وصية كليب للزير سالم
يعتبر كليب بن ربيعة من أحد ملوك العرب والفرسان الشجعان، وعندما تم طعنه من قبل ابن عمه دساس في حرب البسوس، كتب وصية لأخيه الزير سالم، وسوف نتحدث اليوم عن وصية كليب للزير سالم عبر موقعنا maqall.net.
محتويات المقال
وصية كليب للزير سالم
تؤكد المصادر الأدبية، أن كليب بن ربيعة، بعد أن طعنه الدساس، كتب الأبيات التالية لأخيه الزير سالم ليثأر له:
- هديت لك هديه يا مهلهل *** عشر أبيات تفهمها الذكاه
- أول بيت أقوله استغفر الله *** إله العرش لا يعبد سواه
- وثاني بيت أقول الملك لله *** بسط الأرض ورفع السماء
- وثالث بيت وصي باليتامى *** واحفظ العهد ولا تنسى سواه
- ورابع بيت أقول الله أكبر *** على الغدار لا تنسى أذاه
- وخامس بيت جساس غدرني *** شوف الجرح يعطيك النباه
- وسادس بيت قلت الزير أخي *** شديد البأس قهار العداه
- وسابع بيت سالم كون رجال *** لآخذ الثأر لا تعطي وناه
- وثامن بيت سالم لا تخلي *** لا شيخ كبير ولافتاه
- وتاسع بيت سالم لا تصالح *** وأن صالحت شكوت للإله
- وعاشر بيت أن خالفت قولي *** أنا وياك إلى قاضي القضاة
شاهد من هنا: طريقة كتابة الوصية الشرعية
من هو كليب بن ربيعة؟
هو من الفرسان الشجعان في عصره، وشاعر عظيم، له الكثير من القصائد، ومن أشهر أشعاره وصية كليب للزير سالم، وكذلك شعر في رثاء أخيه كالآتي:
- كُلَيبُ لا خَيرَ في الدُنيا وَمَن فيها *** إِن أَنتَ خَلَّيتَها في مَن يُخَلّيها
- كُلَيبُ أَيُّ فَتى عِزٍّ وَمَكرُمَةٍ *** تَحتَ السَفاسِفِ إِذ يَعلوكَ سافيها
- نَعى النُعاةُ كُلَيباً لي فَقُلتُ لَهُم *** مادَت بِنا الأَرضُ أَم مادَت رَواسيها
- لَيتَ السَماءَ عَلى مَن تَحتَها وَقَعَت *** وَحالَتِ الأَرضُ فَاِنجابَت بِمَن فيها
- أَضحَت مَنازِلُ بِالسُلّانِ قَد دَرَسَت *** تَبكي كُلَيباً وَلَم تَفزَع أَقاصيها
- الحَزمُ وَالعَزمُ كانا مِن صَنيعَتِهِ *** ما كُلَّ آلائِهِ يا قَومُ أُحصيها
- القائِدُ الخَيلَ تَردي في أَعِنَّتَها *** زَهواً إِذا الخَيلُ بُحَّت في تَعاديها
- الناحِرُ الكومَ ما يَنفَكُّ يُطعِمُها *** وَالواهِبُ المِئَةَ الحَمرا بِراعيها
- مِن خَيلِ تَغلِبَ ما تُلقى أَسِنَّتُها *** إِلّا وَقَد خَصَّبَتها مِن أَعاديها
- قَد كانَ يَصبِحُها شَعواءَ مُشعَلَةً *** تَحتَ العَجاجَةِ مَعقوداً نَواصيها
- تَكونُ أَوَّلَها في حينِ كَرَّتِها *** وَأَنتَ بِالكَرِّ يَومَ الكَرِّ حاميها
- حَتّى تُكَسِّرَ شَزاراً في نُحورِهِم *** زُرقَ الأَسِنَّةِ إِذ تُروى صَواديها
- أَمسَت وَقَد أَوحَشَت جُردٌ بِبَلقَعَةٍ *** لِلوَحشِ مِنها مِنها مَقيلٌ في مَراعيها
- يَنفُرنَ عَن أُمِّ هاماتِ الرِجالِ بِها *** وَالحَربُ يَفتَرِسُ الأَقرانَ صاليها
- يُهَزهِزونَ مِنَ الخَطِّيِّ مُدمَجَةً *** كُمتاً أَنابيبُها زُرقاً عَواليها
- نَرمي الرِماحَ بِأَيدينا فَنورِدُها *** بيضاً وَنُصدِرُها حُمراً أَعاليها
- يارُبَّ يَومٍ يَكونُ الناسُ في رَهَجٍ *** بِهِ تَراني عَلى نَفسي مُكاويها
- مُستَقدِماً غَصصاً لِلحَربِ مُقتَحِماً *** ناراً أُهَيِّجُها حيناً وَأُطفيها
- لا أَصلَحَ اللَهُ مِنّا مَن يُصالِحُكُم *** ما لاحَتِ الشَمسُ في أَعلى مَجاريها
قصة مقتل كليب بن ربيعة
بعدما أصبح كليب أكثر سطوة، منع جيرانه من الصيد، ورود الماء، وكان هناك فارس عظيم يعرف باسم “جساس”، وتكملة القصة كالآتي:
- كان يوجد ناقة تابعة لخالة جساس، وأرسلتها مع إبل جساس، لترى في أراضي كليب.
- إلا أن كليب لم يسمح لأحد أن يرعى غنمه في أرضه من غير أقاربه، فلما رأى الناقة رماها بسهم فقتلها.
- وتوجه رعاة الإبل إلى جساس، وقصوا عليه ما حدث.
- وظلت الأحقاد تتصاعد، حتى جاءت نسوة إلى نبع الماء لترد، وكان معهم فرسان لحمايتهن، منهم جساس.
- ولكن كليب ظل يطاردهم، ومنعهم من الماء، وتذكر حساس ما حدث لناقة خالته مسبقًا.
- وأهان كليب جساس، مما دفع جساس إلى طعنه بالمرمح، وبضرة واحدة سقط من خلالها كليب على الأرض.
- وطلب كليب من جساس أن يمنحه شربة ماء، ولكنه لم يستجيب لطلبه.
- وكان يعاني كليب من سكرات الموت.
- وعاد جساس إلى ديار قومه، وكشف عن فعلته.
اقرأ أيضا: ما هي الوصية الواجبة؟
ما الذي قاله مؤرخو الأدب عن هذه القصة
أنكر المؤرخين هذه القصة، وذلك للعديد من الأسباب، منها الآتي:
- أن كليب كان من الشعراء العظماء، ولا يخرج منه هذه القصيدة الهراء، التي تكاد تكون قافية غنائية.
- لم ترد هذه القصيدة في كتاب الأغاني.
- لم يكن مع كليب أحد يخبره عن القصيدة عندما قام جساس بطعنه، وقد مات على الفور، فكيف وصلت هذه القصيدة.
انعكاس وصية كليب على الأدب الحديث
تركت هذه القصة أثرًا كبيرًا على تفكير الإبداع العربي، وأشهر انعكاساتها الآتي:
- عندما قرر الرئيس أنور السادات بعد عام 1977 الذهاب إلى الكنيست الاسرائيلي، وعقد الصلح واتفاقية السلام بعد حرب 6 أكتوبر.
- واستمروا في قتل الفلسطنيين، واستباحة دماء الأطفال والمدنيين، فكتب الشاعر أمل دنقل قصيدته “لا تصالح”.
- وهي قصيدة تبدو على لسان كليب للزير سالم، وتقرأ حاليًا وكأنها قصيدة على لسان عاطف السادات، لأخيه أنور السادات.
- والسطور التالية توضح كلمات القصيدة.
- لا تصالح !.. ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك.. ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى.. - ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك.. حسُّكما فجأةً بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ مبتسمين لتأنيب أمكما.. وكأنكما - ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما
أنَّ سيفانِ سيفَكَ.. - صوتانِ صوتَكَ.. أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ.. وللطفل أبْ - هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ - إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب - لا تصالحْ.. ولا تتوخَّ الهرب!
- وأصبحت هذه القصيدة تلوح في الآفاق لكل مندد بالتطبيع مع الصهاينة.
شاهد أيضا: كيفية كتابة الوصية الشرعية
وبذلك نكون قد ذكرنا وصية كليب للزير سالم، والقصة خلفها، والتي نطقها بعد طعنه مباشرة في عصر الجاهلية، ويقال أن القصة وراء وصية كليب لأخيه حقيقية.