مجنون ليلى في الادب الفارسي
مجنون ليلى في الادب الفارسي، جاءت قصة مجنون ليلى بين أدباء فارس، وتم تنظيم هذه القصة مرات كثيرة، وكان أكثر هذه النظم شهرة “نظام الكنجوي، وتم تنظيمها في أربعة آلاف وخمسمائة بيت وكان ذلك لأمر حاكم شروان “اخستان بن منوجهر، وتم تقديمها بعد الانتهاء.
محتويات المقال
كيف تم تأليف قصة مجنون ليلى؟
- تعد قصة مجنون ليلى هي قصة حب بين كل من ليلى وقيس بن الملوح وكان ذلك في القرن السابع الهجري.
- وفي القرن الثاني عشر قام الشاعر نظامي الكنجوي بالكتابة عنها في شكل قصيدة مشهورة.
- وبدأ الشاعر في قصيدته مقدمة عن ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم والتوحيد، وقام أيضاً بنصح ابنه وإرشاده إلى الطريق الصحيح، وحذره من العمل عند الملوك والتعفف وقال له أن أفضل عمل هو نظم الشعر.
شاهد أيضًا: قصص رومانسية جريئة جدا كاملة
كيف نشأ وتربى قيس؟
- قام الكاتب في بداية سرد قصته عن ملك يسكن في بقعة جميلة وهو ملك عامري، وكان الملك يقري الضيفان، ولكن لا يوجد للملك نسل يخلفه حتى يتولى في الحكم لبني عامر بعد ذلك، فكان يدعو الله كثيراً ويتضرع إليه في أن يرزقه بمن يحمل اسمه بعد موته.
- فلبى الله دعوته ورزقه بولد فسماه (قيس)، ونشأ وتربى قيس في رفاهية حتى وصل إلى عمر العاشرة، فقام أبوه بإرساله إلى أحد المكاتب حتى يتلقى العلم هناك.
كيف التقى قيس بليلى؟
- عندما تم إرسال قيس لكي يتلقى تعليمه فقابل هناك ليلى لتتوطدت العلاقة بين الإثنين من الصداقة حتى تصل إلى الحب، وزاد الحب للإثنين مع الأيام وتناقلت قصتهم معاً على الألسن ليتغنوا بحبهم لبعضهم البعض.
- وظل يتطور هذا الحب حتى وصل إلى أن أصبح قيس أسيراً لهذا الحب، وظل يؤثر هذا الحب على قيس حتى في سلوكه الذي لاحظه الجميع وزملائه أيضاً فقاموا بإطلاق لقب المجنون عليه.
- وذاعت هذه القصة كثيراً حتى وصلت إلى مسمع أهل ليلى فقاموا بمنعها بالذهاب وتلقي تعليمها حتى لا تقابل قيس وذلك حفاظاً على سمعتهم.
- وما زاد هذا الأمر إلا سوءاً لقيس وزاد من لوعته وحزنه وزاد جنونه، وظل قيس يتنقل ويقول شعراً وكان الشعر يفيض من الرقة والعذوبة حيث قال:
- “يا شمع أسرار الروح، رفقاً بفراشة روحي حتى لا تحرق بنارك، أنت الدواء لدائي، والمرهم لجرحي، قد أصابتنا العين ففرقتنا”.
ماذا فعل والد قيس من أجل ابنه؟
- وعندما رأى والد قيس حالة ابنه التي تسوء يوماً بعد يوم، فذهب والد قيس ليخطب ليلى لقيس ولكن والد ليلى رفض وقال “إنه يظهر الجنون فلا يليق بنا أن نصاهر مجنوناً”.
- وقال لوالد قيس “أنت تعرف كيف يتبع العرب العيوب فماذا يقولون لو أقدمت على هذا الأمر”.
- وحتى يخرج من حالته التي تسوء قام أهله بمحاولة زواجه من غيرها ولكن قيس رفض وذهب إلى الصحراء وظل بها.
- وعندما رأى والده ذلك أراد أن يذهب به إلى الحج حتى ينسى قيس ما أصابه وعندما ذهب إلى الحج قال: “يا رب بعزة ربوبيتك وجلال ألوهيتك اجعلني أبلغ أقصى درجات العشق حتى يبقى.
- امنحني النور من عين العشق … فيارب هبني في كل لحظة ميً لا أعظم إلى ليلى وخذ ما بقي من عمري، وزد في عمرها”.
ما ردة فعل أهل ليلى؟
- قام أهل ليلى بالشكوى إلى الوالي فأباح لهم الوالي دمه إذا جاء مكانهم مرة أخرى، فقام والد قيس بالمحاولة معه أن يثنيه.
- ويبعده عنها فقال: “ما دام الأمر خارجاً عن نطاق اختيارنا، فإن تحسين الحال أو تغييره ليس من شأننا” .
- وقال أيضاً: “إنكم تلومونني في البكاء وفي شأن المبتلين، إنني أخاف أن أضحك فأحترق بضحكتي كما يحترق السحاب بضحكات البرق”.
شاهد أيضًا: حضارة بلاد الرافدين القديمة
كيف عبرت ليلى عن ما بداخلها؟
- كانت ليلى مثل قيس تشعر بالحزن ومرارة الشوق، كانوا يتراسلون بالأشعار حيث أخرج الحزن ما بداخلهم من جمال الشعر حيث كان الشعر يخرج منهم كبلبلين.
- وكانت ليلى تسري عن نفسها تخرج في وقت التنزه من وقت إلى آخر في فصل الربيع وكان ذلك في حديقة مجاورة.
- وكانت الحديقة جميلة، حيث كانت تمتلئ بالورود الصفراء والحمراء، وكان الرمان بها جميلاً يكشف عن حبوب من نار داخله.
- وكان يتنقل البلبل في الحديقة كالمجنون في هيامه ولوعه بالوردة.
- وأثناء ما كانت ليلى في التنزه رآها شاب يدعى “ابن سلام” كان من قبيلة بني أسد.
- وأعجب بها كثيراً حتى قام بالتقدم لخطبتها ووافق والدها على الفور ولكن ذلك بشرط أن تقوم من سقمها.
- ثم التقى قيس بأحد من وجهاء العرب يسمى “نوفل” كان قد وعد قيس أن يساعده بالحرب والمال.
- وكان صاحب سلطان وسطوة، وعند رفض والد ليلى المال والجاه قال نوفل بمحاربته حتى قام بأسره.
- ولكن ثبت والد ليلى على موقفه وقال غاضبًا “إما أن تستجيب لتضرعي وتعفيني من هذا القيد.
- وإلا فإني أقسم بالله أنني عندما أعود إلى دياري سوف أقتل هذه العروس وألقي برأسها في طريق الكلاب حتى أتخلص من اسمها وعارها”.
- عندما يأس نوفل من والد ليلى قام بإطلاق سراحه، وحزن قيس كثيراً لسماعه هذه الأخبار.
- وأُجبرت ليلى على الزفاف من ابن سلام، وقام بالاقتراب منها ولكنها رفضت.
- وقالت: “أُقسم بخالقي الذي صورني على هذا الجمال لن تنال مني غرضاً.
- وإلا أرقت دمي بسيفك” فيئس ابن سلام من وصالها وقنع الرؤية منها.
ما حال قيس بعد زواج ليلى؟
- ظل قيس ينتقل في الصحراء كثيراً ومن مكان إلى مكان أخر حتى مر على ديار ليلى التي أُقيم بها عرس ليلى.
- حتى وجد ورقة كتب عليها اسمهما معاً، ولكنه قام بمحو اسم ليلى من على الورقة.
- وقال إنه قام بمسح اسم ليلى لأنهم اتحدوا على أن يصيرا قلباً واحداً، ومن الأفضل الرمز إليهم بشخص واحد.
- وأقام قيس في الصحراء مع الوحوش فأحب الوحوش وأحبته، وكان إذا سار قيس سارت حوله في صفين لتحرسه.
- ونزل بوالد قيس المرض عندما فقد الأمل في صلاح ابنه حتى مات.
- وجاء خال قيس إليه في الصحراء ويدعى “سليم العامري، وكان معه الطعام والثياب عندما وجد قيس جائع وثيابه ممزقة.
- ولكن رفض قيس الطعام وألقاها إلى الوحوش حوله، وقال لخاله أنه قانع عن الطعام بما ترعاه الغزلان.
- ثم قام قيس يقص على خاله قصة عن شاب زاهد “حيث أتى ملك إلى شاب يعرض عليه أن يلتحق بخدمته.
- فرفض الشاب طلبه وفضل العشب الجاف على أن يقوم بخدمة هذا الملك” فدل ذلك على القناعة بما لديه والزهد.
شاهد أيضًا: قصة قيس وليلى
حال قيس بعد زواج ليلى؟
- قام شيخ بترتيب لقاء بين قيس وليلى وذلك تلبية لطلبها وكان ذلك بمزرعة نخيل، وجاء إليها قيس وحوله الوحوش التي تلتف حوله.
- فقال الشيخ لليلى عن قدوم قيس، وبعد أن قام قيس بالحديث غلبه الوجد في الصحراء، وعادت بعدها ليلى إلى بيتها.
- وكان هناك شاب عاشق مثل قيس ويدعى “سلام” أتى إلى قيس في داره وظل معه ليكتب بشعره.
- فأشار سلام على قيس بأن يبتعد عن ما هو به ولكنه رفض وقال له “لا تظنني ثمل ولا أنني صريع الهوى بل إني سيد مملكة العشق”.
- ومات زوج ليلى بعد فترة وقامت هي بوضع الحجاب ثم مرضت وتوفيت ليلى.
- فجاء إليها قيس على قبرها وظل بجانبها ينتحب حتى مات هو أيضاً ودفن معها، وظل معاً حتى يوم القيامة.
- وهكذا انتهت أسطورة مجنون ليلى بوفاته بعد وفاة حبيبته، حيث حرما من الراحة في الدنيا ولكن نالا مقصدهما عن موتهما ودفنهما معاً.
- لتظل أسطورة حبهما إلى يومنا هذا رمزاً للوفاء والحب وتظل أشعار قيس يتغنى بها من يحب.