نفرتيتي وسيدنا يوسف عليه السلام
نفرتيتي وسيدنا يوسف عليه السلام، يتبع التطور الفكري الديني عند قدماء المصريين، ابتداءً من مرحلة الطوطمية، وانتهاءً بدعوة أخناتون، التي تمثل أعلى درجات التطور الفكري الديني.
ويشير هذا النسيج المتشابك إلى أن المصري القديم كان يمتلك فكرًا دينيًا غنيًا في تصوراته وآفاقه، تابعوا موقع مقال للتعرف على نفرتيتي وسيدنا يوسف عليه السلام.
محتويات المقال
أهمية دراسة الدين المصري
- كان الدين تحت وفوق كل شيء في مصر القديمة، نجده في كل مرحلة من مراحل تاريخها القديم، وهو يلخص كل جوانب حضارتهم.
- اعتبر المؤرخ اليوناني (هيرودوت) قدماء المصريين أدق الناس في التدين في حياتهم اليومية.
- حيث كانوا حريصين على العمل في ظل دستور عاداتهم وأفعالهم المحرمة.
- وفي الدين المصري وحده كان هناك مبرر لإدارة الوطن، خاصةً وأنهم كانوا مقتنعين بأن ملكية الوطن تعود إلى الآلهة، وأن الفراعنة مخولون بالحكم نيابة عن الآلهة.
- وقد تجلى ارتباط المصريين بدينهم من خلال حقيقة أنهم صنعوا حياتهم، وفنونهم، وأنظمتهم، في الحكم.
- وهذه العلاقات المتشابكة الواسعة، تعترف بعظمة الحضارة المصرية القديمة.
- ولتسليط الضوء على أسباب طابعها الفريد بين الحضارات الأخرى في العالم القديم، وتتبع مراحل تطورها.
- كما أن تفسير أنماطها المعمارية والزخرفية، كان من الضروري البدء بالخطوة الأولى في الحكم على الحضارات.
- حيث أن هذه هي الخطوة الأولى وهي إدراك الفكر الديني للمصريين القدماء.
- وكذلك إدراكهم لتفسيرها لأصل حياتهم الأولى، ومصيرهم بعد الموت.
شاهد أيضًا: معلومات نادرة عن الديانة اليهودية
زيارات أنبياء التوحيد لمصر وأثرها على الديانة المصرية
- من أهم الملاحظات التي تتبادر إلى الذهن عند استعراض الباحثة للتطور التاريخي، والفكري للديانة المصرية.
- فإن مثل هذا الدين يجب أن يكون له أحداث مهمة غير معروفة، وعلى هذا النحو لا يمكن أن يكون الدين وثنيًا بحتًا.
- وإذا كنا نؤمن بهذه الفكرة، فكيف وصلت إلى مكانة عالية في التطور الفكري (اللاهوتي) المستقل عن الوحي؟
- لذلك هناك حاجة ماسة للنظر في الدعوات التوحيدية، التي دعا إليها أنبياء الله عز وجل وعلاقتهم بمصر.
- كما كانت أولى هذه الخطوات المؤثرة هي زيارات الأنبياء، وإرسال أحدهم إلى مصر.
يوسف-عليه السلام- في مصر
- كان نبي الله يوسف- عليه السلام- الشخصية الثانية المؤثرة في الديانة المصرية (الشخصية الأولى هو نبي الله إبراهيم- عليه السلام).
- حيث كان النبي يوسف من بني يعقوب، وقد ألقاه إخوته في البئر، قال عز وجل : “قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ” [يوسف:10].
- ثم اشتراه شخصٍ من مصر، وفي النص القرآني قال عز وجل: “وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عسى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ.
- وَلَدًا ۚ وكذلك مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ على أَمْرِهِ، ولكن أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” [يوسف:21].
- عاش نبي الله يوسف-عليه السلام-في مصر إبان حكم الهكسوس، (وهو ما يؤيده أكثر المؤرخين والعلماء).
- ويؤكد القرآن الكريم أنه كان يعمل في الحكومة المصرية في ذلك الوقت، ولذلك كان يجب أن يدعو دين التوحيد.
- ويجب أن يكون له أتباع، وإلا فلابد أن بعض تعاليمه قد تسربت إلى الديانة المصرية.
الملكة نفرتيتي
- لم يتم تسجيل نسب “نفرتيتي”، ولكن كما يُترجم اسمها على أنه “لقد جاءت امرأة جميلة”، اعتقد علماء المصريات الأوائل أنها لا بد أنها أميرة من متياني (سوريا).
- ومع ذلك، هناك أدلة ظرفية قوية تشير إلى أنها كانت الابنة المولودة في مصر للحاكم “آي”، شقيق “تي” والده “أخناتون”.
- وعلى الرغم من أنه لا يوجد شيء معروف عن نسب “نفرتيتي”، إلا أنها لديها أخت أصغر، “موت نجمت”.
- تزوجت “نفرتيتي” من “أخناتون” وأنجبت ست بنات في غضون 10 سنوات من زواجها.
- فقد ولدت الثلاثة الأكبر منهن في طيبة، والثلاث الأصغر منهن في تل العمارنة، وأصبحت اثنتان من بناتها ملكات لمصر.
الملكة نفرتيتي وأخناتون ونبي الله يوسف-عليه السلام
- هناك من يقول بأن نبي الله يوسف- عليه السلام- أتى إلى مصر في عصر أخناتون (كما وضحه مسلسل يوسف الصديق الشهير).
- وفي هذا الوقت كانت الملكة نفرتيتي زوجةٌ لأخناتون، والتي ساعدته على طمس جميع الإلهة، وتوحيدها في عبادة إلهًا واحدًا وهو إله الشمس “آتون”.
- والتي لعبت دور الوسيط بين آتون والشعب؛ أخناتون كان الابن الأصغر لأمنحوتب الثالث، وشهد عصره، وتميز بالرخاء والنهضة الفنية والعمارة.
- وهو الذي ولّى نبي الله يوسف- عليه السلام- عزيزًا لمصر، وذلك بعدما قام يوسف – عليه السلام- بتفسير رؤياه، ومساعدته في كيفية النجاة من سنين القحط، القصة.
- لكن أعزاءي زوار موقعنا الكرام، هذه المقولة (بأن نبي الله يوسف-عليه السلام-أتى إلى مصر في عصر أخناتون) ليست دقيقة.
- بل يمكننا القول أنها ليست صحيحة، وذلك لما سنقدمه في العنوان التالي.
تابع أيضًا: معلومات عن سفينة نوح
الأدلة على أن ملك مصر الذي عاصره نبي الله يوسف-عليه السلام- لم يكن أخناتون
الدليل الأول
على أن يوسف -عليه السلام- لم يأتي في عصر الفرعون أمنحوتب الرابع (أخناتون) هو أن أخناتون حكم البلاد في حوالي الفترة 1370-1349 ق.م.
بينما ذكر معظم المؤرخين أن تاريخ دخول يوسف – عليه السلام- لمصر كان في 1630ق.م.
وبهذا، فإن الفارق بين أخناتون ونبي الله يوسف – عليه السلام- أكثر من 250 سنة، إذًا، في أي عصر عاش يوسف عليه السلام؟ وبعهد أي ملك؟ تابع القراءة…
الدليل الثاني
عاش أخناتون في الأسرة الـ 18 الفرعونية، بينما ظهر يوسف- عليه السلام- في الأسرة الـ 15 الفرعونية.
وكان حكام هذه الأسرة (الخامسة عشر) هم الهكسوس الذين قاموا بغزو مصر.
والشيء الذي يؤكد ذلك أيضًا هو تاريخ حكم الهكسوس لمصر والذي امتد من 1730-1534 ق.م.
وهي الفترة التي ظهر فيها يوسف- عليه السلام- في مصر (1630ق.م).
الدليل الثالث
الدليل الثالث على ذلك وهو من القرآن الكريم، حيث قال عز وجل: “وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ…” [يوسف:43].
كما قال عز وجل: “وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي…” [يوسف:54].
فهنا تؤكد البلاغة القرآنية أن حاكم مصر في تلك الفترة ليس فرعونًا وإنما ملِكًا (فلقد ذكر الله في قصة نبيه موسى عليه السلام أن الحاكم كان فرعون).
وبما أن أخناتون يعتبر من الفراعنة الحاكمة، فإنه ليس المقصود في هذه الآية، وعليه، فإن أخناتون لم يكن الملك الذي عاصره يوسف عليه السلام.
السبب في عدم ظهور ذكر ليوسف- عليه السلام- في الآثار المصرية القديمة
- هناك الكثيرين ممن يتساءلون عن السبب في عدم ظهور ذكر لنبي الله يوسف – عليه السلام- في الآثار الفرعونية؟
- والجواب على ذلك، أن المصريون القدماء بعد التخلص من الهكسوس وطردهم من مصر قاموا بتدمير معظم الآثار التي تخص الهكسوس لمحو هذه الفترة من تاريخ مصر، والذي ذهب معها ذكر وأعمال سيدنا يوسف- عليه السلام.
اخترنا لك: معلومات مرعبة عن يأجوج ومأجوج
في نهاية مقال نفرتيتي وسيدنا يوسف عليه السلام، نكون بذلك قد قدمنا لكم حقبة تاريخية دينية في الأراضي المصرية، مؤكدين على أننا لا نفرض بأنفسنا صحة رواية عن أخرى ممن ذكرنا، وإنما هو قول الأكثرين من المؤرخين والعلماء، فنرجو أن يكون المقال أفادكم ونال استحسانكم، وللمزيد من المواضيع التثقيفية، زوروا موقع مقال.