ما هو الحب عند الرجل في الإسلام ؟
ما هو الحب عند الرجل في الإسلام؟ الحب أصبح لفظ كثير الاستخدام في وقتنا هذا، كل من يشعر بأي شيء تجاه أحد بات يُطلق عليه لفظ الحب، كما أنه عادة ما ارتبط مؤخرًا على أنه مجرد حب الرجل والمرأة، وتناسى الجميع أن للحب أشكال وأنواع أخرى كثيرة.
محتويات المقال
ما هو الحب عند الرجل في الإسلام؟
- الحب كلمة سهلة النطق والكتابة، صعبة الوصف والإحساس، ساحرة في تأثيرها، تبدل الأحوال، تهتز بها قلوب العاشقين، كلمة واحدة حقًا ولكنها تشمل معاني عميقة وكثيرة للغاية.
- الحب للوهلة الأولى يبدو وكأنك تسمع صوتًا مألوفًا إلى أذنك، وترى شخصًا تعشق النظر إليه، وتشتم رائحة تكاد تكون الأجمل إلى أنفك، ويبدأ الشغف نحو التعرف على ماهية هذا الشخص، وتتوقع تلك الحياة الوردية التي تنتظركم في المستقبل.
- الحب بين الرجل والمرأة في الدين الإسلامي عادة ما يأخذ شكلين.
- مرحلة الحب قبل الزواج؛ وفيها يبدأ كل فرد تخيل الحياة المستقبلية مع الطرف الآخر، ويفكر جديًا في التقرب إليه، ومصارحته بكل شيء من أجل الزواج واستكمال الحياة سويًا، ويتذكر كافة الدوافع والتجارب التي خاضوها معًا سواء كانت سعيدة أو حزينة.
- تشمل أيضًا مرحلة الحب قبل الزواج، على التواصل الروحي والنفسي والكلامي مع الحبيب.
- الشكل الثاني يكون مرحلة الحب بعد الزواج، وهنا يخلق الله مودة ورحمة مستمرة بين الزوجين، والتعامل والتعاون بينهما سواء في الروح أو الجسد.
- قال الله تعالى في سورة الروم “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة”.
شاهد أيضًا: أجمل ما قيل في الحب والعشق
الشغف بالحبيب
- خلال هذه المرحلة ينسى المُحب كل شيء حوله تقريبًا، ويصب كل تركيزه فقط على الحبيب، حتى يتحول إلى جهل كبير، مما قد يخلق إثم ويفسد روح الحبيب، مثلما حدث لامرأة العزيز مع سيدنا يوسف عليه السلام.
- قال الله تعالى في سورة يوسف “وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حباً إنا لنراها في ضلال مبين”.
- لذلك يجب أن يظل المُحب عاقلًا حكيمًا في حبه إلى الحبيب، ولا يغفل بذلك علاقته وعبادته لله سبحانه وتعالى.
الحب الأعمى
- عادة ما نرى في حياتنا بعض الأشخاص يكونوا بمثابة الصم والبكم بسبب غفلتهم عن رؤية عيوب من يحبونه، وهذا النوع من الحب يعتبر مُحرم بسبب ما قد يؤدي إليه من فسق وبُعد عن الله سبحانه وتعالى.
- فيجب أن يكون الإنسان عالمًا بعيوب حبيبه وأن يتأقلم معها في حين أنها كانت عيوبًا مقبولة لا تؤدي إلى أي شيء مُحرم أو مُنكر.
- ليس المقصود هنا بالعيوب أن تكون في الأمراض أو الإعاقات والعاهات المختلفة مثل العرج والكتع والعمى.
الحب المزدوج
- يُقصد به هُنا ذلك الحب الذي يكون إلى شخصين، سواء إلى امرأتان أو رجلان، وفي كافة الأحوال سيكون هناك مقارنة.
- بحيث ينظر الرجل إلى امرأة على أنها أفضل من الأخرى، وتنظر المرأة إلى رجل على أنه أفضل من الآخر، حتى يستقر كل طرف على أي فرد يجب ان يستمر معه ويتزوج منه.
- مما قد يخلق نوعًا من الصراع الداخلي والقلق والتوتر المستمر للفرد وتشتت قلبه.
دوافع الحب
- قد تتلخص أسباب الحب في أعين الرجل، وحتى المرأة، إلى ثلاثة أسباب.
- الجمال والمظهر يعتبر سببًا رئيسيًا، فهناك من يحب الآخر بسبب جاذبيته ومظهره الجميل الأنيق.
- الصوت أيضًا من الأسباب التي يجدها البعض خلال رحلة الحب، حيث هناك من ينجذب لأحد بسبب جمال صوته.
- الأخلاق سواء كانت حميدة أو سيئة، وهنا يعتبر تطبيقًا واقعيًا للمثل الشهير جداً “الطيور على أشكالها تقع”.
الحب والزواج
- ليس مشروطًا أن يتزوج المحبان، بل أصبح هذا الأمر في حالات قليلة للغاية في وقتنا هذا، بسبب سيطرة بعض الأفكار الخاطئة على نفوس البشر، مثل الحسب والنسب والمستوى الاجتماعي والمادي.
- جميعها أسباب حالت بين كثير من الأحباء والزواج، لذلك فالزواج قد يكون بين المحبان وقد يكون في حالة حيادية.
- الزواج في حالة حيادية لا يوجد بها مشاعر سواء حب أو كره، قد تتحول بعد ذلك إلى حب أو كره وذلك وفقًا للمعاملة الحسنة أو غيرها.
- قال الله تعالى في سورة النساء “وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً”.
شاهد أيضًا: 8 فروق بين الحب والعشق عند الرجال والنساء في علم النفس
شروط لقاء الأحباء قبل الزواج
- لقد سمح الله تعالى بمقابلة الأحباء ولكن بشروط سواء في السر أو العلن، ومن أهم القواعد أن يكون الحديث بعيدًا كل البعد عن طلب الزنا والمعاصي والمحرمات وكل الكلام الباطل.
- في حالة إن كانت المرأة أرملة فلا يُسمح أن تقابل حبيبها سوى بعد انتهاء فترة العدة.
- قال الله تعالى في سورة البقرة “علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفاً ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله”.
رسائل الحب قبل مرحلة الزواج
- عادة ما قد يلجأ المحبان إلى تبادل رسائل الحب بدلًا من المقابلات في حين رفض الأهالي أو الخجل من الناس ونظرة المجتمع.
- قد أباح الشرع تبادل الرسائل بين الأحباء، بنفس شروط اللقاء، بحيث أن يكون الكلام المُرسل لا يُغضب الله ولا يشجع على ارتكاب الفسق والفجور.
- يعتبر تبادل رسائل الحب بين الأحباء مستحبًا أكثر من المقابلات، بحيث أنه لا يتيح الزنا والمعاصي على عكس المقابلات التي قد تتيح ذلك.
تغيرات يؤدي إليها الحب
- يؤثر الحب بشكل مباشر على تركيبة كل طرف سواء المحب أو المحبة، فيبدل الأحوال لأصحاب السلوك والنية الحسنة من الشر إلى الخير، ومن الكذب إلى الصدق، ومن الخيانة إلى الأمانة.
- بينما إذا كان الحب بين أصحاب خلق سيء، فسوف يتبدل الصدق إلى كذب مُحرم، والأمانة إلى خيانة، وهكذا، بحيث يحاول كل طرف إرضاء الطرف الآخر ونيل إعجابه فقط دون النظر إلى أي شيء آخر.
بعض أنواع الحب
- حب المسلم لربه، ويعني اتباع العبد للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والوحي المُنزل عليه، وقال الله تعالى في سورة آل عمران “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله”.
- حب الله للمسلم، إن الله يبادل عباده الحب، وينصرهم في الدنيا والآخرة، وقال الله تعالى في سورة المائدة “فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه”، وفي سورة التوبة قال تعالى “إن الله يحب المتقين”.
- يعتبر حب الله سبحانه وتعالى هو أساس كل شيء، فهو الذي يغذي بقية الأنواع من الحب، فمن أحب الله كثيرًا سيكون حبه إلى الحبيبة أو الأخ أو الوالدين صادقًا وصالحًا.
- كما أنه لا يوجد تعارض بين أنواع الحب المختلفة، فحب الحبيبة لن يؤثر على حب الأخوة أو حب العلم وحب الدين وحب الوطن وحب الأسرة وغيرها.
أحكام عامة عن الحب مأخوذة من النصوص
- الحب أمر في يد الله وحده، فهو شيء لا يُملك، لذلك لن يحاسبنا الله على أمر لا نملكه نحن.
- الحب ليس شيئًا سيئًا أو غير مستحب الحديث عنه، بدليل أنه ورد على لسان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كثيرًا.
- لقد أحب الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، السيدة عائشة رضي الله عنها، حبًا مختلفًا عن بقية زوجاته، لذلك لا يُمكن أن يكون الحب مرضًا أو ضعفًا أو عيبًا أو حرامًا أو أي شيء من هذا القبيل.
- يجب ألا يسعى الإنسان بكل قوته وراء الحب، كما أصبحنا نرى ونسمع كثيرًا خلال الآونة الأخيرة، بحيث ينوي البعض أن يبحث ويجد امرأة يحبها، وهذا غير صحيح، لأن الحب يأتي إليك ولا تذهب أنت إليه.
- في المُجمل الدين الإسلامي بما أنه دين اعتدال ووسطية، فإنه لم يُحرم الحب أبدًا، بل هناك قصصًا تاريخية خالدة عديدة بين الأحباء في الدين الإسلامي، ولكن بشرط أن يكون هذا الحب عفيفًا لا يؤدي إلى الزنا والمعاصي والفجور.
أعظم أنواع الحب
- يعتبر الحب في الله هو أرقى وأفضل أنواع الحب على الإطلاق، بمعنى ألا يحب رجلًا امرأة لجسدها وشكلها وصوتها أو يحب شخصًا أحد آخر لوجود مصلحة ما أو منفعة أو مجرد قرابة أو شهوة.
- بل الحب يكون في الله، بأن يكون السبب أن هذا الإنسان على خُلق رفيع، إنسانًا نافعًا صالحًا، يكون الحب مُجرد من أي منفعة ومصلحة، يحبه لشخصه.
شاهد أيضًا: لغة العيون في الحب الصامت في علم النفس
في ختام رحلتنا مع ما هو الحب عند الرجل في الإسلام؟ إن الحب من أسمى معاني الحياة، وإذا كان حقًا وسليمًا يبدل حياة المحب والمحبة إلى الأفضل، فهو من أعظم المشاعر التي يشعر بها الإنسان، وقد لا ينساها طوال فترة حياته.