مظاهر حياة الإنسان بعد معرفة الزراعة
نكشف لكم مظاهر حياة الإنسان بعد معرفة الزراعة، حيث انتشر البشر منذ القدم على ضفاف مجموعة من الأنهار الكبرى للبدء في الزراعة، وذلك على هيئة مجموعة أسر، ثم نشأت القرى.
إلى أن ظهرت المدن، من ثم تطورت الحضارات بسبب الزراعة إلى تم رسم وتخطيط الحدود بين الإمبراطوريات، وظهرت حضارات في مناطق عديدة منها الفرعونية في مصر.
محتويات المقال
الزراعة
يواكب ظهور الزراعة بدء نشأة الحضارات البشرية بشتى أنواعها، حيث تمثل النشاط الحضاري الأول والأقدم الذي اكتشفه البشر، منذ التفكير في الاستقرار وإنشاء حياة مدنية:
- العصر الحجري القديم: دام إلى سنة 10000 قبل الميلاد.
- لم يكن الإنسان في هذا العصر على دراية بنشاط الزراعة.
- ولم يكن يشغل تفكيره البحث عن الاستقرار.
- بل كانت الحياة بالنسبة له عبارة عن تنقلات بهدف تأمين الغذاء والشراء فقط.
- وذلك عبر الصيد للحيوانات وتناول اللحم.
- بالإضافة إلى استغلال جلود هذه الحيوانات في تأمين الملبس، وكان المأوى هو الكهوف وفقط.
- العصر الحجري الحديث: دام إلى عام 3200 قبل الميلاد، يعرف باسم العصر الاستقراري.
- حيث بدأ الإنسان يكتشف ويلاحظ ظهور مجموعة نباتات في مناطق استقراره.
- وقد قام بحصاد وقطف هذه النباتات واستغلالها في تأمين التغذية.
- وفيما يلي بدأ يلقي البذور داخل التربة، دون أن يراعيها أو يهتم بها.
- إلى اكتشاف أسلوب الزراعة عام 8000 قبل الميلاد.
- بعد هذا الاكتشاف أدرك الإنسان أن البذور في حاجة إلى رعاية وري إلى أن تنبت وتنمو.
- كما لاحظ الحيوانات التي تساعد على إتمام الزراعة بنجاح، من طيور أو حمير أو بقر.
- ثم انتبه إلى بناء السكن اعتمادًا على جلود الحيوانات بدلًا من الكهوف.
- وإنشاء حظائر مخصصة لتربية ورعاية الحيوانات ومنعها من الهروب.
شاهد أيضًا: أدوات الزراعة قديماً وحديثاً
أسباب الزراعة
تتباين آراء العلماء حول حقيقة بحث الإنسان البدائي عن أساليب الزراعة واكتشافها، وفيما يلي نستعرض بعض الآراء:
- يوضح البعض أن سبب الزراعة متعلق بمشكلة الجفاف البيئي.
- حيث أن تزايد السكان واضطرار الانتقال بحثًا للاصطياد، كان الدافع التحفيزي لابتكار الزراعة.
- والبعض الآخر يبين أن السبب يعود إلى تقدم البشر ونتيجة انتقالهم إلى مناطق غنية بخيرات الطبيعة، التي تم استغلالها ببراعة.
- كما رأى البعض أن السبب هو دافع اجتماعي بحت.
- نتيجة رغبة البشر في التجمع والاستقرار في منطقة واحدة، دون الاعتماد على التنقلات من حين لآخر.
- واتفق الجميع على أن البيئة المليئة بالنباتات والحيوانات هي أساس ابتكار واكتشاف الزراعة.
- وتطور أساليبها على مدى العصور.
مناطق ظهور الزراعة
بدأ الإنسان عملية الزراعة في المناطق التي تتضمن الأنهار الكبيرة حول العالم، وذلك لكونها تعتبر بيئة شاملة شتى العوامل الرئيسية للزراعة من ماء ومناخ ملائم وتربة صالحة:
- مصر القديمة: ظهرت بها الحضارة الأقدم وهي الفرعونية، وذلك نظرًا لوجود نهر النيل، الذي ساهم في استقرار الإنسان البدائي.
- اعتمد البشر في مصر على فيضان النيل للبدء في عملية الزراعة، كما عملوا على حفر القنوات، كما طوروا آلات تيسر الري والحرث مثل الشادوف.
- كذلك استغلوا الحيوانات في الحرث وحصد المحصول، ومن المحاصيل التي قاموا بزراعتها العدس، الذرة، التين، الزيتون، النبق.
- بلاد الرافدين: موقع هذه البلاد هو الجنوب الشرقي من قارة آسيا، التي تمثل دولة “العراق” في العصر الحالي، ظهرت بها حضارات بابل وسومر وكذلك أشور نتيجة وجود نهر الفرات ونهر دجلة.
- ساهم في إتمام الزراعة ونجاحها وجود أراضي متعددة خصبة في هذه البلاد.
- وقد بنى المستوطنون السدود والقنوات في هذه البلاد من أجل تيسير الري والزراعة.
- وطورا آلات منها المحراث من مادة الخشب، للاستغلال في تيسير حرث الأراضي.
- ومن المحاصيل التي قاموا بزراعتها البصل، التفاح، الشعير، اللفت.
- يمثل العام 9000 قبل الميلاد بزوغ الزراعة في منطقة جنوب قارة أمريكا، نظرًا لوجود النهر الكبير “الأمازون”
- ساهم المستوطنون في هذه البلد في إنماء وتحديث أساليب الري وكذلك الزراعة.
- وقد كانت أشهر المحاصيل التي قاموا بزراعتها هي الفاصولياء، الكوسة، الفلفل
أهمية الزراعة
ساهمت الزراعة في إنماء حياة البشر على نطاق واسع، وهذا يتبين في مظاهر حياة الإنسان بعد معرفة الزراعة التالية:
- تأمين مقتضيات الإنسان والحيوان الرئيسية، والتي تتمثل في الغذاء بكافة نوعياته، من خضار وحبوب وفواكه وغيره.
- تأمين فرص جديدة للتوظيف والتعيين، مما عالج البطالة، ومنح أسر عديدة المبالغ اللازمة للمعيشة الجيدة.
- توافر شتى المحاصيل التي تستغل في الصناعات، أبرزها قصب السكر، مما ساهم في تنشيط وإنماء الصناعات الدولية.
- تحويل حال الاقتصاد في البلاد والدول إلى الحال الأفضل، حيث تم إدراج قطاع الزراعة في لائحة أكثر القطاعات تأثيرًا على مستوى البلد الاقتصادي.
اقرأ أيضًا: كيفية زراعة السمسم
مظاهر حياة الإنسان بعد معرفة الزراعة
تعد الزراعة فجر بزوغ مظاهر الاستقرار البشري، والتي تتضح في التالي:
- استقرار السكن وتزايد السكان: قديمًا ارتكز الإنسان على الترحال والتنقل من منطقة لأخرى.
- بهدف تأمين وتغطية مقتضيات التغذية، مما منع الاستقرار في منطقة ثابتة.
- هذا الترحال كان يستهلك وقتًا كثيرًا وكذلك مجهود طائل، مما منع البشر من التواصل مع بعضهم البعض بشكل مستديم.
- بعد اكتشاف الزراعة استقر البشر في منطقة واحدة، وتمكنوا من التواصل المستديم والتجمع في مساحات ضئيلة دون خوف من مشكلات الغذاء أو الاضطرار للصيد.
- إنشاء القرى وكذلك المدن: أشهر التحولات التي ظهرت بسبب الزراعة بناء القرى والمدن، من أجل استقرار السكان في مناطق محددة مؤهلة للزراعة وتؤمن مقتضيات السكان.
- مظاهر ثقافية وصناعية وأيضًا فنية: مع استقرار البشر في المناطق المطلة على الأنهار، تميزت كل مجموعة سكانية بمظاهر صناعية وثقافية مختلفة.
- أدلت دراسات علماء الآثار أن ثورة الزراعة قد اكتملت صورتها ومظاهرها في مدن العراق قبل 5500 عام.
- مظاهر التعاون بين البشر: حيث تعاونت الأسر على زراعة محاصيل مختلفة، والحرث والحصاد، والتعاون على بناء المساكن من المواد المتاحة وإنماء المساكن على مدار العصور.
مراحل تطور الزراعة
ارتكز الإنسان في المرحلة الأولى على زراعة نوعيات من البذور، وقطف وحصاد الثمار بشكل مباشر، ثم تطورت عبر المراحل التالية:
- مرحلة استغلال النار في تحفيز نمو وإنبات نوعيات من النباتات، أشهرها التوت.
- وذلك تم برعاية المستوطنون في أمريكا.
- مرحلة استغلال أدوات من أحجار أو معادن في إنجاز حرث الأراضي، وقطع شتى الأشجار، وكذلك في الصيد.
- مرحلة تبادل سكان كل منطقة أساليب الزراعة والحرث، وتبادل النباتات والمحاصيل.
- وهذا أدى إلى تحسين جودة الأساليب وتطورها.
- مرحلة تطور الآلات المستغلة في تيسير إجراءات الزراعة والحرث.
- ومنها آلة محلج القطن التي تم اختراعها عام 1973 من مواطن أمريكي.
- ومنها آلة نثر وتوزيع البذور التي تم اختراعها في دول أوروبا في نهاية القرن 18.
- كذلك منها آلة الدراس التي تستغل بواسطة الحصان في فصل البذور عن السيقان والتي تم اختراعها من قبل بيتس.
- ومنها أيضًا آلة الحصاد التي تم اختراعها من قبل ماكورميك.
- وآلة المحراث الحديدي وآلات تعتمد على الوقود أو منبع كهرباء للزراعة مثل الجرارات.
شاهد من هنا: طريقة الزراعة
ختامًا إن مظاهر حياة الإنسان بعد معرفة الزراعة تشعبت على مستوى الحياة الإجتماعية والتعاون البشري، وعلى نطاق الصناعات والفنون والثقافات.
وأيضًا على مستوى التوظيف والاقتصاد الدولي، وعلى مستوى العلم عبر انتشار المخترعين الذين يعملون على إنماء الآلات وأساليب الحرث والري وكذلك الحصاد.