عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الخلفاء الراشدين، الذين بُشروا بدخول الجنة، بالإضافة إلى كونه ثاني من تولى الخلافة، وعرف بفطنته وشجاعته وحكمته، كما ازدهرت البلاد خلال فترة توليه للخلافة.
وفي هذا الموضوع سوف نقوم بتوضيح نسبه ونشأته وبعض صفاته الخلقية والأخلاق التي كان يتحلى بها، وكذلك طريقة دخوله للإسلام، ومدة خلافته والكيفية التي استشهد بها.
محتويات المقال
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يُسمى (عمر بن الخطاب بن نفيل بن العزي)، ويقال له (أبي حفص)، تُدعى والدته (حنتمة بنت هشام)، ومن المعروف أن خاله أبي جهل.
كما وُلد (عمر بن الخطاب) بعد مرور 13 عاماً على السنة التي حاول فيها أبرهة الحبشي هدم الكعبة وتسمى (عام الفيل).
عاش عمر بن الخطاب ما يقرب عن نصف عمره في الجاهلية، فقد كان من أحد أبناء قريش.
وعُرف عنه تعلمه للقراءة والكتابة دوناً عن غيره من الرجال، كما عمل راعياً لأغنام والده وخالاته.
فكان والده قاسي القلب، حاد الطبع، شديد في معاملته مع ابنه فتربى عمر بن الخطاب على ذلك.
فكان ذلك له تأثير كبير على شخصيته الحازمة والقوية، فهو لم يتربى على الترف والرفاهية مثل الآخرين.
كما أكتسب عمر بن الخطاب العديد من المهارات وتعلم بعض الألعاب الرياضية مثل ركوب الخيل، بالإضافة إلى تعلمه المصارعة.
كما تعلم الشعر وأيضًا الأنساب.
كذلك كان الخليفة عمر بن الخطاب دائم التردد والذهاب إلى الأسواق العربية، وأيضًا سوق عكاظ.
وذلك حتى يتمكن من معرفة أصول التجارة وتعلم الكيفية التي يُتاجر بها التجار العرب.
فعمل في التجارة مما ساعده ذلك على أن يصير من الأثرياء.
ذهب الخليفة عمر بن الخطاب إلى بلاد الشام واليمن، وكان يتميز بهيبته بين الناس، مما جعله سفيراً لقريش.
وكان في البداية من أكثر الناس عداوةً للدين الإسلامي، وكان يُدافع عن عادات أهل قريش وعن دينهم.
شاهد أيضا: قصة اسلام الفاروق عمر بن الخطاب
صفات عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلقية
تتعدد صفات عمر بن الخطاب الخلقية، والتي يمكن تلخيصها في الآتي:
- كان طويل القامة.
- عريض المنكبين.
- رأسه أصلع.
- أسمر ولكن وجنتيه حمراء اللون.
- جسده ضخم وطويل.
- ذو صوت عالي، فكان إذا غضب هابه الناس وسكتوا.
- كما كان أعسر، ويتمكن من استخدام يديه الاثنتين، مما دفع البعض إلى أن يطلقوا عليه اسم (الأضبط).
- لحيته طويله، وشعره غزير، وشيبه كثير.
- بالإضافة إلى كونه سريع المشي، وكان يوجد مسافة بين فخذيه، وشامة سوداء اللون على رجله.
صفات عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخُلُقية
تميز الخليفة عمر بن الخطاب بالكثير من الصفات التي توحي بإيمانه بلقاء ربه، فقد كان يتصف بالعدل والمغفرة، وكذلك الرحمة والتواضع.
كما كان الخليفة دائم الخوف من الله عز وجل ومن سؤاله له يوم القيامة، إذا ما قصر في أداء مهامه أو رعاية قومه.
كما كان يحاسب نفسه كثيراً قبل أي شيء، وكان يهتم لأمور المسلمين، ويهم لمساعدتهم.
ساعد على نشر الدين الإسلامي في البلاد، وخاض العديد من الحروب والغزوات بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان يخرج ليلاً ليطمئن على رعيته بنفسه، وكان يطعم الفقراء والمساكين، وينصر المظلوم.
كان يحمل الطعام على ظهره للمسلمين ويطعم من لم يقدر على فعل ذلك.
إسلام عمر بن الخطاب
دخل الخليفة عمر بن الخطاب الدين الإسلامي في العام ال6 من الدعوة، حيث كان يبلغ 27 عاماً.
وروى أحدهم قصة دخوله للإسلام، حيث كان خارجاً فإذا بأحدهم يستوقفه ليخبره بأن أخته وزوجها دخلا الإسلام.
فاستشاط غضباً وذهب مسرعاً فأخذ سلاحه وذهب إلى بيت أخته، فوجدها وزوجها يقرئان سورة طه.
فتيقن من دخولهما الدين الإسلامي، مما دفعه إلى ضرب زوج أخته ثم هدأ قليلاً.
وطلب الخليفة عمر بن الخطاب من أخته أن يقرأ ما كانا يقرأنه، فرفضت قبل أن يتوضأ.
ثم توضأ وجلس ليقرأ أول سورة طه، فهدأ قلبه ونزلت السكينة عليه.
فخرج عمر بن الخطاب مسرعاً نحو مكان تواجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففتح حمزة الباب له.
فسُأل عمر بن الخطاب عن سبب قدومه، فقال أنه يود دخول الإسلام.
فنطق عمر بن الخطاب الشهادتين قائلاً: (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله).
ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته مهللين.
وكان إسلامه خيراً وفتحاً على المسلمين أجمعين.
قد يهمك: بحث عن عمر بن الخطاب حياته
خلافة عمر بن الخطاب
كانت الفترة التي تولى فيها عمر بن الخطاب الخلافة مختلفة بعض الشيء عن الفترة التي كانت في عهد أبي بكر الصديق.
مما دفعه إلى تغيير بعض الأمور في الدولة، حيث قام بتعيين بعض القضاة حتى يقوموا بالفصل بين المسلمين حين ينشأ خلاف بينهم.
ويرجع ذلك إلى اتساع الدولة الإسلامية والفتوحات التي حققها في البلاد الأخرى.
فقام بتعيين (أبا موسى الأشعري) ليكون قاضي على البصرة، أما على مصر فقام بتعيين (قيس بن أبي العاص).
كان عمر بن الخطاب يتصف بالعدل والأمانة والتواضع، فلم يفرق بين نفسه وبين باقي المسلمين.
بل كان يخرج ليلاً لتفقد أحوال المجتمع ويسألهم عن احتياجاتهم ورغباتهم.
كما كان يعقد العديد من الاجتماعات ليأخذ برأي الناس في أمور البلاد وفي الأمور التي تخصهم.
فكان يسأل عن رأي كلاً منهم فإذا قدم أحداً منهم رأياً أفضل من رأيه وله فائدة ونفع على المسلمين كان يقوم بتنفيذه.
كما ازدادت الأموال في عهده، مما دفعه إلى إنشاء بين مال للمسلمين، كما قام بإنشاء الدواوين ودونها.
ويرجع السبب وراء إنشاءه للدواوين، خوفه الشديد على أموال المسلمين من الضياع.
فازدهرت البلاد في عهد خلافته، فعمل دائماً على تطويرها وتقدمها، فأصبحت لها القدرة على استيعاب الكثير من الحضارات.
استشهاد عمر بن الخطاب
قام الخليفة عمر بن الخطاب بالسماح للمسلمين فقط بالدخول إلى المدينة، وذلك خوفاً عليهم من غير المسلمين.
ولكنه قام بالسماح لبعض الفرس الذين كانوا تحت الحكم الإسلامي بالدخول إلى هناك.
وعلى الرغم من ذلك كانوا دائمي الحقد على المسلمين، مما دفع (أبو لؤلؤة المجوسي) بالدخول إلى هناك.
بحجة أنه يتمكن من القيام ببعض المهن والصناعات وكان ذلك بأمرٍ من (المُغيرة بن شُعبة).
فبدأ (أبو لؤلؤة المجوسي) بتتبع خطوات الخليفة عمر بن الخطاب، حتى تمكن في يومٍ من الأيام من الغدر به وقتله.
وكان ذلك في فجر يوم الأربعاء في العام ال23ه، أثناء تأديته للصلاة بالمسلمين وعندما سجد قام بطعنه غدراً.
حيث طُعن الخليفة عمر بن الخطاب بضع طعنات وقع على أثرهم أرضاً، ثم أخذه المسلمون ونقلوه إلى بيته.
وظل مغشياً عليه لأيام عديدة، ثم استيقظ وبعث ابنه للسيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها ليستأذنها أن يُدفن بجانب النبي.
استشهد الخليفة عمر بن الخطاب ودفن بجانب قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وقبر أبي بكر الصديق.
اخترنا لك: موضوع عن خلافة عمر بن الخطاب
وفي نهاية هذا الموضوع وبعد أن انتهينا من ذكر بعض التفاصيل المتعلقة بحياة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه على موقع مقال Mqall.org.
حيث قمنا بذكر صفاته الخلقية والخُلُقية، وكذلك إسلام عمر بن الخطاب وفترة خلافته، بالإضافة إلى استشهاده على يد المجوسي (أبو لؤلؤة).
عليكم فقط مشاركة هذا الموضوع في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.