كتاب سنن الترمذي
كتاب سنن الترمذي، يلجأ العديد من الناس إلى الرجوع لأصل السُنة وما ورد فيها من أمور، فعند التعثر في شيء ما بشأن الحال الدنيوي أو السؤال عن شيء في الآخرة يتم الرجوع إلى الأصل في الأشياء، وأصل الأمور هي السُنة.
ولذا سنعرف عبر موقع مقال maqall.net في كتاب سنن الترمذي أصول الأمور والمنهج في السنة.
محتويات المقال
كتاب سنن الترمذي
- يعد كتاب سنن الترمذي واحد من أهم وأبرز مؤلفات الإمام، وأطلق عليه تسميات عدة، لكن الصحيح منها هو الجامع المختصر من السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل.
- بالرغم من أن الكتاب تم طبعه طبعات عديدة، إلا أن جميع الطبعات لم تحمل الاسم الصحيح ولكن حمل أسماء أخرى مثل: الجامع الصحيح، الجامع الكبير وكل هذه الأسماء خاطئة وليست الصحيحة للكتاب، بل إنها لا تتطابق مع ما يحتوي عليه الكتاب.
- ويتميز كتاب الأمام الترمذي بعدة فوائد حديثية كثيرة، حتى أنه أصبح المرجع الأهم لكل من يريد أن يكتب في الحديث، وتحديدا علم علل الحديث.
- وتم اعتماده ضمن الكتب التي عرفت بمسمى الكتب الستة، ويعرض حديث مختصر عن المنهج الذي اتبعه الإمام في هذا الكتاب.
كما يمكنك التعرف على: نبذة عن كتاب صحابيات حول الرسول
منهج الإمام الترمذي في كتاب سنن الترمذي
- منهجية الإمام في الأسانيد، والسند هنا: هو سلسلة الرجال (الرواة) التي توصل إلى المتن، وتسمى في بعض الأوقات بالطريق، والفائدة من وراء السند هي معرفة حال الحديث من حيث صحة الحديث مدى قوته ومدى ضعفه.
- من النقاط الهامة في الأسانيد هو أن الأمام لم يأخذ بأحاديث الرواة الضعيفة، وإذا كان أورد حديثا ضعيف فيبين ذلك ويشير إليه ولا يسكت عن هذا.
- وبعد نهاية روي الحديث يذكر الإمام حكمه على هذا الحديث، وإذا كانت له مصطلحات تخصه حول هذا الحديث.
- أكثر الإمام الترمذي من ذكر علل الحديث، وهذه هي الأمور التي تكشف صحة الحديث، حيث خصص جزءا خاصا لهذا الموضوع في نهاية الكتاب.
- رتب الإمام الكتاب على حسب النوع والأبواب والعناوين الفقهية، وذلك لأن السمة الغالبة على أحاديث الكتاب هي أحاديث الفقه والتي تتضمن أحكام فقهية، ولكن دون أن يخلو الكتاب من ذكر أحاديث ذات مواضيع متنوعة مثل: التفسير وصف القيامة وغيرها من الأحاديث.
- وعن ترتيب الأحاديث في كل باب فكانت الطريقة التي تغلب على الكتاب هي أن الإمام ذكر الأحاديث التي فيها علة ثم يبين الصحيحة، حتى يفرق بينهم ويوضح العلة في المعلولة.
- وسرد الإمام في كتابه بعض من الأحاديث المرسلة والمنقطعة ولم يضع نفسه في الموصولة فقط، وأوضح أيضا الأمام مذاهب الفقهاء من الصحابة والتابعين لرسول الله ومن خلفهم بعدها بعبارات غاية في الوضوح.
- أورد الأمام في كتابه الأحاديث الموقوفة وصرح عنها قائلا: حديث موقوف.
- وابتعد الإمام في كتابه عن الأحاديث المكررة فكان لا يكررها إلا في أجزاء معدودة، ويراعي في ذلك أن التكرار يكون بفائدة جديدة وفي بعض الأوقات لا يراعي ذلك.
- وذكر الإمام شيئا من الجرح أو التعديل فيما روى الأحاديث إذا لزم الأمر، لذلك هو منهجه في المتون، والمتن ما ينتهي إليه السند من الكلام، ومعنى ذلك أن نص الحديث يكون في نهاية سلسلة الرجال.
- ويغلب على منهج الإمام في المتون تراجم أبواب كتاب السنن ويقصد بها التراجم الظاهرة، وقد كان يستخدمها الأمام من قبل أكثر مما يستخدم غيرها، وعن التراجم الظاهرة هنا هي التي يعرف بها القارئ شيئا ما من خلال عنوان بابها.
كما يمكنك الاطلاع على: نبذة عن كتاب إدارة الموارد البشرية
ما قاله العلماء عن كتاب سنن الترمذي وأهميته
- وكان الإمام لديه اهتمام كبير بالألفاظ الغريبة التي في متن الحديث، واهتمام أن يوضح معانيها ودلالتها، كما ركز الاهتمام على كتابة فوائد الحديث بعدما يورده.
- فكتاب سنن الترمذي له أهمية كبيرة للغاية ومنزلة ومكانة متميزة وذلك لأنه ثمرة ونتاج جهد كبير للأمام الترمذي.
- وعرض الأمام هذا الكتاب على علماء العراق وخراسان والحجاز فلقى استحسان منهم ووافقوا على هذا الكتاب وهذا دليل على جودة الكتاب الرائعة وما يتميز به من قوة فالكتاب يتضمن علم عظيم وهائل ينتفع به.
- قال احمد شاكر رحمه الله عن هذا الكتاب: إن كتاب الترمذي يتميز بالعديد من الأمور التي لن تجدها في كتاب غيره من كتب السنة الستة الأصول.
- قال الشيخ إسماعيل الهروي رحمه الله عن هذا الكتاب أيضا: الجامع يصل إلى فائدته كل أحد.
- وقال الإمام الترمذي نفسه عن كتابه: إن من كان عنده هذا الكتاب في بيته فكأنما في بيته رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث.
- قال القاضي أبو بكر بن العربي في كتاب تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي: وليس فيهم مثل كتاب أبي عيسى حلاوة مقطع، ونفاسه منزع، وعذوبه مشرع، وفيه 14 علماً، وذلك أقرب إلى العمل وأسلم وأسند وصحح وضعف وعدد الطرق وجرح وعدل أسمى وأكنى ووصل وقطع وأوضح المعمول به والمتروك.
- وغير ذلك اختلاف العلماء في الرد والقبول لآثاره، وذكروا اختلافهم في تأويله، وكل علم من هذه العلوم يكون أصل في بابه، وفرد في نصابه، والقارئ له لا يزال في رياض مؤنقة، وعلوم متفقة متسقة وهذا شيء لا يعلمه إلا صاحب العلم الغزير، والتوفيق الكثير، والفراغ والتدبير.
بعض من شروح سنن الترمذي
- من شروح سنن الترمذي كتاب عارضة الأحوذي في شرح الترمذي وذلك للإمام أبو بكر الأشبيلي ويعرف بابن العربي المالكي.
- وأيضا كتاب تحفة الأبنودي شرح جامع الترمذي وذلك للعلامة محمد المباركفوري.
- وأيضا كتاب قوت المغتذي على جامع الترمذي وذلك للحافظ جلال الدين السيوطي.
نبذة عن الإمام الترمذي
- هو محمد بن عيسى بن موسى بن الضحاك، وولد في شهر ذي الحجة سنة تسع ومئتين من الهجرة في مدينة ترمذ في بداية القرن الثالث الهجري وتحديدا في قرية بوغ.
- كان الإمام شديد المحبة للعلم ويتميز بقوة الحفظ، فعاش يسخر حياته للحديث، رحل من هنا وهناك وارتحل ودق البلدان في طلبه وطلب أهله.
- أخذ ينهل العلم والعوم المختلفة، فذهب إلى خرسان والعراق ومكة والمدينة.
- ألف الإمام عدة مؤلفات منها كتاب الجامع للسنن وكتاب العلل الصغرى وكتاب العلل الكبرى وكتاب الشمائل المحمدية، وكتاب الزهد، وكتا بالتاريخ، وكتاب الأسماء والكنى.
- وبعد حياة زخرت بالنشاط والعلم والعمل والجد والاجتهاد أصبح الإمام ضريرا لا يرى في أواخر عمره، ثم توفى إلى رحمة الله وهو في قريته في رجب في العام 279 هجرياً.
ما قيل عن الترمذي رحمه الله؟
- شهد العديد من العلماء للترمذي بالتقوى والإيمان وقوة الحفظ وعمق الفهم حيث قال ابن حبان رحمة الله عليه: “كان أبو عيسى ممن جمع وصنف، وحفظ وفهم وذاكر”
- قال أبو سعد الإدريسي رحمة الله عليه:” الترمذي أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث، وصنف كتاب الجامع والتواريخ والعلل تصنيف رجل علم متقن حيث كان يضرب به المثل في الحفظ”.
- قال الحاكم رحمة الله عليه:” سمعت عمر بن علي يقول: مات البخاري فلم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى في العم والحفظ والورع والزهد وبكي حتى عمى وبقى ضريرا سنيناً”.
اقرأ أيضا: نبذة عن كتاب الإخنائية لابن تيمية
وهذا كل ما يخص كتاب سنن الترمذي ونبذة عن الكتاب وعن الكاتب أبي عيسى رحمه الله وعما يدور حوله الكتاب وما يتناوله من علم نافع ورأي العلماء في الكتاب وفي الكاتب.