نزار قباني شعر

كتب نزار قباني شعر رومانسي عن المرأة ومشاعر الهيام، كما نظم أبيات عن الموت وصف خلالها مدى حزنه وتأثره بوفاة ابنه، وانتقل إلى الكتابة عن السياسة بعد مقتل زوجته في الانفجارات الحادثة في بيروت، وتنوعت أشعاره تماشيًا مع المرحلة التي يعيشها.

نزار قباني شعر

تحدث نزار عن وفاة الوالد في قصيدة “أبي”، يصف خلالها ذكريات الأب، ويعلن أنها ستظل حية في الأذهان، ويصف حالة المعاناة عند مفارقة الأب:

أمات أبوك؟

ضلالٌ! أنا لا يموت أبي

ففي البيت منه

روائح ربٍ.. وذكرى نبي

هنا ركنه.. تلك أشياؤه

تفتق عن ألف غصنٍ صبي

جريدته. تبغه. متكاه

كأن أبي – بعد – لم يذهب

وصحن الرماد.. وفنجانه

على حاله.. بعد لم يشرب

ونظارتاه.. أيسلو الزجاج

عيوناً أشف من المغرب؟

بقاياه، في الحجرات الفساح

بقايا النور على الملعب

أجول الزوايا عليه، فحيث

أمر .. أمر على معشب

أشد يديه.. أميل عليه

أصلي على صدره المتعب

أبي.. لم يزل بيننا، والحديث

حديث الكؤوس على المشرب

يسامرنا.. فالدوالي الحبالى

توالد من ثغره الطيب..

أبي خبراً كان من جنةٍ

ومعنى من الأرحب الأرحب

وعينا أبي.. ملجأٌ للنجوم

فهل يذكر الشرق عيني أبي؟

بذاكرة الصيف من والدي

كرومٌ، وذاكرة الكوكب

شاهد أيضا: أبيات شعر عن الحب نزار قباني

شعر نزار عن الحب

اعتمد نزار على أسلوب النداء في مخاطبة الحبيبة في قصيدته “حب بلا حدود” واصفًا إياها بشتى الأوصاف التي ترفع شأنها، ويصف مدى تعلقه وقربه من المرأة:

يا سيدتي

كنت أهم امرأةٍ في تاريخي

قبل رحيل العا.

أنت الآن.. أهم امرأةٍ

بعد ولادة هذا العام

أنت امرأةٌ لا أحسبها بالساعات وبالأيام

أنت امرأةٌ

صنعت من فاكهة الشعر

ومن ذهب الأحلام

أنت امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي

قبل ملايين الأعوام

يا سيدتي

يالمغزولة من قطنٍ وغمام

يا أمطاراً من ياقوتٍ

يا أنهاراً من نهوندٍ

يا غابات رخام

يا من تسبح كالأسماك بماء القلب

وتسكن في العينين كسرب حمام

لن يتغير شيءٌ في عاطفتي

في إحساسي

في وجداني.. في إيماني

فأنا سوف أظل على دين الإسلام

يا سيدتي

لا تهتمي في إيقاع الوقت وأسماء السنوات

أنت امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كل الأوقات

سوف أحبك

عند دخول القرن الواحد والعشرين

وعند دخول القرن الخامس والعشرين

وعند دخول القرن التاسع والعشرين

وسوف أحبك

حين تجف مياه البحر

وتحترق الغابات

شعر نزار عن الذكريات

سطر نزار قباني شعر تألق خلاله في وصف مدى تعلق المرء بالذكريات، والحنين إليها، في قصيدة “وداعًا أيها الدفتر”:

وداعاً… أيها الدفترْ

وداعاً يا صديق العمر

يا مصباحيَ الأخضرْ

ويا صدراً بكيتُ عليه

أعواماً ولم يضجَرْ

ويا رفْضي ويا سُخطي

ويا رعْدي ويا برقي

ويا ألماً تحولَ في يدي خِنْجَرْ

تركتكَ في أمانِ الله

يا جُرحي الذي أزهرْ

فإن سرقوكَ من دُرْجي

وفضُّوا خَتْمَكَ الأحْمَرْ

فلن يجدوا سوى امرأةٍ

مبعثرةٍ على دفترْ

شعر نزار عن فراق ابنه توفيق

أعلن نزار تأثره وحزنه على فراق توفيق، ولده، والتي سطرت في لائحة أروع القصائد عن مشاعر الأبوة والفراق:

مكسرة كجفون أبيك هي الكلمات

ومقصوصة، كجناح أبيك، هي المفردات

فكيف يغني المغني؟

وقد ملأ الدمع كل الدواه

وماذا سأكتب يا بني؟

وموتك ألغى جميع اللغات

لأي سماء نمد يدينا؟

ولا أحدا في شوارع لندن يبكي علينا

يهاجمنا الموت من كل صوب

ويقطعنا مثل صفصافتين

فأذكر، حين أراك، عليا

وتذكر حين تراني، الحسين

أشيلك، يا ولدي، فوق ظهري

كمئذنة كسرت قطعتين

وشعرك حقل من القمح تحت المطر

ورأسك في راحتي وردة دمشقية .. وبقايا قمر

أواجه موتك وحدي

وأجمع كل ثيابك وحدي

وألثم قمصانك العاطرات

ورسمك فوق جواز السفر

وأصرخ مثل المجانين وحدي

وكل الوجوه أمامي نحاس

وكل العيون أمامي حجر

اقرأ أيضا: شعر عن فراق الحبيب نزار قباني

شعر نزار عن تدهور الأندلس

تمكن نزار ببساطة المعاني التي اختارها وبأسلوب الحوار من نقل مشاعر الحزن على تدهور الحال بالأندلس إلى المتلقي، حيث رسم صورة كاملة عن الأندلس خلال الأبيات التالية:

كتبتِ لي يا غاليه

كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه

عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه

عن عقبة بن نافعٍ

يزرع شتلَ نخلةٍ

في قلبِ كلِّ رابيه

سألتِ عن أميةٍ

سألتِ عن أميرها معاويه

عن السرايا الزاهيه

تحملُ من دمشقَ.. في ركابِها

حضارةً وعافيه

لم يبقَ في إسبانيه

منّا، ومن عصورنا الثمانيه

غيرُ الذي يبقى من الخمرِ

بجوف الآنيه

وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ

ما زال في سوادها ينامُ ليلُ الباديه

لم يبقَ من قرطبةٍ

سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه

سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه

لم يبق من ولاّدةٍ ومن حكايا حُبها

قافيةٌ ولا بقايا قافيه

شعر نزار في مدح الرسول

ذهب نزار إلى المسجد النبوي قبل وفاته، ووقف عند قبر النبي، وتألق حينها في إلقاء قصيدة تمدح النبي:

ماذا أقـول وألـف ألـف قصيـدة

عصمـاء قبلـي سطـرت أقـلام

مدحوك ما بلغـوا برغـم ولائهـم

أسـوار مجـدك فالدنـو لـمـام

ودنـوت مذهـولا أسيـرا لا أرى

حيـران يلجـم شعـري الإحجـام

وتمزقـت نفسـي كطفـل حائـر

قـد عاقـه عمـن يحـب زحـام

حتى وقفـت أمـام قبـرك باكيـا

فتدفـق الإحـسـاس والإلـهـام

وتوالت الصور المضيئة كالـرؤى

وطـوى الفـؤاد سكينـة وسـلام

يا ملء روحي وهج حبك في دمـي

قبس يضـيء سريرتـي وزمـام

أنت الحبيب وأنت مـن أروى لنـا

حتـى أضـاء قلوبنـا الإســلام

حوربت لم تخضع ولم تخشى العدى

من يحمه الرحمـن كيـف يضـام

شاهد من هنا: شعر نزار قباني عن الشوق

أبدع نزار في تغيير الشعر والقصائد من حيث اللغة والأسلوب والمضمون وكذلك الشكل، ووضع أسس حديثة للشعر العربي.

ولهذا تم وصف نزار قباني شعر بالسهل الممتنع، وقد اقتبس maqall.net مقتطفات من الأبيات التي وصف بها نزار قضايا الناس وهمومه الشخصية.

مقالات ذات صلة