سفينة نوح عليه السلام
قصة سفينة نوح عليه السلام إحدى قصص القرآن التي تحمل الكثير من العبر، يعد سيدنا نوح عليه السلام من أولي العزم؛ ونبي من أنبياء الله الذين بعثهم لهداية البشر، وعبر موقع maqall.net نقص قصة سيدنا نوح مع قومه، وكيف نجا المؤمنين من الطوفان.
محتويات المقال
سفينة نوح عليه السلام
تلك السفينة التي رست على جبل الجودي لها قصة طويلة؛ بها عظة وعبرة لكل مؤمن، فتبدأ القصة كما يلي:
- كان قوم سيدنا نوح يعبدون الأصنام التي كانوا يصنعوها بأنفسهم، ويسجدون أمامها ويسمونها بأسماء من عندهم، ويقدمون لها القرابين لإرضائها.
- كان لتلك الآلهة أسماء مثل (نسرا، يغوث، يعوق، وغيرها)، ويذكر أن تلك الأسماء كانت أسماء رجال معروفين بصلاحهم ولما ماتوا، تم تسمية بعض الآلهة بأسمائهم.
- كان سيدنا نوح ساخط على ما يقوم به قومه من عبادة الأصنام، ويكره ما يفعلون.
- بدأ نوح بدعوة قومه لعبادة الله وحده، وأن يتركوا عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر.
- لم يؤمن به أحد، وكانوا يسخرون منه، وظلوا على كفرهم وعبادتهم الأصنام من دون الله.
- لم ييأس سيدنا نوح من دعوة وهداية قومه، ولا يهتم إلا بإنقاذهم مما هم عليه.
- بدأ سيدنا نوح في مخاطبة عقولهم، كيف يعبدون ما يصنعونه بأيديهم، ودعاهم للتأمل في الطبيعة وخلق الله سبحانه وتعالى، والنعم الكثيرة التي أنعم الله بها عليهم.
- آمن قلة قليلة بدعوة سيدنا نوح، كانوا من الفقراء، أما الأغلبية فاستنكروا منه، واستكبروا عليه، فقالوا إنه مجنون وصاروا يسدون آذانهم عن أي حديث يقوله.
- يقول الله سبحانه وتعالى (وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا).
شاهد أيضا: أين تقع سفينة نوح
مراوغة قوم نوح معه
مع إصرار نوح المستمر لدعوة قومه لعبادة الله وحده، بدأوا يعرضون عليه شروط حتى يمكنهم تصديقه، وكانت تلك الشروط هي:
- أن يترك الفقراء الذين آمنوا به، ويبعدهم عن علية القوم، فلا يصح أن يكون الفقراء والسادة في نفس المقام.
- لم يستجيب سيدنا نوح لطلبهم، فلقد خلق الله سبحانه وتعالى البشر أسوياء لا فرق بينهم، ولا ذنب لهم في كونهم فقراء.
- عندما رفض نوح الاستجابة لهم، قالوا له إذا ابتعد عنا، وكف عن الحديث إلينا.
- لم يستجيب لهم نوح، وظل على عهده مع الله سبحانه وتعالى في دعوة قومه للهداية، وعبادة الله الواحد الأحد، فاستمر في دعوته لهم لما يقرب من الألف سنة إلا خمسين، وظلوا هم على عنادهم، ولم يؤمن إلا القليل منهم.
- كان الكافرون عندما يرونه يرشقونه بالحجارة ويسبوه، وكثيرا ما نصحهم بالكف عما يفعلون؛ لأن الله عز وجل سوف ينزل عليهم غضبه، ولكنهم استهانوا به وبحديثه.
- دعا نوح ربه قائلا (ربي لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا، إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا).
صناعة السفينة
استرسالا في عرضنا قصة سفينة نوح عليه السلام وكيف لم يستجيب الكثير من قومه للهداية وظلوا على كفرهم بل أنهم ازدادوا بطشا بالفقراء المؤمنين من عباد الله، ودعاء سيدنا نوح لربه بهلاك الكافرين الضالين، جاء أمر الله سبحانه وتعالى بما يلي:
- أن يصنع سيدنا نوح سفينة كبيرة بالاستعانة بأخشاب الأشجار.
- لم يكن سيدنا نوح على علم بكيفية بناء السفن.
- أوحى له الله أن يذهب للغابة، ويقوم بقطع الأشجار ليصنع بها السفينة، فلقد كان صناعة سيدنا نوح للسفينة بناء على توجيهات ربانية من الله عز وجل.
- كان المكان الذي يعيش فيه سيدنا نوح وقومه بيئة صحراوية، ولا يوجد بها بحر أو نهر، لذلك كان كلما مر عليه أحد من قومه سخروا منه، ويقولون له “هل تركت الدعوة لله وأصبحت نجارا”.
- كما يقولون له” أين سوف تجري تلك السفينة التي يصنعها؛ هل ستجري على الرمال”.
- لم يعتني سيدنا نوح بسخريتهم واستمر في بناء السفينة، و كان دائما ما يحذرهم من أن الله سوف ينزل عليهم غضبه.
- تم الانتهاء من بناء السفينة وكانت ضخمة الحجم، لم يستطع أهل العلم تحديد حجمها أو عدد الطوابق فيها.
- أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا نوح بأن يجمع من كل نوع من الحيوانات والطيور والزواحف والحشرات زوجا و يحملهم على السفينة، مع من آمن به من قومه.
- كذلك أمره الله أن يخزن الطعام والشراب قدر ما يستطيع.
- طلب سيدنا نوح من المؤمنين أن يركبوا السفينة وقال (اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم).
اقرأ أيضا: أين عاش سيدنا نوح بعد الطوفان
الطوفان عذاب الله للكافرين
يقول الله سبحانه وتعالى في ذلك (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور، قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين، وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليلا)، وقد كان عقاب الله شديد فما حدث كان كالتالي:
- ذهب نور السماء وأظلمت وبدأت أمطار غزيرة لم ترى من قبل تنزل من السماء.
- كانت الرياح والعواصف شديدة وقوية.
- وبدأ الماء يخرج من عيون في الأرض من كل مكان.
- كان المنظر مهيب ومخيف، وكانت زوجة سيدنا نوح وابنه من الكافرين.
- حاول نوح أن يهديهم وينقذهم، ولكن لا جدوى.
- قال سيدنا نوح لابنه محاولة لإنقاذه فيقول الله تعالى (ونادى نوح ابنه وكان في معزل، يا بني اركب معنا ولا تكن من الكافرين).
- رفض الابن وقال له أنه سوف يحتمي في أحد الجبال، لكن أبوه حذره أن لا فائدة من ذلك وإن عذاب الله قائم، ولا نجاة منه سوى الإيمان بالله وركوب السفينة مع المؤمنين.
- ظلت الأمطار تهطل حتى غرقت الأرض وارتفعت السفينة فوق الماء وظلت السفينة فوق الماء لأيام، يترفع فيها الطوفان ليصل للهضاب والجبال ليغرق كل من على الأرض سواء بشر أو حيوانات أو دواب أو طيور.
- أمر الله سبحانه وتعالى أن ينتهي العذاب ويهدأ الطوفان فيقول تعالى (وقيل يا أرض أبلعي ماءك و يا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين).
نجاة المؤمنين من الطوفان
بعد أن انتهى الطوفان وابتلعت الأرض ماءها وتوقفت السماء عن المطر كان ما يلي:
- رست السفينة على جبل الجودي.
- بدأت الشمس في السطوع وانتهت الظلمة.
- شعر سيدنا نوح ومن معه بسكون السفينة، ففتح سيدنا نوح إحدى نوافذ السفينة فرأى الشمس ودخل نورها السفينة.
- فرح المؤمنين فرحا شديدا أن الله سبحانه وتعالى نجاهم من عذاب أليم.
- فنزل المؤمنين من السفينة وعادت الأرض تدب بها بالحياة من جديد.
- كان نوح حزينا على ابنه الذي غرق في الطوفان، ولكنه خشى أن يغضب الله على حزنه ومحاولة إنقاذه؛ لكونه كان من الكافرين، فظل يستغفره؛ حتى غفر الله له، وأمره بإعمار الأرض هو وأهله.
الدروس المستفادة من قصة سيدنا نوح
لكل قصة من قصص الأنبياء عبر ودروس نستفيد منها، وبالنسبة لقصة سيدنا نحن لنتعلم منها ما يلي:
- اليقين بالله والإصرار على دعوة الناس للخير والصلاح، مهما كانت الصعاب التي قد تمر بها أثناء ذلك.
- أن نبدأ أي عمل بقول بسم الله الرحمن الرحيم، حتى يبارك الله فيه.
- إن ما ينفع الإنسان يوم القيامة هو عمله الصالح فقط، فلا قرابة تفيد؛ فقد غرق ابن سيدنا نوح لكونه من الكفار.
- عندما يشعر الإنسان إنه أخطأ، أو قام بذنب ما؛ عليه بالاستغفار حتى يغفر الله له.
شاهد من هنا: أين رست سفينة نوح عليه السلام
قصة سفينة نوح عليه السلام من القصص التي تدعونا لتدبر خلق الله، وتأمل الكون الواسع، والنعم التي أنعم الله بها علينا، فلقد خلق الله الإنسان في أحسن تصوير وزينه بالعقل ليعرف الخير من الشر وألا يتبع خطوات الشيطان.