لا يدخل الجنة قاطع رحم
لا يدخل الجنة قاطع رحم هو محتوى حديث عن معلم الناس الخير محمد صلى الله عليه وسلم، يوضح أهمية العلاقات الإنسانية التي تربط الفرد بالمجتمع، حيث يوجد لدى كل واحد منا عائلة.
وهذه العائلة يطلق عليها صالات الرحم، وعندما يقرر أي شخص تحت أي ظرف أو لأي سبب أن يقاطع أحد أفراد عائلته فهو بهذا يقطع صلة الرحم، لذا ما هو منظور الدين لهذا الفعل.
محتويات المقال
لا يدخل الجنة قاطع رحم
جميعاً يمكن أن يرد على سمعنا بعض الأحاديث النبوية الصحيحة من حين إلى آخر في مواضع الحياة المختلفة، لكننا نكون في حيرة من أمرنا فيما يخص صحتها، وهذا الأمر يسير على حديث قاطع صلة الرحم، وفيما يلي نعرف حكمه:
- ورد ذكر هذا الحديث عن الرسول معلم الناس الخير محمد صلى الله عليه وسلم.
- أنّه قال: (لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ. قالَ ابنُ أَبِي عُمَرَ: قالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي قَاطِعَ رَحِمٍ).
- يعتبر هذا الحديث من الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة، وذلك لأنه ورد عن جبير بن مطعم رضي الله عنه، حيث قال أنّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقوله.
- يوجد أحاديث أخرى تشير إلى أهمية صلة الرحم، حيث قال رسول الله معلم الناس الخير محمد -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليسَ الواصِلُ بالمُكافِئِ، ولَكِنِ الواصِلُ الذي إذا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وصَلَها)”،[٨][٩] أمّا قاطع الرَّحِم فيُعرَّف بأنّه: مَن مَنَع عن رَحِمه المعروف والمَعونة، وعاداهُم وقَطَعهم بهجرانهم).
شاهد من هنا: حديث عن صلة الرحم قصير
تفسير حديث لا يدخل الجنة قاطع رحم
يصعب على البعض خلال هذا العصر معرفة المقصود من بعض الأحاديث النبوية الشريفة، وبالتالي لن يتمكن من أخذ المعلومة كاملة، لذا نعرض لكم تفسير مفصل لحديث لا يدخل الجنة قاطع رحم:
- يوضح هذا الحديث حكم الدين الإسلامي في مسألة قطع صالات الأرحام.
- حيث يمكن أن نرى في المجتمع الحالي الذي نعيش فيه العديد من الأشخاص يمارسون هذا الشيء بدون أي شعور بالذنب.
- لكن بما أن الدين الإسلامي هو أفضل وأكمل أديان السماء، تم وضع حكمين لهذا الفعل.
- بمعنى أن هناك حكم مختلف لكل حالة، وليس هناك حكم عام يشمل كل الحالات.
- الحالة الأولى هو إذا كان قاطع الرحم لا يعرف أنه قاطع للرحم، ولا يستحل ذلك.
- في هذه الحالة فإن الحكم الخاص به هو أنه لن يدخل الجنة إلا بعد أن يطهر ذنبه (قطع صلات الأرحام).
- يوجد طريقتين يمكن من خلالهما أن يتطهر الإنسان من أي ذنب ارتكابه.
- الطريقة الأولى هو أنه يحظى بعفو من الله سبحانه وتعالى.
- والطريقة الثانية هو أنه يعذب على فعله بقدر يتناسب مع الذنب.
- الحالة الثانية في هذا الشأن هو أن يكون الشخص يعلم أنه يقطع صالات الأرحام.
- ويستحل ذلك، وحكم هذه الحالة هو الحرمان من دخول الجنة.
- وذلك لأنه تجرأ على تحويل الحرام إلى حلال.
- تعظيماُ لهذا الإثم إطلاق الرسول معلم الناس الخير محمد- صلّى الله عليه وسلّم- على الشخص الذي يقطع الرحم لفظ (قاطع).
- وذلك حتى يدل على قاطع الرحم، وتعظيم للذنب.
- يجدر ذكر كذلك أن قطع صلات الأرحام يعتبر أثم عظيم، بل من الكبائر والموبقات.
- وذلك بناءً على ما جاء في كتاب الله العزيز.
- حيث قال الله سبحانه وتعالى-: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ*أُولَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ).
تعريف قطيعة الرحم
يمكن أن يكون البعض على خلاف مع أهله وعشيرته الآن ويتسأل هل هو هكذا يصنف على أنه قاطع صلة الرحم، وحتى نزيل أي شكوك أو ملبسات، نعرض لكم المقصود بقطع صلة الرحم فيما يلي:
- أولاً نتعرف على التعريف اللغوي لكلمة الرحم في اللغة العربية لغة الإسلام والقرآن.
- والتعريف هو أهل القرابة أو أسبابها، وجميع الأشخاص الذين يشاركوننا القرابة أرحام.
- بناءً على التفسير السابق يعتبر أولو الأرحام هم الأَقارب لكن بدون العصبة.
- وكذلك بدون ذوي الفروض مثال على ذلك أبناء العمومة، وكذلك أبناء الإخوة والأخوات، وغيرهم.
- صلة الرحم المقصود بها هو عمل أي شيء من شأنه أن يعزز العلاقة بينك وبين أولو الأرحام مثل زيارة الأقارب، والإحسان إليهم، والسؤال عنهم في السراء والضراء.
- المعنى العكسي لصلة الرحم هو قطع صلة الرحم والمعنى اللغوي هو الهجران.
- والصد والقطيعة، والمعنى الفعلي أو الاصطلاحي.
- فهو رفض تقديم البر إلى الأقارب، وكذلك تَرك الإحسان إلى بعضهم، وعدم بذل المجهود لوصل الرحم.
- خير دليل على أهمية صلة الرحم، وأن الأقربين هو أولى بالمعروف.
- هو وصية الله عز وجل لرسوله محمداً -صلّى الله عليه وسلّم- بدعوة أقاربه إلى عبادة الله وحده لا شريك له أول شيء.
- كذلك أكد على إنذار وتحذير الأقارب من عذاب يوم القيامة، حيث قال الله -تعالى-: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ).
- تعتبر قطع صلة الرحم للأسف من الظواهر المنتشرة في الوقت الحاضر.
- حيث أصبح العديد من الأشخاص الأسهل بالنسبة له تجاهل صلة الأرحام أمر سهل.
- بمرور الوقت يصبح من السهل تجاهل تقديم المساعدة، أو مشاركة الأفراح وكذلك الأحزان مع الأقارب.
- يمكن أن يتجاوز الأمر لدى بعض الأشخاص ليصبح غير مقتصر على القطيعة.
- بل يصل إلى الإساءة وفي بعض الأحيان الإضرار بهم.
اقرأ أيضًا: فضل صلة الرحم وعقوبة قاطعها
عقوبات قَطع الرحم في الإسلام
بما أن صلة الرحم تعتبر من أهم الكبائر، وكذلك بما أنها من خير العبادات، كان هناك العديد من العقوبات المتعلقة بهذا الفعل، ومنها نذكر ما يلي:
- صلة الرحم تأخذ منزلة عظيمة عند الله عز وجل، ولهذا جعلها الله مرتبطة بعرشه في السماء.
- وتوعد كذلك للذين يقومون بقطع صلات الرحم.
- وذلك لأن قاطع الرحم مهدد بقَطع الرعاية والعناية عنه من قبل الله.
- فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ مَن وصَلَنِي وصَلَهُ اللَّهُ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ.
- أهم عقوبة من عقوبات قطع صلة الرحم هو أنه يمكن أن يؤدي إلى منع رحمة الله سبحانه وتعالى على عباده، وهذا بدوره سوف يبعد الشخص عن دخول الجنة.
- قطع صلة الأرحام يمكن أن يسهل طريق العبد إلى دخول النار.
- استحقاق لعنة الله، والدليل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى (وَالَّذينَ يَنقُضونَ عَهدَ اللَّـهِ مِن بَعدِ ميثاقِهِ وَيَقطَعونَ ما أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يوصَلَ وَيُفسِدونَ فِي الأَرضِ أُولـئِكَ لَهُمُ اللَّعنَةُ وَلَهُم سوءُ الدّارِ).
- إحباط الأعمال.
- ذهاب ثوابها.
- سرعة العقاب من الله عز وجل لقاطع الأرحام.
- مَنْع إحسان الله عز وجل.
أمور تعين على وصل الرحم
يمكن أن يكون البعض يجهل بعض الأمور التي من شأنها أن تعزز وتعين الشخص على صلة الرحم، لذا فيما يلي نذكر بعضاً من هذه الأمور:
- الاستعانة بالله -عز وجل.
- الدعاء على أن يعيننا الله على وصل الأرحام.
- سؤال الله التوفيق وكذلك القوة على الطاعة في هذا الشأن.
- الرد على إساءة الأرحام بشكل إيجابي أي بالإحسان، وذلك لضمان حفظ الوِد.
- عندما يتلقى الشخص أذى أو ألم نفسي من أقاربه، يفضل أن يلتمس لهم الأعذار.
- التأمل في عواقب قطع الرحم.
- معرفة الآثار السلبية الناجمة عن قطع صلة الأرحام.
- معرفة الآثار الإيجابية التي تأتي عند الحفاظ على صلة الأرحام.
شاهد أيضًا: فضل صلة الرحم وعقوبة قاطعها
حكم قطيعة الرحم بسبب الشحناء والعداوة
قطع الرحم بسبب الشحناء والعداوة غير مستحب، فإذا كانت هناك بينك وبين أحد أرحامك شحناء عليك أن تحلها بالحكمة أو بأن توسط بينك وبينه أحد الصالحين، فلا تترك قطية الرحم بسبب الشحناء مستمرة، أما إذا كانت قطيعة الرحم بسبب فعلهم لذنوب أو بدع مع الاستمرار عليها وعدم التوبة فلك أن تتركهم أو تهجرهم، والله أعلم.
فضل صلة الرحم
صلة الرحم تعتبر من أعظم الأعمال الصالحة في الإسلام، ولها فضل كبير عند الله تعالى. فقد وردت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية العديد من النصوص التي تحث على صلة الرحم وتبين فضلها، ومنها:
- رضا الله وطول العمر: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ” (رواه البخاري ومسلم). أي أن من يصل رحمه يوسع الله له في رزقه ويطيل في عمره.
- دخول الجنة: صلة الرحم من الأعمال التي تُدخل صاحبها الجنة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ” (رواه الترمذي).
- البركة في الرزق: صلة الرحم تجلب البركة في الرزق وتدفع البلاء.
بأي شيء تكون صلة الرحم؟
صلة الرحم يمكن أن تكون بأي وسيلة تؤدي إلى الحفاظ على العلاقات الطيبة والمودة بين الأرحام، ومن هذه الوسائل:
- الزيارة: زيارة الأقارب من حين لآخر، خاصة في المناسبات والأعياد.
- الاتصال والسؤال عن الأحوال: يمكن صلة الرحم عن طريق الاتصال الهاتفي أو الرسائل للاطمئنان على الأحوال.
- المساعدة المالية والمعنوية: تقديم الدعم المالي أو المعنوي للأقارب إذا كانوا بحاجة.
- التسامح والعفو: تجاوز الخلافات والمشاكل بين الأقارب والعفو عن الزلات.
- الدعاء: الدعاء للأقارب بالخير والهداية والصحة.
- الإهداء: تقديم الهدايا للأقارب لتعزيز المودة والمحبة بينهم.
أسباب قطيعة الرحم
قطيعة الرحم من الأعمال التي تُذم في الإسلام، وتؤدي إلى غضب الله وقطع الرزق. من أهم أسباب قطيعة الرحم:
- الجهل بالدين: عدم معرفة فضل صلة الرحم في الإسلام وأهميتها.
- الخلافات والنزاعات: المشاكل والخلافات التي تنشأ بين الأقارب يمكن أن تؤدي إلى قطيعة الرحم.
- الأنانية وحب الذات: تقديم المصلحة الشخصية على مصلحة الآخرين والأنانية يمكن أن تؤدي إلى القطيعة.
- الغضب والحقد: حمل الضغائن والحقد في القلب وعدم التسامح يؤدي إلى قطع العلاقات.
- البعد عن الأهل: السفر أو الانتقال إلى أماكن بعيدة قد يجعل التواصل صعبًا ويؤدي إلى إهمال صلة الرحم.
- التقليد الأعمى: تقليد العادات والتقاليد التي تؤدي إلى التفكك الأسري دون تفكير في نتائجها.
- الانشغال بالحياة الدنيوية: الانشغال الزائد بالعمل أو الأمور الدنيوية على حساب العلاقات العائلية.