مظاهر وحدانية الله وعدله ورحمته

مظاهر وحدانية الله وعدله ورحمته توجد حولنا في كل أمر وفي كل شيء، فالله سبحانه وتعالى هو الواحد الأحد لا شريك له.

وأول دليل عقلي يقودنا إلى وحدانية الله هو أن كل شيء في هذا الكون مخلوق وفق إرادته، فهو الفاعل لكل فعل، ففعل الرب لا يصدر عن فاعلين، ولحديث مستفيض تابعوا مقالنا عبر موقع maqall.net.

مظاهر وحدانية الله وعدله ورحمته

قال الله سبحانه وتعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ)، وذلك دليل قرآني على وحدانية الله، حيث:

  • كُلَ شيءٍ عدا الله مخلوق، والمخلوق لا شريك له لأنه لا يحتاج إلى غيره.
  • قال الله تعالى (قُل أَغَيرَ اللَّـهِ أَبغي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيءٍ)، فهذا دليل واضح على أن الرب واحد، فهناك استحاله أن يكون هناك خالقين، فمن المستحيل تنفيذ إرادتين في نفس الوقت.
  • الإرادات المتنازعة تتخاصم وتتصارع وذلك لا يليق بعظمة الخالق وتفرده.
  • فلو مثلًا قلنا أن هناك إلهين، فمعنى ذلك أن يحدث اختلاف في الخلق وفساد، وذلك يتفق مع قوله سبحانه وتعالى (لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتا).
  • فبمجرد نظرة بسيطة من الإنسان على الخلق، يلاحظ التناغم الذي أحدثه وخلقه الواحد الأحد، وهذا أكبر دليل على وجود خالق واحد للكون.

شاهد أيضا: أول ما خلق الله

مظاهر وحدانية الله في الكون 

هناك عدد لا حصر له من المظاهر الكونية التي تشير إلى وحدانية الله  سبحانه وتعالى، ومنها:

  • وجود النظام في الكون دليل على وحدانية الله سبحانه وتعالى.
  • فلا يمكن تصور أن هناك إلهين يتّصفان بصفات الألوهية مثل القدرة والإرادة والفعل.
  • فمثلًا لو أراد إله منهما القيام بأمر ما، فهنا إن ساعده الإله الثاني سقطت صفة الكمال عن الإلهين، فالعجز ليس من صفات الإله.
  • كذلك لو عصى أحدهما أمر الأخر، فيستحيل أن ينطبق عليهما صفات الإله، فوجدهما معًا يعني فساد نظام الكون بأسره.
  • وهناك دليل واضح من القرآن الكريم حيث يقول المولى عز وجل (وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ).
  • ومن أهم الأدلة التي تؤكد وحدانية الله سبحانه وتعالى وجود الخير والشر، وذلك يتفق مع قوله تعالى: (يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ).
  • وعلى ذلك فالكون عظيم الصنع، محكم الترتيب، ما هو إلّا أكبر دليلٌ على وحدانيّة الله سبحانه وتعالى ودليل على حكمته.

مظاهر وحدانية الله في الطبيعة

الله هو الرحيم العادل الذي ليس كمثله شيء، وهناك الكثير من مظاهر الخلق في الطبيعة التي تشير لوحدانية الله وقدرته، ومن تلك المظاهر نذكر ما يلي:

  • عظمة خلق الإنسان نفسه وخلق كل ما حوله تدعوه للتفكير في وحدانية الله سبحانه وتعالى.
  • ملاحظة نظام الكون الدقيق الذي يخلو من التفاوت والتضارب، فالكون واسع للغاية ومع ذلك يسير وفق نظام محكم، فلا تصادم ولا تشابك.
  • هناك بلايين المجرات في ذلك الكون، ومع ذلك الله يحكم الكون بشكل لا خلل فيه، فيقول سبحانه وتعالى: (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)
  • فعند النظر لخلق السموات تتجلى عظمة الله سبحانه وتعالى وقدرته، ويؤكد ذلك القرآن الكريم حيث يقول تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَـنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ).

اقرأ أيضا: كيف خلق الله الجبال؟

مظاهر عدالة الله

ونحن نتحدث عن مظاهر وحدانية الله وعدله ورحمته، لا نحتاج للكثير حتى نؤكد على عدل الله سبحانه وتعالى، فكل شيء في الكون يشير لعدله، حيث:

  • عدل الله يتجاوز ويصل إلى مرتبة الإحسان فيقول سبحانه وتعالى (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا).
  • الله يعطي للإنسان الفرصة ليعود عما يفعل من خطأ، وهنا تتجلى عدالته، وما يفعله الإنسان يترتب عليه بالضرورة الثواب والعقاب.
  • من مظاهر العدل الإلهي أن الله يعامل المخلوقات كلها سواسية، فيقول سبحانه وتعالى: (إِنَّ اللَّـهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا).
  • نجاة المؤمنين يوم القيامة وعقاب الكافرين أكبر دليل على عدل الله، لأنه ترك للبشر حرية الاختيار بين الإيمان والكفر.

مظاهر رحمة الله

صور رحمة الله لا حصر لها، وفيما يلي عرض لبعض من صور هذه الرحمة، حيث:

  • الله يهب نعمه لمن يشاء، وهذا لا يقتصر على المؤمنين فقط، فالله يرزق المؤمن والكافر، فقال سبحانه وتعالى: (وَإِن تَعُدّوا نِعمَةَ اللَّـهِ لا تُحصوها).
  • الله يهب العافية والمنافع والرزق، وهذا صور لرحمته العظيمة.
  • تتجلى رحمة الله في فك الكرب ودفع المرض والهم، فيقول سبحانه وتعالى: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً).
  • تتجلى رحمة الله كذلك في الدين حيث أمر بالمعروف والإحسان والأخلاق، ونهى عن المنكر.
  • ومن مظاهر الرحمة الواضحة كذلك إرسال الله للرسل.
  • كذلك رحمة الله تجعله يضاعف الحسنة لمن فعلها بعشرة أمثالها.
  • ومن أهم صور رحمة الله، رحمته في الخلق حين خلق أدم ليكون خليفة له، وفضله على جميع ما خلق.

شاهد من هنا: آيات قرآنية عن عظمة خلق الله في الكون

مظاهر عدل الله في الدنيا

مظاهر عدل الله في الدنيا تظهر من خلال عدة جوانب ومظاهر، منها:

  • توزيع الخيرات والنعم: يعد توزيع الله للخيرات والنعم على الخلق من أبرز مظاهر عدله، حيث يمنح كل إنسان رزقه ونصيبه المناسب ويفتح له باب الرزق والسعادة وفقًا لقدرته وجهوده.
  • توفير الفرص المتساوية: يؤمن الله بالفرص المتساوية لجميع الخلق، ولا يميز بين الناس بناءً على العرق أو اللون أو الجنس أو الثقافة. في الإسلام، يتم التشجيع على المساواة والعدالة في جميع العلاقات والمعاملات.
  • تقديم العدل في القضاء: يُظهر الله عدله من خلال نظامه القضائي، حيث يقوم بتقديم العدل والحق للجميع دون تحيز أو تمييز. وفقًا للإسلام، ينبغي للقضاة أن يديروا العدل ويحكموا بالحق وفقًا لشرائع الله دون تحيز أو فساد.
  • المعاملة الإنسانية: يُظهر الله عدله من خلال توجيهاته بالمعاملة الإنسانية واللطيفة تجاه الآخرين، حيث يُشجع على العطاء والكرم والرحمة والتسامح والإحسان في التعامل مع الناس.
  • التوفير من الابتلاءات والمحن: في الإسلام، يؤمن المسلمون بأن الله يختبر الإنسان بابتلاءات الحياة، ولكنه يقدم النصيحة والدعم والمساعدة للمؤمنين في التغلب على تلك الابتلاءات، مما يظهر عدله ورحمته في الحفاظ على حقوق الناس وتوفير الدعم والراحة لهم في الصعاب.

مظاهر عدل الله في الآخرة

مظاهر عدل الله في الآخرة تظهر من خلال عدة جوانب ومظاهر، منها:

  • الجزاء بالعدل: في الآخرة، سيقوم الله بجزاء الناس بالعدل وفقًا لأعمالهم في الدنيا، حيث يُجازي المحسنين بالخير والجنة، والمسيئين بالعقاب والنار، وذلك بناءً على العدل التام والكمال في الحكم.
  • إعطاء كل ذي حق حقه: في الآخرة، ستُعطى كل نفس حقها، ولن يظلم أحد، حيث سيتم توزيع الجوائز والعقوبات بالكمال والعدل الذي لا يشوبه أي نوع من الظلم أو التحيز.
  • توفير الفرص للتوبة: حتى في الآخرة، سيتيح الله للمذنبين فرصة للتوبة والاستغفار والرجوع إليه، وسيكون لديهم الفرصة لإصلاح أخطائهم وطلب الرحمة منه.
  • المحاسبة الشاملة: في الآخرة، سيحاسب الله كل إنسان على أفعاله، ولن يفوت أي عمل أو كلمة دون حساب. سيتم فحص كل تفاصيل الحياة وتقديم الحساب الدقيق لكل فعل ونية.
  • توفير الراحة النفسية للمؤمنين: للمؤمنين، ستكون الآخرة مكانًا للسعادة الأبدية والراحة النفسية، حيث سيعيشون في جنات النعيم ويتمتعون بنعيم لا يتوقف ولا ينقطع، وهذا يعكس عدل الله في مكافأة الأبرار والمتقين.

أسئلة شائعة حول وحدانية الله وعدله ورحمته

ما معنى وحدانية الله في الإسلام؟

وحدانية الله تعني أنه لا إله إلا الله، وهو المفهوم الأساسي في الإسلام الذي يؤكد على وحدانية الله في الإلهية والعبادة والصفات.

ما دلالات عدل الله في الإسلام؟

عدل الله يعني أن الله عادل في كل أمر، وأنه يدير العالم بالعدل والمساواة، ويجازي كل شخص وفقًا لأعماله في الدنيا وفي الآخرة.

كيف تظهر رحمة الله في الإسلام؟

رحمة الله تظهر في العديد من الجوانب في الإسلام، منها الرحمة التي يظهرها الله تجاه الخلق عامة، ومنها الرحمة التي يظهرها تجاه المؤمنين والمتقين والمساكين والمظلومين.

هل يستطيع الإنسان فهم عدل الله ورحمته؟

على الرغم من أن الإنسان لا يستطيع فهم كل جوانب عدل الله ورحمته بالكامل بسبب قدرته المحدودة، إلا أن الله قد أعطى الإنسان معرفة وفهم يكفي ليعرف أن الله عادل ورحيم وأنه يحب لعباده الرحمة والعدل.

هل يمكن للمسلمين الاعتماد على عدل الله ورحمته؟

نعم، يمكن للمسلمين الاعتماد على عدل الله ورحمته والثقة فيهما، وهذا يعطيهم الطمأنينة والسلام الداخلي في الحياة والاختلاط والثقة في أن الله سيدير كل شيء بالعدل والرحمة.

مقالات ذات صلة