لا إله إلا الله
لا إله إلا الله، موقع مقال دوت كوم maqall.net يحدثكم اليوم عنه، حيث أن كلمة الحق والتوحيد، وبها ينال العبد المسلم سعادة الدنيا والآخرة، فلابد أن يتعرف المسلم على معناها وأركانها وشروطها وما يتعلق بها.
محتويات المقال
لا إله إلا الله
- يذكر كثير من أهل العلم أن معنى لا إله إلا الله هو أنه لا معبود أو لا يُعبد بحق إلا الله سبحانه وتعالى، ففيها توحيد الألوهية.
- وكذلك يؤكد أهل العلم على خطأ من قال إن معناها هو لا رب إلا الله، لأنهم بذلك يجعلون أهل الشرك مقرين بلا إله إلا الله لأنهم لم ينكروا الربوبية.
اقرأ أيضًا للتعرف على: تجربتي مع دعاء وأفوض أمري إلى الله
مراتب شهادة لا إله إلا الله
- لشهادة أن لا إله إلا الله مراتب يذكرها أهل العلم فهي ليست مجرد كلمة يقولها العبد بلسانه فقط بل لها مراتب ومستلزمات.
- فأول هذه المراتب العلم؛ قال تعالى “إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ” فلا بد أن يكون لدى العبد علم بمعنى لا إله إلا الله.
- وثاني مرتبة هي التكلم فلا بد لمن يشهد أن لا إله إلا الله أن ينطقها بلسانه حتى ولو لم يسمعها منه غيره.
- وثالث مرتبة هي الإعلام وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم “شهد عندي رجال مرضيون وأرضاهم عندي عمر” وتكون بالقول أو بالفعل.
- ورابع مرتبة هي الحكم والإلزام؛ لقوله تعالى “وَقَضَى رَبّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ” فلابد مع لا إله إلا الله من الإتيان بمستلزماتها.
أركان لا إله إلا الله
- لا إله إلا الله لها ركنان؛ النفي والإثبات، فقول لا إله فيها نفي لكل معبود يمكن أن يعبد من دون الله سبحانه وتعالى.
- وأما قول إلا الله ففيها إثبات لاستحقاق الله عز وجل وحده للعبادة، وبهذين الركنين يكتمل توحيد الألوهية الخالص.
شروط لا إله إلا الله
- جاء في منظومة سلم الوصول أن شروط لا إله إلا الله سبعة حيث قيل فيها:
- العِلْمُ وَاليَقِينُ وَالقَبولُ — وَالاِنْقِيَادُ فَادْرِ مَا أَقُولَ.
- وَالصِدْقُ وَالإِخْلاَصُ وَالمَحَبَّةِ — وَفَّقَكَ اللهُ لِمَا أَحَبَّهُ.
فأول هذه الشروط هو العلم
- ويقصد به العلم بمعنى لا إله إلا الله وهو ضد الجهل، قال تعالى “فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الله”.
- وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة”.
ثاني الشروط هو اليقين
- وهو ضد الشك فلابد أن يكون قائلها على يقين جازم بمقتضاها، ولا ينفعه الشك.
- قال تعالى “إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الذِّينَ آمَنوا بِالله وَرَسُولِهِ ثمَّ لَمْ يَرْتَابُوا”.
- وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يؤكد ذلك.
- حيث قال “أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، ولا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة”.
ثالث الشروط هو القبول
- فلكلمة لا إله إلا الله مقتضيات يجب قبولها وعدم رد شيء منها.
- ويضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلًا جميلًا لمن قبلها ولم يردها.
- حيث قال “مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير”.
- ثم قال بعد ذلك “فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم”.
رابع الشروط هو الانقياد
- ويقصد به الانقياد لدلالات لا إله إلا الله، قال تعالى “وَأَنِيبُوا إلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَه”.
- وقال أيضا “وَمَن يسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهوَ محْسِنٌ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى”.
- فمعنى يسلم وجهه أي ينقاد لله عز وجل.
خامس الشروط هو الصدق
- وضده الكذب فلابد من قائلها إن يكون صادقًا في قوله من قلبه وليس مجرد متلفظ بلسانه.
- قال تعالى “فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ”، ويشترط في نجاة من قال لا إله إلا الله الصدق.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار”.
سادس الشروط هو الإخلاص
- وهو جعل العمل لله وحده وعدم إشراك غيره معه.
- قال تعالى “وَمَا أمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ”.
- كما قال صلى الله عليه وسلم “أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه”.
- فالإخلاص سبيل سعادة الدارين.
سابع الشروط هو المحبة
- ويقصد بها محبة كلمة لا إله إلا الله ومحبة أهلها ومحبة العمل بها وبغض من أنكرها وعادى أهلها.
- ففي هذا قال الله تعالى “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دونِ اللّهِ أَندَاداً يحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حبًّا لِّلّهِ”.
- كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان؛ أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما”.
ولا تتردد في قراءة مقالنا عن: ما هي أركان الإسلام وكم عددها؟
شروط أضافها أهل العلم لكلمة التوحيد
- أضاف بعض أهل العلم كالشيخ ابن باز وغيره إلى هذه الشروط السبعة شرطا ثامنا فزاد عليها الكفر بغير الله تعالى.
- ومنهم من أضاف شرطا آخر كالشيخ حمود الشعيبي فجعلها تسعة.
- حيث أضاف شرط الموافقة عليها، ويقصد بالموافاة موت قائلها على ذلك.
- فأخرج بذلك من آمن بجميع شروطها ثم ارتد بعد ذلك ومات على الكفر.
- وفي هذا الشرط عدة أدلة من الكتاب والسنة.
- قال تعالى “وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”.
- كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة”.
فضائل لا إله إلا الله
- من فضائل لا إله إلا الله هي خير الحسنات كما أنها سبب في محو السيئات.
- فقد سأل أبو ذر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
- حيث قال “أمن الحسنات لا إله إلا الله؟”، فقال “هي أفضل الحسنات”.
- ومن فضائلها كذلك أنها العروة الوثقى التي إن استمسك بها العبد فاز وأفلح.
- قال تعالى “فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى”.
- كما أن لا إله إلا الله هي القول الثابت الذي يثبت الله به عباده المؤمنين.
- قال تعالى “يثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ”.
- ومن فضائلها أنها الكلمة الطيبة وقد ضرب الله بها المثل.
- في قوله “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ”.
- كما عدها بعض أهل العلم النجاة كما في قول مؤمن آل فرعون “وَيَاقَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ”.
- ومن أعظم فضلها أنها أعلى شعبة من شعب الإيمان.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله”.
- كما أنها أفضل أقوال الأنبياء على الإطلاق.
- قال صلى الله عليه وسلم “أَفْضَلُ مَا قلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ”.
- وهي سبب لتفريج الكربات، فقد قالها يونس عليه السلام “فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سبْحَانَكَ إِنِّي كنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”.
- كما أنها سبب الفلاح، قال صلى الله عليه وسلم آمرا أصحابه “قولوا لا إله إلا الله تفلحوا”.
نواقض لا إله إلا الله
نواقض لا إله إلا الله أو نواقض التوحيد هي الأمور التي تخرج الإنسان من دين الإسلام، وهي كثيرة جدا فقد قال بعض أهل العلم أنها تصل إلى أربعمائة ناقض، ولأهل العلم تقسيمات كثيرة لهذه النواقض، منهم من جعلها أربعا ومنهم من جعلها سبعا ومنهم من جعلها ثلاثة.
- أولها: هو جهل معنى لا إله إلا الله، فلا ينفع الإيمان بلا علم بمعناها ومقتضياتها.
- ثانيها: هو الشك فيها وعدم التيقن، ولا ينفعه حتى إن غلّبها على غيرها، فمن شرطها اليقين الجازم كما ذكر.
- ثالثها: الإشراك بالله فلا بد في المؤمن بها من عدم اتخاذ شريك مع الله.
- رابعها: هذه النواقض النفاق فيكون مظهرا للإيمان وحقيقة ما في قلبه الكفر.
- خامسها: بغض لا إله إلا الله أو بغض أهلها والعاملين بها.
- سادسها: تركها والإعراض عنها قولا وفعلا جملة وتفصيلا.
- سابعها: وآخرها ردها وعدم قبولها فالعلم وحده غير كاف.
- فقد يكون المرء عالما بها لكنه جاحد راد لها وهذا لا ينفعه أمام الله عز وجل.
ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: دعاء بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء
وهكذا عرفنا عظم قدر لا إله إلا الله وما يتعلق بها من أمور، فاحرص أيها العبد المسلم على قولها والعمل بها وإياك والإتيان بنواقضها.