اسم يجمع ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب الاشهر من خمس حروف؟
من تشريعات الإسلام وما قد أمرنا الله تعالى به، أن لا قتال في أربعة أشهر إلا بدفع أذى أو رد عدوان، وقيمة هذه الأشهر لدينا وما لها من فضائل عديدة على المسلمين.
وأقر هذا الأمر بنصوص قرآنية حتى لا يختلف عليه المفسرين والعلماء، ولا يستطيع أحد تحريفه هذا الكلام، وسنعرض في مقالنا ما هي أسماء هذه الأشهر.
محتويات المقال
اسم يجمع ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب الاشهر من خمس حروف؟
شرع الله تعالى في الدين الإسلامي أربع أشهر من التقويم العربي وهي ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم.
ورجب وتسمى الأشهر (الحرام) هذه هي الإجابة على السؤال المطروح عن أسم هذه الأشهر من خمسة حروف، وهذه الأشهر الحرم يوضع فيها القتال إلا ردًا للعدوان، وتضاعف فيه الحسنات كما تضاعف السيئة.
وذهب الشافعي وكثير من العلماء إلى تغليظِ دية القتيل في الأشهر الحرم، والهدف هو تطبيق شرع الله، وهو تمكين الحجاج والتجار والراغبين في الشراء من الوصول آمنين إلى أماكن العبادة والأسواق والعودة بسلام.
شاهد أيضًا: ما هي فضل الأشهر الحرم ؟
الأشهر الحرم قبل الإسلام
كانت الأشهر الحرم معظمة في شريعة نبي الله إبراهيم عليه السلام، فكان العرب قبل الإسلام يعظمونها ويحرمون القتال فيها، حتى بدئوا العرب باستخدام النسيء في التقويم، مما أدى إلى تأجيل الأشهر الحرام في بعض السنوات أو حلولها باكرًا.
وقد ذكر الله تعالى هذا التقويم في القرآن بصيغة الاستنكار والتحريم: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) وسرة التوبة الآية (37).
والتزم جميع العرب في شبه الجزيرة العربية بعدم القتال في الأشهر الحرم، لكن شذت عن ذلك قبائل بنو خثعم وبنو طي إذ كانوا يستحلون في تلك الشهور الحروب.
الأشهر الحرم في الإسلام
- حفظ الإسلام لهذه الأشهر حرمتها وقدسيتها ونهي المسلمون عن انتهاكها والقتال فيها.
- في السنة النبوية: بينها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم؛ ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضَر الذي بين جمادى وشعبان).
- في القرآن الكريم ذكرت الأشهر الحرم في القرآن:(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) سورة التوبة الآية (36).
- وجاء في كتب التفسير عند الآية “فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أنْفُسَكُمْ” قال قتادة: إن الظلم في الأشهر الحرم إثم وخطيئة أكثر من الظلم في غيرها، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء.
ترتيب الأشهر الحرم
وهم أربعة أشهر هجرية، ثلاثة جاءت متتالية، وهم ذو القعدة وذو الحجة ومحرم، ويأتي الأخير منفصلاً وهو شهر رجب، وهذه الأشهر هي الأشهر الحرم التي تتوقف فيها العرب عن القتال في فترات ما قبل الإسلام، إلا دفاعاً عن النفس والأرض.
وتشير كتب التاريخ والسير إلى أن بداية الأشهر ذو القعدة، وهو بداية المسير نحو بيت الله الحرام للقيام بفريضة الحج.
حيث نكس السلاح ولا يكاد يسمع له صوت، فلا صوت سيوف ولا صوت خيل ولا عدو راجلين في تلك الأشهر.
وكان العرب قد أخذوا العادة من سيدنا إبراهيم عليه السلام.
حين رفع القواعد للبيت العتيق، وأذن في الناس بالحج.
لتنتقل لفترة كبيرة من الزمن أكثر من أربعة آلاف عام، وسارت عليها العرب حتى ظهور الإسلام في مكة.
ويأتي القرآن الكريم مصدقاً لهذه الأشهر الحرم بقوله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ).
شاهد أيضًا: كيف احسب العمر بالهجري والميلادي؟
سبب تسمية شهر ذو القعدة
الأشهر الحرم تبدأ بشهر ذي القعدة، لأن العرب تقعد فيه عن القتال على اعتباره من الأشهر الحرم.
ويأتي بعده ذو الحجة لأن العرب عرفت الحج في هذا الشهر، فيما يأتي رجب لأن العرب كانوا يعظمونه بتركهم القتال فيه.
ولم يكن العرب يمتنعون عن الصيد في تلك الأشهر، إلا أنه عندما جاء الإسلام.
فقد حرم الصيد في كل من المدينة المنورة ومكة المكرمة وقت الإحرام بحج أو عمرة.
ويعد أحد أهم أسباب الأشهر الحرم عند العرب، هو تمكين الحجاج والتجار على حد سواء من الوصول بأمان لمكان الحج والتجارة.
والتي تكون قرب مكة في سوق عكاظ ومجنة وذي المجاز، ليأمن العرب على تجارتهم فيها.
الإسلام والأشهر الحرم
جاء الإسلام ليؤكد هذه العادة عند العرب، وتستمر الأشهر الحرم.
كما سماها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الإسلام والقرآن الكريم، حيث أصبحت كما هي قبل الإسلام لتمتد بعده.
وحرم الإسلام النسيء وهو نقل شهر إلى شهر آخر.
حيث تساهلت العرب في أن يعلن نسيء شهر محرم ليحل محل شهر من الحل.
وسجل في الأشهر الحرم قتال في الإسلام، كما في بعض المعارك التي تستمر أشهرًا طويلة.
وحصار لمواقع ورد للظلم والعدوان ذكرتها كثير من كتب السير.
ويعد النسيء واحدا من محاولات التلاعب والتحايل في الجاهلية، وهو نقل شهر بدل شهر آخر.
فأول من نسأ الشهور هو جنادة الكناني، وكان يقف عند جمرة العقبة.
ويقول: اللهم إني ناسئ الشهور وواضعها مواضع لا أعاب ولا أحاب، ويقول: اللهم إني أحللت أحد الصفرين وحرمت صفر المؤخر.
وتعريف النسيء عند العربي: أن العرب تطول عليها المدة، فيقعدون ذي القعدة ويحجون ذي الحجة.
وإذا رجعوا من حجهم في بداية شهر محرم حللوا القتال فيه، وأخروا حرمة الشهر لصفر.
كما تذكر بعض المراجع التاريخية.
خصائص الأشهر الحرم
تتميز الأشهر الحرم بالعديد من الفضائل، وهي تحريم القتال فيه وتحريم الظلم.
وأيضًا مضاعفة الحسنات في هذه الاشهر حين يتم القيام بعمل العبادات والأعمال الصالحة.
وأيضًا عظم الله الذنوب فيها، وهذا يدل على فضل الطاعات في هذه الأشهر.
وفيها أداء فريضة الحج في أيام شهر ذي الحِجة، وهو من الأشهر الحرم، واشتماله أيضاً على خير الأيام عند الله.
وهي العشر من ذي الحِجة التي أقسم الله سبحانه بها في قوله: (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، وفيها أفضل الأيام.
وهو يوم عرفة والذي فقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يعْتِقَ اللَّه فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنو، ثمَّ يبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقول: ما أَرَادَ هَؤلَاءِ.
شاهد أيضًا: فضل صيام شهر رجب للشيخ محمد حسان
تعرفنا على إجابة سؤالنا وهو الحرام، وتعرفنا على الأشهر الحرم، والتي لها مكانة عند المسلمين، وسبب تحريم القتال فيها.
وما هو النسيء الذي كان عند الجاهلية، ويتحايلون به على الشهور وعلى رب العالمين، وتناولنا فضائل هذا الشهر وما له من مضاعفة للحسنات وتفخيم للسيئات.