ما هو السرد لغة واصطلاحًا؟
ما هو السرد لغة واصطلاحًا؟ تحمل اللغة العربية في طياتها العديد من الفروع المختلفة أو الفنون كما يطلق عليها، مثل القصة والشعر والرواية والخاطرة، بصفة خاصة فيما له علاقة بالفنون النثرية.
والتي ليست لها علاقة من قريب أو من بعيد عن الكلام الموزون ذات القافية والذي يقصد به الشعر، حيث أن الصياغة الشعرية الخاصة بالفنون النثرية تبني على شيئين هما الحدث والذي يعني النثر والطريقة التي يقال بها النثر.
محتويات المقال
ما هو السرد لغة واصطلاحًا؟
- السرد هو عبارة عن أحد الأساليب الأدبية التي لها اتصال مباشر مع النشر، وهو يعني ذلك الأسلوب الذي يتجه إليه الشاعر عند كتابته لأحد دواوين الشعر، أو أحد القصص الشعرية.
- حيث أن كل شاعر له أسلوب كتابي خاص به ويعد السرد أحد هذه الأساليب التي تنتج من فكر الكاتب لإبراز فكرته الشعرية.
- يعد السرد بأقسامه وأشكاله أحد أكثر الأساليب التي يفضلها الشعراء في كتابتهم، وأحب الأساليب التي يفضل القراء قراءتها والاستماع إليها.
- كما أن السرد في مجال الأدب يحظى بمكانة شعرية كبيرة وهامة للغاية، لما له من أهمية عند كل من الكاتب والقارئ.
- السرد اصطلاحًا يعني الطريقة التي من خلالها يتم عرض العمل النثري على اختلاف أنواعه، حيث أن القصة الواحدة نستطيع سردها بأكثر من طريقة مختلفة تحمل اسم السرد في لغة.
شاهد أيضًا: الوسطية في الإسلام مفهومها وضوابطها وتطبيقاتها
الرؤية السردية
- عقب ذكرنا معنى السرد داخل اللغة العربية، يجب علينا تفسير معنى الرؤية السردية بشكل مفصل، نظراً لارتباطها الوثيق بالسرد.
- الرؤية السردية هي عبارة عن مفهوم نقدي يضم الخطاب السردي، أو بمعنى آخر يقصد به الطريقة التي قام الشاعر باتباعها في سرد أحداث ووقائع روايته وقصته.
- حيث أن الرواية السردية يقصد بها المكونات التي تخص النص المسرود من ناحية الأحداث التي يدور حولها النص، بالإضافة إلى الحبكة الرئيسية للنص.
- تنقسم الرؤية السردية النقدية لثلاثة أقسام مختلفة وهي على النحو التالي:
الرؤية من الخلف
- المقصود بهذا النوع من الرؤية السردية هو قدرة السارد على الإلمام بالأحاسيس والمشاعر التي تضمنتها الشخصيات المختلفة داخل النص.
- حيث أن الشاعر هو الوحيد الذي يعلم جميع خفايا الشخصيات وما يجول في خاطرهم.
الرؤية الملازمة أو المصاحبة
- هنا تتساوى الرؤية بين مدى معرفة الكاتب بأحداث النص، ومدى معرفة الشاعر بجميع الشخصيات المبتكرة في النص.
- حيث أنه على قدم المساواة بين الشخصيات في معرفة جميع أحداث النص سواء للقصة أو للرواية.
الرؤية من الخارج
- هذا القسم من الرؤية، فإن الشاعر يكون لديه معرفة محدودة بجميع شخصيات النص، حيث أنه رغماً من كون الشاعر أو الكاتب هو المسئول عن النص إلا أنه يكون علمه محدود بجميع الشخصيات التي ابتكرها.
شاهد أيضًا: مفهوم حقوق الإنسان لغويًا واصطلاحيًا وقانونيًا
مكونات الخطاب السردي
عقب تعريفنا لكل من السرد والرؤية السردية، يجب علينا تعريف مكونات الخطاب السردي والذي يتألف من عدة عوامل رئيسية لاكتمال النص وهي:
السرد
هي الطريقة التي يتم من خلالها رواية القصة وهي كما ذكرنا تختلف من كاتب لآخر طبقاً لعدة عوامل أساسية وهي:
- الزاوية الخاصة برؤية الكاتب.
- إثبات حضور الكاتب داخل النص عن طريق المعجم اللغوي الخاص به، حيث أن تعدد الكتاب بالنسبة لنص واحد سيجلب معه تنوع في طرق السرد داخل النص.
الشخصية الحكائية
- تعد من أهم المكونات الرئيسية للخطاب السردي، حيث أنه لا يوجد رواية دون وجود شخصيات، حيث تعد الشخصية هي المحور الرئيسي في كل عمل سردي.
- حيث أن الصلة التي تجمع بين الشخصيات المسئولة عن العمل السردي، وبين الحدث الموجود في النص السردي.
الفضاء الحكائي
- المقصود به المكان الذي يقوم باختياره السارد أو الكاتب، ليقوم بإجراء الأحداث الخاصة بروايته أو قصته فيه وهو أحد العناصر الرئيسية الهامة في الخطاب السردي.
- حيث أن عملية تحديد أحداث النص السردي تجعل احتمالية تحقيق النص في الواقع كبيرة جداً.
- حيث أن المكان يخرج القارئ من نص الرواية إلى صورة عينية ملموسة في أعماق تفكير القارئ وذلك عندما يترك العنان لخياله لتصور ما يحدث داخل نصوص الفضاء الحكائي.
الزمن الحكائي
- المقصود به الوقت الذي اختاره الكاتب ليكون محور سير قصته، وهو في غاية الضرورة لإتمام صورة الحدث في تفكير القارئ.
- حيث أن من الصعب أن تدور أحداث قصة دون أن يكون هناك زمن محدد لهذه القصة، كما يجب أن يكون تسلسل الأحداث الزمني معقول ومنطقي.
الوصف في الحكي
- هناك يترك الأمر لخيال الكاتب، حيث أن عملية تجميل الوصف، واستخدام عنصر التشويق عند وصف أدق التفاصيل داخل أحداث النص يقوم بجذب القارئ وتعد هذه هي الوظيفة الخاصة بالوصف الجمالي.
- أما بالنسبة للوظيفة التفسيرية فتكمن في عملية توضيح كثير من الأشياء التي يفصل تناول أهم تفاصيلها لتصبح واضحة تمام الوضوح.
أشكال السرد
هناك عدة أشكال مختلفة للسرد تتميز بعضها عن البعض الآخر من خلال عنصر الزمن حيث أن الزمن هو العنصر الوحيد الذي يفصل بين الأشكال المختلفة للسرد وهي:
السرد المتسلسل
- المقصود به السرد الذي يقوم من خلال تخطيط مسبق في مسألة تخيل زمن النص.
- والذي يقصد به تحديداً قيام الكاتب بسرد أحداث ووقائع روايته طبقاً لتسلسل زمني بصورة دقيقة.
- هذا النوع من السرد ينطبق تماماً على جميع النصوص التي تتعلق بالتاريخ، أو تلك النصوص التي تتعلق في أجزائها بكتابة أحداث متتابعة بشكل يومي.
- يعد هذا التسلسل منطقي ومرن حيث أن الكاتب ينتقل من المقدمة إلى قلب الحدث منها إلى حبكة النص ثم الحل وصولاً إلى الخاتمة بشكل منطقي.
السرد المتقطع
- المقصود بالسرد المتقطع هو عدم الدقة في تسلسل أحداث النص.
- حيث يغيب عن نص الرواية البداية والحبكة بالإضافة إلى عدم وجود نهاية صريحة.
- حيث أن الكاتب بإمكانه ذكر الحبكة في آخر أحداث النص الروائي، والذي يطلق عليه السرد المتقطع.
السرد التناوبي
- المقصود بهذا النوع هو السرد القائم على تناوب الأحداث.
- حيث أن الشاعر بإمكانه سرد قصة ما والانتقال إلى قصة أخرى ثم يحق له الرجوع إلى القصة الأولى مرة أخرى.
- يعد هذا مشاع بشكل كبير في جميع القصص التي تتحول إلى أعمال تلفزيونية مصورة.
أهم نظريات السرد الحديثة
- قديماً لم يكن هناك اهتمام بمسألة المجال النقدي، حيث أن نظريات السرد ظهرت مؤخراً في القرن الماضي.
- وذلك عندما اهتم بعض الكتاب بهذا المجال.
- بل أن الكتاب منحوا بعض الوقت لهذه النظريات، حيث قاموا بنشر بعض المقالات الخاصة بهذا المجال.
- وبذلك أصبحت نظرية السرد تحظى باهتمام كبير بل وأصبحت تشغل بعض الاهتمام العالمي بخصوص دراستها وتحليلها.
- حيث اهتمت فئة كبيرة من المقالات بعلاج جميع اتجاهات نظرية السرد.
- ويعد من أهم الأشخاص الذين اهتموا بنقد أساليب السرد ومحاولة إنشاء نظرية خاصة بالسرد هما فراي وبوث.
- حيث قاموا بالحرص على إيجاد موجز لتقديم السرد ونقده ليقلل من اهتمام كل من الأدباء والنقاد في هذا الوقت بالنظريات القديمة.
- والتي تم وصفها بالتعقيد كما ذكر والاس مارتن في الكتاب الخاص به نظريات السرد الحديثة.
شاهد أيضًا: ما هي نظرية السرد في الرواية
تناولت في مقالي هذا كل ما يخص مفهوم السرد لغة واصطلاحا؟ وتحدثنا بشكل مفصل عن كل ما يخص السرد من أنواع وعن الرؤية السردية وعن مكونات الخطاب السردي ونظريات السرد الحديثة أتمنى أن يحوز مقالي على إعجابكم.