معلومات عامة عن معركة نهاوند
معلومات عامة عن معركة نهاوند، إن المعارك الإسلامية في التاريخ الإسلامي للفتوحات العربية لم تمر مرور الكرام هكذا بل تم تسجيل كل معركة لتكون عبرة ومعرفة ونصيحة وإلى ما غير ذلك للأجيال الحاضرة والقادمة.
لأجل التعرف على التاريخ بكل ما فيه من تفصيلات، ومن أهم المعارك التي تعتبر الفيصل في تاريخ الفتوحات الإسلامية هي معركة نهاوند والتي جرت أحداثها في إحدى البلدان القريبة من فارس، وكانت تسمى نهاوند.
وذلك كان في عصر خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في العام الواحد والعشرين من الهجرة، وفي كتب المؤرخين المختلفة وجد بأنها قد حدثت في العام الثامن عشر أو التاسع عشر.
حيث كانت هذه المعركة ضد فرس الساسانيين والتي كان يقودها النعمان بن مقرن، وسوف نتعرف بالتفصيل عن ما كانت تحمله هذه المعركة وسجلته في تاريخ الفتح الإسلامي.
محتويات المقال
معركة نهاوند
- عرفت معركة نهاوند بفتح الفتوح، حيث أنها كانت مسك وخير الختام في فتوحات المسلمين لبلاد العراق وفارس.
- لأنها قامت بالقضاء على الساسانيين الفرس، والتي كانت قائمة إلى ما يقرب الأربعة مائة عامًا.
- ولأنها كانت معركة قوية وحاسمة فتم وصفها بأنها أشد المعارك وفتح الفتوح العظيمة.
- كان من أهم أسباب معركة نهاوند أنه وقت انتصار المسلمين في معركة القادسية آنذاك على الفرس.
- قام واحدًا من الفرس يسمى يزدجر بالكتابة لأهل سند والباب وحلوان بأن يقوموا بتوجيه ضربة قوية للمسلمين.
- فقاموا جميعًا بالاجتماع في بلد تسمى نهاوند، حينها وصل الخير إلى سعد بن أبي وقاص وقام بإرسال الأمر إلى عمر بن الخطاب قائلًا:
(لقد بلغ الفرس خمسين ومائة ألف مقاتل فإن جاءونا قبل أن نهاجمهم الشدة ازدادوا جرأة وقوة وإن نحن عاجلناهم كان لنا ذلك).
- فقام عمر بن الخطاب بإرسال محمد بن مسلمة ليقول لسعد بن أبي وقاص يبلغ الناس الاستعداد لمواجهة الفرس.
- وبعدها ذهب سعد بن أبي وقاص مدينة الكوفة لكي يبلغ عمر بن الخطاب بمدى الخطر القادم إليهم.
- فتم جمع كل المسلمين وظل يخاطبهم ويوضح إليهم الأمر ويشاورهم ماذا يفعل؟ وقال لهم:
- (أشيروا على برجل يكون أوليه ذلك الثغر غدا، فقالوا: أنت أفضل رأيا وأحسن مقدرة، فقال: أما والله لأولين أمرهم رجلًا ليكونن أول الأسنة أي أول من يقابل الرماح بوجهه إذا لقيها غدًا، فقيل: من يا أمير المؤمنين؟ فقال: النعمان بن مقرن المزني، فقالوا: هو لها ).
شاهد أيضًا: معلومات تاريخية عن المعركة الفاصلة في فتح فارس
كيف واجهه المسلمين معركة نهاوند
- قام المسلمون بوضع خطة قوية للتخلص من الفرس، حيث أن الفرس قامت بوضع سياج من حديد يمنع المسلمين من أن يقتربوا إليهم.
- فعمل المسلمون حصارًا على هذا الحصن فترة من الوقت، ولكن بدون أي محصلة.
- فقام حينها النعمان بن مقرن بانتداب القعقاع بن عمرو حتى يصبح قائد سري من الفرسان تكن مهمتهم الوصول والاقتراب من حصن الفرس وإلقاء السهام عليهم.
- وفي ذلك الوقت يكون المسلمين مختبئين وراء التلال ولم تستطع الفرس رؤيتهم، ووقت اقتراب القعقاع من حصنهم قام برمي سهام عليهم.
- ثم يرجع ويرمي ثم يرجع إلى أن تراجع جيشه وأعتقد الفرس بأن هؤلاء مجرد بعض من الفلول الهاربين.
- فقاموا لكي يلاحقوهم ووقتها نزعوا سياج الحديد بأنفسهم وبدأت المواجهة الكبرى حينها بين الفرس والمسلمين.
- حتى أحسن المسلمون في تلك المعركة وانتصروا عليهم إلى أن استشهد النعمان.
- قائد تلك المعركة بعدما دعا الله تعالى بأن يفتح للمسلمين فتحًا يعز به الإسلام وقد كان له ما دعي.
- وفي تلك الأثناء تم استشهاد العشرات من المسلمين وتم قتل الآلاف من الفرس ونجحت الخطة وأصبحت نهاوند فتح الفتوحات الإسلامية.
النتائج التي ترتبت على معركة نهاوند
- عندما بدأ التخطيط لبدء المعركة كان النعمان بن مقرن قبل الدخول وإطلاق إشارة البداية قد قام وكبر ثلاث تكبيرات معلنا عن بداية المعركة مع الفرس.
- حيث كانت التكبيرة الثالثة والأخيرة هي إعلان كامل بأن حكم دولة الساسانيين قد انتهى.
- وحينئذ قامت معركة قوية بين الفرس والمسلمين كان نتيجتها انتصار المسلمين عليهم.
- واستشهاد قائد نهاوند وتم قتل الكثير من الفرس ووقوعهم في الوادي منهم من تم قتله والآخرون فروا بالهرب إلى الفيرزان.
- كان المسلمون في حالة حزن شديد على استشهاد قائدهم النعمان بن مقرن.
- ولكنهم قاموا بالمبايعة لقائد جديد لكي يستطيعوا الوصول إلى هدفهم المنشود ألا وهو نهاوند.
- حيث تم مبايعة حذيفة بن اليمان واستطاعوا فتح نهاوند في عام واحد وعشرين هجري وكانت فتحًا عظيمًا.
شاهد أيضًا: معلومات تاريخية عن معركة وقعت بين المسلمين والبيزنطيين
من هو قائد معركة نهاوند
- الصحابي النعمان بن مقرن أحد الصحابة التابعين للرسول صلى الله عليه وسلم، وكان راعيا لقبيلة مزينة التي توجد على مقربة من المدينة المنورة.
- وقد أعلن دخوله الإسلام بعدما قام بدعوة أهله أيضًا بإتباع الدين الإسلامي لما سمع عنه بأنه دين عدل ورحمة وإنسانية للجميع.
- ومن ثم اعتنق الإسلام هو وكثيرون معه وبعدها ذهب إلى المدينة المنورة حاملا هداياه بإعلانه الإسلام.
- قام النعمان بن مقرن المزني بالمشاركة في الأحزاب وبيعة الرضوان ومعارك الردة في عصر خلافة أبى بكر الصديق رضي الله عنه.
- وكذلك معركة القادسية وبعدها تم إرساله من قبل سعد بن أبي وقاص إلى يزدجر لكي يقود جيش المسلمين في أعظم معارك المسلمين ألا وهي معركة نهاوند وكان أول شهداء هذه المعركة.
شاهد أيضًا: أول معركة بحرية فى الإسلام وأهم أحداثها بإختصار
الدروس المأخوذة من معركة نهاوند
إن كل معركة أو حرب حدثت في التاريخ بأكمله لابد وأن نستخلص منها دروس وعظات هامة، وبشكل خاص عندما تكون المعركة إسلامية وفي عصور الخلافة التي كانت تابعة للصحابة التابعين لرسول الله صل الله عليه وسلم، ومن أبرز الدروس المستفادة من معركة نهاوند ما يلي:
- من الدروس المستفادة هو اقتداء المسلمون بخطى الرسول محمد صل الله عليه وسلم، حيث كان هذا واضحًا في بقائهم في الفتوحات الإسلامية التي خاضها قائدي الجيوش الإسلامية وعدم الحياد عن ما أخذوه من تلك الخطوات البارزة.
- إن تحقيق النصر أمرًا ليس بالسهولة المعروفة، ولكن اختيار قائد حكيم يحسن التخطيط وإدارة الأزمات من أصعب الأمور.
- ولكن في هذه المعركة فإن اختيار النعمان بن مقرن المزني كان قرارًا صائبًا عاد بالنصر الغير متوقع.
- إن الذين يعاهدون ويصادقون الله عز وجل ويخلصون له يرزقهم الله تعالى ما يريدوه وأكثر.
- وكان ذلك واضح عندما دعا النعمان ربه بأن يعطيه نصرًا عاجلًا للمسلمين ويعز بهم الإسلام.
- إن الأعداء المحاطين للإسلام لا يجب أن يستهينوا بقوة المسلمين وقدرتهم على تحقيق النصر.
- ولقد كان ذلك ملاحظًا عندما قام المسلمون بوضع خطة لأجل التخلص من الفرس.
- وأنهم بأيديهم الذين أزالوا السياج الحديد ليكون ذلك بداية المعركة والخلاص منهم.
- إن نصرة الحق لا تحتاج خطابات وشعارات بل تحتاج أن يكون الجميع على قلب رجل واحد وعقل واحد لكي يكون النصر حليف المسلمين دائمًا وأبدًا.
- وكذلك لأن أعداء الأمة لا يغفلون عن الإيقاع بالإسلام وقتما يتفرق الجمع وهذا مطلبهم.
- ولكن حينما كان اجتماع المسلمون بنفس الحماس والقوة في تلك المعركة تم النصر والغلبة كانت لله وللمسلمين والإسلام.
- إن من أعظم الدروس والعبر في تلك المعركة هو الاختيار السليم للقائد، اتحاد المسلمين معا.
- المبايعة للقائد الجديد بعد استشهاد النعمان على الرغم من الحزن الشديد.
- ولكن هدف النصر كان هو الأبقى والأهم وهذا يوضح بأن العاطفة لا يمكن لها أن تسيطر على المصلحة العامة.