ابن زيدون وولادة
ابن زيدون وولادة، سنتعرف اليوم على العديد من المعلومات عن ابن زيدون وولادة عبر موقع مقال maqall.net واسم ابن زيدون هو أحمد بن عبد الله ابن زيدون وكانت ولادته في قرطبة بمنزل أحد الأعيان وكان والده فقيه، أما عن جد والدته فكان يعمل وزيرا وبهذا فكانت نشأته بمنزل مثقف، وكان والده يهتم به كثيرا حتى وافته المنية وهو لم يتخطى الـ 12 عام.
محتويات المقال
ابن زيدون وولادة
- يمكننا القول من خلال ابن زيدون وولادة أن ابن زيدون أهتم كثيرا بعالم الشعر ولمع فيه عند كبره، وقد قابل فتاة جميلة اسمها ولادة بإحدى مجالس قرطبة.
- وقد كان والدها من الخلفاء الذين يهتمون بالنساء والمال، أما والدتها فكانت إحدى الجواري و قامت بإغواء والدها واستبداده.
- بعد ذلك أهتم والد ولادة بها كثيرا حيث علمها وجعلها مثقفة إلى أن أجادت الشعر وأيضا العزف على الآلات، ومن هنا كانت تقوم باستقطاب الشعراء لها وكانت شخصيتها غير منضبطة لأنها تلهو كثيرا.
- وفي يوم استقطبت ابن زيدون وعندما جلسا معا فبدأ الوقوع في حبها وهي كذلك، لذلك أرسلت له شعرا حيث قالت له:
ترقّب إذا جنّ الظلام زيارتي.
فإنّي رأيت الليلَ أكتمَ سرًّا.
وبي منكَ ما لو كان بالبدر ما بدا.
وبالليل ما أدجى وبالنجم لم يسر.
ثم اجتمعا ليلا وتحدثوا وصرحوا عن حبهم وعند رحيلهم قال لها:
ودَّعَ الصَبرَ محِبٌّ وَدَّعَك.
ذائِعٌ مِن سِرِّهِ ما استَودَعَك.
يَقرَع السِنَّ عَلى أَن لَم يَكن.
زادَ في تِلكَ الخطا إِذ شَيَّعَك.
يا أَخا البَدرِ سَناءً وسنا.
حَفِظَ الله زَمانًا أَطلَعَك.
إِن يَطل بَعدَكَ لَيلي فَلَكَم.
بِت أَشكو قِصَرَ اللَيلِ مَعَك.
- وكان حب الإثنين لبعضهم لم يكن عفيفي بل إنه جريء للغاية وظلوا فترة يتناولون الخمور سويا ويتبادلون الحب عند لقائهم في الرياض.
ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: شرح ومعاني قصيدة ابن زيدون الى ولادة المستكفي
تأزم العلاقة بين ولادة وابن زيدون
- لم تكتمل العلاقة بين ابن زيدون وولادة حيث أن الأول أجبر على الرحيل والبعد عن ولادة ثم تبادلا الشعر حيث أرسلت له:
ألا هل لنا من بعد هذا التفرقِ.
سبيلٌ فيشكو كل صبٍّ بما لقي.
وقد كنت أوقات التزاور في الشّتا.
أبيت على جمرٍ من الشّوق محرقِ.
ثم رد عليها ابن زيدون قائلا:
لحا الله يومًا لست فيه بملتقٍ.
محيّاكِ من أجل النوّى والتفرقِ.
وكيف يطيب العيش دون مسرّةٍ.
وأيّ سرورٍ للكئيب المؤرقِ.
- ولكن بعد ذلك تبادلوا الحب مرة أخرى ولكن لم يطول ذلك بسبب تغير ولادة على حبيبها ويرجع هذا بسبب أن ابن زيدون قال لمغنيتها أن تغني مرة أخرى الكلمات التي غنتها وهذا أمر طبيعي.
- ولكن ولادة اعتقدت أنه يغازل المغنية وهذا أشعل بداخلها الغيرة ولذلك هجرت ابن زيدون وقالت:
لَو كنت تنصف في الهوى ما بيننا.
لم تهوَ جاريتي ولم تتخيّرِِ.
وَتركتَ غصنًا مثمرًا بجماله.
وجنحتَ للغصنِ الذي لم يثمرِ.
ولقد علمت بأنّني بدر السما.
لَكن دهيت لشقوتي بالمشتري.
- كذلك أشاع أن ولادة انفصلت عنه بسبب أنه انتقد بيت شعر لها، حيث رأى أنها تدعي فيه عليه ولم تدعي له، وهذا ما جعله ينتقد بيت الشعر بشكل فظ وأدى ذلك إلى بعدها عنه ونفورها منه وبذلك تم إنهاء علاقتهم.
ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: معلومات نادرة عن ابن زيدون
محاكمة ابن زيدون وهروبه من السجن
- لم ييأس ابن زيدون حيث ظل يبعث رسائل لحبيبته أملا في الرجوع لها ولكنها بدأت الاهتمام بأحد الوزراء وكان يدعي أبي عامر ابن عبدوس، وكانت ولادة لم ترد على أي رسالة من ابن زيدون، لذلك بدأ ابن زيدون إرسال التهديدات لأبي عامر حيث قال له:
أَثَرتَ هِزَبرَ الشَرى إِذ رَبَضْ وَنَبَّهتَه.
إِذ هَدا فَاغتَمَضْ.
وَما زِلتَ تَبسط مستَرسِلًا.
إِلَيهِ يَدَ البَغيَ لَمّا انقَبَضْ.
حَذارِ حَذارِ فَإِنَّ الكَريمَ.
إِذا سيمَ خَسفًا أَبى فَاِمتَعَضْ.
فَإِنَّ سكونَ الشجاعِ النَهو.
سِ لَيسَ بِمانِعِهِ أَن يَعَضْ.
- وظل يستكمل إرسال التهديدات حتى قام بإرسال رسائل هزلية يسخر بها من ابن عامر وكأن ولادة هي التي كتبتها وهذا ما جعل ولادة تغضب منه كثيرا.
- وفي نفس الوقت ابن عامر نسب له تهمة مشاركته في مؤامرة ضد الخليفة ولكن الحكم كان بسبب أمر آخر حيث اتهم باستيلائه على أحد العقارات الخاصة بالمولى بعد وفاته المنية، لذلك تم سجنه.
- ثم تعرض ابن زيدون لحكم شديد حيث كان الذي يصدر الحكم فقيه الأندلس، وكان هذا الفقيه هو وابن زيدون أعداء قديما، لذا أصدر الحكم بسجنه فورا.
- بعد ذلك بدأ ابن زيدون في كتابة الأشعار وإرسالها إلى ابن جهور حتى يوضح إنه بريء ولكن لم يرد ابن جهور عليه لذا فكر ابن زيدون في الهرب وبالفعل قام بذلك.
نهاية العلاقة بين ولادة وابن زيدون
- لا زالنا مستكملين رحلة التعرف حول ابن زيدون وولادة من خلال القول إنه بعد الهروب أتجه إلى المعتضد بن عباد في إشبيلية وبعد ذلك قام الأخير بتعيينه وزير له وبعد أن توفي المعتضد عين ابن زيدون وزيرا لنجله.
- لم ينتقل بعد ذلك ابن زيدون إلى أي مكان آخر وقد توفي في إشبيلية وهو لم يتغير حبه تجاه ولادة حيث كان يكتب فيها أشعار، ومن بينها هذا الشعر حيث كتب فيه:
أَضحى التَنائي بَديلًا مِن تَدانينا.
وَنابَ عَن طيبِ لقيانا تَجافينا.
فَاِنحَلَّ ما كانَ مَعقودًا بِأَنفسِنا.
وَاِنبَتَّ ما كانَ مَوصولًا بِأَيدينا.
وَقَد نَكون وَما يخشى تَفَرقنا.
فَاليَومَ نَحن وَما يرجى تَلاقينا.
نتم وَبِنّا فَما اِبتَلّت جَوانِحنا.
شَوقًا إِلَيكم وَلا جَفَّت مَآقينا.
نَكاد حينَ تناجيكم ضَمائِرنا.
يَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا.
اقرأ أيضا: شرح قصيدة بانت سعاد
بهذا نكون وصلنا إلى ختام مقال ابن زيدون وولادة ونود التنويه أن هذه القصة أثرت كثيرا في الأدب العربي وأصبحت مصدر إلهام الكثير من المبدعين حيث تم صياغتها بشكل مسرحي وقصصي وغير ذلك.