الوسطية في الإسلام مفهومها وضوابطها وتطبيقاتها
الوسطية هي كلمة معناها التوازن والاعتدال في الحكم على الأمور، والوسطية هي ليست مجرد فكرة، بل هي أسلوب حياة يجب ان ينتظم به ويتبعه كل شخص في حياته، حتى يحقق الفرد التوازن والعدل والاعتدال بين جميع أمور حياته في مختلف مناهج ومجالات الحياة المختلفة.
فإن الدين الإسلامي حث جميع المسلمين على ضرورة إتباع الوسطية في حياتهم، لذلك سوف نتطرق من خلال هذا المقال للحديث وتسليط الضوء عن الوسطية في الإسلام مفهومها وضوابطها وتطبيقاتها.
محتويات المقال
تعريف مفهوم الوسطية في الإسلام
دائمًا يشير اختيار الوسط بين كل الأمور هي أعدل حكم على الأمور والمواقف المختلفة، فخير الأمور أوسطها وخير المفضلات بين الأمور هي أوسطها، فدائمًا اختيار وسط الأمور او الأشياء يحمي الإنسان في مختلف الاختيارات.
ودائمًا تتناسب الأمور والأشياء المتوسطة مع قدرات وامكانيات الإنسان التي تتكيف وتتعامل مع هذه الأمور والاختيارات المختلفة.
فإن طبيعة الإنسان تتباين وتختلف بين رغبة الإنسان بين الراحة والهدوء والاسترخاء وفي نفس الوقت ينشب لديه شعور بحالة من التعب والتقدم والنشاط، لذلك الوسيطة تتناسب مع كافة رغبات وامكانيات وقدرات الإنسان المتغيرة.
وجاء مبدأ الوسيطة في الاختيارات المختلفة متناسب تمامًا مع تعليمات الدين الإسلامي فتشريعات الدين الإسلامي تحتوي على سمات الوسطية، وايضًا حثنا الرسول الكريم صلى الله علية وسلم على ضرورة إتباع الوسطية في الإسلام.
شاهد أيضًا: العبودية في الإسلام وأنواعها
مظاهر الوسطية في الإسلام
يوجد العديد من المظاهر المختلفة في الشريعة الإسلامية التي تبين معنى الوسطية في الإسلام وتوضحها وتشرحها بشكل صريح لا يقبل النقاش أو التضليل، لذلك سوف نعرض عليكم أهم مظاهر الوسطية في الدين الإسلامي وهي كما يلي:
وسطية الدين الإسلامي في العقيدة
تتبين بقوة وسطية الدين الإسلامي في العقيدة من خلال أسس وتعاليم الإسلام الواضحة التي لا تحتمل الشك التي ذكرها المولى عز وجل بكل وضوح في كتابه الكريم.
فهذه الأسس والتعاليم التي ألزم الله بها المسلمين هي أمور طبيعية لا تحتوي على الصعاب أو التعقيد ولا تطلب الكثير من الجهد والعناء لتنفيذها فهي أوامر متوسطة يستطيع كل فرد أن يقوم بها وليس مختص بها الأفراد الذين يمتلكون القدرات الخاصة أو غيرهم.
وأيضًا الدلائل والبراهين التي تركها الله للعباد للبرهنة والتأكد بشكل كامل من وجود الله هي دلائل واضحة وراسخة ويستطيع كل عقل بشري أن يتخيلها ويتصورها ويتأكد منها ولا يحتاج إلى العباقرة والمفكرين.
وسطية الدين الإسلامي في الشريعة
فجاءت الشريعة داخل الدين الإسلامي تتسم بالوسطية، وجاءت التشريعات المختلفة تتميز يتوازن الأمور والتشريعات واعتدالها.
حتى يكون على كل مسلم فرض وإلزام عليه تطبيق الشريعة الإسلامية، لذلك فهي جاءت وسطية تعدل الأمور وتوازنها ويسيرة على جميع الناس لكي يكون كل مسلم ملتزم التزام كامل أمام المولى عز وجل بتنفيذها، حيث جاءت الشريعة الإسلامية متوازنة ومعتدلة بين الإفراط والتفريط.
وسطية الدين الإسلامي في الأخلاق
حث الدين الإسلامي على جميع المسلمين ضرورة التوسط في الالتزام بالسلوكيات الإنسانية المختلفة سواء كانت السلوكيات الحميدة أو السلوكيات المنبوذة.
مثل ضرورة التوسط في الانفعال والغضب وضرورة عدم الإسراف والتبذير ويجب أيضًا الوسطية في الكرم والطيبة والسعادة والفرح وغيرها من السلوكيات التي يستخدمها الإنسان يوميًا في المواقف المختلفة.
لذلك جاءت بعض الآيات القرآنية الواضحة التي تبين ضرورة التوسط في الأمور وحثنا أيضًا الرسول الكريم على ضرورة التوسط في التحكم في سلوكياتنا المختلفة وضرورة التوسط في القضاء والاقتضاء.
وسطية الإسلام في التبليغ والدعوة
أكد الدين الإسلامي على ضرورة الرفق والحذر واللين أثناء التبليغ والدعوة لحث جميع الناس على ضرورة الدخول في الدين الإسلامي.
فرفض الدين الإسلامي مبدأ استخدام العنف والقوة وغيرها من المظاهر المختلفة الأخرى عند الإقناع والتبليغ والدعوة.
وحرص الدين الإسلامي على ضرورة اتخاذ مبدأ اللين والادب والاحترام.
والإقناع الممتع بالأدلة والبراهين المختلفة لكي تتم الدعوة الإسلامية بالشكل الصحيح.
وهنا نلاحظ حرص الدين الإسلامي على ضرورة الوسطية حتى في مبدأ التبليغ والدعوة وعدم إجبار أي شخص على شيء فمن حق كل فرد أن يتخذ الدين الذي يقتنع من داخلة بوجوده وصحته، فالإسلام دين اليسر وهو أمر يبين ضرورة التحلي بالوسطية في الإسلام.
وسطية الدين الإسلامي في التعامل بين الناس
فقد حث الدين الإسلامي جميع المسلمين بالاعتدال والموازنة.
والوسطية في التعاملات بين الناس سواء في التجارة أو مجالات الحياة الأخرى المختلفة.
فلا يفضل الإفراط في التظاهر أمام الغير بالحب والكرم.
ولا يجب المبالغة في الأمور في المواقف المختلفة فيجب أن يوازن الناس بين بعض في المعاملات المختلفة.
وسطية الدين الإسلامي في الإنفاق
فقد حث الدين الإسلامي على ضرورة الاعتدال والوسطية في الإنفاق ويجب موازنة الأمور طبقًا للإمكانيات الفردية لكل فرد.
فيجب الوسطية بين الإنفاق والبخل فالإنفاق الزائد يتحول معه الشخص إلى شخص مبزر والإنفاق الحريص جدًا يتحول معه الشخص إلى شخص بخيل.
لذلك يجب محاولة الموازنة والوسطية في عملة الإنفاق لكل فرد.
ويجب إنفاق الأموال مهما كانت كثرتها مع الفرد في أماكنها الصحيحة وشراء الأشياء المهمة.
والمفيدة التي تنفع الفرد وعدم إنفاق الأموال في الأشياء التافهة التي لا تمثل أي أهمية في الحياة.
شاهد أيضًا: عمل المرأة في الإسلام بين الرفض والقبول
الوسطية المرفوضة في الدين الإسلامي
الوسطية المرفوضة في الدين الإسلامي هي الوسطية التي تكون بين أمرين متعاكسين أو متضادين تمامًا.
مثل المفاضلة بين الصحيح والخطأ أو بين الحق والباطل أو بين الصدق والكذب او بين الغش والأمانة.
فهذه المفاضلة والتوسط في مثل هذه الأمور هو أمر مرفوض تمامًا.
لأن ما بني على باطل فهو باطل فكيف تفاضل بين امر متأكد أنه صحيح وأمر متأكد أنه خاطئ وباطل.
وكذلك الوسطية المرفوضة في الإسلام هي تظهر في عدم التفكير في الوسطية بين السنة والبدعة.
فهو أمر مرفوض تمامًا، الوسطية التي تحدث الدين الإسلامي عليها.
وحث جميع المسلمين عليها هي الوسيطة والمفاضلة والتوازن والاعتدال بين الأمور الصحيحة فقط والأمور المحللة التي ألزمنا بها المولى عز وجل.
ضوابط الوسطية في الدين الإسلامي
يوجد بعض الضوابط والإجراءات التي يجب تطبيق الوسطية في سياقها حتى لا تنحرف عن شريعة وتعاليم الدين الإسلامي وأهم هذه الضوابط هي كما يلي:
- يجب التنسيق ومعادلة الأمور بين تعاليم الشريعة الإسلامية وبين المتغيرات والتطورات التي تظهر في المجتمع.
- فهم كافة تعاليم الدين الإسلامي وقراءة الآيات والأحاديث المختلفة.
- التيسير في التبليغ والفتوة فيجب تبسيط وتوضيح كافة الأمور أثناء تبليغ الفتوة.
- محاولة التمعن وفهم الأمور الداخلية قبل الاهتمام بالشكل الخارجي للأمور.
- المرونة في طريقة تطبيق الوسطية بين الأفراد.
- الاهتمام بجميع أفراد المجتمع سواء كانوا رجال أو سيدات فهم الكوادر البشرية القادرة على تنفيذ الوسطية في المجتمع.
شاهد أيضًا: الرحمة في الإسلام ونماذج منها
في النهاية نتمنى ان ينال المقال على إعجابكم وثقتكم، فقد عرضنا عليكم كافة الأمور التي تهم الوسطية في الإسلام مع توضيح مفهومها وتحديد ضوابط تطبيقاتها المختلفة وتحديد كيفية تطبيقها في المجتمع.
فبرجاء إعادة نشر المقال على صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة لكي يستفيد منه الكثير من الناس، ونشكركم لحسن القراءة.