منهج ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ
منهج ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ، هل سبق لك وأن قمت بالتفكير في عبارة الجامع المانع أو الشامل، حيث أن هذا يعد مجرد وصف من عدة أوصاف تطلق على كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير.
لذا فإننا في هذا المقال عبر موقع مقال maqall.net سوف نتناول منهج ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ.
محتويات المقال
التعريف بكاتب منهج ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ
- ابن الأثير هو عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني.
- أحد اهم المؤرخين الذين اهتموا بالتاريخ الإسلامي.
- ولد عام 555 هجريا في جزيرة بن عمر وهي جزيرة واقعة بين الحدود التركية السورية.
- حفظ القران الكريم منذ الصغر متعلما أصول وقواعد القراءة والكتابة.
- تعلم الأحاديث الشريفة في مدينة الموصل.
- ثم استكمل مسيرته العلمية بمدينة دمشق علي يد أمهر معلميها آنذاك.
- كان يعد بمثابة الكتاب الذي دون فيه تاريخ العرب وأنسابهم في العصر الإسلامي.
اقرأ أيضا: الكامل في التاريخ لابن الأثير
كتاب ابن الأثير الكامل في التاريخ
- تكون كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير من اثني عشر مجلدا.
- قام ابن الأثير بتدوين تاريخ البشرية القديم منذ بداية الخلق وحتى ظهور الإسلام مرورا بالعصر الذي عاصره بنفسه.
- يتميز كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير بقيام الكاتب بالمساواة بين الأخبار الغربية والأخبار الشرقية فلم يهمل أي أحداث قد حدثت في أحدهم.
- ومن الجدير بالذكر اهتمام ابن الأثير بتدوين الأحداث التي حدثت في منطقته آنذاك من زلازل وأوبئة وبراكين وأمراض وغيرها من الظواهر الطبيعية الأخرى وغير الطبيعية.
- اشتهر الكتاب بأنه كتاب شامل وعام للتاريخ في ذلك العصر.
منهج ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ
- سمي أيضا بالمنهج الحولي وهو مسمي مشتق من لفظ الحول أي العام.
- حيث قام ابن الأثير بتدوين مجريات الأحداث من حوله والتي حدثت في السنة الواحدة في باب واحد من كتابه.
- اقتصر عامل التفرقة الوحيد في كتابه بين باب وآخر بالعامل الزمني فقط بحيث تم تدوين كافة الأحداث التاريخية الهامة التي مر بها الكاتب في نفس العام مهما اختلفت موضوعاتها وأنواعها.
قيام منهج ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ على تمحيص الأخبار التاريخية
- اشتهر ابن الأثير بقيامه بمطالعة كتب التاريخ ومقارنتها ببعضها البعض مدققا وممعنا بذلك للتأكد من الأخبار التاريخية الصحيحة وتدوينها.
- وقد عاب ابن الأثير على بعض مؤرخي عسرة انشغالهم بتاريخ الأحداث الصغيرة
- ويقول في مقولاته الشهيرة “فاني لم أزل محبا لمطالعة كتب التواريخ ومعرفة ما فيها مؤثرا للاطلاع على الجلي”.
الشمولية في كتاب ابن الأثير الكامل في التاريخ
- حيث أن ابن الأثير قد انصب اهتمامه في منهجه الذي انتهجه في كتابه الكامل في التاريخ على أن يكون الكتاب شاملا لجميع الأحداث.
- فقد اهتم بذكر جميع الأحداث التي حدثت من أخبار بالنسبة للشرق بنفس درجة اهتمامه بما حدث من أحداث بالنسبة لبلاد الغرب.
- كما أن له مقوله شهيرة وهي “والشرق منهم قد أخل بذكر أخبار الغرب والغربي أهمل أحوال الشرق”.
كما يمكنكم التعرف على: لسان العرب لابن منظور
منهج التاريخ الحولي ومصادر ابن الأثير في التاريخ
- حيث يقول الكاتب “وآتي فيه بالحوادث والكائنات من أول الزمان متتابعة يتلو بعضها بعضا إلى وقتنا هذا.
- فقد قام الكاتب ابن الأثير في تأسيسه لمنهجه التاريخي على ذكر الأخبار والأحداث والكائنات وجميع ما قد خلق منذ بداية الخليقة إلى الزمن الذي عاصره بنفسه.
- وقد قام الكاتب بتقسيم هذه الأحداث على اختلاف فروعها حسبما حدثت في وقتها بحيث أنه قد جمع أحداث كل سنة منفصلة في باب واحد.
- اختيار مصادر علمية موثقة فقد اعتمد ابن الأثير في تاريخه على مصادر علمية مؤكدة وموثقة في عصره لأخذ الأحداث منها.
- ومن أمثلة مصادر ابن الأثير كتاب التاريخ الكبير لشيخ المؤرخين أبي جعفر الطبري.
- وكذلك اخذ من كتب التاريخ المشهورة ما لم يرد من المعلومات عند الطبري.
من أقوال الكاتب المأثورة في كتابه الكامل في التاريخ لابن الأثير؟
- قال ابن الأثير في مقدمته في سياق حديثه عن الكتاب: إنه لم ينقل إلَّا من الكتب المشهورة التي يعلَم أصحابها بصدقهم فيما نقلوه.
- تأكيدا منه على صحَّة ما دوَّنوه، قائلاً: ”ولم لأكن كالخابط في ظلماء الليالي، ولا كمَن يجمع الحصباء واللآلئ”.
- نقل ابن الأثير عن “تاريخ الطبري” لمحمد بن جرير الطبري، مع الاختصار الشديد.
- تميَّز “الكامل” عن “تاريخ الطبري” بعدم التركيز على الأحداث غير الكبيرة وغير المؤثرة تأثيرا كبيرا على مجريات الأحداث آنذاك.
- لم يكتفي ابن الأثير بما جاء في كتاب ابن الطبري فقط بل أدرج مما جاء بباقي كتب التاريخ في ذلك العصر.
- نمط تأريخه ينصب على حقبة زمنية بعينها، حيث يتناول كل عامٍ على حدة بأحداثه.
- توجه إلى تدوين حالات الوفيات في كل سنة على حدة من شخصيات تاريخية هامة وعلماء وأعيان.
- حيث قال في هذا الصدد: “وذكرت في آخِرِ كل سنةٍ مَن توفّيَ فيها من مَشهوري العلماء والأعيان والفضلاء، وضَبَطت الأسماء المشتبهة المؤتلِفة في الخَط، المختلِفة في اللَّفظ الواردة فيه بالحروف ضبطاً يزيل الإشكال، ويغني عن الأنقاط والإشكال”
- “فكان الطالب إذا أراد أن يطالع تاريخاً متصلاً إلى وقته يحتاج إلى مجلدات وكتب متعددة مع ما فيها من الإخلال والإملال”
- ” فإنّ من هو بالموصل لابد أن يشذ عنه ما هو بأقصى الشرق والغرب، ولكن أقول إنّني قد جمعت في كتابي هذا ما لم يجتمع في كتاب واحد ومن تأمله علم صحة ذلك”.
مجلدات كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير
- المجلد الأول: وهو المجلد الذي يتناول فيه علم التاريخ بشكل عام منذ بداية الخلق ومرورا بقصص الرسل والأنبياء حتى أخبار قبائل العرب قبل الإسلام.
- المجلد الثاني: وهو المجلد المختص بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ مرضه وحتى وفاته.
- المجلد الرابع: وفي هذا المجلد قد تناول ابن الأثير المقتدر وتطرقه إليه الخلافة في عام 295 هجرية.
- المجلد السابع: وقد خصص الكاتب هذا المجلد لنفسه بحيث ذكر فيه ذكرياته والأحداث المتعلقة به وبحياته.
البعد التحليلي في كتاب ابن الأثير الكامل في التاريخ
- حيث قام ابن الأسير في هذا الكتاب بتفسير الأحداث السياسية والاجتماعية والأخلاقية وانتقادها بشكل علمي مفصل.
- كما قام ابن الأسير باستكمال ما قد توقف عنده الطبري في العام 322 من أحداث حيث تضمن كتابه حروب التتار مع البلاد الإسلامية والحروب الصليبية بأسلوب سهل وبسيط للفهم.
- كما تميز كتاب ابن الأثير الكامل في التاريخ بأسلوبه السهل البسيط دون استخدامه لمصطلحات لغويه يصعب فهمها
- وقد انتهى ابن الأثير من تأليف كتابه الكامل في التاريخ عام 628 هجرية.
- وقد تمت طباعته للمرة الأولى في عام 1850 ميلاديا في ليدن.
- وبعد ذلك تمت طباعته للمرة الثانية عام 1303 هجريا في مصر.
كما يمكنكم الاطلاع على: من مؤلف كتاب تاريخ الأمم والملوك
وبهذا نكون قد تناولنا في عجالة منهج ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ متمنين لك عزيزي القارئ الاستفادة مما سبق سرده عن هذا الموضوع الهام وان شاء الله لنا لقاء آخر مع موضوعات أخري.