فضل إقامة الصلاة
فضل إقامة الصلاة، قال تعالى (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)، بعد الشهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسوله تأتي الصلاة كثاني ركن الإسلام، فهي لقاء مباشر للعبد مع الله.
محتويات المقال
ما هي الصلاة؟
- أصل الصلاة في اللغة هو الدعاء والتعظيم وهي عبادة مخصوصة.
- سميت الصلاة ببعض أجزائها من دعاء وتقديس لله عز وجل وصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) لتضمنها معنى.
شاهد أيضًا: حكم مسح الوجه بعد الدعاء في الصلاة
عندما فرضت الصلاة
- فرض الله سبحانه وتعالى الصلاة قبل الهجرة المشرفة بثلاثة أعوام، في ليلة الإسراء والمعراج، كانت في البداية خمسين صلاة في اليوم وليلته.
- عندما خشي الرسول صلى الله عليه وسلم أن يشق على الأمة المسلمة أداء خمسون فرضًا في اليوم الواحد سأل الله أن يخففها، حتى خففها الله فأصبحت خمسة صلوات في اليوم وهم الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء.
- كان الظهر هو أول صلاة أداها المسلمون، لكن الصلاة فرضًا على المسلم إذا كان عاقل، بالغ فقط ولا ينبغي التكاسل عنها أو تركها في أي حال من الأحوال.
- أما إذا كان بالإنسان جنة أو لم يبلغ الحلم فليست فرضًا عليه، وتوجد للصلاة مواقيت معينة وأحكام يجب الأخذ بها عند استفتاء شروطها كالقصر أو الجمع.
- يجب استحضار النية لأداء كل صلاة، حيث يوجد نوعان من الصلاة وهما أول صلاة الفرض كالفجر والظهر والعصر، المغرب، العشاء، والثاني صلاة السنة كصلاة الاستسقاء والعيد والاستخارة.
شروط صحة الصلاة
- الطهارة وهي أن يكون المصلي طاهرًا من الحدث الأكبر والأصغر، وأن يرتدي المصلي ثيابًا طاهرة، ويؤدي الصلاة في مكان طاهر من أدنى وسخ أو نجس يبطل الصلاة.
- معرفة المسلم بوقت الصلاة وقد باتت معرفة مواقيت الصلاة يسيرة بسبب ما وصلنا إليه من تقدم في المعرفة والتكنولوجيا.
- الستر وهو ستر المسلم لعورته، وإن عورة الرجل من السرة إلى الركبة، وعورة المرة فهي كل جسدها ماعدا الوجه والكفين.
- استقبال القبلة وهي أن يتجه المصلي مباشر إلى الكعبة الشريفة أو مستقبلًا اتجاهًا.
- الصلاة في وقتها وهي عدم تأخير الصلاة، وأدائها في وقتها وهو أحب الأعمال إلى الله كما أخبرنا نبيه عليه الصلاة والسلام.
معنى الأذان في الشرع
- سمي أذان لأن المؤذن يُعلم الناس والمسلمين بوقت الصلاة، ويسمى كذلك نداء حيث ينادي المؤذن للصلاة.
- هي نسبة إلى قول الله تعالى (وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوًا ولعبًا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) المائدة ٥٨ وقوله (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكري) سورة الجمعة ٩
الإقامة في الصلاة
- مصدر إقامة في اللغة هو أقام الشيء أي جعله مستقيمًا، فالأذان والإقامة يختص بهم الله الرجال الخمسة صلوات المكتوبة، وصلاة الجمعة.
- فقد أشرعهما الله في كتابه فقال تعالى (وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذتها هزوًا ولعبًا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) المائدة ٥٨ وقوله (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكري) سورة الجمعة ٩
- قد قال صلى الله عليه وسلم (فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمَّكم أكبركم) رواه البخاري ومسلم، فيدل قول أحدكم أن الصلاة هي فرض كفاية.
- فالأذان يجب على الرجال فقط خلفًا عن سلف لرسول الله أي إن كان في السفر أو الحضر أو الانفراد، والعبيد والأحرار والصلاة المؤداة أو المنقضية.
شاهد أيضًا: أحاديث عن الصلاة في الإسلام
أهمية الصلاة
- ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله).
- فأساس الصلة بين الله والعبد هي الصلاة لذا فهي لها أهمية شديدة وهي
- ألا يجوز ترك المسلم صلاته بدون عذر شرعي مثل عذر حيض ونفاس النساء ولا يحاسب المسلم على ترك صلاته عقابًا شديدًا في الدنيا والآخرة.
- تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر فهي تصلح من شأن المسلم في كل معاملاته وتنقي خلقه من كل سوء.
- تريح من ضغوطات الحياة وتعمل على التهيئة النفسية بالمثول بين يدي الله، والتقرب له بالمسجد.
- محو الذنوب والخطايا فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات فهل يبقى من درنه شيء؟) فقال الناس لا يبقى من درنه شيء فقال صلى الله عليه وسلم (فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا).
- عظيم الثواب المصلي في الدنيا والآخرة وقد وعد الله المصلي بيتًا في الجنة، وعظيم الثواب في الدنيا، فالصلاة تجلب الرزق البركة فيه وفي سائر مناحي الحياة والعمر.
منزلة الصلاة وعظيم أجرها
- إن صلاح أحوال أبناء المسلمين في جميع أمورهم وصلاح بيوتهم وتهذيب نفوسهم يكمن في الصلاة.
- يثبت حرص المسلم على صلاته مدة الانتظار بين كل صلاة وأخرى، وهذا الانتظار له ثواب عظيم عند الله.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم (من صلى الصبح فإنه في ذمة الله)، فالصلاة تحفظ المسلمين من كل شرور الدنيا ومساوئ الحياة والأمور.
- من أسرار صلاح سائر الأعمال والقبول هو الصلاة، فعن أبي هريرة أنه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله صلاته)
- يكمل الحديث (فإن صلحت صلح فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك).
- أسرار المسلم ودعاءه وشكواه تكون في الصلاة، فلا يمكن لعبد أن يتطلع على هذه الأسرار، وعلى الله تبارك وتعالى استجابة دعائه، والتيسير له وللمسلمين.
- ليس من المنافقين من حرص على صلاة الفجر وصلاة العشاء كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- تعتق الصلاة من دخول المسلم النار، ومن عذاب القبر والآخرة.
- قد اختص وقت الصلاة لتجديد صلة العبد بربه عز وجل، وهو أبرك وقت للتوبة وتجديد نوايا الاتجاه لله، والالتزام بطاعته.
- كما تجدد الصلاة طاقة المؤمن في مواجهة المصاعب، والصبر على مشاق الدنيا والتوكل على الله.
- تعلم الصلاة المسلم احترام الوقت وضبطه، وتحمل المسئولية والالتزام بالمواعيد.
أهم فوائد الصلاة
- تجعل الصلاة المسلم يترك الهموم جانبًا ويصفي ذهنه بعيدًا عن منغصات الحياة، تفصله عن هموم الحياة فيعود بطاقة وهمة عالية.
- تجنب المسلم التعلق والانشغال الزائد بالدنيا ومتاعبها، والضغط النفسي الذي يوصل بالتفكير المرضي والأمراض النفسية.
- تقوي صلاة الجماعة الصلة بين المسلمين، وتزيد من ترابطهم الاجتماعي فيكون المسلم في عون أخيه دائمًا.
- تعزز الصلاة السلام النفسي والسلام بين الناس.
- تحفظ الصلاة ما يملك المسلم من نعم وتبارك فيها، كما تجلب الصحبة الطيبة الصالحة للمسلم التي تعينه على الطاعات.
- الطهارة والوضوء تجدد نشاط وحيوية جسم المسلم وتجعله مقبل على الحياة بقلب نظيف.
- المسلمين الحريصين على صلاتهم هم دعاة لدين الله، وقد روي لغير المسلمين بالقول والفعل.
- تغلق الصلاة باب الفواحش والمعاصي، والابتعاد عن الشهوات والبعد عن الكبائر وكل ما يغضب الله جل جلاله، وتفتح باب الطاعات.
- تقوي الصلاة عضلات الجسم مما فيها من حركات متنوعة وتنشط الدورة الدموية، محافظة على صحة الإنسان وطرد سموم الجسم وحرق دهون، وصفاء الذهن.
- كما تعتبر الصلاة رياضة جسدية تعمل فيها جميع أعضاء الجسم، ينتظم التنفس، وينشط القلب ويخفف الألم.
إثم ترك الصلاة
- لترك الصلاة عقاب شديد، حيث إن تركها من الكبائر وأشد الآثام، فلن يجد بركة في حياته، وأولاده وفي النعم التي من الله عليه بها، ويسأل لذة الوقوف بين يدي الله تبارك وتعالى.
- في الآخرة لا يأمن عقاب الله فإن الله قوي شديد العقاب، فيكون لتارك الصلاة عذاب القبر وعذاب جهنم، كما قال الله تعالى (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون).
- الصلاة هي حبل موصل بين العبد والله تبارك وتعالى الذي وسعت رحمته كل شيء، فهي ليست حركات يؤديها المسلم بين يدي الله.
شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة بالحذاء
في نهاية رحلتنا مع فضل إقامة الصلاة، لقيام الصلاة فضل عظيم ولذة لا يعلمها إلا من أدي حق دينه، ووقف بين يدي الله ففاز بعظيم كرم الله وبركة صلاته، وهي فرض لا يسقط ما دام الإنسان عاقل وبالغ، وقد أوضحنا معناها وفضلها.