أشعار عن الحب نزار قباني
نقدم لكم في موقع maqall.net أشعار عن الحب نزار قباني، وهو شاعر سوري شهير ولد في دمشق عام 1923، وهو من أفضل شعراء العصر الحديث وأكثرهم تميزا.
أشعار عن الحب نزار قباني
إليكم شعر من أفضل أشعار عن الحب نزار قباني وهو كالتالي:
قصيدة سأقول لك أحبّك
سَأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”..
حينَ تنتهي كلُّ لُغَاتِ العشق القديمة
فلا يبقى للعُشَّاقِ شيءٌ يقولونَهُ.. أو يفعلونَهْ..
عندئذ ستبدأ مُهِمَّتي
في تغيير حجارة هذا العالمْ
وفي تغيير هَنْدَسَتِهْ
شجرةً بعد شَجَرَة
وكوكباً بعد كوكبْ
وقصيدةً بعد قصيدَة
سأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”..
وتضيقُ المسافةُ بين عينيكِ وبين دفاتري
ويصبحُ الهواءُ الذي تتنفسينه يمرُّ برئتيَّ أنا
وتصبحُ اليدُ التي تضعينَها على مقعد السيّارة
هي يدي أنا..
سأقولها، عندما أصبح قادراً،
على استحضار طفولتي، وخُيُولي، وعَسَاكري،
ومراكبي الورقية..
واستعادةِ الزّمَن الأزرق معكِ على شواطئ بيروتْ..
حين كنتِ ترتعشين كسمَكةٍ بين أصابعي..
فأغطّيكِ، عندما تَنْعَسينْ، بشَرْشَفٍ من نُجُوم الصّيفْ..
سأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”..
وسنابلَ القمح حتى تنضجَ..
بحاجةٍ إليكِ..
والينابيعَ حتى تتفجَّرْ..
والحضارةَ حتى تتحضَّرْ..
والعصافيرَ حتى تتعلَّمَ الطيرانْ..
والفراشات حتى تتعلَّمَ الرَسْم..
سأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”..
عندما تسقط الحدودُ نهائياً بينكِ وبين القصيدة..
ويصبح النّومُ على وَرَقة الكتابة ليسَ الأمرُ سَهْلاً كما تتصوَّرينْ..
خارجَ إيقاعاتِ الشِّعرْ..
ولا أن أدخلَ في حوارٍ مع جسدٍ لا أعرفُ أن أتهاجاه..
كَلِمَةً كَلِمَهْ..
ومقطعاً مقطعاً…
إنني لا أعاني من عُقْدَة المثقّفينْ..
لكنَّ طبيعتي ترفضُ الأجسادَ التي لا تتكلَّمُ بذكاءْ…
والعيونَ التي لا تطرحُ الأسئلة..
إن شَرْطَ الشّهوَة عندي، مرتبطٌ بشَرْط الشِّعْرْ
فالمرأةُ قصيدةٌ أموتُ عندما أكتُبُها..
وأموتُ عندما أنساها..
سأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”..
عندما أبرأُ من حالة الفُصَام التي تُمزِّقُني..
وأعودُ شخصاً واحداً..
سأقُولُها.
عندما تتصالحُ المدينةُ والصّحراءُ في داخلي.
وترحلُ كلُّ القبائل عن شواطئ دمي..
الذي حفرهُ حكماءُ العالم الثّالث فوق جَسَدي..
التي جرّبتُها على مدى ثلاثين عاماً…
فشوَّهتُ ذُكُورتي..
وأصدَرَتْ حكماً بِجَلْدِكِ ثمانينَ جَلْدَهْ..
بِتُهْمةِ الأُنوثهْ…
لذلك. لن أقولَ لكِ (أُحِبّكِ)..
اليومْ.. ورُبَّما لن أَقولَها غداً..
فالأرضُ تأخذ تسعةَ شُهُورٍ
لتُطْلِعَ زهْرَهْ والليل يتعذَّبُ كثيراً..
لِيَلِدَ نَجْمَهْ..
والبشريّةُ تنتظرُ ألوفَ السّنواتِ..
لتُطْلِعَ نبيَّاً..
فلماذا لا تنتظرينَ بعضَ الوقتْ..
لِتُصبِحي حبيبتي؟؟
اقرأ أيضا: شعر وداع الحبيب
قصيدة أحبك حتى ترتفع السماء
أحبّك حتى ترتفع السّماء
كي أستعيد عافيتي وعافية كلماتي.
وأخرج من حزام التّلوث الذي يلفّ قلبي.
فالأرض بدونك كذبةٌ كبيره..
وتفاحةٌ فاسدة…
حتّى أدخل في دين الياسمين
وأدافع عن حضارة الشّعر…
وزرقة البحر…
واخضرار الغابات…
أريد أن أحبّك حتى أطمئن..
لا تزال بخير..
لا تزال بخير..
وأسماك الشّعر التي تسبح في دمي لا تزال بخير…
أريد أن أحبّك..
حتى أتخلّص من يابسي..
وملوحتي..
وتكلّس أصابعي..
وفراشاتي الملوّنة وقدرتي على البكاء…
أريد أن أحبّك حتى أسترجع
تفاصيل بيتنا الدّمشقي
غرفةً… غرفة…
بلاطةً… بلاطة..
حمامةً.. حمامة..
وأتكلم مع خمسين صفيحة فلٍّ كما يستعرض الصّائغ.
أريد أن أحبّك،
يا سيّدتي في زمنٍ..
أصبح فيه الحبّ معاقاً..
واللغة معاقةً..
وكتب الشّعر، معاقةً..
فلا الأشجار قادرةٌ على الوقوف على قدميها
ولا العصافير قادرةٌ على استعمال أجنحتها.
ولا النّجوم قادرةٌ على التنقّل…
أريد أن أحبّك..
من غزلان الحريّة..
وآخر رسالةٍ من رسائل المحبّين
وتشنقّ آخر قصيدةٍ مكتوبةٍ باللغة العربيّة…
أريد أن أحبّك..
قبل أن يصدر مرسومٌ فشستي
وأريد أن أتناول فنجاناً من القهوة معك..
وأريد أن أجلس معك.. لدقيقتين
قبل أن تسحب الشّرطة السريّة من تحتنا
وأريد أن أعانقك..
قبل أن يلقوا القبض على فمي..
وذراعي
وأريد أن أبكي بين يديك
قبل أن يفرضوا ضريبةً جمركيةً على دموعي…
أريد أن أحبك، يا سيّدتي
وأغير التّقاويم
وأعيد تسمية الشّهور والأيام
وأضبط ساعات العالم..
على إيقاع خطواتك ورائحة عطرك..
التي تدخل إلى المقهى..
قبل دخولك..
إني أحبّك، يا سيّدتي
دفاعاً عن حقّ الفرس..
في أن تصهل كما تشاء..
وحقّ المرأة..
في أن تختار فارسها كما تشاء..
وحق الشّجرة في أن تغيّر أوراقها
وحق الشّعوب في أن تغيّر حكّامها متى تشاء….
أريد أن أحبّك..
حتى أعيد إلى بيروت، رأسها المقطوع
وإلى بحرها، معطفه الأزرق
وإلى شعرائها.. دفاترهم المحترقة
أريد أن أعيد لتشايكوفسكي..
بجعته البيضاء ولبول ايلوار..
مفاتيح باريس ولفان كوخ..
زهرة (دوّار الشّمس) ولأراغون..
(عيون إلزا) ولقيس بن الملوّح..
أمشاط ليلى العامرية…
أريدك أن تكوني حبيبتي حتى تنتصر القصيدة…
على المسدّس الكاتم للصوت..
وينتصر التّلاميذ وتنتصر الوردة..
وتنتصر المكتبات..
على مصانع الأسلحة…
أريد أن أحبّك..
حتى أستعيد الأشياء التي تشبهني
والأشجار التي كانت تتبعني..
والقطط الشّامية التي كانت تخرمشني
والكتابات .. التي كانت تكتبني..
أريد..
أن أفتح كل الجوارير
التي كانت أمي تخبّئ فيها خاتم زواجها..
ومسبحتها الحجازيّة..
بقيت تحتفظ بها..
منذ يوم ولادتي..
كل شيءٍ يا سيّدتي
دخل في (الكوما)
فالأقمار الصّناعية انتصرت على قمر الشّعراء
والحاسبات الالكترونيّة تفوّقت على نشيد الإنشاد..
وبابلو نيرودا…
أريد أن أحبّك، يا سيّدتي..
قبل أن يصبح قلبي..
قطعة غيارٍ تباع في الصّيدليات
فأطباء القلوب في (كليفلاند)
يصنعون القلوب بالجملة
كما تُصنع الأحذية….
السّماء يا سيّدتي، أصبحت واطئةً..
والغيوم العالية..
أصبحت تتسكّع على الأسفلت..
وجمهوريّة أفلاطون.
وشريعة حمورابي.
ووصايا الأنبياء.
صارت دون مستوى سطح البحر
ومشايخ الطّرق الصّوفية..
أن أحبّك..
حتى ترتفع السّماء قليلاً….
شاهد من هنا: شعر عن الصداقة والحب
هناك المزيد من الأمثلة على أشعار عن الحب نزار قباني، فهي لا تعد ولا تحصى، ويبلغ عدد الدواوين التي يمتلكها نزار قباني حوالي 35 ديوان، تمت كتابتها على مدار نصف قرن تقريبا.