معوقات التفكير الناقد وكيفية تجاوزها
معوقات التفكير الناقد وكيفية تجاوزها، إن التفكير هو نتيجة تفاعل الإنسان مع بيئته، معالجته المستمرة للمشاكل التي يواجهها، واعتماده على قدرته العقلية المشتركة، ونشاطه العقلي المرن في التعامل مع المواقف المجهولة التي تتطلب تفسيرًا وفهمًا.
محتويات المقال
التفكير الناقد
- التفكير الناقد هو أحد أنواع التفكير، الذي يتم اكتسابه ليس بطبيعته، ولكن بالتدريب.
- كما أنه لا علاقة له بعصر ما، ويمارسه أي إنسان على أساس قدرته العقلية أو البصرية أو الحسية أو حتى المجردة.
- وتجدر الإشارة إلى أن التفكير الناقد اعتنقه المربون باعتباره نشاطاً علمياً وفكرياً ونشاطاً إنسانياً حظي باهتمام واسع في القرن الماضي، وتحديداً في العقد الثامن، بسبب ضعف الناتج التعليمي.
شاهد أيضًا: خصائص التفكير الناقد وفوائده
تعريفات التفكير الناقد
- عرَّفه (عفانة) على أنّه: “عبارة عن عمليّة تَبنّي قـرارات، وأحكام قائمة على أُسُس موضوعيّة تتَّفق مع الوقائع المُلاحَظة، والتي تتمّ مناقشتها بأسلوب علميّ، بعيداً عن التحيُّز، أو المُؤثِّرات الخارجيّة التي تُفسد تلك الوقائع أو تُجنِّبها الدقّة، أو تُعرِّضها إلى تدخُّل مُحتمَل للعوامل الذاتيّة”.
- عرفه (جروان) إلى أنّه: ” عبارة عن نشاط عقليّ مُركَّب هادف، محكوم بقواعد المنطق، والاستدلال، ويقود إلى نواتج يمكن التنبُّؤ بها، غايته التحقُّق من الشيء، وتقييمه، بالاستناد إلى معايير، أو مَحكّات مقبولة”.
- تُعرِّفه (ديانا هالبرن) على أنّه: ” التفكير الذي يستخدم المهارات المعرفيّة، أو أنواع الاستراتيجيّات التي تزيد من احتمال الوصول إلى نتائج مُلائمة، وفعّالة؛ أي أنّه نمطٌ من التفكير الهادف، يستعين بالاستدلال، والاحتمالات المُمكِنة، واتِّخاذ القرارات المناسبة لحلِّ مشكلات مُحدَّدة، وإنجاز مَهامّ مُعيَّنة”.
- وفي ضوء ذلك، يمكن تعريف التفكير النقدي بأنه عملية ذهنية تهدف إلى فهم وتحليل حالة معينة، حتى الحكم عليه.
معوقات التفكير الناقد
إن العقبات التي تحول دون التفكير النقدي هي ما يأتي:
- الجزمية، حيث روكيتش، الذي قدمه، يعتقد أن للإنسان نظام معتقد كامل من حزبين.
- الأول نظام اعتقادي مغلق: يفترض النظام أنه يعارض كل ما هو جديد، وينظر إلى الحياة برؤية وهمية، ويتسم بالجمود والهيمنة والعجز والوحدة وضيق الأفق.
- الثاني نظام الاعتقادي المفتوح: النظام مستعد لقبول آراء جديدة وهو ممارسة متسقة.
- الجمود: إن الجمود، الذي يشبه إلى حد ما الجزميّة من حيث التشبث ومقاومة أي شيء جديد، وعدم المرونة، ليس تصلباً لأنه مرتبط بالاعتقاد البشري وحده، وليس بنظام الإيمان الكلي كما هو الحال في التصلب، ويمكن تعلمه هنا عن طريق الالتزام والإكراه.
- والحل التوفيقي يعني مدى توافق الناس مع الاتجاهات المحيطة بهم -الأسرة والمجتمع، إلخ.
- التفكير الخرافي: الاستناد إلى أسباب خرافية أو غير صحيح أو ليس لها وجود لحل مشكلة ما.
- العناد: يمثل العناد المعتقدات الخاصة، وعدم التخلي عنها حتى عندما تظهر آراء أخرى لحقائق وأدلة واضحة، حتى ولو كانت هناك آراء واضحة بشأن شيء قد يساعد على الفهم.
- التحيز: إن التحامل عامل هام ومؤثر في نظرة المرء إلى العالم، حيث أن ثقافته تساعد على تحديد نظرته للأشياء، التي قد تجعل المرء متحاملًا ومتعصبًا ضد آراء الآخرين، ولكن الطريقة العلمية يجب أن تعتمد على تفكير العديد من الباحثين، وليس على واحد منهم فقط، لأنه سيكون غير مكتمل، لذلك فإن القضاء على التأثيرات الشخصية والتحيزات هو أحد أهداف النهج العلمي.
- الخوف، الذي يمكن أن يعوق خوف الفرد من مواجهة الواقع، الذي قد يؤدي إلى تغيير في آرائه ومعتقداته، والذي يتعارض مع التفكير الناقد على المستويين الفردي والجماعي.
- الكسل: إن الحوار الحقيقي يهتم برغبة الفرد في تقديم أقوى الحجج، وعملية التفكير تتطلب الصبر، والجهود لتحليل مختلف الآراء، ووجهات النظر الأخرى، الأمر الذي يجعل التفكير الناقد عاجزاً.
خصائص التفكير الناقد
قد تختلف بعض ميزات التفكير الناقد بين الباحثين، وبعض هذه الميزات حسب كتاب بيير:
- هناك نوع من الجدال.
- الانتباه لآراء الآخرين.
- وجود معايير أو اختبارات وإجراءات مناسبة لتطبيقها.
- الانتباه للاستنتاج.
- وجود عادات ذهنية هامة مثل: الوضوح والدقة والانفتاح وتقدير الأدلة وما إلى ذلك.
شاهد أيضًا: خصائص التفكير الفلسفي ومهارته
مهارات التفكير الناقد
ويشمل التفكير الناقد العديد من المهارات الفرعية، وأكثرها شهرة واتسون وجلاسر، والتي تأتي في المرتبة التالية:
- التعرف على الافتراضات: تشمل هذه المهارة التمييز بين الرأي والواقع، بين عدم الأمانة أو حقيقة معلومات معينة، وما إلى ذلك.
- التفسير: الاهتمام بتحديد المشكلة، وفهم التفسيرات المنطقية، والتأكد من مدى قبول أو رفض التعميمات المستندة إلى معلومات محددة.
- الاستنباط: يعني أن الشخص قادر على تحديد بعض العواقب وفقاً لمعلومات مسبقة.
- الاستنتاج: القدرة على استخلاص استنتاج من وقائع محددة، موجودة أو مفترضة، والاعتراف بصحتها أو خطأها، اعتمادا على الحقائق.
- تقويم الحجج: يعني هذا القدرة على تقييم الأفكار، وتحديد ما إذا كانت مقبولة أم لا، والتمييز بين الأقوياء والضعفاء، وتوضيح المصادر الأولية والثانوية، وبالتالي الحكم على كفاية المعلومات.
معايير التفكير الناقد
فالتفكير الناقد ينطوي على العديد من المعايير التي يحكم بها على نوعية التفكير الممارَس، وعلى الأخص:
- الدقة والدقة تعني تفسير الموضوع ومعالجته، دون زيادة أو نقصان.
- المنطق، الذي يعني التفكير منطقيا حول مشكلة.
- الوضوح: يعتبر مدخلاً لجميع المعايير، والأهم من ذلك مدخلاً لهذا المعيار، لأنه من الصعب فهم ما هو غامض.
- الصلة، التي تعني ضمناً وجود صلة بين الحجة والموضوع قيد المناقشة.
- العمق، حيث يعني هذا المعيار معالجة موضوع وفقا لتعقيده.
- الصحة: أن يكون هذا المصطلح موثوق به وصحيح.
- السعة: تعني عدم إغفال أي جانب من جوانب المشكلة المطروحة، حتى تكون عملية المناقشة شاملة.
إيجابيات التفكير الناقد
إن التفكير الناقد ينطوي على العديد من المزايا، بما في ذلك:
- يسهم التفكير الناقد في تنمية القدرات خلال المناقشة أو الحوار أو الاتصال أو التفاوض مع الآخرين.
- تساعد على اتخاذ قرارات حكيمة وتعمل على تحسين مقدرات البحث الجاد في أمور كثيرة في الحياة.
- فهو يجعل المرء صادقًا أكثر مع نفسه ويساعد المرء على تمييز أخطائه دون خوف والتعلم منها.
- يضع الناس أنفسهم في مكان الآخرين، ويفهمون آراءهم بعقل منفتح.
- تساعد على استخدام العقل بدلًا من العواطف والقدرة على تحديد العواطف وربطها بالأفكار منطقيا.
- إن مناقشة موضوع معين تستند أساسًا إلى وقائع ومعلومات واضحة.
- يهتم بجميع جوانب المشكلة؛ حيث تأخذ جميع النقاط بعين الاعتبار لتفهم المشكلة بوضوح.
- لا يعتمد على أي معلومات ليس لها وجود من الأساس أو آراء منافية للعقل.
- ويجري إتباع خطوات مدروسة جيدًا ومنهجية حتى تبلغ الهدف المنشود.
- وهو يستند إلى استراتيجيات حل المشاكل التي توفر الحلول السليمة للمشكلة المطروحة.
- وهي موضوعية وغير متحيزة وتحدد مواطن القوة والضعف في المعلومات.
- عدم الدخول في مناقشات غير مفيدة أو غير هادفة والاعتماد على الملاحظة والتدقيق والفحص.
سلبيات التفكير الناقد
أما مساوئ التفكير النقدي فتتمثل في وجود عقبات عديدة تقف في طريق التفكير النقدي، وأهمها ما يلي:
- والتعنت، المعروف باسم التعنت التعليمي، يشير إلى التعنت المطلق وعدم جواز أي تغيير في الآراء أو المعتقدات.
- وجمود مؤثر للغاية، ولكنه يتعلق بمستوى تفكير المرء، بمعنى أن الجميع متزمتون، ولكنه يتعلق بنظام الإيمان في المجتمع ككل.
- وجود ما يعرف بالمماطلة والحلول التوفيقية، أي أن الناس يلتزمون بمعتقداتهم وأفكارهم ولا يريدون تغييرها خوفاً من مثل هذه الخطوة.
- وجود التعصب، إن التفكير النقدي يقوم أساسًا على الأفكار التي تشاطرها مجموعة ولا يمكن أن يقوم على تفكير شخص واحد من المغالطين في الوطنية، لأنه يضيق الأفق ويحده ولا يحقق الهدف المنشود.
- حالة من الكسل، التفكير النقدي يبنى على التوسع الفكري وتقييم الحجج والتأني من أجل إقناع الآخرين، ولكن فقط إذا كان الإنسان كسولاً وثابتاً، فهي لن تنجح في نمط التفكير النقدي.
تنمية التفكير الناقد
- لقد أصبح تعليم التفكير النقدي ضرورة لازمة، وممارسة مهارات التفكير تساعدنا على أن نكون مفكرين أعظم.
- وتشير المعلومات المستقاة من علم الأعصاب وتشريح الدماغ إلى أن الدماغ عضلي، وأنه يستخدم بفعالية أكبر.
- وتؤكد الطرق الجديدة للتفاعل مع المعلومات أثناء المحاضرات والقراءات والمناقشات الجماعية، لتعزيز التعلم والفهم، أن التفكير النقدي أكثر فعالية من أن يكون سلبياً.
- فالاهتمامات والميول الشخصية، مثل العوامل الجمالية والمحركة، تلعب دورًا نشطًا في تطوير المواقف اللازمة للتفكير.
- إن الاهتمام المتزايد بعمليات التفكير العقلاني يؤدي إلى الاهتمام بمعرفة كيفية اتخاذ القرارات والاستنتاجات، وتوضيح طبيعة هذه القرارات والاستنتاجات.
- أن التركيز على فهم وجهات النظر الأخرى واستخدام وجهات النظر المختلفة لتنمية القدرة على التفكير المنطقي لا يعني بالضرورة أن العقول التفكيرية هي نفسها.
- الاقتناع المتزايد بأنه “لا توجد طريقة واحدة للحل” وبأنه “ليس هناك إجابة صحيحة واحدة”، أي بعبارة أخرى، أن كل إجابة صحيحة في سياقها الصحيح.
- الاعتراف الزائد بفكرة الأخطاء الصالحة، والفكرة القائلة بأن الفشل التدريجي هو ثمن النجاح والتنمية، والاقتناع بعمليات تقاسم الأخطاء، مما يساعد الآخرين على تجنب الأخطاء نفسها.
- تطوير استراتيجيات جديدة لتسخير عمل عقولنا، بما في ذلك كيفية تخزين المعلومات في الذاكرة الطويلة الأجل، وتطوير عادات جيدة في المسح.
القدرات اللازمة للتفكير الناقد
- المراقبة الدقيقة للوقائع والأحداث.
- التقييم الموضوعي للمواضيع والقضايا.
- القدرة على استخلاص النتائج بطريقة منطقية وسليمة.
- الموضوعية الفردية والبعد عن العوامل الشخصية.
- الانتقاد العلمي وعدم التصديق في الرأي العام.
- اللامبالاة والتحفيز، بعيداً عن تبني وجهات نظر متطرفة.
- ألا تقفز إلى استنتاجات التمسك بالمعاني الموضوعية، وعدم الاسترشاد بالمعاني العاطفية.
شاهد أيضًا: التفكير العلمي وحل المشكلات
في نهاية مقالة بحثية عن معوقات التفكير الناقد، آمل أنني قد أكون أعطيتكم الكثير من المعلومات التي تحتاجون إلى تعلمها عن العقبات التي تعترض التفكير، والحواجز التي تعترض التفكير الناقد من غير إفراط ولا تفريط.