبذة عن كتاب الجامع لابن الأثير

جاهد المؤلف في تجميع الأحاديث وفق ترتيب ييسر على طلاب العلم سرعة الوصول للحديث والمعنى المطلوب، وذلك من قراءته وخبرته العلمية:

  • وقد اقتبس الأحاديث من عدة كتب عددها 6، وهم الصحيحين، الترمذي، الموطأ، النسائي، سنن أبي داود.
  • ثم أعاد الترتيب تبعًا لمعاني وكلمات الحديث، وما وجهه إلى تأليف الكتاب قراءته لكتاب رزين أكبر كتاب لجمع الأحاديث من المصادر الستة.
  • حيث وجد أحاديث مكررة في أكثر من باب، وأن بعض الأحاديث كان الأولى لها أن تذكر في أبواب أخرى، بالإضافة إلى تركه لعدة أحاديث بدون أن يذكرها.
  • فقرر ابن الأثير ترتيب الأبواب من جديد وأسقط فيه الأصول وشرح الأحاديث والمعاني والإعراب، لزيادة إيضاح الأحاديث.
  • وبالنهاية نسق الكتاب في عدد 12 جزء، بإجمالي 8955 صفحة، وراعى كتابة الصحيح فقط من الأحاديث، وعمل على تحقيق الكتاب الأرناؤوط.

شاهد أيضا: كتب عن مدرسة براغ

منهج وأسلوب ترتيب ابن الأثير في الكتاب

أوضح الإمام في الباب الثاني المنهج الذي اتبعه بشكل مفصل، بالإضافة إلى الأسلوب المعتمد في ترتيب الأحاديث، ونلخص ما بينه فيما يلي:

  • حذف السند: اكتفي بإثبات اسم الصحابي مع الأحاديث المرفوعة، واسم الراوي في الأحاديث الموقوفة
  • ثم وثق أسماؤهم وتراجمهم في باب بنهاية الكتابة، بترتيب أسمائهم وفق المعجم.
  • وفيما يتعلق بالمتون لم يذكر إثبات إلا للحديث منها فقط، أو فيما ذكر كأثر عن صحابة، ولكن ما يتعلق بالتابعين لم يثبته.
  • وأثبت الزيادات التي وجدها من المتون بكتاب الحميدي، وكتاب رزين.
  • الترتيب وفق المعاني: راعى ترتيب أبواب الكتاب بما يتوافق مع معاني الأحاديث، حيث أثبت كل حديث في الباب المناسب الذي يخص معانيه.
  • وخصص باب في نهاية الكتاب باسم اللواحق، مقسم إلى أبواب مثبت به أحاديث منها التي تتضمن معاني متشابهة من جنس واحد، ومنها التي تشتمل أكثر من معنى.
  • تقسيم الكتاب: جزء الكتاب إلى عدة أبواب، وكل باب مشتمل عدة فصول، كما قسم الكتاب إلى أنواع مثل جزء اللواحق.
  • واعتمد على الاختلافات في معاني الحديث في اختيار التقسيم المناسب، مثلًا وضع الأحاديث التي تحث على الأعمال وترغب فيها في قسم، والمتعلقة بالأركان والحقائق في قسم آخر.
  • كتاب الفضائل: ألحق بالكتاب كتاب واحد مشتمل على فضائل الأنبياء وكذلك الصحابة والتابعين، وأودع الأحاديث التي تشير للفضائل المذكورة، كما أشاد بفضائل الكتب التي اقتبس منها.

ترتيب الكتب والراوي في كتب الجامع

لم يكتفي الإمام بمراعاة ترتيب الأقسام والأحاديث، بل اهتم باختيار أسماء الكتب المودعة لتكون بترتيب أبجدي يسير على الطلاب البحث:

  • والتزم بالترتيب بدون أن يضبط الحرف الأصلي بالكلمة، سواء أصلي أو زائد لم يحذف، كي لا يؤثر على الترتيب، فقط حذف الألف واللام الخاصة بالتعريف.
  • كما راعى إثبات الراوي لكل حديث في هامش الكتاب، وبشكل مفرد ييسر على القارئ إدراك الاسم بنظرة واحدة خلال قراءة الحديث، وكذلك بهدف إثبات العلايم المرقمة على الأسماء.
  • حيث رقم الأسماء بشكل مختصر كما يلي، خ يشير للبخاري، ت تشير للترمذي، س تشير للنسائي.
  • واكتفي بترقيم الأحاديث المثبتة في الكتب والأصول الستة فقط، ولكن غير المثبتة لغى منها علامة الترقيم بالحروف.

اقرأ أيضا: كتب أهل السنة والجماعة

اختلاف رأي المحقق عن المؤلف

لا بد من ذكر الاختلاف في نبذة عن كتاب الجامع لابن الأثير، اعتنى ابن الأثير بشرح غريب الأحاديث، وجمع الغريب في فصل يعقب الباب للتيسير على الطلاب:

  • غريب الأحاديث البادئة بحرف الألف مجمع في فصل خاص في نهاية الحرف، وهذه الفكرة نابعة من عدم التكرار أو الإطالة في ذكر الغريب.
  • ولم يقوم بتوزيع الغريب في ملحق مستقل مثل الحميدي، خوفًا من إهماله خلال الاستنساخ وخوفًا من عدم استفادة الطلاب منه.
  • ولكن حين حقق الأرناؤوط بالكتاب، أعاد توزيع غريب الأحاديث، حيث تم تعقيب غريب الحديث بعده مباشرًة، مما أطاح بفكرة المؤلف ومحاولته للإعراض عن التكرار والإطالة.

وجه الشبه بين طريقة ابن الأثير وطريقة المستشرقون

حينما استقر الإمام في إضافة الأحاديث في الأبواب التي يراها مناسبة، فاتبع طريقة الترتيب التالية:

  • أفرد باب في نهاية الكتاب بين فيه الكلمات المثبتة بالأحاديث، ورتبها بحروف المعجم، وذكر هذه الكلمات أو معانيها في هامش مرفق بها موضع الحديث في أبواب الكتاب.
  • بالتالي إن فقد الطالب أثر وموضع الحديث بالكتاب، ما عليه إلا أن يختار لفظ أو كلمة أو معنى مرتبط بالحديث، ثم يبحث في نهاية الكتاب عن موضعها.
  • أسباب اتباعه الطريقة: تخوف من اختلاف الأنظار على موضع الحديث، كما تخوف من الالتباس في مواضع الحديث بسبب التشابه في معانيها.
  • وتخوف من الاختلاف في وجهات النظر في أي باب أولى بإضافة الحديث فيه، كما أراد تيسير البحث على الطلاب لسرعة الوصول للحديث.
  • وهذه الطريقة التي تبعها واخترها للأسباب المذكورة، هي نفس الطريقة التي يسلكها المستشرقون في المعجم المفهرس الخاص بألفاظ الحديث.

شاهد من هنا: أفضل كتب فقه على المذاهب الأربعة

في ختام نبذة عن كتاب الجامع لابن الأثير نذكر أن الإمام النابغة بن الأثير الجزري ولد عام 544 هـ، وهو صاحب التصانيف الشهيرة، وتوفي عام 606 هـ.

وراعى تقسيم الموضوعات بالكتاب إلى 3 أركان، الأول يشمل المبادئ مجزأ لخمسة أبواب، الثاني يتضمن المقاصد في 10 كتب،  الأخير خاص بالخواتيم شامل 3 فنون ذكر الحديث، وذكر الأسماء والأنساب، وفهرسة الكتب والأبواب والفروع. 

مقالات ذات صلة