للشهيد عند الله ست خصال

للشهيد عند الله ست خصال، أختصه الله بها، ولا شك أن للمؤمن المجاهد في سبيل الله أجر عظيم، وهو أفضل عمل يتقرب به العبد إلى الله.

والشهيد هو المسلم الذي يخرج للقتال سواءً لفتح البلاء أو الدفاع عن الوطن أو نشر الدعوة الإسلامية، تاركًا وراءه متاع الدنيا بأكملها.

للشهيد عند الله ست خصال

  • حديث إن للشهيد عند الله ست خصال قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّ للشّهيدِ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ سِتَّ خِصالٍ: أن يغفَرَ له في أولِ دَفعةٍ من دمِه، ويَرى مقعدَه من الجنَّةِ، ويحَلَّى حلَّةَ الإيمانِ، ويزَوَّجَ من الحورِ العِينِ.
    • ويجارَ من عذابِ القبرِ، ويأمنَ من الفزعِ الأكبرِ، ويوضَعَ على رأسِه تاج الوَقارِ الياقوتة منه خيرٌ من الدنيا وما فيها، ويزَوَّجَ ثِنتَينِ وسبعينَ زوجةً من الحورِ العِينِ، ويشَفَّعَ في سبعينَ إنسانًا من أقاربِه».

اقرأ أيضا: ما الشيء الذي لا يغفره الله للشهيد ؟

ما لا يغفر للشهيد من الذنوب؟

لا شك الله سبحانه وتعالى يغفر للشهيد ذنوبه جميعًا، ولكن هناك ذنبًا واحدًا لا يغفره الله تعالى له أبدًا، وهو متعلق بحقوق العباد وهو الدين، لأنه من حقوق الآدميين.

كما أن الشهادة لا تكفر هذه الذنب أيضًا، لحديث رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، روى مسلم (1886) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «يغْفَر لِلشَّهِيدِ كل ذَنْبٍ إِلَّا الدَّيْنَ».

فضل الشهادة في سبيل الله

  • روى أحمد أَنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَا يَجِد الشَّهِيد مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ، إِلَّا كَمَا يَجِد أَحَدكمْ مَسِّ الْقَرْصَةِ”.
  • روى الشيخان أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَحَدٌ يَدْخل الجَنَّةَ يحِبّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدّنْيَا، وَلَه مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيد، يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدّنْيَا، فَيقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الكَرَامَةِ».
  • للشهيد عند الله ست خصال، قال الله تعالى في كتابه «وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قتِلوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يرْزَقونَ (169).
    • فَرِحِينَ بِمَا أتَاهم اللَّه مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا همْ يَحْزَنونَ (170) يَسْتَبْشِرونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يضِيع أَجْرَ الْمؤْمِنِينَ (171)» (سورة آل عمران).
  • أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ رجلٌ يريد الجهادَ في سبيلِ اللهِ وهو يبتغي مِن عرَضِ الدنيا، قال رسول اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: (لا أجرَ له) فأعظَم ذلك النَّاس، وقالوا للرَّجلِ: عدْ لرسولِ اللهِ فلعلَّكَ لم تفهَمْه، قال: فقال الرَّجل: يا رسولَ اللهِ:
    • رجلٌ يريد الجهادَ في سبيلِ اللهِ وهو يبتغي مِن عرَضِ الدنيا؟ قال: (لا أجرَ له)، فأعظَم ذلك النَّاس، وقالوا للرَّجلِ: عدْ لرسولِ اللهِ، فقال له الثَّالثةَ: رجلٌ يريد الجهادَ في سبيلِ اللهِ وهو يبتغي مِن عرَضِ الدنيا؟ قال: (لا أجرَ له).
  • روى الشيخان أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “انْتَدَبَ اللَّه لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لاَ يخْرِجه إِلَّا إِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرسلِي، أَنْ أرْجِعَه بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، أَوْ أدْخِلَه الجَنَّةَ، وَلَوْلاَ أَنْ أَشقَّ عَلَى أمَّتِي مَا قَعَدْت خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْت أَنِّي أقْتَل فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثمَّ أحْيَا، ثمَّ أقْتَل ثمَّ أحْيَا، ثمَّ أقْتَل».
  • روي عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أنه قال: «جاء رجلٌ إلى النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال: الرجل يقاتِل للمَغنَمِ، والرجل يقاتِل للذِّكرِ، والرجل يقاتِل ليرَى مكانه، فمن في سَبيلِ اللَّهِ؟ قال: من قاتَلَ لتَكونَ كلمَة اللَّهِ هي العليا، فهو في سَبيلِ اللَّهِ».
  • روى مسلم أن رَسول اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «مَا تَعدّونَ الشَّهِيدَ فِيكمْ؟» قَالوا: يَا رَسولَ اللهِ، مَنْ قتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهوَ شَهِيدٌ، قَالَ: «إِنَّ شهَدَاءَ أمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ»، قَالوا: فَمَنْ همْ يَا رَسولَ اللهِ؟ قَالَ: “مَنْ قتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهوَ شَهِيدٌ.
    • وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعونِ فَهوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهوَ شَهِيدٌ”، وروى أحمد: “مَنْ قتِلَ دونَ مَالِهِ فَهوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قتِلَ دونَ أَهْلِهِ فَهوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قتِلَ دونَ دِينِهِ فَهوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قتِلَ دونَ دَمِهِ فَهوَ شَهِيدٌ”، وعند الطبراني: “مَنْ صرِعَ عَنْ دَابَّتِهِ فَهوَ شَهِيدٌ”. وهذا يغسل ويصلى عليه.
  • قال ابن حجر: والذي يظهر أن المذكورين ليسوا في المرتبة سواء، ويدل عليه حديث عمرو بن عنبسة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الجهاد أفضل قال: “مَنْ عقِرَ جَوَاده وَأهْرِيقَ دَمه”.

كما يمكنكم التعرف على: لماذا يغسل الميت ولا يغسل الشهيد؟

أحكام الشهيد

  • يجاهد المؤمن بحياته ابتغاء لنصرة دين الله جل وعلا، ولرفع مكانة الأمة الإسلامية، وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لمسيلمة الكذاب جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة.
    • فالله أعد لهم أجرًا عظيما وكما ذكرنا سابقًا أن للشهيد عند الله ست خصال، فكل ذلك يدل على علوّ مكانتهم.
  • لجمهور العلماء رأيٌ بأن الشهيد لا يغسل، وهناك من الأدلة الكثير والكثير على ذلك حيث روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال يوم أحد:
    • “زمِّلوهم في ثيابهم” ،كما أنه يستحب بتكفينه بثوب واحد فوق ثيابه حيث أن النبي صلَّ الله عليه وسلم فعل ذلك مع حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير رضي الله عنهما.
  • الصلاة على الشهيد ليست واجبة، حيث أن النبي صلَّ الله عليه وسلم قد صلى مرة على جماعة من الشهداء، ومرة أخرى لم يصلي على أحد، أي أن الصلاة تصح على الشهيد، وعدم الصلاة أيضًا تصح.

كما يمكنكم الاطلاع على: دعاء للشهيد

مواقف الشهداء

حنظلة بن أبي عامر

  • سمع حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه في صباح يوم عرسه منادي الجهاد، فما كان منه إلا أنه خرج بسرعة للجهاد، وبعد أن انتهت غزوة أحد لاحظ الجيش وجوده شهيدًا، فقال النبي عليه الصلاة والسلام لصحابته أن الملائكة قامت بتغسيله.
  • عندما سأل النبي زوجته عن حاله قالت له أنه عندما سمع المنادي هم بالخروج مسرعًا حتى قبل غسله من الجنابة، وهنا أدرك النبي عليه الصلاة والسلام سبب غسل الملائكة له.

عمرو بن الجموح

  • خلال معرفة أحد كان عمرو بن الجموح متقدم في السن ومصاب بالعرج الشديد، وكان له 4 أبناء يجاهدون في سبيل الله مع النبي عليه الصلاة والسلام.
  • ولما هموا بالاستعداد لأن يخرجوا رغب عمرو بن الجموح في الجهاد، فقال له أولاده: إن الله قد جعل لك رخصة، فلو جلست ونحن نكفيك القتال، فقد وضع الله عنك القتال.
  • ذهب عمرو للنبي عليه الصلاة والسلام وقال له أن أبناءه يمنعوه من الجهاد في سبيل الله لإصابته بالعرج، وأنه يريد الشهادة، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: (أما انت فقد وضع الله عنك الجهاد، وقال لبنيه: وما عليكم أن تدعوه لعل الله عز وجل أن يرزقه الشهادة).
  • فخرج عمرو للجهاد في سبيل الله ونال الشهادة من الله عز وجل.

أجر الشهيد عند الله تعالى

  • المغفرة من الذنوب.
  • رؤية مقعده من الجنة.
  • الأمان من عذاب القبر.
  • النجاة من الفزع الاكبر.
  • ارتداء تاج الوقار.
  • الزواج من 72 من الحور العين.
  • يشفع لسبعين من أهل.

أقسام الشهداء

شهيد الدنيا

  • وهو الشهيد الذي يحسبه الناس من الشهداء وينال أجر الشهادة، ولكنه في الحقيقة ذهب للجهاد رياءً من أجل أن يقول الناس عنه أنه مجاهد أو بطلًا، فهو لا يأخذ أحر الشهادة ويُعاقب في الآخرة.

شهيد الآخرة

  • وهو الشهيد الذي يجاهد في سبيل الله لا في سبيل الشهرة ويأخذ ثوابه من الله عز وجل.

أسئلة شائعة حول منزلة الشهيد

ما هي فضائل الشهيد في الإسلام؟

الشهادة في سبيل الله تعتبر من أعظم الفضائل في الإسلام، حيث ينال الشهيد شرفًا عظيمًا ومكانة عالية عند الله.

ما هي الأوصاف التي يتحلى بها الشهيد في الإسلام؟

يتحلى الشهيد بالإيمان الصادق والاستعداد لتقديم أعظم تضحياته في سبيل الله، ويُعتبر قدوة للمؤمنين في الاستقامة والاعتزاز بالدين.

ما هو الثواب الذي يناله الشهيد في الآخرة؟

ينال الشهيد في الآخرة مغفرة الذنوب، وعفو الله، ومكانة مرموقة في الجنة، حيث يعيش في نعيم الدنيا الآخرة بملذاتها الخالدة.

ما هو الدور الذي يلعبه الشهادة في تعزيز الإيمان والقيم في المجتمع؟

تعتبر الشهادة وسيلة لتعزيز الإيمان والقيم في المجتمع، حيث تحفز على الاستمرار في الدفاع عن الحق والعدالة والإنسانية، وترسخ روح التضحية والوفاء للدين والوطن.

كيف يُشجع الشهداء في الإسلام؟

يُشجع الشهداء في الإسلام بتخصيص ثوابٍ عظيمٍ لهم، وبتقديم الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة، وبالتذكير بفضلهم وبأنهم قدموا أعظم التضحيات في سبيل الله والمجتمع.

مقالات ذات صلة