شعر نزار قباني عن الشوق
شعر نزار قباني عن الشوق، يعرض لكم موقع مقال maqall.net شعر نزار قباني عن الشوق بالتفصيل، حيث يعد الإحساس بالشوق والحنين للحبيب من أكثر المشاعر المؤلمة، لاسيما إذا افترقا الحبيبين عن بعضهما البعض وذهبا في طرق منفصلة.
وقد أطلق الشاعر الكبير السوري نزار قباني العديد من القصائد الشعرية، التي تتناول مشاعر الشوق والحنين للحبيب، والتي تمتعت بأساليب بلاغية مميزة وبسيطة، ما ساعد على انتشارها سريعًا بين القراء وتمتعها بالشهرة الكبيرة.
محتويات المقال
شعر نزار قباني عن الشوق
يعد كلًا من الشوق والحنين مشاعر داخلية عميقة، يفشل أغلب الأفراد في التعامل معها، لينتج عنه الإحساس بالحزن والألم بسبب الفراق والبعد والانفصال، وقد تمكن الشاعر نزار قباني في وصف مشاعر الشوق ببراعة في العديد من القصائد الشعرية له، وفيما يلي شعر نزار قباني عن الشوق:
تمر بها أنت دون التفات *** تساوي لدي حياتي.
جميع حياتي حوادث *** قد لا تثير اهتمامك.
أعمر منها قصور *** وأحيا عليها شهور.
وأغزل منها حكايا كثيرة *** وألف سماء وألف جزيرة.
شؤون شؤونك تلك الصغيرة *** فحين تدخن أجثو أمامك كقطتك الطيبة.
وكلي أمان ألاحق مزهوة معجبة *** خيوط الدخان توزعها في زوايا المكان.
دوائر، دوائر وترحل في آخر الليل عني *** كنجم، كطيب مهاجر.
وتتركني يا صديق حياتي*** لرائحة التبغ والذكريات.
وأبقى أنا في صقيع *** انفرادي وزادي.
أنا كل زادي حطام السجائر وصحن *** يضم رماداً يضم رمادي.
وحين أكون مريضة *** وتحمل أزهارك الغالية صديقي إلي.
وتجعل بين يديك يدي *** يعود لي اللون والعافية وتلتصق الشمس في وجنتي.
وأبكي، وأبكي بغير إرادة *** وأنت ترد غطائي علي وتجعل رأسي فوق الوسادة.
تمنيت كل التمني صديقي *** لو أني أظل، أظل عليلة.
لتسأل عني لتحمل لي *** كل يوم وروداً جميلة.
وإن رن في بيتنا الهاتف إليه أطير أنا *** يا صديقي الأثير بفرحة طفل صغير.
بشوق سنونوة شاردة *** وأحتضن الآلة الجامدة وأعصر أسلاكها الباردة.
وأنتظر الصوت صوتك يهمي علي دفيئاً *** مليئاً قوي كصوت نبي.
كصوت وارتطام النجوم *** كصوت سقوط الحلي.
وأبكي، وأبكي لأنك فكرت *** في لأنك من شرفات الغيوب هتفت إلي.
ويوم أجيء إليك لكي أستعير كتاب *** لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب.
تمد أصابعك المتعبة إلى المكتبة وأبقى أنا *** في ضباب الضباب.
كأني سؤال بغير جواب *** أحدق فيك وفي المكتبة كما تفعل القطة الطيبة.
تراك اكتشفت تراك عرفت بأني جئت *** لغير الكتاب وأني لست سوى كاذبة.
وأمضى سريعاً إلى مخدعي *** أضم الكتاب إلى أضلعي.
كأني حملت الوجود معي *** وأشعل ضوئي.
وأسدل حولي الستور *** وأنبش بين السطور، وخلف السطور.
وأعدو وراء الفواصل *** أعدو وراء نقاط تدور.
ورأسي يدور كأني عصفورة *** جائعة تفتش عن فضلات البذور.
لعلك يا، يا صديقي الأثير *** تركت بإحدى الزوايا.
عبارة حب قصيرة *** جنينة شوق صغيرة.
لعلك بين الصحائف *** خبأت شيا سلاماً صغيراً.
يعيد السلام إليا *** وحين نكون معاً في الطريق.
وتأخذ من غير قصد ذراعي *** أحس أنا يا صديق بشيء عميق.
بشيء يشابه طعم الحريق *** على مرفقي وأرفع كفي نحو السماء.
لتجعل دربي بغير انتهاء *** وأبكي، وأبكي بغير انقطاع.
لكي يستمر ضياعي *** وحين أعود مساء إلى غرفتي.
وأنزع عن كتفي الرداء *** أحس وما أنت في غرفتي.
بأن يديك تلفان في رحمة مرفقي *** وأبقي لأعبد يا مرهقي.
مكان أصابعك الدافئات *** على كم فستاني الأزرق وأبكي.
وأبكي بغير انقطاع *** كأن ذراعي ليست ذراعي.
اقرأ أيضا: شعر نزار قباني عن الحب
شعر عن الشوق والحنين للحبيب
إن الإحساس بالشوق والحنين إلى الحبيب من أقسى المشاعر على الإطلاق، خاصةً عند حدوث الافتراق بغير إرادتنا ورغباتنا، كالسفر إلى مكان بعيد، وما إلى ذلك، فالاشتياق شعور مميت لاسيما إذا كان من يشتاق إليه الإنسان غير موجود، والآتي شعر عن الشوق والحنين للحبيب:
متى يأتي ترى بَطلي؟ *** لقد خبَأت في صدري له زوجاً من الحجَلِ.
وقد خبَّأت في ثغري *** له كوزاً من العسلِ.
متى يأتي على فرسٍ له *** مجدولةِ الخصلِ ليخطفني.
ليكسر بابَ معْتقلي*** فمنذ طفولتي وأنا أمدّ على شبابيكي.
حبال الشوقِ والأمل *** وأجدل شعريَ الذهبيَّ كي يصعدْ.
على خصلاتهِ بطلي ***قصيدة على عينيك يضبط العالم ساعاته.
قبل أن تصبحي حبيبتي *** كانَ هناكَ أكثر من تقويمٍ لحساب الزَمَنْ.
كان للهنود تقويمهمْ وللصينيِّنَ تقويمهم *** وللفرْسِ تقويمهمْ وللمصريِّينَ تقويمهم.
بعدَ أن صرتِ حبيبتي صارَ الناس يَقولون *** السنة الألف قبل عَيْنَيْها والقرن العاشر بعد عَيْنَيْها.
وصلت في حبِّكِ إلى درجة التَبَخّرْ *** وصارَ ماء البحر أكبرَ من البحرْ
ودَمْع العين أكبرَ من العينْ *** ومساحة الطَعْنَة أكبرَ من مساحة اللَّحْمْ.
وأتوحَّدَ بكِ أكْثَرْ ***صارتْ شفتايَ لا تكفيانِ لتَغْطيةِ شَفَتَيْكِ
وذِرَاعايَ لا تكتفيانِ لتطويقِ خَصْرِكْ ***وصارتْ الكِلمات التي أعرفها
أَقَلَّ بكثيرٍ *** من عدد الشَامَاتِ التي تطرِّز جَسَدكِ.
لم يعدْ بوسْعي فمنذ أعوامٍ *** وهمْ يعْلِنونَ في الجرائد أنَّني مفقودْ.
ولا زلت مَفْقوداً *** حتى إشعارٍ آخَرْ.
لم يَعْدْ بوسْع اللغة أن تَقولَكِ ***صارتِ الكِلمات كالخيول الخشبية.
ولا تَطَالكِ كلَّما اتَّهموني بحبِّكِ *** أشعر بتفوّقي وأعقد مؤتمراً صحفيَّاً.
أوزِّع فيه صوَرَكِ على الصحافة وأظهر على شَاشةِ التلفزيونْ.
وأنا أضَع في عروة ثوبي ***وردةَ الفضيحة.
كنت أسمع العشَّاقَ *** يتحدَّثونَ عن أشواقِهمْ فأضْحَكْ.
وشربت قهوتي وحدي *** عرفت كيف يدخل خنجر الشوق في الخاصرة ولا يخرج أبداً.
مشْكلتي مع النَقْد أنَّني كلَّما كتبت قصيدةً *** باللون الأسودْ قالوا إنَّني نَقَلْتها عن عَيْنَيْكِ.
أنَّني كلَّما نفيت علاقتي بكِ *** سَمِعْنَ خَشْخَشَةَ أساوركِ.
في ذَبْذَبات صوتي *** ورأينَ قميصَ نَوْمكِ.
لا تعوِّديني عليكِ قد نصحني الطبيبْ *** أن لا أتركَ شفتيَّ في شَفَتَيْكِ أكثرَ من خَمْسِ دقائقْ.
وأن لا أجلس تحت شمس نَهْدَيْكِ*** أكثرَ من دقيقةٍ واحدةٍ.
إنْ كنتِ تعرفينَ رَجلاً *** يحِبّكِ أكثرَ منّي.
فدلّيني عليهْ لأهنِّئه *** وأَقْتلَه بعد ذلكْ.
كما أدعوك للتعرف على: شعر عن الحب والعشق كتابه
أشعار نزار قباني عن الشوق والحنين
لطالما كانت أشعار الشاعر الرائع نزار قباني عن الشوق والاشتياق، تلامس القلب وتطلق الأحاسيس الدفينة المخبأة به، فقد كانت تصف الواقع الأليم لكل من يعاني من آلام الفراق والاشتياق والحنين، وفيما يلي أجمل أشعر نزار قباني عن الشوق والحنين:
لم يحدث أبدا *** أن أحببت بهذا العمق.
لم يحدث، لم يحدث أبدا *** أني سافرت مع امرأة لبلاد الشوق.
وضربت شواطئ نهديها *** كالرعد الغاضب، أو كالبرق.
فأنا في الماضي لم أعشق *** بل كنت أمثل دور العشق.
لم يحدث أبدا *** أن أوصلني حب امرأة حتى الشنق.
لم أعرف قبلك واحدة *** غلبتني، أخذت أسلحتي.
هزمتني داخل مملكتي *** نزعت عن وجهي أقنعتي.
لم يحدث أبدا، سيدتي *** أن ذقت النار، وذقت الحرق.
كوني واثقة سيدتي *** سيحبك آلاف غيري.
وستستلمين بريد الشوق *** لكنك لن تجدي بعدي.
لكنك لن تجدي بعدي *** رجلا يهواك بهذا الصدق.
لن تجدي أبدا *** لا في الغرب ولا في الشرق.
هل تسمعينَ أشواقي *** عندما أكون صامتا؟
إنَّ الصمتَ يا سَيِّدتي *** هو أقوى أسلحتي.
أفضل أن تصمتي وأنت في مملكتي *** فالصمت أقوى تعبيرا من النطق.
وأفضل من الكلام الهمس *** هذا الهوى ما عاد يغرينيَ!
فلتستريحي ولتريحيني *** إن كان حبكِ في تقلبه.
ما قد رأيت فلا تحبيني *** حبي هو الدنيا بأجمعها.
أما هواك فليس يعنيني *** أحزانيَ الصغرى تعانقني.
وتزورني إن لم تزوريني*** ما همني ما تشعرين به.
إن افتكاري فيكِ يكفيني *** فالحب وهم في خواطرنا.
كالعطر في بال البساتين *** عيناكِ من حزني خلقتهما.
ما أنتِ؟ ما عيناكِ؟ من دوني *** فمكِ الصغير أدرته بيدي.
وزرعته أزهار ليمون *** حتى جمالك ليس يذهلني.
إن غاب من حين إلى حين *** فالشوق يفتح ألف نافذة.
خضراء عن عينيكِ تغنيني *** لا فرق عندي يا معذبتي.
أحببتنيِ أم لم تحبيني *** أنتِ أستريحي.
من هواي أنا *** لكن سألتكِ لا تريحني.
قصيدة رسالة حب صغيرة لنزار قباني
برع الشاعر نزار قباني في وصف مشاعر الشوق والاشتياق للحبيب في العديد من القصائد الشعرية الجميلة، من ضمنها قصيدة رسالة حب صغيرة لنزار قباني وهي كالآتي:
حبيبتي، لديَّ شيء كثير *** أقوله، لديَّ شيء كثيرْ.
من أينَ؟ يا غاليتي أبتدئ ***وكلّ ما فيكِ أمير، أمير.
يا أنتِ يا جاعلة أَحْرفي *** ممّا بها شَرَانِقاً للحرير.
هذي أغانيَّ وهذا أنا *** يَضمّنا هذا الكِتاب الصغير.
غدا إذا قَلَّبْتِ أوراقَه *** واشتاقَ مِصباح وغنّى سرير.
واخْضَوْضَرَت من شوقها، أحرف *** وأوشكتْ فواصل أن تطير.
فلا تقولي: يا لهذا الفتى *** أخْبرَ عَنّي المنحنى والغدير.
واللّوزَ والتوليبَ حتى أنا *** تسير بِيَ الدنيا إذا ما أسير.
وقالَ ما قالَ فلا نجمة *** إلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبير.
غدا يراني الناس في شِعْرِه *** فَمَاً نَبيذِيّا، وشَعْرا قَصير.
دعي حَكايا الناسِ لَنْ تصْبِحِي *** كَبيرَة إلاّ بِحبِّي الكَبير.
ماذا تصير الأرض لو لم نكنْ *** لو لَمْ تكنْ عَيناكِ ماذا تصير؟
كما يمكنكم الاطلاع على: اجمل ابيات الشعر عن الحب
في الختام نكون بذلك قد انتهينا من عرض شعر نزار قباني عن الشوق بالتفصيل لكم، حيث يعرف الشاعر نزار قباني بكونه أهم الشعراء حتى وقتنا الحالي، فلقد لقبه نقاد الشعر أجمع بالموهبة الاستثنائية والفريدة من نوعها.
وذلك لموهبته المميزة وقصائده الشعرية الغير مكررة وأساليبه البلاغية الرائعة، وكلماته البسيطة الغير معقدة، التي ساعدته على كتابة الكثير من الأبيات والقصائد الشعرية سواء عن الحب والغرام أم الشوق والحنين أم الحرب والثورة.